تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

والشراء ، وغبِيتُ الرجل أَغْبَاه أشَدَّ الغِباءِ ، وهو مِثل الغَبْن.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : أصلُ الغَبْنِ : ثَنْيُ الشيءِ من دَلْوٍ أو ثوبٍ ليَنقُص من طوله.

قال : وسُئل الحسن عن قول الله : (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) [التغابن : ٩] فقال : غَبَنَ أهلُ الجنَّة أهلَ النار : أي : استَنقصوا عقولهم باختيارهم الكفر على الإيمان.

ونظر الحَسن إلى رجُل غبَن آخرَ في بيعٍ فقال : إنَّ هذا يَغْبِنُ عقلَك.

قال أبو العباس : أي : يَنقُصُه.

وقال ابن الأعرابي : غبِنْتَ رأْيك : أي : نسِيتَه وضيَّعته ، وأنشد :

غَبِنْتم تتابُعَ آلائِنا

وحُسنَ الجِوار وقُرْبَ النَّسب

وقال ابن شميل : يقال : هذه الناقةُ ما شِئتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكرَماً غير أنها مغبُونةٌ أي لا يُعلَم ذلك منها ، وقد غبَنوا خبرها ، وغبنوها : أي : لمْ يَعلموا عِلمها ، والغَبْن : النِّسيان ، وغَبِنْتُ كذا من حقِّي عند فلان أي نسِيتُه وغلِطتُ فيه.

غ ن م

غنم  ـ  غمن  ـ  نغم  ـ  نمغ : مستعملة.

غنم : قال الليث : الغنَمُ : الشَّاءُ ، تقولُ : هذه غنَمٌ لفظٌ للجماعة ، فإذا أَفْرَدْتَ الواحدة ، قلتَ شاةٌ.

وقال غيره : تقولُ العرب : تَروحُ على فلان غنَمان : أي : قطِيعَان ، لكلِّ قَطيعٍ راعٍ عَلَى حِدَةٍ ، وكذلك تَروحُ عليه إِبِلان : أي إبلٌ هاهُنا ، وَإبل ، هاهنا ، وغنَمٌ مُغَنَّمةٌ : إذا كانت للقِنْيَةِ مجموعةً.

وقال الليث : الغُنْمُ : الفوز بالشيء من غير مشقّة ، والاغتنام : انتهازُ الغُنم ، يقال : اغتنم الفُرصة وانتَهزها بمعنى واحد ، والغَنيمة : الفَيْءُ ، قلت : الغنيمةُ ما أُوجِفَ عليه بالخيل والرِّكاب من أَموال المشركين وأُخذ قَسْراً ويجب فيها الخُمس لِمن قسَمه الله له ، ويُقْسمُ أربعةُ أخمَاسها لمن حضر الوقْعة ، للفارس ثلاثة أَسهم ، وللرَّاجِل سهمٌ واحد.

وأما الفَيْءُ فهو ما أَفاءَ الله من أموال الكفار على المسلمين بلا حرْبٍ ولا إيجافٍ عليه بخيْل وركابٍ ، وذلك مِثل جزية الرُّؤُوس وما صُولِحوا عليه من أموالهم فيجبُ فيه الْخُمس أيضاً لمن قسَمه الله ، والباقي يوضَع في بيت مال المسلمين لسَدِّ ثَغْرٍ وإعداد سلاحٍ وخيْرٍ وأَرْزاق لأَهْل الفيْءِ من المقاتِلين والقُضاة وغيرهم ممَّن يَجري مَجْراهم.

وقال الكسائي : غنَمٌ مُغَنَّمة ، وإبِلٌ مُؤَبَّلة : إذا أُفْرِدَ لكل منها راعٍ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال : غُنَاماكَ

١٤١

وغُنْمُكَ أن تفعل ذاك ، كقَولِك قُصاراك وقَصْرُكَ وحَبابُك وشبابُك ، معْناه كلُّه غَايتُك.

نغم : قال الليث : النَّغْمَةُ : جَرْسُ الكلمةِ وحُسنُ الصَّوت في القراءة ، تقول : ما نَغَم بكَلمة.

أبو عبيد عن الكسائيِّ وأبي زيد : قد نَغَمْتُ أنْغَمُ وأَنغِم نَغْماً ، وهو الكلام الخفِيُّ.

وقال الأَصمعيُّ : إنَّه ليَتَنَغَّمُ بشيء ويتنسَّمُ بشيءٍ وينسم بشيءٍ : أي : يتكلَّم به.

نمغ : قال الليث : التَّنْميغُ : مَجْمَجَةُ سَوادٍ وحُمْرَةٍ وبياضٍ ، ورجُل منَمَّغُ الخَلْق ، قال : والنَّمَغَةُ : ما تَحرَّك من الرَّماعة.

أبو عبيد ، عن الفراء : النَّمَغَةُ : رأْسُ الجبَل.

وقال المفَضَّلُ : هي من رأس الصَّبِيِّ الرَّماغَةُ.

وقال ابن الأعرابيِّ : يقال لرأس الصّبيِّ قبلَ أن يشتدَّ يافُوخُه : النَّمَغَةُ والغاذَّةُ والغَاذِيَة.

غمن : يقال : غَمن الجلدَ وغمَلهُ إذا جَمعه بعد سلْخِه وترَكهُ مَلفوفاً حتى يَسْتَرخِي صُوفُه ، والغُمْنةُ : الغُمْرَة التي تَطْلِي بها المرأة وَجْهَها.

قال الأغلبُ :

لَيسَتْ مِن اللّائيِّ تُسَوَّى بالْغُمَن

ويقال : الغُمْنةُ : السَّبِيذاجُ.

[(أبواب) الغين والفاء]

غ ف م

استعمل : من وجوهه : فغم.

فغم : قال الليث : فغَمَ الورْد : إذا انفَتج ، والرِّيحُ الطَّيِّبَةُ تَفْغَمُ المزْكوم وتَسدُّ خياشيَمه وأنشد :

نَفْحَةُ مِسْكٍ تَفْغَمُ الْمَفْغُوما

والمَصْدَرُ : الفُغُومُ.

أبو عبيد عن الأصمعي : وجدت فَوْغةَ الطيب وفَغْمَةَ الطيب ، وقد فَغمتْنِي الرائحة : إذا سَدّتْ خياشيمكَ.

قال الليث : ويقال : افْتغمَ عنه الزكامُ ، قال : وفي الحديث : «لو أن امرأةً من الحورِ العِين أَشرفَت لأفغمَتْ ، ما بين السماءِ والأرض بِريح المسكِ» أي ملأتْ ، قلت : الرِّوَاية لأفعَمَتْ بالعين ، أي لملأتْ.

يقال : أَفْعمْتُ الإناءَ فهو مفعومٌ : إذا مَلأتهُ.

ويقال : فَغِمَ الرجلُ بالشيءِ يَفغَمُ فَغَماً : إذا أولعَ به.

وقال ابن السكيت : يقال : ما أَشدَّ فغَمَ هذا الكلبِ بالصَّيدِ ، وهو ضراوتهُ ودُرْبتهُ ، وكلبٌ فغِمٌ : حَريصٌ عَلَى الصَّيْدِ.

١٤٢

قال امْرُؤُ القَيْسِ :

فَيُدْركُنَا فَغِمٌ دَاجِنٌ

سَمِيعٌ بَصيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ

وقال ابن الأعرابي : الفُغْمُ : الفمُ أجمع ويُثَقَّل فيقال : فُغُمٌ.

وقال هُدْبةُ :

والله ما يَشْفى الفؤادَ الهائِما

نَفْثُ الرُّقى وَعَقْدُكَ الرَّتائما

ولَا اللزَامُ دون أن تُفاغِمَا

وَلا الفِغَامُ دون أن تُفاقِمَا

وَتَعْتَلِي القوائمُ القوائما

[باب الغين والباء والميم]

غ ب م

استعمل من وجوهه : بغم.

بغم : قال الليث : بَغَمَ الظَّبْيُ يَبغَمُ بُغوماً ، وهو أرْخَمُ صَوْتِهِ.

