نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

والأصل في ذلك ، أنّ الحافر للبئر إذا وصل إلى حجر يمنعه من (١) الحفر وإخراج الماء يقال : أكدى ؛ أي : وصل إلى كدية من الأرض منعته من (٢) الحفر.

وقيل : نزلت هذه (٣) الآية في رجل من رؤساء قريش ، وهو الوليد بن المغيرة (٤).

وقيل : في عثمان (٥).

وقيل : في عبد الله بن أبي سرح. وكان إذا غزا مع النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنفق ماله حتّى يرى مكانه ، وإذا لم يغز قطع ذلك (٦).

وأظهر الأقوال الثلاثة ، أنّه عبد الله بن أبي سرح. فإنّه عيّر بذلك ، وكان منافقا. فقيل له (٧) : لم تذهب مالك؟

فقال : إنّي أحبّ أن أرى مكاني.

فقال له رجل : أتحبّ أن تعطيني راحلتك وزادك (٨) ونفقتك ، وأتحمّل غزوك عنك وخطاياك؟

فقال (٩) : نعم. فأعطاه ذلك ، ثمّ أمسك عن النّفقة ، فنزلت الآية.

__________________

(١) ب : عن.

(٢) ج ، د : عن.

(٣) ليس في ج ، د.

(٤) أسباب النزول / ٢٩٨ نقلا عن مجاهد.

(٥) ب زيادة : بن عفّان.+ أسباب النزول / ٢٩٨ نقلا عن ابن عباس.

(٦) التبيان ٩ / ٤٣٤ : هو المنافق الذي يعطي قليلا في المعونة على الجهاد.

(٧) ليس في ب.

(٨) ج ، د ، م : ودارك.

(٩) ب : قال.

١٠١

وقال مجاهد : بل (١) نزلت (٢) في الوليد بن المغيرة. تحمّل عنه رجل أن أعطاه شيئا من ماله ويرجع إلى شركه وكفره ، فلمّا فعل الرّجل ذلك قطعه ومنعه (٣).

وقال مقاتل : هو الوليد بن المغيرة. تولّى عن الحقّ [وأعرض] (٤) ، وأعطى (٥) قليلا من الخير بلسانه ، لمن يثبت على شركه وكفره ، ثمّ (٦) أكدى ؛ أي : قطع ومنع وترك البرّ والنّفقة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٣٧) ؛ أي : صدق في قوله ، ووفّى بما قال ووعد.

وقيل : ووفّى بما افترض الله عليه (٨).

ويقال : «وفّى» و «أوفى» واحد (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٣٨) ؛ أي : لا تحمل (١٠) عنه وزره وخطاياه ولا يؤخذ أحد (١١) بذنب غيره.

__________________

(١) ليس في ج ، م.

(٢) ج ، د زيادة : الآية.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٢ نقلا عن مجاهد ، تفسير مجاهد ٢ / ٦٣١.

(٤) ليس في ب.

(٥) م : فأعطى.

(٦) ليس في ب.

(٧) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٢ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا الآية (٣٥)

(٨) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٣ نقلا عن مجاهد.

(٩) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٥٢ من دون ذكر للقائل.

(١٠) ج : تحمل.

(١١) ليس في أ.

١٠٢

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) (٣٩) ؛ يريد : ثواب ما عمل من طاعة أو برّ أو صدقة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) (٤١) ؛ أي : الوفي الكامل.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (٤٢) ؛ أي : إليه المرجع في الآخرة ؛ ومعناه : ينتهي الإنسان إلى ربّه ، فيجازيه بما فعل من طاعة و (٢) معصية.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) (٤٣) ؛ أي : أضحك أهل الجنّة ، وأبكى أهل النّار.

وقيل : أضحك الأرض بالنّبات ، وأبكى السّماء بالمطر (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) (٤٤) ؛ يريد : أحيا بعد الإماتة في الدّنيا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) (٤٦) ؛ أي : تراق.

وقيل : يريد : التقاء المائين في الرّحم (٤).

وقال السدّي : هو إهراق المني (٥).

وقال غيره : هو (٦) بمعنى : يخلق ويقدّر (٧). ومنه قولهم : ما تدري ما يمني لك

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٤٠)

(٢) ج ، د ، م : أو.

