تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

شحم قليل يُغمز ، وقد أغْمَزَتِ الناقة إغْمازاً.

الأصمعي : الغَمَزُ : الرُّذالُ من الإبل والغنم ، والضعافُ من الرجال ، يقال :

رجلٌ غَمَزٌ من قومٍ غَمَزٍ وأغمازٍ ، وأنشد :

أَخذتُ بَكراً نَقَزاً من النَّقَزْ

ونابَ سوءٍ قَمَزاً من القَمَزْ

هذا وهذا غَمَزٌ من الغَمَزْ

وقال أبو عمرو : غَمَزَ عيبُ فلانٍ ، وغمزَ دَاؤُهُ إذا ظهر ، وأنشد :

وبلدةٍ لِلدَّاء فيها غامِزُ

ميتٌ بها العِرْقُ الصحيحُ الراقِزُ

قال : الراقِزُ : الضاربُ ، يقال : ما يرقزُ منه عِرْقٌ أي ما يضرب.

وقال غيره : الغَمِيزةُ العيبُ ، يقال : ما فيه غَمِيزةٌ : أي ما فيه عيبٌ.

أبو زيد : يقال : ما فيه غَمِيزة وَلا غَمِيزٌ : أي ما فيه ما يُغمَزُ فيُعابُ به.

قال حسان :

وما وجَد الأعداءُ فيَ غَمِيزةً

ولا طافَ لِي منهم بِوَحْشِيَ صائدُ

وعينٌ غُمازةَ : معروفة ذكرها ذو الرمَّة فقال :

تَوَخَّى بها العينينِ عَيْنَيْ غُمَازَةٍ

أقَبُّ رباع أو قُوَيرِحُ عامِ

ورأيت بالسودة عيناً أخرى يقال لها عُيَيْنَةُ غُمازَةَ وقد شَرِبْتُ من مائها وأحسبُها نُسِبَتْ إلى غُمازة من وَلَدِ جريرٍ.

(أبواب) الغين والطاء

غ ط د ،  ـ  غ ط ت ،  ـ  غ ط ظ ،

ـ  غ ط ذ ،  ـ  غطث : مهملات.

غ ط ر

أهمله الليث ، وقد استعمل من وجوهه : غطر  ـ  طغر  ـ  رغط.

غطر : ابن السكيت عن أبي عمرو : الْغِطْيَرُّ : المتظاهرُ اللَّحْم المَرْبُوع ، وأنشد :

لمَّا رأَتهُ مُودَناً غِطْيَرَّا

وناظرتُ رجلاً من أهل اللغة في الغطْيَرِّ فذكر أنه الرجل القصير.

وقال ابن دريد : مرَّ يغطِرُ بيده ومرَّ يخطر.

طغر : قال ابن دريد : طَغرَ عليهم ودَغَرَ ، بمعنى واحد.

وقال غيره : هو الطُّغَرُ وجمعه طِغْرانٌ لطائر معروف.

رغط : أهمله الليث.

وقال ابن دريد : رُغاطُ : موضع.

غ ط ل

غلط  ـ  غطل  ـ  طلغ  ـ  لغط : مستعملة.

غطل : أبو العباس عن ابن الأعرابي : الغَوْطالَة ، الروضة.

٨١

قال الليث : الغَيْطَلُ والغَيْطَلَةُ : شجرٌ مُلتفٌّ أو عُشْبٌ مُلتفٌ.

أبو عبيد : الغَيْطَلُ : الشَّجر الكثير المُلْتَفُّ ، وأنشد :

فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ

كما يستديرُ الحِمارُ النَّعِرْ

أبو عبيد وغيره : الغيْطَلَةُ : البقرة الوحشية ، قال زهير :

كما استغاثَ بِسيٍّ فزُّ غَيْطَلةٍ

خافَ العيون فلم يُنظر به الحَشَكُ

وقال الليث : الغَيْطَلَةُ : جَلبة القوم وأصواتهم ، تقول : سمعتُ غَيْطَلَتُهمْ وغَيْطَلاتِهِمْ.

قال : والغَيْطَلَةُ : ازدحام الناس ، والغَيْطَلَةُ : التباس الظلام وتراكمه.

وأنشد :

وقد كسانا ليلهُ غَيَاطِلا

أبو عبيد : المُغْطَئِلّ الراكب بعضه بعضاً.

وقال غيره : أتانا فلان في غَيْطَلةٍ : أي : في زحمةٍ من الناس ، وقال الراعي :

بِغَيْطلَةٍ إذا التَفَّت علينا

نَشَدْناها المواعِد والدُّيونا

أراد مُزدحَم الظَّعَائِن يوم الظَّعن.

ثعلب عن سلمة عن الفراء قال : الغَيْطَلَةُ : الجماعة من الناس ، والغيْطَلةُ : الظُّلمة ، والغيطلةُ : الأكل والشُّرب والفرحُ بالأمن ، والغيطلةُ : المال المُطْغى ، والغيطلةُ : الأجَمَةُ ، والغيطلةُ : البقرة.

غلط : أبو عبيد : غَلِطَ الرَّجل في كلامه وغلتَ في حسابه غَلطاً وغَلَتاً.

وقال الليث : الغلَطُ : كل شيء يعيا الإنسان عن جهة صوابه من غير تعمُّد ، والأغلوطَةُ : ما يُغْلَطُ فيه من المسائل وجمعها أُغلوطاتٌ وأغاليط.

لغط : قال الليث : اللَّغَطُ : أصواتٌ مبهمة لا تفهم. يقال : سمعت لَغطَ القوم.

ابن السكيت قال الكسائي : سمعت لَغْطاً ولغَطاً ، وقد لغط القوم يلغطون لغطاً وألْغَطوا إلغاطاً بمعنى واحد ، وأنشد :

ومنهلٍ وردته التقاطا

ألم ألْقَ إذ وردتهُ فراطا

إلَّا الحمامَ الوُرقَ والغطَاطَا

فهُنَ يُلغِطْن به إلغَاطَا

وقال رؤبة :

باكرتُه قبل الغطاطِ اللَّغطِ

وقبل جُونيِّ القطا المُخَطَّطِ

وقال الليث : لُغاطٌ : اسم جبل.

طلغ : أهمله الليث ، وأخبرني أبو طاهر بن الفضل عن محمد بن عيسى بن جبلة عن شمر قال : قال الكلابيُّ : يقال : فلانٌ يَطْلَغُ المهنة ، قال : والطَّلغان أن يعْيى

٨٢

فيعمل على الكلال.

وقال أبو عدنان : قال العِتريفيُّ : إذا عجز الرجل ، قلنا : هو يطْلَغُ المهنة ، والطَّلغان : أن يعيي الرجل ، ثم يعمل على الإعياء ، وهو التّلَغُّب.

غ ط ن

أهمله الليث.

نغط : وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : النُّغطُ الطِّوال من الناس.

غ ط ف

استعمل من وجوهه : [غطف].

غطف : قال الليث : غطفانٌ حَيٌّ من قيس عَيْلانَ.

وروى الرُّواة في حديث أمِّ مَعْبَدٍ الْخُزاعيَّةِ ووصفِها النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت : في أشفاره عُطَفٌ بالعين غير معجمة.

وقال ابن قُتَيْبَةَ : سألتُ الرياشيَّ عنه فقال : لا أعرفُ العَطَفَ وأحسبُه الغَطَفَ بالغين ، وبه سُمِّيَ الرجلُ غُطَيْفاً وغطفان وهو أن تطول الأشفار ثم تَتَغَطَّفُ.

وقال شمر : الأوْطَفُ والأغطَفُ بمعنى واحد ، وهو الطويلُ هُدْب الأشفار ، والإغطافُ والإغدافُ واحدٌ.

غ ط ب

غبط  ـ  بطغ  ـ  طغب (١) : [مستعملة].

غبط : أبو عبيد عن الأحمر : غبَطْتُ الشاةَ أغبِطُها غبْطاً : إذا جسَسْتها لتنظرَ أسَمينَةٌ هي أمْ مهزولة ، وأنشدنا :

إنِّي وأَتْيِي ابن غلَّاقٍ لِيَقْرِيَنِي

كغابِطِ الكلبِ يبغي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ

قال أبو عبيد : ورُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه سئلَ : هل يَضرُّ الغَبْطُ ، قال : «لا إِلَّا كما يضرُّ العِضاهَ الخَبْطُ» ففَسَّرَ الغبْطَ بالحسدِ.