وقال ذُو الرُّمَّةِ :

دَاعٍ ينادِيهِ بِاسم الماءِ مَبْغوم

والمبْغُومُ : الولد ، وأمُّهُ تَبغَمهُ : أي :

تَدعوهُ ، والبقرة تَبغمُ ، والناقة تَبغمُ ، وامرأةٌ بَغومٌ : رَخيمةُ للصوت ، وقوله : دَاعٍ يُناديهِ حَكى صوتَ الظَّبْيةِ إِذا صاتَتْ مَأمَاءْ ، وَداعٍ هو الصوتُ مَبْغومٌ.

يقال : بُغام مَبغومٌ كقولكَ قولٌ مَقولٌ ، يَقول لا يرفع طَرْفهُ إلَّا إذا سمعَ بُغامَ أُمِّهِ.

أبو عبيد عن الأصمعي : ما كانَ من الْخُفِّ فإنه يقال لصوته إذا بدا : البغامُ لأنه يُقَطِّعهُ ولَا يَمدُّه ، وقد بَغَمتِ الناقةُ تَبْغَمُ.

وقال غيره : التَّزَغُّم والبُغَام : الكشيش من الرُّغاءِ.

١٤٣

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب معتل حرف الغين

باب الغين والقاف

غ ق [وايء]

غيق : قال الليث : الغاقةُ والغاقُ ، وهما من طَيرِ الماءِ.

وقال الفراء : غَاقِ ، حِكايةُ صَوتِ الغُرَابِ.

يقال : سمعت غاقِ غاقِ وغاقٍ غاقٍ ، ثم يسمى الغراب غاقاً فيقال : سمعت صوتَ الغاقِ.

أبو عبيد عن الأصمعي : غَيَّقَ الرجل في رأيهِ تغييقاً : إذا اختلط فلم يثبت عَلَى رأيٍ واحدٍ ، فهو يموج.

وقال رؤبَةُ :

غَيَّقْنَ بالمكْحُولةِ السَّواجِي

شيطانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدَّاج

وقال الأصمعي : غَيَّقْنَ : مَوَّجْنَ ، والمعنى : ضَلَّلْنَ.

وقال المفضل : غَيّقَ فلانٌ ماله تغييقاً : إذا أفسده ، وغبقَ الرّجل بصره ، إذا حَيّره.

وقال العجاج :

أَذِيُّ أوْرادٍ يُغيِّقْنَ البصْر

غ ك : مهمل.

باب الغين والجيم

غ ج (وايء)]

استعمل منه : الغوْج.

غوج : قال الليث : جملٌ غَوْجٌ وفرسٌ غوجٌ : عريض الصدر ، وأنشد :

بعيد مَساف الخطو غوجٌ شَمردلٌ

يُقَطِّع أنفاس المهاري تلاتِله

وقال ابن شميل : الغوج : اللَّيِّنُ الأعطاف من الخيل.

١٤٤

وقال أبو سعيد : فَرس غوْج موْج ، وهو الواسعُ جِلْدِ الصَّدْرِ ، ويجمع الغوْج غَوجاً كما يقال جَارية خَوْد ، وجمعها خُود.

[باب الغين والشين]

غ ش (وايء)

غشا  ـ  شغا  ـ  وشغ : مستعملة.

غشا : قال الليثُ : الغِشاوة : ما غشي القلب من الطبع ، والغشاء : الغطاء ، وغاشية السرج : غطاؤه ، والرجل يستغشي ثوبَه كي لا يسمع ولا يرى ، والغاشية : السُّؤَال الذين يغشونك يرْجونَ فضلك ومعروفك ، والغاشيةُ : اسم من أسماء القيامة في القرآن ، والغِشْيانُ كنايةٌ عنْ إتيان الرّجلِ المَرْأة ، والفعلُ غَشيَها يَغشاها غِشيَاناً.

وقال الله جلَّ وعز : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) [البقرة : ٧] ، وقرىء : (غَشْوَةٌ) كأنه رُدَّ إلى الأصل لأنّ المصادرَ كلها تُرَدُّ إلى فَعْلةٍ ، والقراءةُ المختارةُ غشاوةٌ ، وكلُّ ما كان مُشتمِلاً على الشيء فهو مبنيٌّ على فِعالةٍ نحو : الغِشَاوة والعِمامةِ والعصابة ، وكذلك أسماءُ الصناعاتِ لاشتمال الصِّناعة على كلِّ ما فيها نحو الخياطةِ والقِصارةِ.

وقال الله جل وعز : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ) [هود : ٥] الآية ، قيل : إنّ طائفةً منَ المنافقين قالوا : إذا أغلقْنا أبوابَنا وأرْخينا سُتُورنا واستَغْشَينا ثيابَنا وثَنينا صدُورَنا على عداوةٍ مُحمدٍ فَكَيفَ يعلم بنا ، فأنزل الله : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)  [هود : ٥].

وقوله جل وعز : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) [يوسف : ١٠٧] ، أي : عقوبةٌ مُجَلِّلةٌ تَعُمُّهم.

وقولُ الله : (فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) [الأعراف : ١٨٩] ، كنايةً عن الجِماع ، يقال : تغشَّى امرأته وتجلَّلَها وتدثرها بمعنى واحدٍ وقيل : للقيامة غاشيةٌ لأنها تَعُمُّ الخلْقَ أجمعينَ.

وقال بعضهم : الغِشَاوةُ : جلدةٌ غُشِّيَتِ القلْبَ فإذا انخَلَعَ منها القلبُ ماتَ صاحِبُه.

وقال أبو زيد : الغَشْواء من المِغْزَى : التي يَغشى وجهَها كلَّه بياضٌ.

رواه أبو عبيد عنه ، ويقال : غُشيَ عليه فهو مغشيٌ عليه وهي الغشيَة ، وكذلك غَشْيةُ الموتِ.

قال الله تعالى : (نَظَرَ الْمَغْشِيِ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) [محمد : ٢٠] ، وغاشية الرّجُل : مَن ينتابه من زُوّاره وأصدقائهِ.

أبو عبيد عن أبي زيد ، يقال : للحديدة التي فوق مؤخرةِ الرّحْل : الغاشيةُ ، وهي الدامغةُ.

١٤٥

قال : وقال الأصمعيُّ : رماه الله بغاشيةٍ ، وهو داءٌ يأخذه في جوفه.

وأنشد شمر :

في بطنِهِ غاشيةٌ تُتَمِّمُهْ

قال : تُتَمِّمُه : تُهْلِكهُ.

وشغ : قال الليث : الوَشغُ : الوَتْحُ ، يقال : أوْشَغَ وأوتَحَ.

وأنشد :

ليْسَ كإيشاغِ القليل الموشغِ

ويقال : توَشّغَ فلانٌ بالسوء : إذا تلطّخَ به.

وقال القلاخُ :

إنِّي امرُؤٌ لم أتوَشَّغْ بالكَذِبْ

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال : أوشغَتِ الناقةُ ببَولها ، وأوزعتْ وأزغلَتْ : إذا قطعَتْه فرَمتْ به زُغْلةً زُغلةً.

ابن شميل : استَوْشغَ فلانٌ : إذا اسْتَقى بِدَلْوٍ واهيةٍ ، وهو الاسْتِيشاغُ.

شغا : قال الليث : الشغا : اختلافُ الأسنان ، رجلٌ أَشْغى ، وامرأةٌ شَغوَاءُ وشَغياء ، والشَّغْيةُ : أن يَقْطُرَ البَوْل قليلاً قليلاً.

الحرّانيُّ عن ابن السكيت قال : الشَّغا هو اختلافُ نِبْتة الأسْنان ، رجلٌ أَشْغى وامرأة شَغوَاء ، ويقال للعُقابِ شَغْواء لفَضْل مِنقارِها الأعلى على الأسفل.

وقال أبو عبيدة : سُمِّيتْ شَغواءَ لِتعقُّف في منقارها.

[باب الغين والضاد]

غ ض

(وايء) غيض  ـ  غضا  ـ  ضغو : مستعملة.

غيض : قال الليث : غاضَ الماءُ ، وهو يغيضُ غيْضاً ومغاضاً.

قال : والمَغيضُ : المكانُ الذي يغيضُ فيه ، ويقال : غيضَ ماءُ البحرِ فهوَ مغيضٌ ، مفعولٌ به ويقال غِضْتُه : أيْ : فَجَّرْتُه إلى مَغيضٍ ، والغَيضَة : الأجَمَةُ ، وجمْعها : غِياضٌ.