(٣) كشف الأسرار ٩ / ٣٦٩ نقلا عن الضّحاك.

(٤) التبيان ٩ / ٤٣٧ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) تفسير القرطبي ١٧ / ١١٨ من دون ذكر للقائل.

(٦) ليس في د.

(٧) مجمع البيان ٩ / ٢٧٦.

١٠٣

الماني ، أي : ما يقدّر لك (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) (٤٨) :

مقاتل ومجاهد قالا : «أغنى» بالمال ، و «أقنى» بأصل المال (٩).

السدّي : «أغنى» من الغنية ، و «أقنى» من القنية ؛ الإبل والبقر والخيل (١٠) والدّوابّ والرّقيق (١١). [الضّحّاك : «أغنى» بالذهب والفضّة والثّياب (١٢) والمساكن ، «وأقنى» بالإبل والبقر والغنم والخيل والدّوابّ والرّقيق] (١٣) ابن الفرّاء (١٤) : «أغنى» قوما وجعلهم أحرارا ، و «أقنى» قوما وجعلهم عبيدا و (١٥) مماليك. يقال : عبد قنّ ؛ أي : ملك هو وأبوه. وخلافه عبد (١٦).

أبو عبيدة : «أغنى» بالمال ، «وأقنى» ؛ أي : جعل له قنية ؛ أي : أصل مال (١٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) (٤٩) :

مجاهد والسدي ومقاتل قالوا : «الشّعرى» كوكب في السّماء خلف الجوزاء ،

__________________

(٨) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٥٨ نقلا عن عطاء.+ سقط من هنا الآية (٤٧)

(٩) تفسير مجاهد ٢ / ٦٣٢.

(١٠) ليس في ب.

(١١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(١٢) ج ، د : والبنات.

(١٣) ليس في أ ، م.+ تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٥٨.

(١٤) ب : الفرّاء.

(١٥) ج ، د : أو.

(١٦) م زيادة : حرّ.+ أ زيادة : ملكه.

(١٧) مجاز القرآن ٢ / ٢٣٨.

١٠٤

كانت تعبده غسّان وخزاعة وغطفان (١).

وقيل : بل (٢) كان يعبده رجل من العرب ، يقال له : ابن أبي كبشة دون غيره من العرب. واحتج في عبادته بأن قال : أنه (٣) يقطع السّماء عرضا بخلاف سائر النّجوم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى) (٥٠) ؛ يعني : عاد بن إرم بن فيخوص (٥) بن سام بن نوح. وهم الّذين أهلكهم الله ـ تعالى ـ بالرّيح الشّديدة المتتابعة.

وقال الكلبيّ : «عاد الأولى» هم قوم هود. وعاد الأخرى كانت في زمان فارس الأوّل. وعادان آخران بعده (٦).

وروي في سير الملوك : أنّ (٧) عاد الأولى (٨) هو شدّاد بن عاد ، الّذي بنى إرم ذات العماد ، واتّخذ فيها من جميع ما وعد الله في الجنّة ؛ من الأنهار والأشجار ، والولدان والحور ، والمآكل اللذيذة الطّيّبة ، والمشروب والمنكوح ، والأصوات المطربة ، والملابس الفاخرة ، والأطياب العطرة والأواني الثّمينة من الزّبرجد

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.+ تفسير الطبري ٢٧ / ٤٥ نقلا عن مجاهد.

(٢) ليس في ج.

(٣) ليس في أ ، ب ، م.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٥٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) أ : أفنخوض.+ م : فيحوض.

(٦) مجمع البيان ٩ / ٢٧٧ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٧) ليس في أ.+ ج : أنّه.

(٨) ج ، د : الأول.

١٠٥

والياقوت. ثمّ أنّه (١) لمّا كمل (٢) ذلك سار إليها بعسكره وجنوده ليستوطنها أهلكه (٣) الله ـ تعالى ـ على بابها ، وأهلك جنوده بالصيحة فلم يدخلوها وبينهما ثلاثمائة سنة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (٥١) ؛ يعني : قوم هود (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (٥٣) (٦) :

«المؤتفكة» (٧) المنقلبة (٨). وهي قرى لوط ، وكانت ثلاث قرى. وقيل : خمسا (٩). ومنه سمّي الإفك : إفكا ، لانقلابه عن الصّحّة.

