محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦
قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ) :
وذلك أنّهم قالوا [يوم الحديبية : إنّ محمّدا قتل آباءنا وإخواننا ، ثمّ أنّه يريد أن يدخل علينا] (١١) في منازلنا ونسائنا ، والله ، لا يدخلها أبدا.
السدي قال : قالوا ذلك حين قالوا له ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا كتبوا بينه وبينهم كتابا : لا تكتب فيه [بسم الله الرّحمن الرّحيم] ولا اسمك بالنّبوة والرّسالة (١٢).
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى [وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها) :
قيل : «كلمة التّقوى»] (١٣) هي : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له (١٤) الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كلّ شيء قدير (١٥).
قوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ
__________________
(١١) ليس في د.+ م زيادة : مكة.
(١٢) تفسير الطبري ٢٦ / ٦٦ من دون نسبة القول إلى أحد.
(١٣) ليس في ج ، د ، م.
(١٤) ليس في أ.
(١٥) تفسير الطبري ٢٦ / ٦٧ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (٢٦)
تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) (٢٧) (١) ؛ يعني : فتح خيبر. وذلك أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ رأى في منامه وهو بالمدينة ، قبل أن يخرج إلى الحديبيّة ، هذه الرّؤيا فأخبر بها أصحابه. فلمّا ردّه الله تعالى إلى خيبر ، قال المنافقون : والله ، ما حلقنا ولا قصّرنا. فحقّقه (٢) الله تعالى له في السّنة المقبلة.
وروي أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال لعمر بن الخطاب (٣) : أقلت (٤) لكم في عامكم هذا حتّى تشكّوا (٥)؟
وقوله ـ تعالى ـ : «فجعل من دون ذلك فتحا قريبا» :
قال المقاتل والسدي : هو فتح خيبر (٦).
وقال المجاهد والكلبيّ : «الفتح القريب» هو الصّلح الّذي جرى بينه وبين المشركين (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ؛ أي : يجعل شريعته ناسخة لجميع (٨) الشرائع (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ
__________________
(١) ج ، د ، م زيادة : والمراد بالفتح القريب.
(٢) أ : فحققهما.
(٣) ب : خطّاب.
(٤) ج ، د ، م : قلت.
(٥) ليس في د.+ التبيان ٩ / ٣٣٥.
(٦) تفسير الطبري ٢٦ / ٦٩ نقلا عن ابن زيد.
(٧) تفسير الطبري ٢٦ / ٦٨ من دون نسبة القول إلى أحد ، تفسير مجاهد ٢ / ٦٠٣.
(٨) ج ، د ، م : لكلّ.
(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٢٨)
بَيْنَهُمْ) ؛ أي : رحماء لبعضهم بعضا (١).
قوله ـ تعالى ـ : (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) : جمع راكع وساجد : أي : هذه صفتهم وسجيّتهم.
قوله ـ تعالى ـ : (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) ؛ أي : صفتهم.
قوله ـ تعالى ـ : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) ؛ أي : استوى على ساقه وقصبته (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) ؛ يريد بالكفّار هاهنا : لّذين يغطّون الحبّ تحت الأرض في الزراعة.
ضرب الله ـ تعالى ـ (٣) هذا المثل لنبيّه ـ عليه السّلام ـ في مبدأ أمره ومبعثه وتقويته حالا بعد حال بأصحابه المؤمنين ، كهذا الزرع الّذي كان ضعيفا في (٤) مبدئه (٥) ثمّ قوّاه بقراحه فاستغلظ (٦) فاستوى على ساقه (٧) وقصبته. فكذلك النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان ضعيفا ، فقوّاه الله ـ تعالى ـ بأصحابه المؤمنين ، حتّى أذل
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ج ، د ، م : قصبه.
(٣) م : سبحانه.
(٤) ليس في أ.
(٥) م : بدأه.
(٦) ب ، د ، م : واستغلظ.
(٧) ب : سوقه.
الكافرين ونصر (١) الدّين وقتل المشركين ونصر عليهم (٢) المؤمنين ـ والحمد لله ربّ العالمين ـ (٣).