أبو عبيد عن الكسائي : غاضَ ثمنُ السِّلعة يَغيضُ : إذا نَقصَ ، وغضْتُه أنا في باب فعل الشيء وفعلْتُه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : يقالُ للطَّلْع : الغِيضُ والغضيضُ والإغريضُ.

وأنشد :

غيَّضْنَ من عبرَاتهنّ وقلنَ لي

ماذا لقِيتَ منَ الهوَى ولقينا

معناه : أنهنّ سَيَّلّنْ دموعَهُنّ حتى نَزَفْنَها.

غضا : قال الليث : غضَوْتُ عَلَى القَذَى : أيْ : سكَتُّ ويقال : أغضيْتُ.

قال : والإغضاءُ : إدناء الجفون.

قال لبيدٌ :

كعَتيقِ الطيرِ يُغضى ويُجَلّ

يعني : يُغضي الجفونَ مرةً ، ويُجلِّي مرة.

وقال الآخر :

١٤٦

لم يُغْض في الحربِ على قذاكا

قال : وليلٌ غاضٍ : غاطٍ ، وهوَ يغضُو غضُوّاً إذا غشي كلَّ شيء.

وقال ابنُ بُزرج : ليلٌ مُغْضٍ وغاضٍ ومقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ.

وأنشد :

عَنكُم كِراماً بالمقامِ الفاضي

أبو عبيد عن الأمويِّ : ليلةٌ غاضيَةٌ : شَديدةُ الظُّلمةِ ، ونارٌ غاضيةٌ : عظيمةٌ.

وأنشد شمر :

يخرُجْنَ من أَعْجاز ليلٍ غاضي

قلت : قولُه : نارٌ غاضيةٌ : عظيمةٌ ، أُخذ من نار الغضى ، وهو من أجْوَد الوقودِ عند العرب ، يقال : غضاةٌ وغضًى ، ويقال لِمَنبتِها : الغَضْيا.

وقال ابنُ السكيت : يقال للإبلِ الكثيرة غَضْيا : مَقْصورٌ شُبِّهتْ عندِي بمنابتِ الغضَى.

وأنشد ابنُ الأعرابي :

ومُستَخلِف من بعدِ غضيَا صُرَيمة

فأحر به من طول فقر وأحريا

أراد : وأحْرِيَنْ ، فجعل النون ألفاً ساكنة.

الحرَّانيُّ عن ابن السكيت : يقال : هذا بعيرٌ غاضٍ : إذا كان يأكلُ الغضَا ، وإبلٌ غواضٍ ، فإذا اشْتَكى من أكْلِ الغضَا قيل : بعيرٌ غَضٍ ، فإذا نسَبْتَه إلى الغضا قُلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي ، قال : غَضْيا مِثل هُنَيْدَةَ : مائةٌ من الإبل لا يَنصرفان.

قال : وأنشدني المفضَّل البيت.

ورَوى عمرو عن أبيه قال : الغَضْيانةُ : الجماعةُ من الإبل الكرام ، والغضْيا مائةٌ من الإبل ، ويقال : تغاضَيْتُ عن فلان أي تغابيْتُ عنه وتغافلْت.

ضغو : قال الليث : الضُّغاءُ : صوْتُ الذَّليل إذا شُقَّ عليه ، يقال : ضَغا يضغُو :

وأَضْغَيْتُه أنا إضْغاءً. ويقال : رأيتُ صِبْياناً يَتضاغَوْنَ : أي : يَتَباكَوْنَ.

باب الغين والصاد

[غ ص (وايء)]

غوص  ـ  صوغ  ـ  صغا  ـ  صغي.

غوص : قال الليث : الغَوْصُ : الدخول تحت الماء ، والغَوْصُ : موضع يخرج منه اللُّؤلؤُ ، والغاصَةُ : مُستخرجُوه ، والهاجم على الشيء : غائصٌ.

قلت : ويقال للذي يغوصُ على الأصداف في البحر فيستخرجها : غائصٌ وغَوَّاصٌ ، وقد غاصَ يغوصُ غوصاً ، وذلك المكان يقال له : المَغَاصُ ، والغَوْصُ : فِعْلُ الغائصِ ، ولم أسمع الغوصَ بمعنى المَغاصِ غير ما قاله الليث.

صوغ : ابن شميل : صاغ الأدمُ في الطعام يصوغُ أي : رسبَ ، وصاغَ الماء في

١٤٧

الأرض : أي : رسبَ فيها ، وصَيَّغَ فلانٌ طعامنا : أي أنقعهُ في الأُدم حتى تريَّغَ وقد روَّغه بالسَّمن وريَّغهُ وصيَّغه بمعنى واحد.

وقال الليث : الصَّوْغُ : مصدر صاغَ يصوغُ والصِّياغةُ : الحرفةُ ، والشيء مَصوغٌ.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الصِّيغَةُ : السِّهام من عمل رجلٍ واحدٍ.

وقال العجاج :

بِصِيغةٍ قد راشَها وركَّبا

قال : وقال أبو عمرو : هذا صَوْغُ هذا : إذا كان على قدره ، وهذا سَوْغُ هذا : إذا وُلِدَ على أثره.

وقال ابن بُزرج : هو سَوْغُ أخيه : ولد في أثره ، وصَوْغُهُ من فوقه ، وصَوْغُهُ من تحته ، كلٌّ يقال.

وقال آخر : هو صَوْغُ أخيه : طريده وُلِدِ في إثره مثل سَوْغِهِ.

وقال غيره : هذا شيءٌ حسن الصِّيغَةِ : أي : حسن العمل ، وفلان حسن الصِّيغَةِ : أي حسن الخِلْقَةِ ، والقَدِّ ، وصاغَ الله الخلْق يَصُوغُهم ، وصاغَ فلانٌ زُوراً وكذباً : إذا اختلَقهُ.

وفي الحديث : «هذه كَذبة صاغَها الصَّوَّاغُون» أي : اختلَقها الكذَّابون.

صغا : الليث : الصَّغا : مَيْلٌ في الْحَنَكِ أو إحدى الشَّفتين ، ورجلٌ أصْغَى ، وامرأة صَغْواءُ ، وقد صَغِيَ يَصْغَى ، وأنشد :

قِرَاعٌ تَكْلَحُ الرَّوقاءُ منه

ويعتدلُ الصَّغا منه سَوِيَّا

أبو عبيد عن الكسائي : صَغَوْتُ وصَغَيْتُ.

وقال شمر : صَغوتُ وصَغَيتُ وصَغِيتُ وأكثره صَغِيت.

وقال ابن السكيت : صَغَيْتُ إلى الشيء أصغى صُغِيّاً إذا مِلْتَ ، وصغوتُ أصغو صُغُوّاً.

قال : وقال الله : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ) [الأنعام : ١١٣] ، أي : ولِتَمِيلَ ، وأصْغَيْتُ الإناء : إذا أمَلْتُهُ ، وأنشد :

فإنَّ ابنَ أُخْتِ القومِ مُصَغًى إناؤُهُ

إذا لم يُمارس خالَهُ بأَبٍ جَلْدِ

ويقال : فلانٌ يُكْرِمُ فلاناً في صاغِيَتِهِ ، وهم الذين يميلُون إليه ويَغْشَوْنَهُ.

قال : والصَّغا : كتابتهُ بالألِفِ ، وأصغى رأْسَهُ ، ورأيت الشَّمس صَغْواء ، يريد حين مالت ، وأنشد :

صَغْواءُ قد مالت ولما تفعلِ

وقال الأعشى يصف ناقةً :

ترى عينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِهَا

تُراقِبُ كَفِّي والقطيع المُحرَّما

وقال الليث : صَغا إلى كذا يصغا : إذا مال ، وأصغيتُ إليه سَمْعي ، والإصغاءُ : الاستماع ، وصَغَتِ النُّجوم : إذا مالت للغروب.

١٤٨

وقال الأصمعي : صَغَا يَصْغُو صَغْواً وصغاً.