وأخبرني المنذريُّ عن الحرانيِّ عن ابن السكيت أنه قال : غبَطْتُ الرَّجلَ أغبِطُه : إذا اشتهيتَ أن يكونُ لك مالَهُ وأن يدومَ له ما هو فيه.

قال : وحَسَدْتُ الرجلَ أحْسُدُهُ إذا اشتهيت أن يكونَ مالهُ لك وأن يزولَ عنه ما هو فيه ، قلت : وقد فُرِّقَ بين الغبطِ والحسدِ ، والذي أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن الغبْطَ لا يضرُّ كما يضرُّ الحسدُ ، وأن ضَرَّ الغبْطِ المَغْبُوطَ قدرُ ضَرِّ خَبْطِ الشجر لأن الوَرَق إذا خُبِطَ استخلف ، والغبْطُ وإن كان فيه طرفٌ من الحسدِ فهو دونَهُ في الإثم ، وأصلُ الحسدِ القَشْرُ ، وأصلُ الغبطِ الجَسُّ باليد ، والشجرةُ إذا قُشِرَ عنها لحاؤُها يَبِسَتْ وإذا

__________________

(١) في «التاج» (طغب): «(طوغاب) أهمله الجماعة. وقال الصاغاني : هو بلد بأرْزَنِ الرّوم من نواحي إرمينية». وفي «معجم البلدان» (٤ / ٥٠): «طوغات : مدينة وقلعة بنواحي إرمينية ...».

٨٣

خُبِطَ ورقُها تَيَبَّسَ وَعاد الورق.

وقال شمر : قال أبو عدنان : سألتُ أبا زَيدٍ الحنظَليَّ عن تفسير قوله : أيضرَّ الغبطُ ، فقال : نعم كما يضرُّ العِضاهَ الخَبْطُ ، فقال : الغبْطُ : أن يُغْبَطَ الإنسانُ وضَرَرُهُ إيَّاهُ أن تُصِيبَهُ نَفْسٌ. فقال الأبانيُّ : ما أحسنَ ما استخرجها تصيبُهُ العين فتغيِّرُ حاله كما تُغيَّر العِضاهُ إذا تَحاتَّ ورقُها ، قلت : الغبطُ رُبما جلبَ إصابةَ عينٍ بالمغبوطِ فقام مقامَ النَّجْأَةِ المحذورَةِ وهي الإصابةُ بالعين ، والعربُ تكنى عن الحسدِ بالغبْطِ.

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله : أيضرُّ الغبْطُ ، فقال : نعم كما يضرُّ الخَبْطُ ، قال : الغبْطُ : الحسدُ ، قلت : وقد فرَّق الله جل وعز بين الغبْطِ والحسدِ بما أنزله في كتابه لمن تَدَبَّره واعتبره فقال : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) الآية ، إلى قوله : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٣٢] ففي هذه الآية بيانُ أنه لا يجوز للرجل أن يتمنَّى إذا رأى على أخيه المسلم نعمةً أنعمَ الله بها عليه أن تُزْوَى عنه ويُؤْتاها ، وجائزٌ له أن يتمنَّى من فضل الله مثلها بلا ثَمَنٍ لزِيِّها عنه ، فالغبط أن يرى المغبوط في حالةٍ حسنةٍ فيتمنى لنفسه مثل تلك الحالة الحسنةِ ، من غير أن يتمنى زَوالها عنه ، وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره الله به ورضيه له ، وأما الحسد فهو أن يبغيه الغوائلَ على ما أوتي من النِّعمة والغبْطَةِ ويجتهد في إزالتها عنه بغياً وظلماً.

ومنه قوله جل وعز : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٤].

وأما قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا حَسَد إلا في اثنتين ، رجل آتاه الله قرآناً ، فهو يتلوه آناء الليل والنهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار» ، فإن أبا العباس سئل عن قوله : لا حسد إِلا في اثنتين ، فقال : معناه : لا حسد فيما يضر ، إلّا في هاتين الخصلتين وهو كما قال إن شاء الله.

وقد مضى تفسير الحسد مشبعاً في بابه ، ويقال : اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً ، ومعناه : إنا نسألُك نعمةً نُغْبَطُ بها ، وألَّا تُهْبِطنَا من الحالة الحسنة إلى حالةٍ سيِّئةٍ ، ويقال معناه : اللهم ارتفاعاً لا اتضاعاً وزيادة من فضلك لا حَوْراً ونقصاً.

الليث : ناقةٌ غَبوطٌ ، وهي التي لا يعرفُ طِرْقُها حتى تُغْبَطَ أي تجَسَّ باليد.

قال : والْغِبْطَةُ : حسنُ الحال ، يقال : هو مُغْتَبِطٌ : أي في غِبطَةٍ ، وجائز أن تقول : هو مُغْتَبَطٌ بفتح الباءِ ، وقد اغتَبَطَ فهو مُغْتَبِطٌ واغتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ ، كل ذلك

٨٤

جائز ، والاغتِبَاطُ : شكر الله على ما أفضل وأعطى ، وحمدُهُ على ما تطوَّل به وآتى ، وسرورُ العبدِ بما آتاهُ الله من فضلِه اغتِباطٌ.

الحراني عن ابن السكِّيت : أغبَطْتُ الرحلْ على ظهر الدَّابةِ إغباطاً إذا ألزمتهُ إيَّاهُ.

وأنشد لحُميدِ بن الأرْقَطِ :

وانتَسَفَ الْجَالبَ من أندابهِ

إغباطُنَا الميسَ عَلَى أصلابه

وفي حديث النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنه أغْبَطَتْ عليه الحُمَّى».

قال أبو عبيد : قال الأصمعيُّ : إذا لم تُفارق الحمى المحمومَ أياماً قيلَ : أغبَطَتْ عليه وأردمتْ وأغْمَطَتْ ، بالميم أيضاً ، قلت : فالإغباطُ يكون واقعاً ولازماً كما ترى ، ويقالُ : أغبَطَ فلانٌ الرُّكوبَ إِذا لَزمهُ. وأنشد ابن السكِّيت :

حتى ترى البَجْبَاجَةَ الضَّيَاطَا

يَمْسَحُ لما حالفَ الإغباطَا

بالحرفِ من ساعدهِ المُخَاطَا

وقال ابن شميلٍ : سيرٌ مُغْبِطٌ ومُغمِطٌ : أي دائمٌ ، قال : والمُغْبَطَةُ : الأرضُ خرجَ أصولُ بَقلها متدانيةً.

وحكي عن الطائفي أنه قال : الْغُبُوطُ : القَبَضاتُ التي إذا حصدَ البرُّ وُضعَ قبضةً قبضةً والواحدُ غَبْطٌ.

وقال أبو خيرةَ : أغبَطَ علينا المطرُ : وهو ثبوتُهُ لا يقلعُ ، بعضُه على إثر بعضٍ ، وسيرٌ مُغْبِطٌ : دائمٌ لا يستريحُ ، وقد أغْبَطُوا على ركابهم في السير وهو ألَّا يَضَعُوا الرِّحال عنها ليلاً ولا نهاراً.

أبو عبيد عن الأصمعيِّ قال : الغَبِيطُ : المركبُ الذي مثل أُكُفِ البخَاتيِّ.

قلت : وَيُقبَّبُ بشجارٍ ويكون للحرائر دون الإماءِ.

الليث : فرسٌ مُغبَطُ الكاثِبة : إذا كان مرتفعَ المنسجِ ، شُبِّه بِصَنْعَةِ الغَبِيط وهو رحْلٌ قتبُهُ وأحْنَاؤُه واحِدٌ ، وأنشد :

مُغْبَطَ الحاركِ مَحْبوكَ الكفلْ

بطغ : الحرانيُّ عن ابن السكِّيت ، وأبو عبيد عن أبي عمرٍو : بَطِغَ الْخَارىءُ بعذِرَتهِ يَبْطَغُ وبَدِغَ يبدَغُ : إذا تلطَّخَ بالعذِرَةِ.

وقال رؤبة :

لَوْلَا دَبوقَاءُ اسْتِهِ لمْ يَبْطَغِ

ويروى لم يبدَغ ، أي لم يَتَلطخْ بالعذِرَة.

أبو العباس عن ابن الأعرابيِّ : أزْقنَ زَيدٌ عمراً إذا أعانه على حمله لينهضَ به ، ومثله : أبْطَغَهُ وأبدغهُ وعدَّلَهُ وكوَّنَهُ وأسمعَهُ وأَنْآه ونَوَّاه وحوَّله ، كله بمعنى أعانه.

غ ط م

غمط  ـ  غطم  ـ  طغم  ـ  مغط : [مستعملة].