__________________
(١) أ ، ب : نصب.
(٢) ج ، د ، م : وأدال منهم.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩)).
ومن سورة الحجرات
وهي ثماني عشرة آية.
مدنية (١) بغير خلاف (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) :
عليّ بن أبي طلحة قال (٣) : لا تقولوا قبل أن يقول النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ (٤).
أبو صالح قال : لا تقدموا بأمر ولا نهي ولا فعل بين يدي الله ورسوله (٥).
أبو عبيدة قال : لا تعجلوا بالأمر والنهي دونه (٦).
قتادة ، عن الحكم قال : نزلت هذه الآية في قوم من المسلمين نحروا قبل النّبيّ
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ب : بلا خلاف.
(٣) ليس في ج ، د.+ م : أي.
(٤) التبيان ٩ / ٣٤٠ نقلا عن ابن عباس.
(٥) مجمع البيان ٩ / ١٩٦ نقلا عن الكلبيّ.
(٦) مجاز القرآن ٢ / ٢١٩.
ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فأمرهم (١) أن يعيدوا (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) :
نزلت [هذه الآية] (٣) في ثابت بن قيس ، كان يرفع صوته بحضرة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ. فنهاه الله وأدّبه.
قوله ـ تعالى ـ : (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (٢) ؛ أي (٤) : لئلا يبطل عملكم (٥).
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (٣) ؛ أي : لا يرفعونها تعظيما له.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) بالقول.
ولكن أخفضوا الصّوت عنده وعظموه وكنوه ، وقولوا له : يا (٦) أبا القاسم ، ويا رسول الله ، ويا نبيّ الله. ولا تنادوه من وراء الحجرات. [وكانوا ينادونه من وراء الحجرات] (٧) : [يا محمّد ، أخرج إلينا. فنهاهم الله وأدّبهم.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ] (٨) أَكْثَرُهُمْ لا
__________________
(١) ج ، د ، م زيادة : الله.
(٢) تفسير الطبري ٢٦ / ٧٤ نقلا عن الحسن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) ليس في ج ، د.
(٧) ليس في ج ، د ، م.
(٨) ليس في د.
يَعْقِلُونَ) (٤) :
قيل. إنّها نزلت في حيّ من بني العنبر (١) ، جاؤوا إلى (٢) النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فنادوه من وراء الحجرات : يا محمّد ، أخرج إلينا (٣).
وقيل : نزلت في الأقرع بن حابس ، وخبره وشعره مع النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ مشهور بين (٤) الرّوايات (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) ؛ أي : لكان (٦) الصبر خيرا لهم (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا) :
وتقرأ : «فتثبّتوا» بالثاء المثلّثة (٨) ؛ أي : لا تعجلوا بذمّ وقول (٩) سيّء.
قوله ـ تعالى ـ : (قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (٦) :
مقاتل قال : نزلت هذه الآية في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، حين بعثه النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى بني المصطلق وخزاعة ليقبض زكاة أموالهم وصدقاتهم.
__________________
(١) الصحيح ما أثبتناه في المتن كما في مجمع البيان ولكن في ب : بلعنبر وفي أ ، م : بلغبير وفي ج ، د : بلعنبر.
(٢) ليس في أ.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٩٥ نقلا عن ابن عباس.
(٤) ب : في.
(٥) ج ، د ، م : الرواة.+ اسباب النزول / ٢٨٩.
(٦) ليس في م.
(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٥)
(٨) ليس في ج ، د ، م.
(٩) ليس في أ.
فخاف منهم فلم (١) يأتهم ، ورجع إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : يا رسول الله ، إنّهم طردوني وكفروا وارتدّوا.
فأراد النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أن يبعث إليهم سريّة تقاتلهم وتنهبهم وتغنمهم ، فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فعرّفه حال الوليد فكذبه (٢) ، وتلا عليه الآية (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) :
ارتفع «طائفتان» لتقدير (٤) فعل ، تقديره : وإن (٥) اقتتل طائفتان اقتتلوا.