أبو عبيدة قال : «المؤتفكة» المخسوف بها (١٠).

وقال مقاتل : «المؤتفكة» المكذّبة (١١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) (٥٥) ؛ أي : بأي نعم ربّك

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ج ، د زيادة : فيها.

(٣) م : فأهلكه.

(٤) ليس في ج.+ انظر البحار ١١ / ٣٦٦ ـ ٣٧٠.

(٥) م : صالح.+ سقط من هنا الآية (٥٢)

(٦) ج ، د ، م زيادة : يريد.

(٧) ج ، د : بالمؤتفكة.

(٨) م : المقلبة.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(١٠) مجاز القرآن ٢ / ٢٣٩.

(١١) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٧ نقلا عن ابن عباس.+ سقط من هنا الآية (٥٤)

١٠٦

تشكّ وتخالف (١) ، يا ابن آدم.

يقول ـ سبحانه ـ : لا تشكّ ، يا ابن آدم ، في أنّ النّعم كلّها من الله ـ تعالى ـ سبحانه (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) (٥٧) ؛ أي : قربت القيامة.

قوله ـ تعالى ـ : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) (٥٨) :

«كاشفة» (٣) مثل الباقية ، ما لها من باق.

وقيل : إنّ «الكاشفة» و «الباقية» و «العافية» (٤) و «اللّاغية» في معنى المصدر (٥).

ابن الفرّاء قال : ليس لها من دون الله (٦) كاشف من الأصنام والأوثان كاشفة تكشف أمر السّاعة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) (٦١) ؛ أي : لاهون ويقال : سادم ، [وهي من القلوب] (٨) ؛ أي : سامد (٩).

__________________

(١) من هنا إلى موضع فذكره ليس في ب.

(٢) سقط من هنا الآية (٥٦)

(٣) ليس في د.

(٤) ج ، د : العاقبة.

(٥) التبيان ٩ / ٤٤١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٦) ليس في أ.

(٧) قاله الفرّاء كما في معاني القرآن ٣ / ١٠٣.+ سقط من هنا الآيتان (٥٩) و (٦٠)

(٨) ج ، د : وهو من المقلوب.

(٩) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

١٠٧

وقيل : بل هو إتباع (١).

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا الآية (٦٢)

١٠٨

ومن سورة اقتربت (١)

وهي خمسون آية وخمس آيات.

مكيّة بلا خلاف (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (١) ؛ أي : قربت القيامة. وفيه تقديم وتأخير ؛ أي : انشقّ القمر واقتربت السّاعة.

وقد روي عن أنس بن مالك : أنّ القمر انشقّ على عهد النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ مرّتين ، فصار نصفين والجبل بينهما. فقال الجبابرة من قريش : سحرنا محمّد.

فقدم جماعة من المسافرين من كلّ أفق ، فأخبروا بذلك (٣).

وروى قوم من (٤) الصّحابة : أنّ القمر انشقّ على عهد [رسول الله] (٥) ـ صلّى

__________________

(١) ج ، د زيادة : الساعة.

(٢) ج ، د : بغير خلاف.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ٥٠.

(٤) ج ، د ، م : عن.

(٥) ج ، د ، م : النبي.

١٠٩

الله عليه وآله ـ فانفلق فلقين (١) ، فذهب فلق وبقي فلق (٢).

قال ابن مسعود وحذيفة بن اليمان ـ رحمهما الله ـ : لقد رأيناه حتّى صار نصف على جبل ونصف على جبل آخر (٣). وذلك معدود من معجزات النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ بلا خلاف بين نقلة الأخبار.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (٢) :

الفرّاء والكلبيّ ومقاتل قالوا : قولهم : «سحر» ؛ أي : مصنوع ذاهب ؛ أي : سيذهب ويبطل ؛ يعنون : انشقاق القمر (٤).

[قوله ـ تعالى ـ : (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) (٣) هذا كقوله ـ تعالى ـ : (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ] (٦) مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (٤) :

الكلبيّ قال : أي : جاء أهل مكّة وجبابرتها من أخبار الأمم السّالفة والقرون الخالية الّذين كذّبوا ، فأهلكناهم [ما فيه] (٧) مزدجر و (٨) متعظ (٩).