وسمع أبو نصر : صَغِيَ يَصْغَى : إذا مال ، وأصْغَى إليه رأسهُ وسمعهُ : أماله إليه ، ويقال للناقة : قد أصْغَتْ تُصْغِي ، وذلك إذا أمالت رأسها إلى الرَّجل كأنها تستمع شيئاً حين يَشُدُّ عليها الرحْلَ.

قال ذو الرُّمة يصف ناقته :

تُصْغِي إذا شدَّها بالكَوْرِ جانِحةً

حتى إذا ما استوى في غَرْزِها تَثِبُ

ويقال : صِغْوُ فلانٍ مع فلانٍ ، أي : ميله معه.

وأما أبو زيد فيقول : صَغْوُه وصَغاهُ وصِغْوُهُ معه ، ويقال : أصْغَى فلانٌ إناءَ فلان : إذا أماله ونقصه من حظِّه ، وكذلك أصْغَى حظَّه : إذا نقصه ، وصِغْوُ المِغْرَفَةِ : جوفُها ، وصِغْوُ البئر : ناحيتها ، وصِغْوُ الدَّلو ما تثنَّى من جوانبها.

قال ذو الرُّمة :

فجاءت بِمُدٍّ نصفهُ الدِّمْنُ آجن

كَماءِ السَّلَى في صِغْوِها يترقرقُ

وقال ابن الأعرابي :

يُعطين من فضل الإله الأسْبَغِ

آذِيَّ دُفّاعٍ كَسَيْلِ الأصْيَغِ

قال : الأصيغُ : الماء العام الكثير.

وقال غيره : الأصْيَغُ : واد ، ويقال : نهرٌ.

باب الغين والسين

غ س

(وايء) غسا  ـ  غوس  ـ  (غيس)  ـ  سوغ.

غسا : أبو عبيد ، عن الأصمعيِّ : غَسَا الليلُ يَغْسُو : أَغْسى يُغْسي : إذا أَظْلَم.

وقال ابن السكيت مثله ، وزادَ : وَغَسِي يَغْسَى ، وأنشد :

فَلمَّا غسَا لَيْلى وَأَيقنْتُ أَنها

هي الأُرَبى جاءتْ بِأُمِّ حَبَوْكَرى

وقال الليث : شيخٌ غاسٍ : قد طال عمرهُ ، قلت : هذا تصحيفٌ ، والصَّوَابُ : شيخٌ عاسٍ بالعينِ ، يقال : عَسا الشيخُ يَعْسُو.

غوس  ـ  غيس : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ يقال : يَوْمٌ غَوّاسٌ : فيه هزيمةٌ وتشليحٌ ، قال : ويقال : أشَاؤُنَا مَغَوَّسٌ : أي مُشَنَّخٌ ، وتَغْوِيسهُ : تَشْذيب سُلَّائه عنه.

وقال أبو عمرو : يقال : فلانٌ يَتَقلَّبُ في غَيْساتِ شَبابِهِ : أي في نعمةِ شَبابهِ.

وقال أبو عبيد : في غَيْسانِ شبابه.

وأنشد أبو عمرو :

بينَا الْفَتى يَخْبِطُ في غَيساتِهِ

تَقَلُّبَ الْحَيَّةِ في قِلَاتهِ

إذا أصْعدَ الدَّهْرُ إلَى عِفْرَاتهِ

فاجْتَاحَهَا بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتهِ

قلت : والنون والتاءُ فيهما لَيْسَتَا منَ الأصل ، من قال : غَيساتٍ ، فهي تاءُ

١٤٩

فعلاتٍ ، ومن قال : غَيْسانَ ، فهو نون فَعْلانَ.

سوغ : قال الليث : يقال : سَاغَ شرابهُ في حَلْقهِ سَوْغاً وسَوَاغاً ، وأساغَهُ الله ، وسَوَّغتُ فلاناً ما أصابَ.

وقال أبو عبيد : قال أبو عمرو : هذَا سَوْغ هَذا : إذا وُلدَ على أثره.

وقال المفضّلُ : هو سَوْغُهُ وسَيغُهُ بالواو والياء ، ويقال : هو أخوهُ سَوْغُهُ ، وهي أخته سَوْغُهُ : إذا لم يكن بينهما ولدٌ.

وقال اللحيانيُّ : أسْوَغَ الرَّجلُ أَخاهُ إِسْواغاً : إذا ولدَ معه ، ويقال : أساغ فلانٌ الطَّعام والشرابَ يُسِيغه.

ومنه قول الله : (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) [إبراهيم : ١٧].

وقال ابن بزرجَ : أساغَ فلانٌ بفلانٍ : أي : به تم أَمرهُ ، وبه كان نُجْحُ حاجته ، وذلكَ أنه يريد عدةَ رِجالٍ أو عدة دراهمَ فيبقى واحد به يتم الأمر ، فإذا أصابه ، قيل : أسَاغَ به ، وإن كانَ أكثر منْ ذلك ، قيلَ : أسَاغوا بهمْ.

باب الغين والزاي

غ ز

(وايء) غزا  ـ  غوز  ـ  زيغ  ـ  زغا  ـ  وزغ.

غزا : قال الليث : غزوتُ بني فلانٍ أغزوهم غزواً ، والواحدةُ غَزْوَةٌ ، وأغْزَت المرأةُ ، فهي مُغزيةٌ : إذا غَزَا زَوْجُهَا ، والغُزَّى على بناء الرُّكَّع والسُّجَّدِ.

قال الله عزوجل : (أَوْ كانُوا غُزًّى) [آل عمران : ١٥٦] ، والْمغزاةُ : موضعُ الغزْوِ ، وجمعها المغَازِي ، وتكون المَغازي بمعْنَى غَزَواتٍ ، يقال : غَزَوْتُ مَغْزًى ، وأَغْزَتِ الناقةُ فهي مُغز إذا عسُرَ لِقاحُهَا.

عمرو عن أبيه : الغزْوُ : الْقصدُ ، وكذلك الغَوْزُ ، قد غَزَاه وغَازَه غَزْواً وغَوْزاً : إذا قصدهُ ، قال : وغَزَّ فلانٌ بفلانٍ واغتزَّ بهِ واغتزَى بهِ : إذا اختصَّهُ من بين أصحابه.

أبو عبيد عن الأمويِّ : المُغْزيَةُ من الإبل التي جازتِ الحقَّ ولم تلدْ ، وحَقُّها : الوقتُ الذي ضربت فيه.

وقال الأصمعيُّ : المغْزِيةُ من الغنم التي يتأخرُ وِلادُهَا بعد الغنم بشهر أو شهرين ، لأنها حملت بأَخَرَةٍ.

وقال ذو الرُّمَّةِ : فجعلَ الإغْزَاءَ في الوحشِ :

رباعٍ أقَبُّ البطنِ جَأْبٌ مطرَّدٌ

بِلَحْييهِ صَكُ المغزِياتِ الرَّواكل

ويقال لجمع الغَازي غَزِيٌ مثل : نادٍ ونديٍّ وناجٍ ونجيٍّ للقومِ يَتناجَوْنَ.

وقال زيادُ الأعجم :

قلْ للقوافلِ والغزيِ إذا غَزَوْا

والباكِرِينَ وللمجدِّ الرَّائح

١٥٠

أبو عبيدٍ عن الكسائيِّ : ينسَبُ إلى غَزِيَّةَ غَزَويٌ وإلى الغَزْو غَزَوِيٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : النِّتاجُ الصيفي هو المُغْزَى ، والإغْزاءُ : نتاجُ سوءٍ ، حُوَارُهُ ضعيفٌ أبداً ، ويقال : ما تَغْزو ، أي : ما تطلبُ ، وما مَغزَاكَ من هذا الأمر : ما مطلبكَ ، وأَغزى فلانٌ فلاناً : إذا أعطاهُ دابة يغزُو عليها.

زيغ : قال الليث : الزَّيغُ : الميلُ ، والتَّزايُغ : التمايلُ.

وقال أبو سعيد : زَيَّغتُ فلاناً تَزييغاً : إذا أقمت زَيغَهُ ، قال : وهو مثلُ قولهمْ : تَظَلَّمَ فلانٌ من فُلانٍ إلى فُلانٍ فَظَلَّمَهُ تَظْلِيماً.

أبو عبيد عن أبي زيدٍ : تَزَيَّغَتِ المرأةُ تَزَيُّغاً ، وتزيقت تزيقاً : إذا تَزَينتْ.