غطم : قال الليث : بحرٌ غِطَمٌ غطامِطٌ : إذا

٨٥

تَلاطَمَتْ أمواجهُ ، والغَطْمَطَةُ : التطامُ الأمواج ، وجمعهُ غطامِطُ ، وَعددٌ غِطْيَمٌ : كثيرٌ.

قال رؤبة :

وَسَطَّ من حنظلَةَ الأُسطُمّا

والعددَ الغُطَامِطَ الغِطْيمَّا

قال : والغَطْمطيطٌ : الصَّوْتُ.

وأنشد :

بطيءٌ ضِفَنٌّ إذا ما مشى

سمعتَ لإِعْفاجِهِ غَطمَيطَا

أبو عبيد عن الأصمعيِّ : الغِطَمُ : الواسعُ الْخُلقِ.

وقال أبو عبيدٍ : الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ : الصوتُ.

وقال شمر : بحرٌ غِطَمٌ ، وبحرٌ طَمٌّ ، وبحرٌ طامٍ ، كثير الماء ، وغطَامِطُهُ : كَثْرَةُ أصواتِ أَمواجهِ إذا تَلاطَمتْ وذلكَ أنكَ تسمعُ نغمةً شِبهَ غَطْ ونغمة شِبْهَ مَطْ ولم يبلُغْ أنْ يكون بيناً فَصِيحاً كذلك غَير أنَّه أشبهُ منه بغيرهِ ، فلو ضاعفتَ واحداً من النغمتينِ. قلت : غَطْغَطَ أو قلت : مَطْمَطَ ، لم يكنْ في ذلكَ دليلٌ على حكايةِ الصوتينِ ، فلما أَلفتَ بينهُما فقلت غَطْمَطَ استوعبَ المعنى فصار بوزن المضاعفِ فتمَّ وحسُنَ. وقال رؤبة :

سألتْ نواحيها إلى الأوساطِ

سيلاً كَسَيلِ الزَّبدِ الغَطْماطِ

وأنشد الفراء :

عَنَطْنطٌ تعدو به عَنَطْنَطهْ

للماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَهْ

وقال ابن شميل : غُطامِطُ البَحْرِ لجُّهُ حين يزخرُ ، وهو مُعظمُه.

طغم : قال الليث : الطَّغامُ : أوغَادُ النّاس ، تقولُ : هذا طغَامةٌ من الطغامِ ، الواحدُ والجميعُ سواءٌ ، وأنشد :

وكنتُ إذا هممتُ بِفعلِ أمرٍ

يخالفني الطغَامة للطغامِ

ويقال : بل هو أرادَ الطيرَ والسِّباعَ.

قلت : وسمعتُ العربَ تقولُ للرجل الأحْمَقِ النذلِ : طغامَةٌ ودَغَامةٌ ، والجميع الطغَامُ ؛ وفيه : طغومَةٌ وطغومِيَّةٌ : أي : حمقٌ ودناءةٌ.

مغط : قال الليث : المغطُ : مَدّكَ الشيءَ اللينَ نحو المصْرانِ.

يقال : مَغطْتُهُ فامَّغط وانْمغطَ.

وقال أبو عبيدة : فَرسٌ مُتمغِّطُ ، والأنثى مُتمغطةٌ ، والتَّمغط : أن يَمدَّ ضَيعيْه حتى لا يجد مزيداً في جَرْيه ويحتَشي رِجْلَيهِ في بَطنِه حتى لا يجد مزيداً للإلحاقِ ثم يكون ذلك منه في غير اختلاطٍ يَسْبحُ بيديه ويَضْرَحُ برجليه في اجتماع.

وقال مرة : التَّمغطُ : أن يمدَّ قوائمه ويَتمطَّى في جريه.

٨٦

وقال أبو زيد : امَّغطَ النَّهار امِّغاطاً : إذا امتدَّ ، ومَغَطَ الرجل القوس مَغْطاً إذا مدَّها بالوتَرِ.

وقال ابن شميل : شَدَّ ما مَغَّطَ في قوسِهِ : إذا أغْرَقَ في نزع الوَترِ ومدِّه ليبعدَ السهم ، ووصف عليٌّ رضي‌الله‌عنه النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «لم يكن بالطويل المُمَغَّطِ ، ولا بالقصير المتردد» : لم يكن بالطويل البائن الطول ، «ولكنه كان رَبْعةً بين الرَّجُلينِ».

وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : المُمَغَّط ، والْمُمَهَّكُ : الطويل.

غمط : قال الليث : غَمطَ النعمة والعافية إذا لم يشكرها.

وقال أبو عبيد : الغمط للناس : الاحتقار لهم والازدراءُ بهم : وما أشبه ذلك.

يقال : غمَط الناس وغمَصهم.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال لمالك بن مرارة : «الكِبرُ أن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغمِطَ الناس» ومعناه : احتقارُ الناسِ والإزْراءُ بهم.

وقال أبو عبيد : يقال : أغمَطَتْ عليه الحُمَّى وأغْبَطَتْ إذا دامت ، وأغْمطَتِ السماءُ وأغبَطتْ إذا دام مَطرُهَا.

وقال الليث : الغمطُ كالغَمْجِ ، قلت : والغَمْجُ : جَرْعُ الماء ، وهو يغامِطُ الماءُ ويُغامِجُهُ.

وقال الراجز :

غَمْجَ غماليجَ غملَّطات

ويروى غملَّجاتٍ ، ومعناهما واحداً ، وفي «النوادر» : اغتمطت فلاناً بالكلامِ واغْتططته إذا عَلَوْتهُ وقهرته ، قلت : ويكون معناه احتقرتهُ.

(أبواب) الغين والدال (١)

غ د ت ،  ـ  غ د ظ ،  ـ  غ د ذ ،  ـ  غ د ث : أهملت وجوهها.

غ د ر

غدر  ـ  غرد  ـ  دغر  ـ  رغد  ـ  ردغ : مستعملة.

غدر : قال الليث : تقول : غَدَرَ يَغْدِرُ غَدْراً إذا نقض العهد ونحوه ، ورجلٌ غُدَرٌ وغَدّارٌ وامرأةٌ غَدّارٌ وغَدّارةٌ ، ولا تقول العرب : هذا رجلٌ غُدَرُ لأن الْغُدَرَ في حدّ المعرفةِ عندهم.

وقال أبو العباس المبرّد : فُعَلُ إذا كان

__________________

(١) في المطبوعة (٨ / ٦٥) ط. الدار المصرية : «والذال» وهو وهمٌ ، وكذا في الصفحة نفسها (غذت  ـ  غذظ  ـ  غذذ) كله وهم. انظر كتاب : «تهذيب اللغة»  ـ  المستدرك على الأجزاء السابع والثامن والتاسع  ـ  للدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي (ص ١٩٣).

٨٧

نَعْتاً نحو : سُكَع وكُتَع وحُطَم فإنه ينصرف.

قال الله تعالى : (أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) [البلد : ٦].

قال : فأما ما كان منه لم يقع إلا معرفة ، نحو : عُمَر وقُثَم ولُكَعَ ، فإنه غير منصرف في المعرفة ، لأنه معدول في المعرفة ، عن عامر وقاثم في حال التسمية ، فلذلك لم ينصرف. قال أبو منصور : فأما غُدَرٌ ، فإنه نعت مثل حُطَم وهو ينصرف.

وأخبرني الإيادِيُّ عن شمرٍ : رجلُ غُدَرٌ : أي غادرٌ ورجلٌ نُصرٌ : ناصرٌ ، ورجلٌ لُكَعٌ أي لثيم نَوَّنَها كلَّها خلافَ ما قال الليث ، وهو الصواب ، إنما يُترك صرف باب فُعَل : إذا كان اسْماً معرفةً مثل عُمرَ وزُفرَ لأن فيها العِلّتَيْن الصرف والمعرفة ، وليلةٌ مُغدِرَةٌ : شديدة الظلمة ، ويقال أيضاً : ليلةٌ غَدِرةٌ : بينة الغَدَرِ : إذا كانت شديدة الظلْمةِ ، روى ذلك كلَّه أبو عبيد عن أبي عمرو.

وفي الحديث : «من صلى العشاءَ في جماعةٍ في الليلة المغْدِرةِ فقد أوجب» ، والليلةُ الْمُغدرةُ : الشديدة الظلمةِ التي تُغدرُ الناس في بيوتهم وكنِّهمْ أي تَتْركُهمْ.

ويقال : أعانني فلانٌ فأغدَرَ ذلك له في نفسي مَودّةً : أي : أبقى. وقيل : إنها سُمِّيتْ مُغدرةً لتركها مَنْ يخرج فيها في الغَدَرِ وهي الْجِرَفَةُ.