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) ؛ أي : ترجع.
وسمّي «الفيء» فيئا ، لرجوعه بعد الزوال.
وروي : أنّ هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبيّ المنافق ، قاتل عبد الله بن رواحة الأنصاريّ ـ رحمه الله ـ (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا
__________________
(١) ج ، د ، م : ولم.
(٢) ج ، د ، م : وكذّبه.
(٣) أسباب النزول / ٢٩٢.+ سقط من هنا الآيتان (٧) و (٨)
(٤) ج ، د : بتقدير.
(٥) ج ، د ، م : فإن.
(٦) اسباب النزل / ٢٩٤ ، وتفسير الطبري ٢٦ / ٨١ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (٩) والآية (١٠) وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).
نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ) :
نزلت هذه الآية في خالد بن الوليد وثابت بن قيس سخرا من عمّار ورجل آخر من فقراء المؤمنين ، وفي عائشة بنت أبي بكر سخرت من زينب بنت خزيمة زوج النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) ؛ أي : لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين. من قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) (١) ؛ أي : على إخوانكم.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) ؛ يريد : الألقاب المكروهة.
قوله ـ تعالى ـ : (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) ؛ أي : لا يقول الرّجل منكم لمن أسلم وكان يهوديّا أو مجوسيّا أو نصرانيّا : يا يهوديّ ، ويا نصرانيّ ، ويا مجوسيّ (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ) ؛ أي : لا تتحقّقوا الظّنّ ، ولا ترموا (٣) النّاس بالتّهمة بشيء لم تحقّقوه (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَجَسَّسُوا) ؛ أي : لا تبحثوا عن عيب أحد منكم (٥) ، فيبحث عن عيبكم. ولا تطلبوا عثرة أحد من إخوانكم ، لتعيّروه بها يوما ما (٦).
__________________
(١) النور (٢٤) / ٦١.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).
(٣) م زيادة : كثير.
(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).
(٥) من أ.
(٦) ليس في د.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) ؛ يريد : في حال (١) غيبته عنه (٢) أو غضبه عليه.
قوله ـ تعالى ـ : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) ؛ وكذلك فاكرهوا (٣) الغيبة.
[وجاء في أخبارنا ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : أنّ الغيبة] (٤) أن تقول في حال غيبة أخيك عنك ما فيه. فإذا قلت فيه ما ليس فيه ، فهو بهتان (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) :
قيل : نزلت هذه الآية في غياث بن أسد (٦) بن خويلد بن عبد العزّى ، حين عيّر بلال (٧) بأمّة ؛ حمامة. عن مقاتل (٨).
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ليس في د.
(٣) ب ، د : فكرّهوا.
(٤) ليس في ب.
(٥) روى الكليني عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن داود بن سرحان قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن الغيبة قال : هو أن تقول لأخيك فى دينه ما لم يفعل وتبثّ عليه أمرا قد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه حدّ. الكافي ٢ / ٣٥٧ وعند كنز الدقائق ١٢ / ٣٤٦ ونور الثقلين ٥ / ٩٤ والبرهان ٤ / ٢١٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (١٢)
(٦) م : أسيد.
(٧) م : بلالا.
(٨) أسباب النزول / ٢٩٥.
وقال الكلبيّ : نزلت في ثابت بن قيس ، حين عيّر عمّار بن ياسر باسم أمّه ، فقال (٩) : يا ابن سميّة (١٠).
و «الشّعوب» الجماعة (١١). و «القبائل» البطون. عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (١٢).
[وقال] (١٣) أبو عبيدة : «الشّعوب» مثل : ربيعة ومضر. و «القبائل» أكثر من الأفخاذ (١٤).
وقال (١٥) مقاتل (١٦) : «الشعوب» رؤساء (١٧) القبائل. واحدها شعب (١٨).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) :
قيل : إنّ (١٩) السّبب في نزول هذه الآية ، أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان قد زوّج المقداد بن الأسود ؛ مولى كندة ، من ضباعة بنت عمّة الزبير ، وقيل : بنت
__________________
(٩) ج ، د ، م زيادة : له.