وقال غيره : زَاغَتِ الشمس تَزيغ زيُوغاً ، فهي زَائغةٌ : إذا مالت وزالت.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) [الصف : ٥] ، والزَّاغُ : هذا الطائر ، وجمعهُ : الزِّيغَانُ ، وَلا أَدري أعربيٌّ أمْ معرِّبٌ.

زغا : الزُّغاوَةُ : جِنسٌ من السودان والنسبةُ إليهم زغَاوِيٌ.

وقال ابن الأعرابيِّ : الزُّغَى : رائحةُ الْحبَشيِّ ، والغُزَى : القصدُ.

وزغ : قال الليث : الوَزَغُ : سوامُّ أبرصَ ؛ الواحدة : وَزغةٌ.

وقال أبو عبيدة : إذا تبين صورةُ المهرِ في بطن أمه فقد وُزِّغ توزيغاً.

وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابيِّ : أوزغتِ الناقةُ ببولها إيزاغاً : إذا أزغلتْ به إزغالاً وقطعتهُ.

وأنشد أبو عبيد هذا البيت :

بضرْبٍ كآذان الفراء فضولُهُ

وطعنٍ كإيزاغِ المَخاض تبورها

ويقال لجمع الْوَزغِ وِزْغانٌ ووُزغَان ، ويقال بفلانٍ وزَغٌ : أي رِعْشةٌ.

وفي الحديث : «أن الحكم بن العاص حاكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خلفهِ فعلمَ بذلك فقال له : كذا فلتكن فكان به وَزغٌ».

غوز : (عمرو عن أبيه : الغوزُ : القصد ، يقال : غازَه غوْزاً ، وغزاهُ غزواً : إذا قصدهُ ؛ قال : والأغْوَزُ : البارُّ بأهله) (١).

باب الغين والطاء

غ ط

(وايء) غوط  ـ  غطي  ـ  طغا.

غوط : ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للرجل غُطْ غُطْ : إذا أمَرْتُهُ أن يكونَ مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفِتَنُ وهم الغاطُ. يقال : ما

__________________

(١) جاء في «اللسان» (غوز  ـ  ١٠ / ١٤٤) ، أن الأزهري قاله في ترجمة غزا السابقة.

١٥١

في الغاطِ مثله ، أي : في الجماعة.

وقال الليث : الغُوطَةُ : موضعٌ بالشام كثيرُ الماءِ والشجر. قال : والغائِطُ : المُطْمَئِنُّ من الأرض ، وجمعه الغيطانُ ، والأغواط.

قال : والتَّغْوِيطُ : كِنايةٌ عن الحَدَث.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) [النساء : ٤٣] ، وكان الرجلُ إذا أرادَ التَّبَرُّزَ ارْتاد غائِطاً من الأرض يغيبُ فيه عن أَعيُنِ الناس ، ثم قيلَ للبَرَازِ نفسه وهو الحدثُ غائِطٌ كِنايةً عن النجو ، إذ كان سبباً له ، وقد تَغَوَّطَ الرجلُ : إذا أحْدَثَ ، فهو مُتَغَوِّطٌ ، وغاطَ الرجلُ في الوادي يَغوطُ : إذا غابَ فيه.

وقال الطِّرِمَّاح يذكرُ ثوراً :

غاطَ حتى اسْتَبَاثَ من شَيَمِ الأر

ض سفاةً من دونها ثَأَدُهْ

ثعلب عن ابن الأعرابي : الغُوطَةُ : مجتمعُ النَّباتِ والماء ، ويقال : ضربَ فلانٌ الغائِطَ : إذا تبرَّزَ ، وغاطَ فلانٌ في الماءِ يَغُوطُ إذا انغمسَ فيه ، وهما يتغاوطانِ في الماء : أي : يَتغامسانِ ، ويتغاطَّانِ فيه.

سلمة عن الفراء يقال : أَغْوِطْ بِئْرَكَ : أي أَبْعِدْ قَعْرَها وهي بئرٌ غويطَةٌ : بعيدةُ القَعْرِ.

وقال أبو عمرو : غاطَ : أي : حفر ودخل ، وغاطَ الرجلُ في الطين.

وقال ابن شميل : الغُوطَةُ : الوَهْدَةُ في الأرضِ المطمئنَّة ، وذهبَ فلانٌ يضربُ الغائِطَ : أي : يضربُ الخلاءَ.

ويقال : غاطَتِ الأنْسَاعُ في دَفِّ الناقة إذا تبين آثارها فيه.

وقال الأصمعيُّ : غاطَ في الأرضِ يَغيطُ ، ويغُوطُ : إذا غابَ.

وقال ابن شميل : الغائِطُ : الأرضُ الواسعةُ الدَّعوة ، سُمِّيَ غائِطاً لأنه غاط في الأرضِ أي دخلَ فيها ، وليس بالشديد التَّصَوُّب ، ولبعضها أسنادٌ.

غطي : قال الليث : الغِطَاءُ : ما تغطيت به أو غَطَّيْتَ به شيئاً ، والجميعُ الأغطيةُ ، وغطَا الليلُ يَغْطو غَطْواً : إذا غَسَا ، وليلٌ غاط وغاضٍ : مظلمٌ ، ويقال : غَطَا عليهم البلاء.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : إذا امتلأ الرجُلُ شباباً ، قيل : غَطَا يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً ، قال : وأنشدنا :

يحْمِلْن سِرْباً غَطَى فيه الشبابُ معاً

وأخطأتهُ عيونُ الجنِّ والحَسَدُ

ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفَضَّلِ ، قال : يقال : للكَرْمَةِ الكثيرةِ النَّوامي : غاطِيَةٌ.

قال : ويقال : غَطَى وأَغْطَى وغَطَّى بمعنى واحدٍ ، والنَّوامِي : الأغصانُ ، والواحدةُ : نامِيَة.

١٥٢

وأنشد غيره :

رُبَّ حِلمٍ أضاعهُ عَدَمُ الما

ل وجَهْلٍ غَطَى عليه النعيمُ

وفلان مَغْطِيُ القِناعِ إذا كان خامِلَ الذِّكر.

وأنشد الفراء :

أنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ فَمَنْ يكُنْ

قِنَاعُهُ مَغْطِيّاً فإني لَمُجْتَلِي

وماءٌ غاطٍ : كثيرٌ ، وقد غَطَى يَغْطِي ، وأنشد :

يَمُرُّ كَمُزْبِدِ الأعرافِ غاطِ

طغا : قال الليث : الطُّغْيانُ ، والطُّغْوانُ لغة فيه ، والفعلُ : طَغَوْتُ وطَغَيْتُ ، والاسمُ الطَّغوَى ، وكلُّ شيءٍ جاوزَ القدْرَ فقد طغا كما طغا الماءُ على قومِ نوح ، وكما طغتِ الصَّيْحَةُ على ثَمُودَ ، والرِّيحُ على قومِ عادٍ ، وتقول : سمعتُ طَغْيَ فلان : أي : صوته ، هُذَليَّة.

أبو عبيد عن الكسائي : طغوتُ وطغيْتُ لُغتانِ.

وفي «النوادر» : سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهُمْ ووغْيهُمْ : أي صوتَهم.

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للبقرةِ : الخائِرَةُ والطَّغْيا.

وقال المُفَضَّلُ : طُغْيا.

وفتح الأصمعيُّ طاءَ طَغيَا.

وقال الفراء في قول الله : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١)) [الشمس : ١١].

قال : أرادَ بطغيانها ، وهما مصدرانِ إلا أن الطَّغوى أشكلُ برُؤوسِ الآياتِ فاختيرَ لذلك ، ألا تراه قال : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) [يونس : ١٠] ، معناه : وآخِرُ دُعائهم.

وقال الزَّجَّاج : أصل طغواها طغياها ، وفَعْلَى إذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسمِ واواً لِيُفْصَل بين الاسمِ والصِّفةِ ، تقول : هي التقوى ، وإنما هي من تَقَيْتُ ، وهي البَقْوَى ، من بقيتُ ، وقالوا : امرأةٌ خَزْيا ، لأنه صفة ، قلت : والطَّغْيَةُ : الصَّفاةُ المَلْساءُ.

