نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

الزّوج (١). وهو المرويّ عن الباقر [والصّادق ـ عليهما] (٢) السّلام ـ (٣).

وقال بعض المفسّرين : «الفاحشة» هي أن تزني وتخرج (٤) لإقامة الحدّ عليهما (٥).

قوله ـ تعالى ـ (٦) : «ولا يخرجن» ؛ يعني : ولا يخرجن من بيوتكم الّتي طلّقتموهنّ بها إلى أن تنقضي (٧) عدّتهنّ.

«إلّا يأتين بفاحشة» ؛ أي : زنا (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) ؛ يريد بذلك :

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٨ / ٨٦.

(٢) ب : عليه.

(٣) روي الكلبيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن الرضا عليه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) قال : أذاها لأهل الرّجل وسوء خلقها ، الكافي ٦ / ٩٧ وعنه كنز الدقائق ١٣ / ٢٩٧ ونور الثقلين ٥ / ٣٥٠ والبرهان ٤ / ٣٤٦. وفي مجمع البيان ١٠ / ٤٥٨ هكذا : قيل : هي البذاء على أهلها فيحلّ لهم إخراجهم عن ابن عبّاس وهو المروىّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السّلام.

(٤) م : فتخرج.

(٥) مجمع البيان ١٠ / ٤٥٨ نقلا عن الحسن.+ من لا يحضره الفقيه ٣ / ٤٩٨ : وسئل الصّادق عليه السّلام عن قول الله عزّ وجلّ : (وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) قال : إلّا أن تزني فتخرج ويقام عليها الحدّ. وعنه نور الثقلين ٥ / ٣٥٠ والبرهان ٤ / ٣٤٧.

(٦) ب : وفي قوله.

(٧) ج : تقتضى.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي) وستأتي بقية الآية بعد أسطر.

٢٠١

المراجعة.

(أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) ؛ يريد : بما يجب لهنّ عليكم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) ؛ يريد : عند قوم على المراجعة. وعند قوم على الطّلاق (١).

قوله ـ تعالى ـ : (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (١) ؛ أي : يحدث شهوة المراجعة.

قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (٣) ؛ أي : منتهى.

وقال السدي : أي : قدر الحيض (٢) في الأجل والعدّة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) ؛ أي : من طاقتكم وسعتكم.

(٤) (وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَ) ؛ يريد : في النّفقة والمسكن.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) ؛ يريد : على الرّضاع (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى) (٦) ؛ يعني : تعاسرتم

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) وستأتي عن قريب باقي الآية وصدر الآية (٣)

(٢) ب ، ج ، د ، م : المحيض.

(٣) تفسير الطبري ٢٨ / ٩١.+ ستأتي عن قريب الآيتان (٤) و (٥)

(٤) د زيادة : وقوله.

(٥) ستأتي عن قريب قوله تعالى : (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ).

٢٠٢

في أجرة الرّضاع ، فوجدتم من يرضع بدون طلب الأمّ. والحضانة للأمّ والجدّة يثبت الولد عندها (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) ؛ أي : ينفق بقدر ما أعطاه الله ولا يسرف ، بل بقدر المكنة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) :

روي : أنّ السّبب في هذه الآية ، أنّ عوف (٣) بن مالك الأشجعيّ أسر الكفّار (٤) المشركون ابنا له. فجاء إلى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ فشكا إليه ما يجده عليه ووجد أمّه.

فقال له النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ اتّق الله ، واصبر على ما أصابك ، واستكثر أنت وأمّه من قول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم. [فرجع عروة (٥) إلى منزله فأخبر زوجته بذلك ، وجعلا يكثران من : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم] (٦) فغفل المشركون عن ابنه ، فساق غنما لهم فجاء بها (٧) إلى أبيه

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ).

(٢) ستأتي عن قريب باقي الآية.

(٣) ب : عروة.

(٤) ب زيادة : و.

(٥) ج ، د ، م : عوف.

(٦) ليس في أ.

(٧) ليس في أ.

٢٠٣

وأمّه ، وكانت الغنم أربعة آلاف رأس. فنزلت الآية على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ؛ أي : كفايته.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) ؛ يعني : فيما يريده.

ونصب «أمره» «ببالغ».

وقد قرئ : «بالغ أمره» بالإضافة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ) ؛ أي : شككتم في الحيض وارتفاعه. (فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) [لصغر أو كبر فمثل ذلك] (٣). (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (٤) ذلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ [وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً]) (٥).