__________________

(١) ج ، د : فلقتين.

(٢) تفسير الطبري ٢٧ / ٥١ نقلا عن مجاهد.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ٥١.

(٤) معاني القرآن ٣ / ١٠٤.

(٥) الأنعام (٦) / ٦٧.

(٦) ليس في د.

(٧) ليس في أ.

(٨) ليس في أ.

(٩) تفسير الطبري ٢٧ / ٥٢ و٥٣ نقلا عن قتادة.+ ج ، د ، م زيادة : قال.

١١٠

مقاتل : جاءهم ما فيه نهي وموعظة. و «مزدجر» مفتعل ، من الزجر (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) (٦) ؛ أي : إلى شيء فضيع صعب منكر ، يدعو أهل النّار إلى النّار وأهل الجنّة إلى الجنّة.

وقيل : كلّ أمّة يدعوها إلى كتابها (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) (٧) ؛ يريد : يخرجون من قبورهم (٣) كانتشار الجراد (٤) ، يطلبون جهة واحدة.

قوله ـ تعالى ـ : (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) ؛ أي : ناظرين.

وقال أبو عبيدة : مسرعين (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) (٩) ؛ أي : أتى بكلام بارد (٦).

وقال القتيبيّ (٧) : افتعل ، من الزجر بالوعيد (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) (١٠) ؛ أي : مقهور

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٧ / ٥٣ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا الآية (٥)

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ).

(٣) م زيادة : منتشرين.

(٤) م : اجراد.

(٥) مجاز القرآن ٢ / ٢٤٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ).

(٦) د : مارد.

(٧) ج ، د ، م زيادة : ازدجر.

(٨) مجمع البيان ٩ / ٢٨٣ من دون ذكر للقائل.

١١١

فانتصر لي منهم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) (١١) ؛ أي : منصبّ (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) (١٢) [يعني : ماء السّماء وماء الأرض] (٢) وذلك في زمن نوح ـ عليه السّلام ـ (٣).

(وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) (١٣) ؛ يعني : سفينة نوح ـ عليه السّلام ـ.

و «الدّسر» مساميرها وشرطها.

وقال قتادة : «الدّسر» صدرها (٤).

و «الدسر» عندهم الدّفع (٥) ، فكأنّها تدفع (٦) الماء بصدرها.

قوله ـ تعالى ـ : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) ؛ أي : بعلمنا ؛ يعني : السّفينة.

(جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) (١٤) ؛ يعني : نوحا ـ عليه السّلام ـ (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (١٨) ؛ أي : عذابي

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً).

(٢) ليس في أ.

(٣) ج ، د ، م زيادة : وقوله.

(٤) التبيان ٩ / ٤٤٨ نقلا عن الحسن.

(٥) ج ، د : الرّفع.

(٦) د : ترفع.

(٧) سقط من هنا الآيات (١٥) ـ (١٧)

١١٢

وإنذاري (١) ؛ يريد : فأرسلنا عليهم الرّيح الباردة حيث كذبوا هودا ـ عليه السّلام ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) ؛ [أي : باردة] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) (١٩) ؛ أي : أتت على الصغير والكبير.

قوله ـ تعالى ـ : (تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) (٢٠) ؛ أي : أصول نخل منقطعة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) (٢٣) ؛ أي : قوم صالح بالإنذار.

قوله ـ تعالى ـ : (فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) (٢٤) ؛ يعني : في ضلال عن الحقّ.

و «سعر» جنون. يقال : ناقة مسعورة ؛ أي (٤) : إذا كانت مسرعة نشيطة.

أبو عبيدة قال : «سعر» جمع سعير (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) (٢٥) ؛ أي : كذّاب بطر مزح.

(سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) (٢٦) :

ويقرأ ، بتشديد الرّاء ، من أشر (٦).

__________________

(١) د زيادة : و.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) سقط من هنا الآيتان (٢١) و (٢٢)

(٤) ليس في م.

(٥) مجاز القرآن ٢ / ٢٤١.

(٦) تفسير القرطبي ١٧ / ١٣٩ : وقرأ ابو جعفر وأبو قلابة أشرّ بفتح الشين وتشديد الراء يعني به أشرنا وأخبثنا.

