دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم - ج ٢

دكتور محمد بيومي مهران

دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم - ج ٢

المؤلف:

دكتور محمد بيومي مهران


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٢

وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ ، وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١).

ومنها (رابع عشر) أن أم موسى في القرآن قد ألقته في اليم بوحي من الله ، فضلا عن البشري بأن الله تعالى سيرده إليها ، وأنه سيكون من المرسلين ، قال تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ، بينما نراها في التوراة تخبئه ثلاثة أشهر ، وحين خشيت أن يفتضح أمرها صنعت «سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعته فيه بين الحلفاء على حافة النهر ، ووقفت أخته من بعيد لتعرف ما ذا يفعل به» (٢) ، ومنها (خامس عشر) أن القرآن الكريم يقص علينا أن موسى عليه‌السلام عند ما قص قصته على شيخ مدين هدأ من روعه وقال له : (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، ثم عرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه ، في مقابل أن يخدمه سنوات ثمان ، فإن أتم عشرا فهذا من عنده ، وارتضى موسى ذلك ، لكنه لم يقطع على نفسه أطول الأجلين ، فأعطى الأمل ، وخصّ نفسه بالخيار ، أو ترك لها الخيار ، وإن كان قد قضى أطول الأجلين وأتمهما ، بينما لم تشر التوراة إلى أكثر من أن موسى ارتضى أن يسكن مع الرجل ، وتزوج ابنته صفورة (٣)

ومنها (سادس عشر) أن القرآن الكريم إنما يشير إلى أن خروج موسى ببني إسرائيل من مصر ، إنما تم سرا ، وبوحي من الله تعالى ، قال تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) ، وأما في التوراة ، فالأمر جد مضطرب ، فالخروج مرة إنما يتم دون أمر فرعون ، ومرة أخرى بموافقته ، بل وفي مرة ثالثة نرى بني إسرائيل وقد أكرهوا على الخروج من

__________________

(١) سورة الشعراء : آية ٦٣ ـ ٦٧ ، خروج ١٤ / ٢١ ـ ٣١.

(٢) سورة القصص : آية ٧ ، خروج ٢ / ٢ ـ ٤.

(٣) سورة القصص : آية ٢٥ ـ ٢٨ ، خروج ٢ / ٢١.

٤٤١

مصر ، ومرة رابعة نرى التوراة تظهر لنا الإسرائيليين ، وقد انقسموا على أنفسهم ففريق يرضى بالخروج من مصر ، بينما يرفضه آخرون ، وإن كانت الغلبة في النهاية للأولين على الآخرين (١).

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن القرآن الكريم ، إنما قد انفرد ، من دون التوراة ، بعدة أمور في قصة موسى عليه‌السلام ، منها (أولا) أن القرآن قد انفرد من دون التوراة ، بأن إرادة الله ، ولا راد لإرادته ، قد شاءت أن يقع موسى من قلب امرأة فرعون ، موقع الحب والحدب والإشفاق ، بل إنها لتقول لفرعون (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ ، عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) (٢) ، وتشاء إرادة الله ، مرة أخرى ، أن يقتنع فرعون بمقالة زوجته ، فلا يقتل الطفل النبي ، ومنها (ثانيا) أن القرآن قد انفرد من دون التوراة ، بالإشارة إلى أن موسى قد عاف المراضع جميعا ، من غير أمه ، وهنا تتقدم أخته فتعرض على آل فرعون أن تدعو لهم امرأة ترضعه وتكفله ، وتكون له ناصحة مشفقة ، ويقبل آل فرعون عرضها ، ويبعثوا في طلب الظئر ، وسرعان ما تجيء بأمها ، دون أن تشعرهم بأن أمها أمه ، وأنه أخوها ، ويقبل موسى على ثدي أمه ، ويعيش معها فترة حضانته ، قال تعالى : (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ ، فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٣).

ومنها (ثالثا) أن القرآن الكريم قد انفرد من دون التوراة ، بأن القوم حين استقر رأيهم على القصاص من موسى جاءه ناصح أمين ، ربما كان من

__________________

(١) سورة الشعراء آية ٥٢ ، وانظر : طه : آية ٧٧ ، خروج ٦ / ١ ، ١١ / ١ ـ ٢ ، ١٢ / ٢٩ ـ ٣٩ ، ١٣ / ١٧ ـ ١٨ ، عدد ١٤ / ٣ ـ ٤.

(٢) سورة القصص : آية ٩.

(٣) سورة القصص : آية ١٢ ـ ١٣.