قال الهُذلِيُّ :

صَبَّ اللهيفُ لها السُّبُوبَ بِطَغيَةٍ

تُنْبِي العُقَابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

اللهيف : مُشْتار العسل.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) [النساء : ٥١] قال الليث : الطاغوتُ تاؤُها زائدة ، وهي مُشتَقَّة من طغا.

وقال أبو إسحاق : كلُّ معبودٍ من دون الله جِبْتٌ وطاغوتٌ.

قال : وقيل : الجبتُ والطاغوتُ : الكَهَنة والشياطين.

وقيل في بعض التفسير : الجبت والطاغوت : حُيَيُّ بن أخطب وكعب بن

١٥٣

الأشرفِ اليهوديَّانِ وهذا غيرُ خارج مما قال أهلُ اللغةِ لأنهم إذا اتَّبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دونِ الله.

وقال الشَّعْبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ وأبو العالية : الجبت : السِّحر ، والطاغوت : الشيطان.

وقال الكسائي : الطاغوت واحد.

وجماع.

قال الله تعالى : (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ) [البقرة : ٢٥٧] ، فَجَمَعَ.

وقال ابن السكيت : هو مثل الفُلك يذكَّر ويؤنَّث.

قال : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) [الزمر : ١٧].

وقال الأخفش : الطاغوت تكون الأصنامَ ، وتكون من الجنِّ والإنس ، وتكون جماعةً وواحداً.

وقال الليث : الطّاغِيَةُ : الجَبَّار العنيد.

وقال شمر : الطّاغيةُ الذي لا يبالي ما أتَى ، يأكل الناسَ ويقهرهم ، لا يثنيهِ تَحَرُّج ولا فَرَقٌ.

وقال ابن شميلٍ : الطاغيةُ : الأحمق المستكبر الظالم.

قال : وطغا البحر والماء : إذا علا كل شيءٍ فاجترفه.

وقال الله تعالى : (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) [الحاقة : ٥].

وقال قتادة : بَعث الله عليهم صيحة، وقيل : معنى (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) : أي بطغيانهم مصدر على فاعلةٍ.

باب الغين والدال

غ د

(وايء) دوغ  ـ  غيد  ـ  وغد  ـ  غيد  ـ  غدا  ـ  دغا.

دوغ : قال ابن الفرج : سمعتُ سُليمان الكلابي يقول : داغَ القومُ وداكوا : إذا عمَّهُمُ المَرضُ ، والقوم في دوغَةٍ من المرضِ وفي دوكةٍ إذا عمّهم وآذاهُمْ.

وقال غيره : أصابتنا دوغَةٌ : أي بردٌ.

وقال أبو سعيد : في فلان دوغةٌ ودَوكة أي حمقٌ.

وغد : قال الليث : الوغدُ : الخفيفُ الضَّعيفُ العقلِ ، وقد وغُدَ وغادةً.

أبو عبيد عن الكسائي : وغدْتُ القَوْم أَغدُهُم وغداً : خدمتهم ، والوغدُ منه ، يقال : رجلٌ وغْدٌ : إذا كان خادماً لقومٍ.

وقال شمر : الوغْدُ : الضَّعيفُ ، يقال : فُلانٌ من أَوغادِ القوم ومن وُغدان القوم : أي من أَذِلَّائهم وضُعَفَائهم.

أبو عبيد عن الأصمعي : المواغَدَةَ والمواضَخَةُ : أن تسيرَ مثلَ سيرِ صاحِبِك ، قال : وقد تكونُ المواغِدَةُ للنَّاقَةِ الواحدة ، لأنَّ إحدى يديها ورجليها تُوَاغِدُ الأُخْرَى.

١٥٤

غيد : قال الليث : الغادَةُ : الفتاةُ النَّاعمةُ ، وكذلك الغيْدَاءُ ، والأغْيدُ : الوسنانُ المائلُ العنقِ ، ويقال : هو يتغَايدُ في مشْيهِ.

أبو عبيد عن الأصمعي : الغادَةُ من النِّساء النَّاعمةُ اللَّينة ، قال : قال : والغيداءُ : المُتَثَنِّيةُ من اللِّين.

قال أبو منصور : وجمعها غيدٌ ، وكذلك جمع الأَغيَد. والمصدر الغَيَدُ ، وقد غَيِدَ يغْيَدُ ، وغادت تَغادُ ، فهي غيداء ، والغادة اسم من هذا على فَعَلَة.

غدا : قال الليث : يقال : غدَا غدُكَ وغدَا غدوُكَ : ناقِصٌ وتام. وقال لبيدٌ في اللغةِ التَّامَّةِ :

وما النَّاسُ إلَّا كالدِّيارِ وأَهلها

بها يوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بلاقعُ

وقال طرفةُ في النَّاقص :

غدٌ ما غدٌ ما أقْرَبَ اليَوْمَ من غد

وقال ابن السكيت في قول اللهِ : (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر : ١٨].

قال : قَدَّمَتْ لغدٍ بغير واوٍ فإذا صَرفُوها قالوا : غدَوتُ أغدُو غَدْواً وغدُوّاً فأعادُوا الواوَ.

قال الليث : الغُدُوُّ جمع مثل الغدوات ، والغُدَى جمع غُدوةٍ ، وأنشد :

بالغدَى والأصَائل

قال : وغُدْوةٌ معرفة لا تصرفُ ، قلت هكذا يقول.

قال النَّحْويُّونَ : إنَّها لا تنوَّنُ ولا تدخلها الألف واللام.

وسمعت أبا الجَرّاح يقول : رأيت كغدوة قطّ ، يريد كغداة يومه.

وإذ قالوا : الغَدَاةَ صَرفُوا.

قال الله : (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الأنعام : ٥٢] ، وهي قراءة جميع القرَّاء ، إلا ما روي عن ابن عامرٍ فإنَّهُ قَرَأَهُ بالغُدوةِ ، وهي شاذَّة.

وقال ابن السكيت : يقال : إني لآتيه بالغدايا والعشايا ، أرادُوا جمع الغداةِ فأتبعُوها العَشايا لازدواج الكلام ، وإذا أفرِدَ لم يجزْ ولكن يقالُ : غَداةٌ وغدَاواتُ.

وروى أبو عمر عن الإمامين ، المبرّد وثعلب ، قالا : العربُ تقول : لدُن غدْوةً.

ولَدُن غدوةٌ ، ولَدُن غدوةٍ ، قالا : فمن رفع ، أراد ، لَدُن كانت غدوةٌ ، ومن نصب ، أراد ، لدُن كان الوقْتُ غدوةً ، ومن خفضَ ، أراد ، من عند غدوةٍ.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الغَدَوِيُ بالدَّال : أن يَبيعَ الشيءَ بنِتاج ما نَزى به الكَبْشُ ذلك العامَ.

وأنشد قول الفَرَزدق :

ومُهورُ نِسْوتِهم إذا ما أَنْكَحُوا

غدَوِيُ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبال

وقال شمر : قال بعضهم : هو الغَذوِيُ

١٥٥

بالذَّال في بيت الفَرزدق.

ثم قال : ويُروى عن أبي عبيدة أنه قال : كلُّ ما في بطون الحوامل غدَوِيٌ من الإبل والشَّاءِ.

وفي لُغة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما في بطون الشاءِ خاصَّةً.

وأنشد أبو عبيدة :

 أرجو أَبا طَلْق بحُسْن ظنِ

كالغَدَوِيِ يُرْجَى أن يُغْنى

قال : ويُروى عن يزيدَ بن مُرَّة أنّه قال : نُهِيَ عن الغَدوِيِ ، وهو كلُّ ما في بطون الحوامل، كان الرَّجل يشتري بالحَمَل أو بالعَنْز أو بالدَّراهم ما في بُطون الحوامل ، وهو غَرَرٌ فنُهِيَ عن ذلك وأنشد :

أُعْطيْتَ كبْشاً وارِمَ الطِّحال

بالغَدَوِيَّات وبِالفِصَال

وعاجلاتِ آجلِ السِّخَال

في حَلَقِ الأَرْحام ذِي الأقْفال

وقال شمر : بَلَغنِي عن ابن الأعرابي أنه قال : الغَدَوِيّ : الحَمَل والجَدْي لا يُغَذَّى بلبن أمّه ، ولكن يُعاجى.