أبو عبيد عن أبي زيد : رجلٌ ثبْت الغَدَرِ : إذا كان ثَبْتاً في قتالٍ أو كلام ، اللحيانيُّ عن الكسائي ، يقال : ما أثْبَتَ غدَرَ فلانٍ : أي ما بقيَ من عقلِه.

قال : وقال الأصمعي : الْغَدَرُ : الجِحَرةُ والجِرَفة في الأرض فيقال : ما أثبتَ حجته وأقلَ زلقَه وعثارَه.

وقال ابن بزْرج : إنه لثَبْت الْغَدَرِ : إذا ناطق الرجالَ ونازعهم كان قويّاً ، والْغدر : جِرَفة الأرضِ وجراثيمها ، وفي النهر غَدَر : وهو أن يَنضبَ الماءُ ويبقى الوحل ، والغدْراءُ : الظلمة يقال : خَرجنَا في الغَدْرَاء.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «يا ليتني غودِرْت مع أصْحَابِ نُحصِ الجبَل».

قال أبو عبيدة : يا ليتني اسْتشْهدت معهم.

وقال الله جل وعز : (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً) [الكهف : ٤٩] ، أي : لا يترك ، وقد غادر وأغدر بمعنى واحدٍ. وقال الفقعسيُّ :

هل لَكِ والعَارِضُ مِنكِ غَائِض

في هَجْمَةٍ يُغْدِرُ منها القَابِضُ

وقال الليث : الغَدِيرُ مستنقعُ ماءِ المطر صغيراً كان أو كبيراً غير أنَّه لا يَبقَى إلى القَيْظ إلَّا ما يتَّخذُه الناسُ من عِدٍّ أو وَجْذٍ أو وَقْطٍ أو صِهْرِيجٍ أو حائرٍ.

٨٨

قلت : العِد : الماءُ الدائمُ الذي لا انقطاع له ، ولا يُسَمَّى الماءُ المجموع في غديرٍ أو صِهْريجٍ أو صِنْعٍ عِدّاً لأن العِدَّ ما دام ماؤُه مثلُ ماءِ العين والرَّكيَّةِ.

أبو عبيد عن الأصمعيًّ : الغَدَائرُ : الذَّوَائبُ ، واحدتُها غَديرةٌ.

وقال الليث : كلُّ عَقِيصَةٍ غَديرة.

وأنشد :

غدائرُه مستشزراتٌ إلى العُلى

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن سلمة عن الفرَّاء قال : الغَدِيرة والرغِيدةُ واحد ، وقد اغْتَدر القوم إذا جعلوا الدَّقيقَ في إِناءٍ وصبُّوا عليه اللَّبن ثمَّ رَضفوه بالرِّضاف.

وقال ابن السكيت : يُقال : على فلان غِدَرٌ من الصَّدقة : أي : بقايا منها ، وأَلْقت الشاةُ غُدُورَها ، وهي أَقْذَاءٌ وبقايا تَبقَى في الرَّحِم تُلْقِيها بعد الوِلادة.

قلت : واحدةُ الغِدَرِ غِدْرَةٌ ، وتُجْمَعُ غِدَراً وغِدَرَاتٍ.

ورَوى بيتَ الأعشى :

لها غِدَراتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ

هكذا أنشدنيه أبو الفضل ، وذَكر أنَّ أبا الهيثم أنشدهُ : غَدَراتٌ.

وقال المؤرّجُ : يقال : غَدَرَ الرجُل يَغدِرُ غَدْراً إِذا شربَ من ماء الغدير ، قلتَ : القِياس غَدِرَ الرجلُ يَغْدَرُ غَدَراً بهذا المعنى لا غَدَر ، ومِثلُه كَرِعَ إذا شَرب الكَرَعَ.

وقال اللحياني : ناقةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ إذا كانت تَخَلَّفُ عن الإبلِ في السَّوْقِ ، وبفُلان غادِرٌ من مرضٍ وغابرٌ : أي : بقيَّةٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : المغْدَرَةُ : الْبِئْرُ تُحْفَرُ في آخر الزَّرْع لتَسْقِيَ مذانبَهُ.

وقال أبو زيد : الغَدَرُ والجَرَلُ والنَّقَلُ : كلُّ هذا الحجارةُ مع الشَّجَر.

دغر : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال للنساء : «لا تُعَذِّبْنَ أولادَكُنَ بالدَّغْر».

قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : الدَّغْرُ : غَمْزُ الحَلْق ، وذلك أنَّ الصبيَّ تأخذه العُذرةُ وهو وَجَعٌ يَهِيجُ في الحَلْق من الدم فإذا دفَعَت المرأةُ ذلك الموضعَ بإِصبعِها قيل : دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً وعَدَرَتْه عَدْراً ، فهو مَعْدورٌ.

وفي حديث عليٍّ رحمه‌الله : لا قَطْعَ في الدَّغْرَة، وهي الخَلْسَة.

قال أبو عُبيد : وهي عندي من الدَّفْع أيضاً ، وإنما هو تَوثُّبُ المختلِس ودفْعُه نفسَه عَلَى المتَاع لِيخْتَلِسَهُ ، قال : ويقال في مَثلٍ : دَغْراً لا صَفّاً ، يقولُ : ادْغَرُوا عليهم ولا تُصافُّوهم.

وقرأتُ بخطِّ أبي الهيثم لأبي سعيد الضَّرِير أنه قال : الدَّغْرُ سُوء الغذاء للولَد ، وأن تُرْضِعَه أُمُّه فلا تُرْوِيه فيَبقى مُسْتَجِيعاً يَعترضُ كلَّ من لقِي فيأكلُ وَيمُصُّ ويُلقَى

٨٩

عَلَى الشَّاة فيَرْضعها وهو عذاب للصبيِّ.

وقال الليث : الدَّغْر : الاقتحام من غير تثبُّتٍ.

يقول : ادْغَروا عليهم في الحَمْلَة. قال : ولُغةٌ للأَزْدِ في لُعبة لصبيانهم دغْرَى لا صَفَّى ، أي : ادْغَروا ولا تُصافُّوا.

قال : وتقول في خُلُقه دَغَرٌ كأنه استلآمٌ.

وقال أبو سعيدٍ فيما يرُدُّ عَلَى أبي عبيد : الدَّغْرُ في الفَضِيل ألا تُرْوِيَهُ أُمُّه فَيَدْغَر في ضَرْع غيرها.

فقال عليه‌السلام للنساءِ : «لا تُعَذِّبْنَ أَولادَكُنَ بالدَّغْرِ

ولكنْ أرْوِينَهم لئلَّا يدْغَروا في كلِّ ساعة ويستجِيعوا ، وإنما أَمَر بِإروَاءِ الصِّبيان من اللبن ، قلت : والقَوْل ما قال أبو عُبيد.

وفي الحديث ما دلَّ على صحة قوله أَلَا تراه

قال لهنَ : «عليكُنَّ بالقُسْط البحريِّ فإنَّ فيه شِفاءً».

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : المَدْغَرَةُ : الحرْبُ العَضُوض التي شِعارها دَغْرَى ، ويقال دَغْراً.

ردغ : قال الليث : الرَّدَغةُ : وَحَلٌ كثير ، ومكان رَدِغ ، وارْتَدَغ الرَّجُل : إذا وَقَع في الرِّداغ قلت : وهذا صحيح.

وقال أبو زيد : هي الرَّدَغةُ ، وقد جاء رَدْغة ، قال : وفي مَثَلٍ من المُعاياة ، قالوا ضَأْن بذِي تُنَاقِضَة تقطعُ رُدغة الماءِ بعَنَق وإرْخاءٍ بسكونِ دالِ الرَّدْغةِ في هذه وَحْدَها ، ولا يُسَكِّنونها في غيرِها.

أبو عبيد عن أبي عمرو : المَرَادِغُ ما بين العُنق إلى التَّرْقُوَة ، واحدتُها : مَرْدَغة.

وقال ابن شميل : إذا سَمِن البعيرُ كانت له مَرَادغُ في بطنه وعلى فروع كَتِفيه ، وذلك أنَّ الشَّحْمَ يَتَراكبُ عليها كالأرانب الجُثُوم وإذا لمْ تكن سمينةً فلا مَرْدغةَ هُناك ، يقال : إن ناقَتك ذاتُ مَرادغَ ، وجملك ذُو مَرادِغ.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الْمَرْدَغَةُ : اللَّحْمةُ التي بين وابلةِ الكتفِ وجناجِنِ الصدرِ قال : والْمَرْدَغة : الرَّوضة البهيةُ.