٤٤٢

المتصلين بفرعون ، يخبره بالأمر ، ويشير عليه بالخروج من مصر ، قال تعالى : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) (١) ، ومنها (رابعا) أن القرآن قد انفرد ، من دون التوراة ، بالإشارة إلى ذلك الجدل الذي شق واستطال ، ذكّر فيه فرعون موسى عليه‌السلام بتربيته في القصر الملكي ، وكيف أنه عاش بينهم من عمره سنين عددا ، وكيف فعل فعلته تلك ، يعني قتل موسى لمصري ثم فراره إلى مدين (قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً ، وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ، وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) (٢).

ومنها (خامسا) أن القرآن الكريم انفرد من دون التوراة بالإشارات مرات ، وفي وضع تام ، إلى ألوهية الفرعون المزعومة ، والتي كانت موضع جدل شديد بين النبي الكريم والملك الفرعون ، بل هي الصخرة التي تحطمت عليها كل الآمال في أن يؤمن فرعون بموسى ودعوته ، ويتخلى عن مزاعمه الكذوب ، ويؤمن بالله رب العالمين ، ولعل مما يزيد الأمر أهمية أننا نكاد لا نعرف دعوة من دعوات الأنبياء الكرام البررة ، يتعرض صاحبها ، كما تعرض موسى ، لزعم كذوب ممن أرسل إليه ، أنه إله للناس ، بل إن الفرعون إنما يهدد النبي الكريم نفسه : (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) ، ثم يعلن للناس عامة في مصر (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) ، وعند ما يتقدم له موسى بآية كبرى على نبوته ، فما كان منه إلا أن يرفض الدعوة كلها (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى فَحَشَرَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) (٣) ، ومن عجب أن التوراة تعكس الأمر ، فتجعل موسى إلها لفرعون ، وهارون نبيا لموسى : «فقال الرب لموسى أنظر : أنا جعلتك إلها لفرعون ، وهارون

__________________

(١) سورة القصص : آية ٢٠.

(٢) سورة الشعراء : آية ١٨ ـ ١٩.

(٣) سورة الشعراء : آية ٢٩ ، سورة القصص : آية ٣٨ ، سورة النازعات : آية ٢٢ ـ ٢٤.

٤٤٣

أخوك يكون نبيك ، أنت تتكلم بكل ما آمرك ، وهارون أخوك يكلم فرعون ليطلق بني إسرائيل من أرضه» (١) ، ولست أدري كيف قبل كتبة التوراة ذلك الكفر الصراح ، فكيف يكون موسى ، عبد الله ورسوله ، إلها لفرعون ، ثم كيف يكون هارون نبيا لموسى ، وهل تعدّ التوراة بعد هذا كتاب توحيد كما يزعمون ، فضلا عن أن تكون من لدن عليّ قدير.

ومنها (سادسا) أن القرآن الكريم انفرد ، من دون التوراة ، بطلب فرعون من هامان أن يوقد له على الطين ، فيجعل له صرحا ، لعله يطلع إلى إله موسى ، يقول سبحانه وتعالى : (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ، فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى ، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ) (٢) ، ومنها (سابعا) أن القرآن الكريم انفرد من دون التوراة ، بإيمان السحرة المصريين برب موسى وهارون ، كما انفرد كذلك بالإشارة إلى أن فرعون قد فوجئ بإيمان السحرة ، فكاد أن يتميز من الغيظ ، ومن ثم فقد اتهمهم بالتآمر مع موسى ، ثم هددهم بأشد العقاب ، (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ، لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ، وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ، قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) (٣).

ومنها (ثامنا) أن القرآن الكريم انفرد من دون التوراة بالإشارة إلى أن الملأ من قوم فرعون إنما كانوا يحرضونه على القيام بمذبحة جديدة بين بني إسرائيل ، يكون موسى أول ضحاياها ، بعد أن شاع وذاع ، وملأ الأسماع ،

__________________

(١) خروج ٧ / ١ ـ ٢.

(٢) سورة القصص : آية ٣٨ ، وانظر : غافر : آية ٣٦ ـ ٣٧.

(٣) سورة الشعراء : آية ٤٩ ـ ٥١ ، وانظر : الأعراف : آية ١٢٣ ـ ١٢٦ ، طه : آية ٧١ ـ ٧٥.

٤٤٤

نبأ المعجزة الباهرة التي قهرت المهرة من السحرة ، غير أن قتل موسى إنما كان جد صعب المنال ، فهناك معارضة قوية تقف في وجه فرعون وتحول بينه وبين قتل موسى ، ولعلنا نستطيع أن نلمس هذه المعارضة فيما حكاه القرآن عن فرعون ، حيث يقول : (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) ، فإن كلمة «ذروني» تفيد أنه كان هناك من يعوقونه أو يشيرون عليه بغير ما كان يرى ، بل إن هناك دليلا من القرآن يفيد ذلك ، ذلك لأن فرعون عند ما ضاق ذرعا بموسى ودعوته ، وعقد مع الملأ مؤتمرا للفتك به ، فوجئ بواحد من هذا الملأ ينهض لمعارضة هذه الفكرة ، ويقول : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ، وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ، وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ، يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا) (١) ، وهال فرعون ما اسمع فأخذته العزة بالإثم ، ونفخ الشيطان في روحه ، فقال : (ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) ، وعاد الرجل يعقب على كلام فرعون ، ويحذره من غضب الله ، ثم يعلن أنه أبرأ ذمته (فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (٢).