وقال الليث : الغادِيةُ : سحابةٌ تنشأُ صباحاً ، وجمْعُها : الغَوادي ، قال : والغَداءُ : ما يُؤكل أوَّلَ النهار ، وقد تغدَّى الرَّجل ، فهو مُتغدٍّ ، وفلانٌ يُغادِي فلاناً صباح كلِّ يومٍ وقد غَادَيته.

دغا : الحرَّانيُّ عن ابن السكيت ، يقال : فلان ذو دَغَياتٍ ودغَواتٍ : أي ذُو أخلاقٍ رديئة.

قال : ولمْ نسمَع دَغَياتٍ ولا دَغْيَةً إلَّا في بيت يُرْوَى لرؤبة فإنه زعم أنهم يقولون دَغْيَةً ، وغيرُنا يقول : دَغوةً.

وأنشد ابن السكيت :

ذا دَغَواتٍ قُلَّبِ الأَخلاق

وقال رؤبة :

ودَغيةٍ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِن

وقال الفرَّاء : يقال : إنّه لذو دَغواتٍ بالواو الواحدة دغيَةٌ ، وإنما أَرادوا دغيَّةً ثم خُفِّفَت كما قالوا هَيِّنٌ وهَيْنٌ.

وقال الليث : دُغةُ اسم امرأَةٍ حَمقاءَ ، يقال : فلانٌ أحْمق مِن دُغة.

وقال غيره : هيَ دُغةُ بنتُ مَغْنَج ، تزوَّجها رجلٌ فبلغَ من حُمْقها أنها حَملتْ فلما ضربها الطَّلْقُ زارتْها أُمُّها فتبرَّزَتْ ووَضَعتْ وَلداً وظنَّتْ أنها سَلَحَت فرجعَت إلى أمِّها ، فقالت لها : هل يفتحُ الجَعْرُ فاهُ ، فقالت لها : نعمْ ويرضَع ثَدْيَ أُمِّه ، فخرجَت الأمُّ ورأَتْ وَلدَها فأَخَذتْهُ.

وقال الليث : دُغَاوَةُ : جِيلٌ من السُّودان.

باب الغين والتاء

غ ت (وايء)

تغت  ـ  وتغ.

تغت : قال الليث : تَغتِ الجاريةُ الضَّحِك :

١٥٦

إذا أرادت أَنْ تخفيَهُ وَيُغالِبُها ، قلت : إنما هو حكاية صوتِ الضَّحِكِ.

تِغٍ تِغٍ ، وتِغْ تِغْ ، وقد مرَّ تفسيرُه في مضاعَف الغَيْن.

وتغ : قال الليث : الوَتَغُ : الإثمُ وقلّةُ العقْل في الكلام ، يقال : أوْتغْتُ القول ، وأنشد :

يا أُمَّنا لا تغضبي إنْ شِئْتِ

ولا تقولِي وَتغاً إنْ فِئْتِ

أبو عبيد عن الكسائي : وَتِغَ الرَّجل يَوْتَغُ وَتغاً. وهو الهلاكُ في الدِّين والدُّنيا ، وأَنتَ أَوْتغْتَه.

وقال الليث : الوَتَغُ : الوجَع ، يقال : والله لأَوتِغَنَّك : أي : لأُوجِعنَّك.

وقال أبو زيد : من النساء الوِتغةُ ، وهي المُضَيِّعَةُ لنفْسها وفرجِها ، وقد وَتِغتْ تَيْتَغُ وتَغاً.

باب الغين والظاء

غ ظ (وايء)

غيظ : قال الليث : غظْتُ فلاناً ، أَغيظُه غيْظاً ، والمُغايَظَة : فِعلٌ في مُهْلَةٍ منهما جميعاً ، والتَّغَيُّظ : الاغتياظُ ، وقد اغتاظَ عليه وتغيَّظ ، وبَنو غيظ بن مُرّة : حَيٌّ مِن قَيْس عَيْلان ، وقال غيره : تغيَّظت الهاجِرةُ : إذا اشْتدَّ حَمْيُها.

وقال الأخطل :

لَدُنْ غدوَةٍ حتى إذا ما تغيَّظَتْ

هَواجِرُ من شعبانَ حامٍ أَصِيلُها

وقال الله في صفة النار : (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) [الملك : ٨] ، أي : من شدَّة الحرِّ.

ورَوى أبو العباس عن ابن الأعرابي : غاظَه وأغاظَه وغَيَّظَه بمعنًى واحدٍ.

باب الغين والذال

غ ذ (وايء)

[غذا  ـ  غيذ]

غذا : قال الليث : الغِذاءُ : الطّعام والشَّرابُ واللَّبَن ، وقيل : اللَّبَن غذاءُ الصَّغير وتحفةُ الكبير.

وتقول : غذاهُ يَغْذُوه غذاءاً ، وفلانٌ يَتغذَّى باللَّحْم : أي : يَتَربَّى به.

ويقال : غذَّى البَعير ببوله يُغذِّي به : إذا رَمَى به متقطِّعاً ، وغذَّى الكلبُ أيضاً ببولِه تغذيةً.

وقال أبو عبيد : غَذَا الماءُ يَغذُو : إذا مَرَّ مرّاً سريعاً.

وقال الهُذليُّ :

تَعْنُو بمخْرُوتٍ له ناضِجٌ

ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو وذو شَلْشَلِ

وغَذا العِرْقُ يغْذُو : إذا سالَ ، وغَذا السِّقاءُ يَغذو غَذَواناً ، وعِرْقٌ غاذٍ جارٍ.

أبو عبيد عن الأحمر : الغَذَوانُ : المسرع.

قال امْرؤ القَيْسِ :

١٥٧

كَتَيْسِ ظباء الحلَّبِ الغَذَوان

وفي حديث عمر أنه قال لعامل الصدَقاتِ : «احْتَسِبْ عليهم بالغذاء ولا تأخذهَا منهم».

قال أبو عبيد : الغِذَاءُ : السِّخالُ الصغار ، واحدها غَذِيٌ ، وأنشده الأصمعي عن أبي عمرو :

لو أنني كنت من عادٍ ومن إرَمٍ

غذِيَ بَهْمٍ ولُقماناً وذِي جَدَنِ

قال الأصمعي : وأخبرني خلفُ الأحمر أنه سمع العربَ تنشدُهُ غُذَيَ بَهمٍ بالتَّصْغير.

وقال شمر : غُذيُ بَهْمٍ : لَقَبُ رجل ، وأنشد :

من لَذَّةِ العيشِ والفتَى

للدَّهْرُ والدَّهْرُ ذُو فُنُون

أهْلكْنَ طَسْماً وَبعدهمْ

غُذَيَ بهْمٍ وَذَا جُدُونِ

قال شمر : بلغني عن ابن الأعرابي أنه قال : الغَذَويُ : الْبَهْمُ الذي يُغْذَى.

قال : وأخبرني أعرابي من بَلْهجَيْم أنه يقال : الغَذَويُ : الحملُ أو الجدْي لا يُغَذَّى بلبن أمِّه ، ولكن يُعَاجَى.

وقال أبو عبيد : روى بعضهم بيت الْفَرَزْدَقِ :

غَذَويُ كلِّ هَبَنقعٍ تِنْبَالِ

بالذَّالِ ، ورواهُ أبو عمرو وأبو عبيدة غَذَويُ.

وقال الليث : الغَذَوَان : النَّشيطُ من الخَيْلِ.

وقال ابن السكيت : يقال : غَذَوتهُ غِذَاءً حَسناً ولا تَقُلْ : غَذَيْتُهُ.

وقال أبو زيد : الغاذِيةُ يافُوخُ الرأس ما كانت جِلْدَةً رَطبَةً ، وجمعها : الغواذِي.

غيذ : أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الغَيْذَنُ : الذي يَظنُّ فيصيب ظَنُّهُ بِالْغينِ والذَّالِ.

باب الغين والثاء

[غ ث (وايء)]

غثا  ـ  غيث  ـ  غوث  ـ  ثغا  ـ  وثغ : مستعملة.