(١٠) أسباب النزول / ٢٩٥.+ ج ، د ، م زيادة : (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ).
(١١) ج ، د ، م : الجماعات.+ ب : الجمايع.
(١٢) تفسير الطبري ٢٦ / ٨٨.
(١٣) ليس في ج ، د ، م.
(١٤) مجاز القرآن ٢ / ٢٢٠.
(١٥) ليس في ج ، د.
(١٦) ليس في ج.
(١٧) ب ، ج ، د ، م : رؤوس.
(١٨) التبيان ٩٥ / ٣٥٢ من دون نسبة القول إلى أحد.
(١٩) ليس في ج ، د ، م.
عمّه (١) ؛ حمزة ـ رحمه الله ـ. فأكبر (٢) الرؤساء من قريش ذلك وأعظموه وأكثروا الخوض فيه ، وقالوا : قد صارت بنات السّادات (٣) والأشراف تزوّج من الموالي.
فبلغ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ذلك فخرج إلى المسجد ، ثمّ أمر فنودي :
الصّلاة جامعة. فاجتمع النّاس ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : اعلموا ، أيّها النّاس ، إنّه (٤) ليس لعربيّ فضل على عجميّ ولا لأبيض (٥) على أسود ولا لحرّ على عبد ، إلّا بالإيمان والتّقى (٦). وتلا (٧) عليهم الآية ، فكفّ الرؤساء عن الخوض في ذلك (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) :
قيل : إنّما أتى «بلم» ولم يأت «بلن» لأنّ «لم» نفي لماض ، و «لن» نفي لمستقبل (٩).
قال الكلبيّ : نزلت هذه الآية في أعراب من بني أسد وغيرهم ، قدموا المدينة على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في سنة أصابتهم ، فأظهروا ما لم يكن في
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ج : فأنكر.
(٣) ب ، ج ، د ، م : السادة.
(٤) ليس في ج.
(٥) م زيادة : فضل.
(٦) ج ، د ، م : التّقوى.
(٧) أ : فتلا.
(٨) تفسير القرطبي ١٦ / ٣٤٤ و٣٤٧.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (١٣)
(٩) البحر المحيط ٨ / ١١٧ من دون نسبة القول إلى أحد.
قلوبهم (١).
وقال مقاتل : نزلت هذه الآية في مزينة وجهينة ، خافوا من (٢) السّيف واستسلموا (٣) وخضعوا (٤) ، فقالوا (٥) : آمنّا. فقيل (٦) لهم : لا تقولوا آمنّا «ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم» (٧).
(وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) ؛ أي : لا ينقصكم من ثوابها شيئا (٨).
قال بعض النحاة : ألت ، يألت ويلت ، لغتان (٩).
__________________
(١) أسباب النزول / ٢٩٦.
(٢) ليس في م.
(٣) م : فستسلموا.
(٤) أ : وأخضعوا.
(٥) ج ، د : وقالوا.+ م : إذ قالوا.
(٦) ج ، د : فقال.
(٧) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٢٦٢ نقلا عن السدي.
(٨) ب زيادة : خيرا.
(٩) د : أختان.+ تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٢٦٣.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٤) والآيات (١٥) ـ (١٨)
ومن سورة ق
وهي أربعون آية وخمس آيات.
مكّيّة بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (١) ؛ أي : الشريف و (١) الكريم على الله ـ تعالى ـ.
[وهو قسم] (٢). و (٣) جوابه : «قد علمنا ما تنقص الأرض منهم» هذا قسم «قد أقسم الله تعالى به» (٤).
جويبر (٥) عن الضّحّاك قال : [ق] (٦) جبل محيط بالدّنيا. ومثله عن الفرّاء ومقاتل (٧).
__________________
(١) من أ.
(٢) ليس في أ ، ب.
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) ب : وروي.
(٦) ليس في ج ، د.
(٧) مجمع البيان ٩ / ٢١١ نقلا عن الضّحّاك وحده.