ومنها (عاشرا) أن القرآن قد انفرد من دون التوراة ، بإخبارنا أن الفرعون قد أنجى ببدنه ، ليكون لمن خلفه آية ، قال تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ، وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ) ، ولم تكن الآية لمن خلفه جيلا أو جيلين ، بل بقيت آية للعشرات الكثيرة من الأجيال والمئات الكثيرة من السنين ، بما مكن رب العرش لأهل هذا المصر

__________________

(١) سورة الأعراف : آية ١٢٧ ـ ١٢٩.

(٢) سورة غافر : آية ٢٣ ـ ٤٤.

٤٤٥

من سلطان العلم وأسرار التحنيط ، ومن ثم فإن الفراعين الذين دارت حولهم روايات خروج بني إسرائيل من مصر ، قد اكتشفت جثثهم ، وفي هذا إعجاز للقرآن ، وما أكثر معجزاته (١).

ومنها (تاسعا) أن القرآن الكريم انفرد ، من دون التوراة ، بأن الفرعون عند ما أدركه الغرق (قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، ولكنه أخطأ الوقت ومن ثم لم يقبل إيمانه ، قال تعالى : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) ، وقد ناقشنا ذلك بالتفصيل من قبل (٢).

ومنها (حادي عشر) أن القرآن انفرد من دون التوراة بالإشارة إلى أن بني إسرائيل ما كادوا يمضون مع موسى بعد خروجهم من البحر ونجاتهم من آل فرعون ، بل وغرق فرعون وجنده ، حتى رأوا قوما يعكفون على أصنام لهم ، (غير عبادة العجل التي جاءت في التوراة والإنجيل والقرآن العظيم) فنسوا كل آيات موسى ، وقالوا ما حكاه القرآن عنهم في قوله تعالى : (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ، و «الفاء» في قوله تعالى : (فَأَتَوْا) تفيد الترتيب والتعقيب ، بمعنى أنه لم يمضي وقت بعد خروجهم من البحر ونجاتهم من الهلاك ، حتى عادوا إلى الوثنية التي ألفوها في مصر ، وألفوا الذل معها ، ويرى الإمام الطبري أن القوم كانوا يعبدون أصناما على صور البقر ، وهذا صحيح ، كما أشرنا من قبل بالتفصيل ، فمن المعروف تاريخيا

__________________

(١) سورة يونس : آية ٩٢ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ١٢٣.

(٢) سورة يونس : آية ٩٠ ـ ٩١.

٤٤٦

أن مناجم الفيروز كانت تكثر في سيناء ، في وادي مغارة وسرابة الخادم ، حيث أقيم معبد للمعبود المصرية «حاتور» ، ربة الفيروز عند القوم ، حيث كان عمال المناجم يتعبدون للإلهة الوثنية «حاتور» التي كانت تصور غالبا كبقرة ، وفي كثير من الأحيان كانت تمثل كامرأة لها رأس بقرة تحمل قرص الشمس والقرنين ، كما أشرنا من قبل (١).

__________________

(١) سورة الأعراف : آية ١٣٨ ـ ١٣٩ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٤٦٢ ـ ٤٦٩.

٤٤٧
٤٤٨

فهرس

تقديم........................................................................ ٥

الكتاب الأول

دراسات تمهيدية

الفصل الأول : النبوة والأنبياء................................................... ٩

١ ـ النبي والنبوة................................................................ ٩

٢ ـ الفرق بين النبي والرسول................................................... ١٣

٣ ـ نبوة المرأة................................................................ ١٨

٤ ـ وظائف الرسل........................................................... ٢١

٥ ـ وحدة الهدف في دعوات الرسل............................................. ٢٦

الكتاب الثاني

سيرة يوسف عليه‌السلام

الفصل الأول : يوسف فيما قبل الوزارة......................................... ٣٩

١ ـ يوسف وأخوته في كنعان.................................................. ٣٩

٢ ـ يوسف وامرأة العزيز....................................................... ٤٨

٣ ـ يوسف في السجن........................................................ ٥٦

الفصل الثاني : يوسف عزيز مصر.............................................. ٦٥

١ ـ يوسف العزيز............................................................ ٦٥

٤٤٩

٢ ـ يوسف وإخوته في مصر................................................... ٧٤

٣ ـ استقرار بني إسرائيل في أرض جوشن........................................ ٨٣

٤ ـ عصر يوسف عليه‌السلام....................................................... ٩٩