غثا : الحراني عن ابن السكيت : غَثَتْ نفسه تَغثَى غَثْياً وغثيَاناً ، قلتُ : وهكذا رواه أبو عبيد عن أبي زيد وغيره ، وأما الليثُ فإنه زعم في كتابه أنه غَثِيَتْ نَفْسُه تَغْثَى غَثاً وغَثَياناً ، قلت : وكلامُ العرب عَلَى ما قال أبو زَيدٍ ، وما رواه الليث فمن كلامِ المولّدِينَ.

وقال ابن السكيت : غثا السّيلُ المرْتعَ : إذَا جَمَعَ بعضه إلى بعضٍ وأَذْهَبَ حَلاوتهُ.

قال : وقال أبو زيد : غثا الماءُ يَغثُو غثواً

١٥٨

وغُثاءً : إذا كَثُرَ فيه البعرُ والورقُ والقَصَبُ.

وقال أبو إسحاق النَّحويُّ في قول الله جل وعز : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥)) [الأعلى : ٤ ، ٥].

قال : جعلَه غُثاءً : جَفَّفهُ حتى صيرهُ هَشيماً جافّاً كالغثاء الذي تراه فوق السيلِ ، وقيل معناه : أَخْرَجَ المرْعَى أَحْوَى : أي : أَخْضَرَ ، (فَجَعَلَهُ غُثاءً) : أي يابساً بعد خُضْرَتهِ.

غيث  ـ  غوث : الحراني عن ابن السكيت : اسْتغاثني فُلانٌ فأَغَثْتهُ ، وقد غاثَ الله البلادَ يغيثُها غَيْثاً : إذا أنزل بها الغيثَ ، وقد غِيثَتِ الأرض تُغاثُ غَيْثاً ، وهي أرضٌ مَغِيثَةٌ ومَغيوثَةٌ.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : أخبرني أبو عمرو بن العلاء أنه سمع ذا الرُّمَّةَ يقول : قاتل الله أمةَ بني فلانٍ ما أفصحها ، قلت لها : كيفَ كان المطرُ عِندكم؟ فقالت : غِثْنا ما شِئْنَا.

وقال الليث : الغيث : المطر ، يقال : غاثهم الله ، وأصابهمْ غَيثٌ.

قال : والغيث : الكلأُ ينبتُ من ماء السماء ، ويُجمعُ عَلَى الغيوثِ ، والغياثُ : ما أغاثكَ الله به ، ويقول الواقع في بَلِيَّةٍ : أَغِثني : أي فرِّج عَنِّي ، وتقول : ضُربَ فلانٌ فَغوَّثَ تغويثاً : أي : قال : وا غوثاهُ ، قلت : ولم أسمع أحداً يقول : غاثهُ يَغوثهُ بالواوِ ، وغوثٌ : حَيٌّ من الأزْدِ ، ومنه قول زُهَيْرٍ :

وتخشى رُماةَ الغوثِ من كل مَرصَدٍ

ويقال : اسْتَغثْتُ فلاناً فما كان لي عنده مَغُوثَةٌ ولا غَوْثٌ : أيْ إغاثةٌ ، ومَغوثَةٌ وغَوْثٌ : اسْمانِ يُوْضَعانِ مَوضع الإغاثة ، وبين مَعْدنِ النَّقْرَةِ والرَّبَذَةِ ماءٌ يعرف بِمُغِيثِ ماوَانَ ، وماؤه شَرُوبٌ ، ومَغيثة : رَكِيّةٌ أخرى عَذبةُ الماءِ بين القادسيةِ والعُذيْبِ.

أبو عبيد عن الأصمعي : بئرٌ ذاتُ غَيِّثٍ أي : ذاتُ مَادَّةٍ.

وقال رُؤبةُ :

نغْرفُ من ذِي غَيِّثٍ وَنُؤْزِي

وفرسٌ ذُو غَيِّثٍ : إذا أَتى بِجري بعد جَرْيٍ ، والغَواثُ : الإغَاثةُ ، ومنه قوله :

متى يَرجو غَواثك مَنْ تُغيثُ

عمرو عن أبيهِ قال : التغَيُّث : السِّمَنُ ، يقال للناقة : ما أحْسَنَ تَغَيُّثَها : أي : سمنها.

ثغا : قال الليث : الثُّغاءُ من أصوات الغَنم : والفعلُ : ثَغَا يَثْغُو ، ويقال : سمعت ثَواغِي الشَّاء أي ثُغَاءَهَا ، الواحدة : ثَاغِيَةٌ ، وكذلك سمعت راغِيَةَ الإبل ورَوَاغيَها وصَواهلَ الخيلِ.

ويقال : أتيتُ فلاناً فما أثغَى ولا أرغَى :

١٥٩

أي : ما أعطى شاةً تَثْغُو وَلا بَعِيراً يَرْغُو ، ويقال : أَثغَى شاتَهُ وَأرْغَى بَعيرهُ ، إذا فَعَل بهما فعلاً يستدعي الرُّغَاءَ والثُّغَاءَ منهما ، ويقال : ما لفلانٍ ثَاغيَةٌ ولا رَاغية : أي ما له شاةٌ ولا بعيرٌ.

وثغ : الحراني عن ابن السكيت ، وأبو العباس عن ابن الأعرابيِّ قالا : الْوَثيغَةُ : الدُّرْجةُ التي تتخذُ للناقةِ إذا ظُئرتْ على ولد غيرها ، وقد وَثَغهَا الظَّائرُ يَثِغُها ، وسمعت العربَ تقول : لما الْتفَّ من أجناسِ العشبِ أيام الربيع وثِيغةٌ ووثِيخَة.

باب الغين والراء

غ ر

(وايء) غرا  ـ  غور  ـ  غير  ـ  وغر  ـ  رغا  ـ  ريغ  ـ  روغ غير.

غرا : قال الليث : الغِراءُ ما غرَّيت به شيئاً ما دامَ لَوْناً واحداً ، ويقال أيضاً : أغْرَيتُهُ ، ويقال : مطليٌ مُغَرًّى بالتشديد.

وأخبرني الإياديُّ عن شمر : غرِيتُ به أي : أولعتُ به أَغْرَى بهِ غَراءً ، ممدودٌ.

عن ابن الأعرابيِّ قال : وقال يونس : غَريَ بهِ غِراءً ، ممدُودٌ ، قال : ونقصه أبو الخطاب.

وقال شمرٌ : الغراءُ ممدودٌ هو الطلاءُ الذي يُطلى به ، ويقال : إنه الغَرَى بفتح الغيْن مقصورٌ.

وقال أبو الهيثم : غَرِيتُ به غَراً مَنقوصٌ ، وغارَيتُه أُغارِيه مُغاراةً وغِراءً : إذا لاجَجْتَه ، قال : ولا أَعرِفُ غَرِيَ به ممدوداً.

وقال في قول كُثَيِّرٍ :

إذا قلتُ أَسْلُو غارت العَين بالبُكا

غِراءاً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّل

مِنْ غارَيْتُ ، وقال خالدُ بنُ كُلثوم : غارَيتُ بين اثنين وغادَيتُ بين اثنين : أَي وَالَيت.

وأنشد بيت كُثَيِّرٍ هذا (... غارت العينُ بالبُكا)، وقال : غارتْ فاعَلتْ من الوِلاءِ.

وقال أبو عبيدة : هي فاعَلتْ مِنْ غَرِيتُ به أَغْرَى غَراءً عَلَى فَعَالٍ.

وقال أبو الهيثم : الغَرَا وَلَدُ البقرة الوحْشِيَّة.

وقال الفرَّاءُ مثلَه ، وقال : يُكتب بالألِف وتثْنِيتُه غَرَوان ، ويقال للحُوارِ أولَ ما يولدُ غَراً أيضاً.

وقال ابن شميل : الغرا مَنقوصٌ : هو الوَلد الرَّطْبُ جدّاً ، وكلُّ مولودٍ غراً حتى يشتدَّ لحمُه ، ويقال : أيُكَلِّبُنِي فلانٌ وهو غَراً وغِرْسٌ للصَّبيِّ.

وقال ابن السكيت : الغَرِيُ : الرَّجل الحَسن الوجه.

وقال أبو سعيد : الغَرِيُ : نُصُبٌ كان يُذبَحُ

١٦٠