١١٣

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ) ؛ [أي : عذابا لهم بما كذّبوا وكفروا] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) (٢٧) : افتعل ، من الصّبر.

روي : أنّ الله ـ تعالى ـ أخرجها من الجبل وولدها معها معجزة لصالح ـ عليه السّلام ـ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ) (٢٨) ؛ أي : لها شرب يوم ، ولهم شرب يوم (٣).

«محتضر» ؛ أي : يحتضره (٤) صاحبه باستحقاقه له.

قوله ـ تعالى ـ : (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ) (٢٩) ؛ يعني : العاقر قذار بن قذيرة (٥) ، تعاطى عقرها فعقرها (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) (٣١) ؛ أي : صاحب الحظيرة الّذي حضر على (٧) غنمه بالحشيش اليابس (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) (٣٣) ؛ أي : بالإنذار.

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) التبيان ٩ / ٤٥٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) ليس في ج.

(٤) م : حضره.

(٥) ج ، د ، م : قدار بن قديرة.

(٦) ستأتي الآية (٣٠) آنفا.

(٧) ليس في م.

(٨) ستأتي الآية (٣٢) آنفا.

١١٤

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) : وهي ريح تأتي بالحصباء ، وهي الحصى الصغار.

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا آلَ لُوطٍ) هم ، هاهنا ، ابنتاه ومن آمن به (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) ؛ أي : عن الملائكة الّذين (٢) جاؤوا [إلى هلاكهم] (٣). وكانت امرأته قد دلّت عليهم وأعلمت (٤) بمكانهم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) حيث أرادوه ؛ يعني : الملائكة.

قوله ـ تعالى ـ : (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) (٣٧) ؛ أي : عذابي وإنذاري.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) (٣٨) ؛ أي : يصل (٥) لهم (٦) عذاب الدّنيا (٧) بعذاب الآخرة. قال ذلك الحسن (٨).

قيل (٩) : أتتهم صيحة من السّماء فأهلكتهم (١٠) عن آخرهم (١١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (٣٠) ؛ أي : إنذاري.

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) (٣٤) والآيتين (٣٥) و (٣٦)

(٢) ليس في د.

(٣) ج ، د ، م : لإهلاكهم.

(٤) ج : وأنبأتهم. م : وأعلمتهم.

(٥) م : فصل.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ج زيادة : عليهم.+ د ، م زيادة : لهم.

(٨) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٧٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٩) د : قال.

(١٠) م : فأهلكهم.

(١١) مجمع البيان ٩ / ٢٩١.

١١٥

قوله ـ تعالى ـ : (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٣٢) ؛ [أي (١) : متذكّر] (٢) متّعظ ومعتبر (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) (٤٢) ؛ أي : أخذناهم بالغرق.

و «العزيز» الّذي لا ينال باهتضام (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ) ؛ يريد (٥) : الّذين أهلكوا قبلهم.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) (٤٣) ؛ أي : في الكتب المنزلة المتقدّمة لكم براءة من العذاب.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) (٤٤) ؛ أي : منتصرون (٦) على من عادانا.

وفي كتاب التّلخيص : ينصر بعضنا بعضا (٧).

ووحّد «منتصر» لأنّه على لفظ الجمع.

قوله ـ تعالى ـ : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) ؛ يعني : يوم بدر.

__________________

(١) د ، م زيادة : من.

(٢) ليس في ج.

(٣) سقط من هنا الآيتان (٣٩) و (٤٠)

(٤) م : باهضام.

(٥) ج ، د ، م زيادة : بهم.

(٦) ج ، د ، م : منتصر.

(٧) لم نعثر على كتاب التلخيص ولكن القول يوجد في التبيان ٩ / ٤٥٩ من دون نسبته إلى أحد.

١١٦

قوله ـ تعالى ـ : (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٤٥) ؛ يريد : منهزمين على أدبارهم.

قوله ـ تعالى ـ : (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) (٤٦) ؛ أي : أشدّ من القتل ببدر ، وأمّر من المرارة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (٥٠) ؛ أي : مجيء السّاعة كلمح بالبصر (٢) في السّرعة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) (٥٤) ؛ أي : في بساتين وضياء وسعة.