وفي حديث شداد بن أَوْسٍ أنه تخلف عن الجمعة وقال : منعنا هذا الرِّدَاغ.

غرد : قال الليث : كل صائتٍ طربِ الصوت غَرِدٌ وأنشد :

غَرِدٌ يَحُكُّ ذِرَاعَه بذراعِهِ

والفعل : غَرَّدَ يُغَرِّدُ تغريداً.

أبو عبيد عن الأصمعيِّ : التَّغرِيدُ : الصوت ، والْغِرْدَةُ والْمَغْرُودُ من الكمأَة ، هكذا رواه بفتح الميم.

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : الْغَرَدُ والْمُغْرُودُ ، بضم الميم : الكمأَةُ وهو مَفعولٌ نادرٌ وأنشد :

٩٠

لو كُنْتُمو صُوفاً لكُنْتُمْ قَرَدا

أَوْ كُنْتُمو لَحْماً لَكُنْتُمْ غَرَدَا

أبو عبيد عن أبي عمرو : الْغَرَادُ : الكمأَةُ واحدتها غرادةٌ.

ويُقال : هي الغِرادُ واحدتُها غَرَدَةٌ.

وقال ابن السكيت : قال الفرَّاءُ : ليس في الكلام مفعول بضم الميم إلا مُغْرُودٌ لضربٍ من الكمأَةِ ومغفور ، واحِدُ الْمَغافير ، وهو شيءٌ ينضَحُهُ الْعُرْفُطُ حلو كالناطف ، ويقال : مُغْثُور ومُنخور للمنخر ومُعلوق لواحِدِ المعاليق.

رغد : قال الليث : عَيْشٌ رَغَد : رغيدٌ رفيه ، وتقول : قوم رَغَد ونساءٌ رغد ، وتقول : ارغادَّ المريضُ إذا عَرَفت فيه ضَعْضَعةً من غير هُزال ، والْمُرْغادُّ : الْمُتَغَيِّرُ اللون غضباً.

وقال النضرُ : ارْغادَّ الرَّجُلُ ارْغيداداً فهو مُرغادٌّ وهو الذي بدأ به الوجعُ فأنتَ ترى فيه خَمَصاً ويُبْساً وفترَةً.

أبو عبيد عن أبي زيدٍ : الْمُرْغادُّ مثل الملهاجِّ. يقال : رأيت أمر بني فلان مُرْغَادّاً.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الرَّغيدَةُ اللبنُ الحليبُ يغلى ثُمَّ يُذَرُّ عليه الدَّقيق حتى يَخْتلط فيلعقه الغلام لعقاً.

غ د ل

دغل  ـ  لغد  ـ  لدغ : مستعملةٌ.

دغل : قال ابن شميل : الدَّاغِلُ الذي يبغي أصحابه الشرَّ يُدغل لهم الشَّرَّ أي يبغيهمُ الشَّرَّ ويحسبونه يريدُ لهم الخير.

وقال الليث : الدَّغلُ دَخَلٌ في الأمرِ مفسد.

وفي الحديث : «اتَّخَذوا كِتَابَ الله دَغَلا» : أي : أدْغَلوا في التفسير ، وتقول : أدْغَلتُ في هذا الأمر أي أدخلت فيه ما يخالفه ، وكلُّ موضع يخاف فيه الاغتيال فهو دَغَل.

وأنشد الليث :

سَايَرته سَاعَةً ما بي مَخَافته

إلَّا التَّلَفُّتَ حولي هل أرى دَغَلا

وإذا دَخَلَ الرَّجل مدخلاً مريباً قيل : دَغَلَ فيه ، مثل دخول القانص المكانَ الخفيَّ يَختِل الصيد.

وقال رؤبة يذكر قانصاً :

أَوْطَنَ في الشَّجْرَاء بَيْتاً داغِلاً

وقال أبو عبيد : الدَّغَل من الشجر : الكثير الملتف.

والدَّغَاوِلُ : الغوائل ، وأنشد لصخر الهذلي ، غيره لأبي صخر :

إنْ اللئيم ولو تخلق عائد

بملاذة من غِشّه ودَوَاغل

قلت : وفي مثله يكمن اللُّصوصُ وقطَّاع الطَّريق ومن يريد اغتيال السّابلَةِ والخروج إليهم من حَيْثُ لا يحتسبونه.

٩١

وقال أبو عبيد : الدَّغَلُ ما استترت به.

قال الكميت :

لا عَيْنُ نَارِكَ عن سَارٍ مغمَّضة

ولا مَحَلَّتُكَ الطَّأْطَاء والدَّغَلُ

شمر عن ابن شميل : أدْغَالُ الأرض : رقتها وبُطونُها والوطَاءُ منها ، وستر الشجر : دَغَل ، والقُفُّ المرتفع ، والأكمة : دَغل ، والوادي دغل ، والغائطُ الوطيء دغل ، والجبال : أدْغال.

وقال الراجز :

عن عتَبِ الأَرْضِ وعن أدْغَالِهَا

لغد : قال الليث : اللُّغدودان : باطِنَا النَّصِيل بين الحنكِ وصفقِ العنقِ ، وهو اللُّغد والألغَاد وأنشد :

إيها إليك ابن مرداس بقافية

شنعاءَ قد سكنَت منك اللغاديدا

وقال أبو عبيد : الألغادُ : لَحَماتٌ تكونُ عند اللهواتِ واحدُها لُغْدٌ وهي اللَّغانينُ ، واحدها لُغْنُونٌ.

وقال أبو زيد : اللُّغْدُ : منتهى شحمة الأذنِ من أسفلها وهي النَّكَفَةُ.

قال : واللُّغانين لحمٌ بين النَّكَفَتَيْنِ واللسان من باطنٍ ويقال لها من ظَاهرٍ لَغاديدُ واحدها لُغدُودٌ وَوَدَجٌ ولُغنُونٌ.

وقال غيره : اللُّغدُ أن تُقيم الإبلَ على الطريق ، وقد لَغدَ الإبلَ وجادَ ما يَلْغدُها منذ الليل أي : يُقيمُها للقَصْدِ والصَّوْبِ.

وقال الراجزُ :

هل يُورِدَنَّ القومَ ماءً بارداً

باقي النسيمِ يَلْغدُ الْمَلَاغِدَا

ويُرْوَى اللّوَاغدَا.

لدغ : قال الليث : اللَّدْغُ بالنّابِ ، وفي بعضِ اللُّغاتِ تَلْدَغُ العقربُ.

وقال أبو خيرة : اللَّدْغَةُ جامعة لكلِّ هامَّةٍ تلدغُ لدْغاً ، ورجلٌ لَديغٌ وامرأةٌ لديغٌ قال : والسليم اللَّديغُ.

وقال غيره : أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أرسلتُ إليه حَيَّةً تَلْدَغُهُ.

غ د ن

غدن  ـ  ندغ  ـ  دغن : مستعملة.

غدن : قال الأصمعي وغيره : الغَدَنُ : سعَةُ العيشِ ونعمةٌ واسترخاءٌ.

وقال عمر بن لَجَأ :

ولم تُضِعْ أولادها من البَطَنْ

ولم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ

أي : على فترةٍ واسترخاء.

وقال شمر : المُغْدَوْدِنَةُ : الأرضُ الكثيرةُ الكَلإِ المُلْتَفَّةُ ، يقال : كَلأٌ مُغْدَوْدِنٌ : أي : ملتفٌّ.

وقال العجاج :

مُغْدَوْدِنُ الأرْطَى غَدانيُ الضال

٩٢

وقال رؤبة :

وَدَغْيَةٌ من خَطِلِ مُغْدَوْدِنِ

وهو المسترخي المتساقطُ ، وهو عيبٌ في الرجل.

أبو عبيد : المُغْدَوْدِنُ : الشعرُ الطويلُ.

وقال حسان بن ثابتٍ يَصِفُ امرأةً :

وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً

إذا ما تَنُوءُ به آدَها

وقال أبو زيدٍ : شعرٌ مُغْدَوْدِنٌ : شديدُ السواد ناعمٌ ، وأرضٌ مُغْدَوْدِنَةٌ إذا كانتْ مُعشبةً وغُدَانِيُ الشبابِ : نعمته.

وقال رؤبة :

بعدَ غُدَانيِ الشبابِ الأبلهِ

وفلانٌ في غُدُنَّةٍ من عيشه : أي في نعمةٍ ورفاهية.