الفصل الثالث : قصة يوسف بين آيات القرآن وروايات التوراة.................... ١٠٩

١ ـ تمهيد.................................................................. ١٠٩

٢ ـ قصة يوسف بين آيات القرآن وروايات التوراة............................... ١١٢

الكتاب الثالث

سيرة موسى عليه‌السلام

الباب الأول : موسى من المولد إلى المبعث..................................... ١٣٥

الفصل الأول : بنو إسرائيل في مصر.......................................... ١٣٧

أـ فيما قبل الاضطهاد....................................................... ١٣٧

ب ـ الاضطهاد ـ أسبابه ونتائجه.............................................. ١٤٠

الفصل الثاني : موسى من المولد إلى المبعث.................................... ١٦٣

١ ـ موسى في قصر فرعون................................................... ١٦٣

٢ ـ موسى في مدين......................................................... ١٧٤

الفصل الثالث : موسى الرسول النبي.......................................... ١٨١

١ ـ المبعث................................................................ ١٧١

٢ ـ بني موسى وفرعون...................................................... ١٨٦

٣ ـ ألوهية الفرعون المزعومة.................................................. ٢١٣

الباب الثاني : خروج بني إسرائيل من مصر..................................... ٢٢٣

الفصل الأول : الخروج ـ أسبابه وتاريخه ومكانه................................. ٢٢٥

١ ـ أسباب الخروج.......................................................... ٢٢٥

٢ ـ تاريخ الخروج........................................................... ٢٣١

٤٥٠

٣ ـ مكان الخروج وبدايته.................................................... ٢٣٧

الفصل الثاني : معجزة انفلاق البحر.......................................... ٢٤١

١ ـ مكان انفلاق البحر..................................................... ٢٤٥

٢ ـ تاريخ انفلاق البحر..................................................... ٢٥٠

٣ ـ معجزة انغلاق البحر.................................................... ٢٥٢

٤ ـ إيمان فرعون عند الغرق.................................................. ٢٥٩

الفصل الثالث : فرعون موسى............................................... ٢٦٣

١ ـ الرأي الأول : فرعون موسى هو أحمس الأول............................... ٢٦٤

٢ ـ الرأي الثاني : تحوتمس الثالث هو فرعون موسى............................. ٢٧٥

٣ ـ توت عنخ آمون : هو فرعون موسى....................................... ٢٨٦

٤ ـ رعمسيس الثاني : هو فرعون موسى....................................... ٣٠٢

٥ ـ مرنبتاح : هو فرعون موسى............................................... ٣٠٨

٦ ـ آراء أخرى............................................................. ٣٢٩

٧ ـ صمت الآثار المصرية عن قصة بني إسرائيل................................. ٣٣٠

الباب الثالث : موسى وبني إسرائيل منذ انفلاق البحر وحتى موت موسى عليه‌السلام..... ٣٣٣

الفصل الأول : بنو إسرائيل في سيناء.......................................... ٣٣٥

١ ـ محاولة الردة الأولى وعبادة الأصنام......................................... ٣٣٥

٢ ـ التمرد الإسرائيلي بسبب الماء والطعام...................................... ٣٤٣

٣ ـ بنو إسرائيل والعماليق.................................................... ٣٤٧

٤ ـ الردة وعبادة العجل في سيناء............................................. ٣٤٨

ـ طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة............................................. ٣٦٢

الفصل الثاني : بنو إسرائيل في التيه........................................... ٣٦٧

٤٥١

١ ـ ظهور فكرة الوطن عند بني إسرائيل........................................ ٣٦٧

٢ ـ الخوف من دخول كنعان................................................. ٣٦٩

٤ ـ عودة التمرد ضد موسى................................................. ٣٧٨

٥ ـ بنو إسرائيل على تخوم كنعان............................................. ٣٨٠

الباب الرابع : قضايا من سيرة موسى عليه‌السلام.................................... ٣٨٧

الفصل الأول : موسى بين الأصل الإسرائيلي والمصري........................... ٣٨٩

الفصل الثاني : الوجود التاريخي لموسى عليه‌السلام................................... ٤٠٧

الفصل الثالث : موت موسى عليه‌السلام........................................... ٤١٥

الفصل الرابع : مكانة موسى في التاريخ اليهودي................................ ٤٢٥

١ ـ مكانة موسى عند المسلمين.............................................. ٤٢٥

٢ ـ مكانة موسى في التاريخ اليهودي.......................................... ٤٢٨

الباب الخامس : قصة موسى بين آيات القرآن وروايات التوراة..................... ٤٣١

٤٥٢