قوله ـ تعالى ـ : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) ؛ أي : في منزل ثواب ونعيم ومعدن رحمة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٥) ؛ أي : مالك قادر.

__________________

(١) سقط من هنا الآيات (٤٧) ـ (٤٩)

(٢) ج ، د ، م : البصر.

(٣) سقط من هنا الآيات (٥١) ـ (٥٣)

(٤) د زيادة : الله.

١١٧

ومن سورة الرّحمن

وهي سبعون آية وستّ آيات.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ) (٣) :

«الرّحمن» صفة الله ـ تعالى ـ وهو اسم لا يشركه (١) فيه أحد ؛ كالله.

قوله ـ تعالى ـ : «خلق الإنسان» ؛ يعني : آدم ـ عليه السّلام ـ.

(عَلَّمَهُ الْبَيانَ) (٤) ؛ أي : علّمه أسماء كلّ شيء.

مقاتل قال : بيان كلّ شيء (٢).

السدّي والضّحّاك قالا : علّمه ما يقوله وما يقال له (٣).

وقيل : علّمه الكلام. عن القتيبيّ (٤).

__________________

(١) أ : لا يشرك.

(٢) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٨٥ نقلا عن ابن كيسان.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٢٩٩ نقلا عن السدّي وحده.

(٤) مجمع البيان ٩ / ٢٩٩ نقلا عن الجبائي.

١١٨

وقيل : «خلق الإنسان» ؛ أي (١) : خلق محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ. وعلّمه القرآن وبيانه ، وعلّمه الحلال والحرام (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥) ؛ أي : بحساب (٣). فهي تقطع الفلك في ستّة أشهر ، والقمر يقطعه في شهر بتقدير قدرة الله ـ تعالى ـ وحكمه (٤).

وقوله : «الشّمس والقمر» [ابتداء والشّمس والقمر] (٥) يجريان بحسبان.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (٦) :

فالنّجم من النّبات : ما لم يقم على ساق ، والشّجر : ما قام على ساق.

قيل : «سجودهما» ميل ظلّهما بالغداة والعشي (٦).

وقيل : «النّجم» نجم السّماء وشجر الأرض يسجدان لله ـ تعالى ـ. من قوله ـ سبحانه ـ : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٧).

وقيل : أراد بالسّجود : ما فيهما من آثار النّعمة (٨) الّتي تدعو العقلاء العارفين إلى السّجود لله ـ تعالى (٩).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٨٥ نقلا عن ابن كيسان.

(٣) د : بحسبان.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج.

(٦) التبيان ٩ / ٤٦٤ نقلا عن مجاهد.

(٧) تفسير الطبري ٢٧ / ٦٩ نقلا عن مجاهد.+ الرعد (١٣) / ١٥.

(٨) م : النعم.

(٩) التبيان ٩ / ٤٦٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

١١٩

قوله ـ تعالى ـ : (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (٧) ؛ أي : رفعها بغير عمد. «ووضع الميزان» ؛ يعني به (١) : العدل ؛ أي : أمر به.

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) (٨) ؛ أي : لا تجوروا (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ) (١٠) ؛ أي : للخلق الجنّ والإنس.

وقيل : «الأنام» ما على وجه الأرض من العقلاء ، ومن يجري مجراهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) (١١) ؛ أي : ذات الكفري ، وهو الطّلع.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ) (١٢) ؛ أي (٤) : الزرع.

و «الرّيحان» الرزق. عن ابن عبّاس (٥).

وعن جماعة المفسّرين وأهل اللّغة : تقول العرب : خرجنا [نطلب] (٦) ريحان [الله] (٧) ؛ أي : رزقه (٨).

ومن رفع «الرّيحان» عطفه على «الفاكهة». ومن خفضه عطفه على «العصف».

__________________

(١) ليس في م.

(٢) سقط من هنا الآية (٩)

(٣) تفسير القرطبي ١٧ / ١٥٥ نقلا عن الضّحاك.

(٤) ليس في د.

(٥) تفسير القرطبي ٢٧ / ٧١.

(٦) من التبيان.

(٧) من التبيان.

(٨) التبيان ٩ / ٤٦٧.

١٢٠