وقال ابن دُرَيْدٍ : الغِدَانُ : القضيب الذي يُعَلَّقُ عليه الثيابُ بلغة اليمن.

دغن : قال الليث : يقال للأحمقِ دُغَةٌ ودُغَيْنَةٌ ، ويقال : كانت دغة امرأة حمقاء.

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : دَجَنَ يومُنا ودَغَنَ ، ويومٌ ذُو دَجْنٍ ودَغْنٍ.

ندغ : قال الليث : النَّدْغُ شبهُ النَّخْسِ والمُنادَغَةُ شبه المُغَازَلَةِ.

وقال رؤبة :

لَذَّتْ أحاديثُ الغَوِيِ المُنْدِغ

ويقال للبركِ المِنْدَغَةُ والمِنْسَغَةُ ، رواه سلمة عن الفراءِ ، والنَّدْغُ والسَّعْتَرُ البَرِّيُّ والسِّحاءُ نَبْتٌ آخرُ ، وكلاهما مَرْعًى للنَّحْلِ.

وكتب الحجّاج إلى عامله على الطائِفِ أن أرسلْ إليَّ بِعَسَلٍ أخضرَ في السِّقاءِ أبيضَ في الإناءِ من عسلِ النَّدْغِ والسِّحاءِ، والأطبّاءُ يزعمونَ أن عسلَ الصَّعْتَرِ أمتنُ العسلِ وأشَدُّهُ حرارةً ولزجاً.

غ د ف

غدف  ـ  فدغ  ـ  دفغ  ـ  دغف : مستعملة.

غدف : قال الليثُ : الغُدْفَةُ لباسُ الفُولِ والدَّجْرِ وهو اللُّوبياءُ وأشباههما.

وقال أبو عبيد في حديثٍ رواه بإسنادٍ له أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أغْدَفَ عَلَى علِيّ وفاطمة سِتْراً.

قال أبو عبيد : أغْدَفَ عليه ستراً : أي : أرسله.

وقال عَنْتَرَةُ :

إِنْ تُغْدِفي دُوني القِناعَ فإنَّني

طَبٌّ بأخْذِ الفَارِسِ المستلئِمِ

وأغدفَ الليلُ سدوله ، إذا أرْسلَ سُتُورُ ظُلْمَتِهِ ، وأنشد :

حَتَّى إذا الليلُ البهيمُ أغْدَفا

وفي حديث آخر : «لَقلب المؤمن أَشَدُّ ارتكاضاً على الخطيئة من العُصْور حين

٩٣

يُغْدَفُ به» ، أرادَ حين يُطْبَقُ عليه الشِّباكُ لِيُصادَ فيضْطَرِبُ ليُفْلِتَ.

وقال الليث : الغُدافُ : غُرابُ القَيْظِ الضخم الوافي الْجَناحَيْن ، قال : والشَّعرُ الطَّويلُ الأسودُ يسمَّى غُدافاً.

قال رؤبة :

رُكِّبَ في جَناحِكِ الغُدافِ

من القُدامَى ومن الخوافي

ويقال : أَسْوَدُ غُدافِيٌ : إذا كان شديد السَّوَادِ.

وقال غيره : القومُ في غِدافٍ من عيشتهم : أي : نعمةٍ وخِصْبٍ وسعةٍ ، واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ اغْتِدافاً : إذا أخذَ منه شيئاً كثيراً.

وقال ابن دُريد : الغادِفُ : المَلَّاحُ ، والمِغْدَفُ والغادوف : المجدافُ ، لُغَةٌ يمانيةٌ.

فدغ : قال الليث وغيره : الفَدْغُ شَدْخُ شيءٍ أجوفَ مثل حَبَّةِ عنب ونحوه.

وفي بعض الأخبار في الذَّبْحِ بالحجرِ : «إنْ لم يَفْدَغِ الحُلْقُوم فكل» ، أَرادَ إِنْ لَّمْ يُثَرِّدْهُ.

وفي حديث آخر : «إذاً تَفْدَغَ قريشٌ الرَّأَسَ» : أي تَشْدَخَ ، يقال : فَدَغَ رأسه ، وثَدغَه : أي : رَضّه وشدخه.

دفغ : أهمله الليث.

وقال أبو مالك : الدَّفْغ : حطام الذُّرَةِ ونُسَافَتُها.

رواه ابن دريد له وهو صحيح.

دغف : أهمله الليث.

وقال ابن دريد : الدَّغْف : الأخذ الكثير ، دَغَفَ الشيءَ يَدْغَفُه دَغْفاً.

غ د ب

استعمل من وجوهه : دبغ  ـ  بدغ.

دبغ : قال ابن السكيت : الدِّبغ والدِّباغ : ما يُدْبَغ بهِ الأديم ، والدَّبْغ المصدر ، يقال : دَبَغَ الدَّباغ الجِلْدَ يَدْبَغه دَبْغاً ، والدِّباغَةُ : حِرْفَة الدَّبَّاغِ.

أبو عبيد عن أبي زيد : دَبَغَ يَدبَغ ويَدبُغ ، والمَدبغةُ : الجلود التي جعِلَت في الدِّباغِ ، وموضعها ذلك مدبَغَةٌ أيضاً.

بدغ : ابن السكيت وغيره : بَدِغَ فلان بِطُمَّتِهِ يَبدَغ بَدغاً إذا تَلَطَّخَ بها ، وأنشد :

لو لا دَبوقاء استِهِ لم يَبدَغ

وقال الليث : البَدَغُ : التَّزَحُّفُ على الاسْت والقولُ هو الأول.

غ د م

غمد  ـ  دغم  ـ  مغد  ـ  دمغ : مستعملة.

غمد : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما أَحَدٌ يدخلُ الجنَّة بعَمَلِه ، قالوا : وَلا أَنْتَ يا رسولَ الله ، قالَ : وَلا أَنا إِلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنيَ اللهُ برحمتِه».

٩٤

قالَ أبو عبيد : قولُه : إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنيَ أي : إلَّا أن يُلْبِسَني ويَتَغشَّانِي.

وقال العجاج :

يغمِّد الأعداءَ جَوناً مِردَسا

قال : يعني أنه يلقي نفسه عليهم ويركبهمْ ويُغشِّيهمْ ، قال : ولا أحسبُ هذا مأخوذاً إلا من غمد السيفِ لأنك إذا أغمدته فقد ألبسته إياه وغشيته به.

وقال أبو عبيد في باب فعلت وأفعلتُ : غَمَدْت السيفَ وأغمدته بمعنى واحدٍ.

وقال ابن الكلبي : غامِدٌ : بطن من اليمن ، سمي غامداً لأنه تغمَّد أمراً فسماه ملكهم غامداً ؛ وقال :

تغمَّدتُ أمراً كان بين عشيرتي

فسماني القَيل الخَضُوري غامدا

وقال الأصمعيُّ : ليس اشتقاق غامدٍ ممّا قال ابن الكلبي ، إنما هو من قولهم : غَمَدتِ الرَّكيَّةُ غمداً : إذا كثر ماؤها.

وقال أبو عبيدة : غمدتِ البئر إذا قلَّ ماؤها.

وقال ابن الأعرابيِّ : القبيلة غامدة بالهاءِ.

وأنشد :

أَلَا هل أتاهَا عَلى نأيها

بما فَضَحت قومها غامدهْ

دغم : في «نوادر العرب» : دَغَمَ الغيثُ الأرض يَدْغمها وأدْغمَها واغتَمَطها واغتمصها : إذا غشيها وقهرها.

وقال الليث : الدَّغمُ : كسرُ الأنف إلى باطنه هَشْماً.

أبو عبيد عن أبي زيد : دَغَمَهُمُ الحرُّ يدغَمُهم دغْماً : إذا غَشِيَهُمْ ، وكذلك البرد. قال : فقد سمعتُ دَغمَهُمْ.

وقال اللحياني : يقال : أرْغَمَهُ الله وأدغَمَهُ وقال رغْماً له ودغماً شِنَّغْماً ، وفعلت ذلك على رغمهِ ودغمهِ وشِنَّغْمهِ.

وقال غيره : الإِدغامُ : إدخالُ اللِّجام في أفواه الدوابِّ.

وقال ساعدة بن جُؤَيَّة :

بِمُقرباتٍ بأيديهم أَعِنَّتُها

خُوصٍ إذا فزعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجم

قلت : وإدغامُ الحرف في الحرفِ مأخوذٌ من هذا.

وقال الليث : هو إدخال حرفٍ في حرفٍ قال : والأدغمُ : الأسودُ الأنفِ ، وجمعه الدُّغم والدُّغمانُ.