صاحب النظم قال : «ق والقرآن المجيد» (١) مثل قوله ـ تعالى ـ : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (٢) (٢) فقوله ـ تعالى ـ : [ق] قسم يقتضي جوابا فلم يجئ به ؛ لأنّه اعترضه خبر آخر ، وهو قوله : «بل عجبوا» وقوله : «بل الّذين كفروا» أتى بجوابه (٣) ، قوله : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (٤).
وقيل : بل قوله : «إنّ فى ذلك لذكرى» (٥).
[وقيل في قوله] (٦) : «بل عجبوا» ؛ أي : لقد عجبوا (٧).
وقيل : [ق] ؛ أي (٨) : هو ق (٩). [وقيل : هو (١٠) قسم ، والجملة تسدّ مسدّ جوابه (١١).
وقال بعض المفسرين : معنى [ق]] (١٢) : قضي الأمر ؛ كما قال في [حم] (١٣) ،
__________________
(١) ج ، د ، م زيادة : بل عجبوا.
(٢) ص (٣٨) / ١ و٢.+ كشف الأسرار ٩ / ٢٧٥ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٣) ج ، د ، م : لها بجواب.+ ب : بها الجواب.
(٤) ص (٣٨) / ٦٤.
(٥) ق (٥٠) / ٣٧.+ البحر المحيط ٨ / ١٢٠ نقلا عن الترمذي.
(٦) ليس في ج ، د ، م.
(٧) البحر المحيط ٨ / ١٢٠ نقلا عن نحاة الكوفة.
(٨) ليس في ب.
(٩) تفسير الطبري ٢٦ / ٩٣ من دون نسبة القول إلى أحد.
(١٠) ليس في ج.
(١١) تفسير الطبري ٢٦ / ٩٣ من دون نسبة القول إلى أحد.
(١٢) ليس في ب.
(١٣) مجمع البيان ٩ / ٢١١.
وكقول الشّاعر :
قلنا (١) لها قفي فقالت ق (٢)
الزّجاج قال (٣) : [ق] قسم ، والجواب محذوف. وتقديره : ق والقرآن المجيد لتبعثنّ : لأنّهم أنكروا البعث (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) ؛ [يعني : محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٥).
(فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) (٢) ؛ يعني : قول (٦) كفّار قريش (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) (٣) : هذا إنكار منهم للبعث.
قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) (٤) ؛ يعني : اللوح المحفوظ ؛ أي (٨) : فيه علم (٩) ما تأكل الأرض (١٠) من لحومهم إذا ماتوا.
__________________
(١) م : فقلنا.
(٢) تفسير الطبري ٢٦ / ٩٣.
(٣) ب ، ج ، د زيادة : قوله.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٢١١ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٥) ليس في أ.
(٦) م : قال.
(٧) ب ، ج ، د ، م : مكّة.
(٨) ج ، د ، م : أنّ.
(٩) أ زيادة : فيه.
(١٠) ج زيادة : منهم.
و «كتاب حفيظ» ؛ أي : اللوح المحفوظ ، الّذي فيه علم ما كان وما يكون وما (١) هو كائن إلى يوم القيامة.
قوله ـ تعالى ـ : (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) (٥) ؛ أي : مختلط. ومنه مرج أمر النّاس ؛ أي : اختلط.
قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) ؛ يعني : كذّبوا (٢) بالدّين والقرآن.
قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ) (٦) بنيناها وزيّنّاها ورفعناها ؛ يريد (٣) : بالكواكب.
[وما لها من فروج] ؛ أي (٤) : فتوق.
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) ؛ أي (٥) : بسطناها.
[وألقينا فيها رواسي] ؛ أي : جبالا ثوابت.
(وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (٧) ؛ أي : حسن المنظر والطعم (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَ
__________________
(١) ليس في ب.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) ج ، م : يعني.
(٤) ج ، د ، م زيادة : من.
(٥) ليس في د.
(٦) سقط من هنا الآية (٨)
الْحَصِيدِ (٩)) : «الجنّات» (١) البساتين (٢).