وفي «النوادر» : الدُّغام والشُّوال : وجَعٌ يأخذُ في الحلْقِ.

مغد : قال الليث : المَغْدُ : اللُّفَّاحُ.

وقال ابن الأعرابي ، فيما روى أبو العباس عنه : المَغْدُ والحدَقُ : الباذنجان.

وقال أبو سعيد : المغدُ : صمغٌ يسيلُ من السِّدرِ ، وأنشد :

٩٥

وأنتُمْ كَمَغْدُ السِّدرِ يُنظر نحوه

ولا يُجْتَنى إلا بفأسٍ ومِحْجَنِ

قال : ومَغْدٌ آخر يُشبه الخيار يؤكلُ وهو طيِّب.

وقال ابن الأعرابي : المغْدُ : النَّتْفُ ، وأنشد :

تُبارِي قُرحةً مِثل ال

وَتِيرةِ لم تكن مَغْدا

قال : مَغَدَ : نَتَفَ ، ومَغَدَ : امتلأ شباباً.

قال أبو حاتم : يقول لم تنتف فتَبْيَضّ ولكنها خلقة.

وقال الليث : الفصيلُ يَمْغَدُ الضَّرع مغْداً وهو تناولهُ ، وبعير مَغْدُ الجسم : تارٌّ لَحِيمٌ.

سلمة عن الفراء : مَغَدَ فلانٌ في عيشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مغداً.

وقال أبو عمرو : شباب مغدٌ وعيشٌ مغدٌ :

ناعمٌ ، وأنشد :

وكان قد شَبَّ شباباً مَغْدا

وقال النضر : مَغَدَهُ الشباب وذلك حين استقام فيه الشباب ولم يَتَنَاهَ شبابُه كله ، وإنه لَفِي مَغْد الشباب ، وأنشد :

أراهُ في مَغْدِ الشباب العُسْلُجِ

وقال غيره : مَغَدَ الرَّجل جاريته يَمْغَدها إذا نكحها.

أبو عبيد عن أبي عمرٍو : أمْغَدَ الرَّجل إمغاداً : إذا أكثر من الشراب.

وقال أبو زيد : مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعمٌ إذا غذاهُ عيشٌ ناعمٌ.

وقال أبو مالك : مَغَدَ الرجل والنَّباتُ وكل شيء إذا طال.

دمغ : قال الليث : الدَّمْغُ : كسرُ الصَّاقُورة عن الدِّماغ ، قال : والقهرُ ، والأخذ من فوق دَمْغٌ كما يدمَغُ الحقُّ الباطل ، قال : والدَّامغةُ طلعةٌ بين شَظِيَّات قُلبها طويلةٌ صُلبةٌ إن تُركت أفسدت النخلةَ ، فإذا علم بها امْتُصِخَتْ.

أبو عبيد عن الأصمعي : يقال للحديدة التي فوق مُؤخرة الرَّحْلِ الغاشيةُ.

وقال بعضهم : هي الدامغة.

وقال ذو الرُّمَّة :

فرُحنا وقمنا والدَّوامِغُ تَلْتَظِي

عَلَى العين من شمسٍ بطيءٍ زوالُها

وقال ابن شميل : الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤُوس الأحناء من فوقها ، واحدتها دامغةٌ ، وربما كانت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أسراً شديداً وهي الخذاريفُ واحدها خُذروفٌ وقد دَمَغَتْ المرأة حويَّتها تدمَغُ دمغاً.

قلت : إذا كانت الدَّامغةُ من حديد عُرِّضت فوق طرفي الْحِنْوَيْن وسُمِّرت بمسمارين والخذاريفُ تُشَدُّ على رُؤوس العوارض

٩٦

لئلا تنفكَّ.

أبو العباس عن عمرو عن أبيه ، يقال : أحوَجْتهُ إلى كذا وأحرجتهُ وأدغمتهُ وأدمغتهُ وأجلدتهُ وأزأَمْته بمعنى واحد.

(أبواب) الغين والتاء

غ ت ظ ،  ـ  غ ت ذ ،  ـ  غ ت ث : مهملات.

غ ت ر

استعمل من وجوهها : تغر.

تغر : قال الليث : تَغِرَتِ القدرُ تَتْغَرُ ، تَغَرَاناً ، وتَغَرَانُها : غليانها. وأنشد :

وصهْباءَ مَيْسَانِيَّة لم يقُمْ بها

حنيفٌ ولم تَتْغَرْ بها ساعةً قِدْرُ

قلت : هذا تصحيف ، والصواب نَغِرَتِ القدرُ بالنون ، وستراه في باب الغين والنون إن شاء الله ، وأما تَغِرَ بالتاء فإن أبا عبيدٍ روى عن الأموي في باب الجراحِ قال : فإن سال منه الدَّم قيل : جُرح تغار بالتاءِ والغين.

قال : وقال غيره : جُرحٌ نعَّارٌ بالنون والعين.

وروى أبو عمرو عن ثعلب عن ابن الأعرابي : جرحٌ تَغَّارٌ ونَعَّارٌ فجمع بين اللغتين فصحَّتا معاً.

غ ت ل

استعمل من وجوهه : غلت  ـ  لتغ.

غلت : قال أبو العباس عن ابن الأعرابي : الغَلْتُ : الإقالة في الشراء أو البيع ، قال : وغَلْتَةُ الليل : أوَّلُه ، وأنشد :

وجِيء غَلْتَةً في ظلمة الليل وارتحل

بيوم مُحاق الشهر والدَّبران

قال : غَلْتَةً : أول الليل.

أبو عبيد : الغَلَتُ في الحساب والغلط في الكلام.

وفي حديث ابن مسعود : لا غَلَتَ في الإسلام.

وقال الليث : غَلِتَ في الحساب غَلَتاً ، ويقال : غَلِطَ في معنى غَلِتَ ، والغَلَط في المنطق ، والغَلَتُ في الحساب ، وقال رؤبة :

إذا اسْتَدَرَّ البَرِم الغَلُوتُ

الغلوت (١)] الكثير الغَلَط ، قال : واستداره : كثرة كلامه.

لتغ : قال ابن دريد : اللَّتْغُ : الضرب باليد ، لَتَغَهُ لَتْغاً.

غ ت ن

استعمل من وجوهه : نتغ.

نتغ : قال الليث : أنْتَغَ إنْتَاغاً : إذا ضَحِكَ

__________________

(١) سقط من المطبوع ، والزيادة من «اللسان» (٢ / ٦٤) (غ ل ت).

٩٧

ضحك مُسْتَهْزِىءٍ ، وأنشد :

لمَّا رَأَيتُ الْمنتِغِينَ أَنتغُوا

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيِّ قال : الإِنْتاغُ : أن يخفيَ ضحكَه ويظهرَ بعضَه.

وقال ابن دُريدٍ : رجلٌ مُنْتِغٌ : عَيَّابٌ وقد نَتَغَهُ.

غ ت ف

[فتغ] قال ابن دريد : الْفَتْغُ والْفَدْغُ : الشَّدْخُ.

غ ت ب

استعمل من وجوهه : تغب  ـ  بغت.

بغت : قال الليثُ : البَغْتُ والبَغْتَةُ ، وقد باغَتَهُ إذا فاجَأَهُ. وأنشد :

ولكنهمْ بانُوا ولمْ أدْر بَغْتَةً

وأفْظَعُ شيءٍ حين يَفْجؤكَ البَغْتُ

وقال الله جلَّ وعزَّ : (أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) [الأنعام : ٤٤] ، أي : أخذناهمْ فجأَةً.

تغب : قال الليث : التَّغَبُ والْوَتَغُ : الْهلاكُ.

أبو عبيد عن الكسائيِّ : تَغِبَ يَتْغَبُ تَغَباً : إذا هَلكَ في دين أوْ دنيَا ، وكذلِكَ الْوَتَغُ.

وفي الحديثِ : «لا تُقبلُ شَهادةُ ذي تَغْبةٍ» وهوَ الفاسِدُ في دينهِ وعملهِ وسوءِ فِعْلِهِ.

أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيِّ : يقال لِلقَحْط تَغْبَةٌ وللجُوعِ الْيَرْقُوع تَغبَةٌ.

غ ت م

استعمل من وجوهه : غتم  ـ  غمت.

غتم : قال الليث : الْغُتْمَةُ : عُجْمةٌ في المنطقِ ، والأَغتَمُ : الذي لا يُفصحُ شيئاً ، رَجلٌ أَغتَمُ وغُتْميٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : لبنُ غُتْميٌ وهو الثَّخينُ الذي لا صوتَ له إذا صببتُه.

الحرانيُّ عن ابن السكِّيت : قال : الغتْم : شِدَّة الحرِّ والأخذُ بالنفسِ وأنشد :

حَرَقَّهَا حَمْضُ بِلَادٍ فِلِ

وغتْمُ نَجْمٍ غير مُسْتَقِلِ

وقال غيرُه : أغتَمْ فُلانٌ الزِّيارةَ إذا أَكثرها حتى يُملَّ.

أبو العباس عن ابن الأعرابيِّ : الْغُتْمُ : قِطَعُ اللبنِ الثِّخانُ ومنه قيلَ للثَّقيلِ الرُّوحِ غُتْمِيُ ، ويقالُ للذي يجدُ الْحَرَّ وهو جائعٌ مَغْتُومٌ.

غمت : أبو عبيد عن الكسائيِّ : غَمَتَهُ الطَّعامُ يَغمِتُهُ.

وروى سلمةُ عن الفرَّاء : قالت الدُّبَيْريَّةُ : الغَمَتُ والغتَمُ : التُّخمَةُ.

وقال شمر : يقالُ : غَمَتَهُ الْودَكُ يَغْمِتُهُ غَمْتاً إذ صيرهُ كالسكرانِ وغمَتَهُ إذا غطَّاهُ.

وقال ابن دُريدٍ : غمَتَهُ في الماءِ إِذَا غَطَّهُ فيهِ.

٩٨

(أبواب) الغين والظاء

غ ط ذ ،  ـ  غ ط ث ،  ـ  غ ظ ر

أهملت وجوهها.

غ ظ ل

استعمل من وجوهها : غلظ.

غلظ : قال الليث الغِلَظُ : مصدرُ قولك غَلُظَ الشيءُ يَغْلُظُ غِلَظاً في الْخِلقةِ ، واسْتَغلَظَ النَّباتُ والشجرُ وأغْلَظْتُ الثوبَ وغيرهُ إذا وجدتُه غليظاً ، واسْتَغلَظْتُ الثَّوْبَ إذا تركتُ شِراءَهُ لِغِلَظِهِ ، وتغْلِيظُ اليمين : تشديدُهَا وتوكيدُهَا ، ورجلُ غَلِيظٌ : فَظٌّ ذُو غُلْظةٍ وغِلْظَةٍ وغَلْظَةٍ ثلاثِ لُغاتٍ. قاله الزجَّاجُ في قول الله : (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) [التوبة : ١٢٣] ، ومَاءٌ مُرٌّ : غَلِيظٌ ، وأرضٌ غَلِيظةٌ إذا كان فيها وعُوثَةٌ وكانَتْ ذاتَ حَصى مُحَدَّد.

ويقال : غَلَّظَ فلانٌ لفُلانٍ القَولَ وأغْلَظَ له القولَ واسْتَغلَظَ الشيءُ إذا صارَ غليظاً.

ومنه قوله : (فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) [الفتح : ٢٩] ، وهذا لازمٌ غيرِ واقعٍ ، والدِّية الْمغَلَّظَةُ. قال الشافعيُّ : تَغْلِيظُ الدِّية في العمْدِ المحضِ والخطأ العَمْدِ ، وفي القتلِ في الشَّهْرِ الحرام والبلد الحرام وقتلِ ذي الرَّحمِ وهيَ ثلاثُونَ حِقَّةً من الإبل وثَلاثون جَذَعةً وأربعونَ ما بينَ ثنيةٍ إلى بازِلِ عامِها كلَّها خَلِفة ، وَدِيةُ الخطأ المَحضِ مخفَفَّةٌ تقسَّمُ أخْماساً.

غ ظ ن

استعمل من وجوهها : غنظ.

غنظ : الليث : الْغَنْظ : الهمُّ اللازمُ ، تقول : إنَّه لمغْنُوظٌ : مهمومٌ ، وقد غنظهُ هذا الأمرُ يَغْنِظه وَيَغنُظهُ لُغتان ، وقال : وَغَنظتهُ وأغْنظتهُ لغتان : إذا بلغت منه الغَمَّ.

ويروَى عن عمر بن عبدِ العزيز أنه ذكَر الموت فقالَ : غَنْظٌ ليسَ كالْغَنظ ، وكَظٌّ ليس كَالْكَظِّ.

وقال أبو عبيد : الْغَنظ هوَ أشدُّ الكربِ ، قالَ : وكانَ أبو عبيدة يقول : هوَ أن يشرفَ الرجل على الموْتِ منَ الكربِ ثمَّ يفلِتَ منه.

يقال : غَنظتُ الرَّجلَ أغْنظه غنظاً إذا بلغتَ به ذلكَ ، وأنشد :

ولقد لَقِيتَ فوارِساً من رَهطِنَا

غَنظوكَ غَنظَ جَرَادَة الْعيّار

غ ظ ف ،  ـ  غ ظ ب ،  ـ  غ ظ م

أهملت وجوهها.

(أبواب) الغين والذال

قال الليثُ : أهملت الغينُ والذالُ مع الحروفِ التي تَليها في الثلاثيِّ الصحيحِ إلَّا مع اللامِ ومع الميمِ.

غ ذ ل

استعمل من وجوهه : ذلغ.

٩٩

ذلغ : قال ابن بزرج : ذلِغَتْ شفتهُ تذْلَغُ ذَلغاً إذا انْقَلَبَتْ ، ويقال لِذكَرِ الرَّجل : أذلَغُ وأذلغِيٌ.

وأنشد أبو عمرٍو :

واكْتشفتْ لنَا شىءٍ دَمَكمكِ

عن وَارمٍ أكْظَارهُ عَضَنَّكِ

فَدَاسَها بأَذلغيٍ بَكْبَكِ

قالَ : ويقال : له مِذْلَغ أيضاً ، وأنشد :

فَشَامَ فيها مِذْلغاً صُمادِحَا

فصرختْ لقدْ لقيت ناكِحَا

رَهزاً دِرَاكاً يحطمُ الجَوَانِحَا

قلت : والذكر يسمى أذلَغَ إذا اتمهلَّ فَصارَتْ تومة الحشفة كالشفة المنقلبةِ.

وقال ابنُ دريد : رجلٌ أذلَغُ غليظ الشفتين.

قال : وقال رجل من العربِ : كان كثيرٌ أُذيلغَ ؛ لا ينال خِلْفَ النَّاقةِ لِقصره.

وفي «نوادر الإعراب» : دَلغْت الطعامَ وذلغته : أي أكلته ومثله اللُّغْف.

غ ذ م

استعمل من وجوهه : غذم.

غذم : قال الليث : الْغذْمِ : الأكل بجفاءٍ وشِدّة نهم ، وقد غَذِمت أغْذَم غذماً.

قال : وَالْغُذَم من اللبن شيءٌ كثيرٌ ، واحدتها غُذْمة ؛ وأنشد :

قد تركتْ فصيلها مكرَّماً

ممّا غذته غُذَماً فغُذَما

ويقال للحُوَارِ إذا امْتَكَّ ما في ضَرْع أُمِّهِ قد غَذَمَهُ واغتَذَمَه ، وأصابوا مِن معروفِه غُذَماً ، وهو شيء بعدَ شيء.

أبو عبيد عن الأصمعيِّ : الغذَمُ : نبتٌ.

قال القطاميُّ :

في عَثْعَثٍ يُنبِت الحوذانَ والغَذَما

وقال شمر : الغذِيمةُ كل كلأٍ ، وكلُّ شيء يركبُ بعضه بعضاً ، ويقال : هيَ بقلةٌ تنبتُ بعد مسير الناس من الدار.

أبو عبيد عن الأصمعي ، إذا أكثرَ منَ العطيةِ قيل : غَذَمَ له وقذَمَ له وغثم له.

قال : وقال الأحمرُ : اغْتذَمَ الفصيلُ ما في ضرع أمِّه إذا شَرِبَ جميعَ ما فيه وقال غيره : كل ما أمكنَ منَ المَرْتَع فهوَ غَذِيمةٌ.

وأنشد :

وجَعَلَتْ لا تجِدُ الغَذَائما

إلّا لَوِيّاً ودَوِيلاً قاشِما

ورُوي عن أبي ذر أنه قال : عليكم معاشرَ قُريشٍ بدُنياكم فاغْذَموها.

قال أبو عبيد : قال الأصمعيُّ : الغَذْمُ الأكلُ بجفاءٍ وشدّة نَهَمٍ وقد غَذِمتُ أغذَمُ غَذْماً. وأنشده الرياشيُّ :

تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْه الْخَبِ

١٠٠