«وحبّ الحصيد» ؛ يعني : الحبّ المحصود.
[وهذا عند الكوفيّين من إضافة الشّيء إلى نفسه وخالفهم البصريّون في ذلك فقالوا : أراد : الحبّ الحصيد] (٣) ، وأضاف الحبّ إلى الحصيد ؛ كما يقال (٤) : صلاة الأولى ، ومسجد الجامع (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ) ؛ أي : عاليات.
قوله ـ تعالى ـ : (لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) (١٠) ؛ أي : منضود تحت الكفري ، بعضه فوق بعض.
وسمّي الطّلع : طلعا ، لطلوعه.
قوله ـ تعالى ـ : (رِزْقاً لِلْعِبادِ) ؛ يعني : قوتا لهم (٦).
(وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) ؛ يعني : بماء السحاب.
قوله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ الْخُرُوجُ) (١١) ؛ يعني : للبعث (٧) والنشور بعد الموت.
__________________
(١) أ ، ج ، د : جنّات.
(٢) ج ، د ، م : أي بساتين.
(٣) ليس في ب.
(٤) د : قال.
(٥) تفسير القرطبي ١٧ / ٦.+ لا يخفى أنّ المثالين يوردان تائيدا لقول الكوفيّين. لا البصريّين فتأمّل.
(٦) ليس في ج ، د ، م.
(٧) م : البعث.
قوله ـ تعالى ـ : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) ؛ يعني : قبل (١) أهل مكّة.
قوله ـ تعالى ـ : (قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِ) ؛ يعني : أصحاب البئر الّذين رسّوا نبيّهم فيها.
(وَثَمُودُ) (١٢) : قوم صالح.
(وَعادٌ) : قوم هود.
(وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) ؛ يعني : الغيضة ، أو الشّجرة الّتي [كانوا يعبدونها] (٢) قوم شعيب.
(وَقَوْمُ تُبَّعٍ) ؛ يعني : أهل اليمن ، الّذين تبعوه على كفره.
قوله ـ تعالى ـ : (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) (١٤) ؛ أي : عقابي عليهم.
قوله ـ تعالى ـ : (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (١٥) ؛ أي : في شكّ من الإعادة وهو أهون من الخلق الأوّل.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) ؛ أي : تحدثه.
قوله ـ تعالى ـ : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (١٦) :
قيل : «الحبل» هو الوريد. وهذا من إضافة الشيء إلى نفسه (٣).
و «الوريد» عرق في العنق ، وهما وريدان عن يمين وشمال.
قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) (١٧) ؛
__________________
(١) ليس في أ ، ب.
(٢) م : كان يعبدها.
(٣) تفسير الطبري ٢٦ / ٩٩ من دون نسبة القول إلى أحد.
[يعني : الملكين الكاتبين] (١).
و «قعيد» (٢) في معنى : قاعد و (٣) ملازم.
قوله ـ تعالى ـ : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (١٨) ؛ أي :
شاهد ملازم حافظ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (١٩) ؛ أي : تفر وتكره.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) (٢٠) :
وقد مضى (٤) معنى (٥) «الصّور» في مواضع من التفسير.
قوله ـ تعالى ـ : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (٢١) :
الكلبيّ قال : «السّائق» الملك الّذي يكتب الحسنات ، و «الشّهيد» الكاتب الّذي يكتب السيئات (٦).
أبو هريرة قال : «السّائق» الملك ، و «الشّهيد» العمل (٧).
وقيل : «سائق» يسوقه من ورائه بسوط ، و «شهيد» يشهد عليه بسيّئاته (٨).
__________________
(١) ليس في ب.
(٢) أ : والعقيد.
(٣) ليس في أ ، ج ، م.
(٤) ليس في ب.
(٥) م : تفسير.
(٦) تفسير الطبري ٢٦ / ١٠١ نقلا عن مجاهد.
(٧) البحر المحيط ٨ / ١٢٤.
(٨) تفسير الطبري ٢٦ / ١٠١ من دون نسبة القول إلى أحد.