قال الطبري : السّبب في نزول هذه الآية أنّ أبيّ بن كعب قال : يا رسول الله ، إنّ عددا من عدد النّساء لم يذكره (٤) في القرآن المجيد. فنزلت الآية بتفصيل العدد في ذلك (٥).

وقوله ـ تعالى ـ (٦) : «إن ارتبتم» قال بعض الفقهاء : إن شككتم في ارتفاع

__________________

(١) أسباب النزول / ٣٢٣.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٤٥٥.

(٣) من ب.

(٤) م : لم يذكر.+ د : لم يذكرها.

(٥) اسباب النزول / ٣٢٤. وتفسير الطبري ٢٨ / ٩١.

(٦) ليس في ب.

٢٠٤

الحيض عنهنّ لمرض أو كبر «فعدّتهنّ ثلاثة أشهر» (١).

وفي (٢) أصحابنا من لا يلزمهنّ العدّة ، وكذلك اللّائي لم يبلغن الحيض (٣) ولا في سنّهنّ من تحيض (٤).

قوله ـ تعالى ـ : «حتّى يضعن حملهنّ» : وهو أقرب الأجلين في الحامل المطلّقة ، وأبعد الأجلين في المتوفّى عنها زوجها عندنا نحن.

ويلزم المتوفىّ عنها زوجها الحداد ، وهو ترك الزينة والكحل والتّطيّب (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ) ؛ يريد : من الأجرة والنّفقة والمسكن.

(وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ) في الأجرة والنّفقة (فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى) (٦) غير أمّه (٦) (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (٧) (٧).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٤٦١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٢) ج : من.

(٣) ب ، ج ، د : المحيض.

(٤) قال المحقق الحلّي في الشرائع ٣ / ٥٩٩ : وفي اليائسة والّتي لم تبلغ روايتان إحداهما إنّهما تعتدّان ثلاثة أشهر والأخرى لا عدّة عليهما ، وهي الأشهر.

(٥) من هنا إلى الموضع المذكور ليس في ب.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها).

(٧) سقط من هنا الآيات (٨) / (١٢)

٢٠٥

ومن سورة التّحريم

وهي اثنتا عشرة آية.

مدنيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) (الآية) :

روي أنّ السّبب في نزول هذه الآية ، أنّ النّبيّ ـ عليه السّلام ـ حرّم على نفسه أمّ ولده إبراهيم ؛ مارية القبطيّة ؛ بيمين أن (١) لا يقربها بسبب عائشة وحفصة حيث غارتا منها. قال ذلك زيد بن أسلم ومسروق وقتادة والشّعبيّ والضّحّاك وابن زيد (٢).

وقال أبو الحسن : حرّم على نفسه أمّ ولده إبراهيم ؛ مارية ، وأسرّ به إلى حفصة ، فأسرّت به حفصة إلى (٣) عائشة (٤).

__________________

(١) ج ، د : أنه.

(٢) تفسير الطبري ٢٨ / ١٠٠ من دون نسبة القول إلى أحد ، أسباب النزول / ٣٢٥.

(٣) ليس في أ ، ب ، د.

(٤) تفسير الطبري ٢٨ / ١٠١ نقلا عن عامر.

٢٠٦

وعندنا : أنّه لا (١) يلزم بقوله : أنت عليّ حرام ، شيء إلّا مع اليمين (٢).

ثمّ ابتدأ ـ سبحانه ـ (٣) : (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) ؛ يعني : الكفّارة. وهي عتق رقبة ، أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ، فإن عجز فصيام ثلاثة أيّام ، مرتّبا ذلك على الصّحيح من المذهب.

ونصب «تحلّة» «بفرض». والأصل فيها «تحلّة أيمانكم».

وروي في أخبارنا ، عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ : أنّ السّرّ ، هاهنا ، في الآية ما أسرّه النّبيّ ـ عليه السّلام ـ إلى عائشة : أنّ الله أمره ينصّ (٤) على ابن عمّه ؛ عليّ ـ عليه السّلام ـ بالخلافة بعده بلا فصل ، وأن يجعله أخاه ووصيّه. وطوى عنها أنّ أباها وصاحبه يليان الأمر (٥) ويتغلّبان عليه ، فذلك قوله (٦) : ف (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) فأطلعت عائشة حفصة على ذلك ، فعرّفت حفصة أباها به ، فاجتمعا وتعاهدا وتعاقدا أنّه متى مات النّبيّ ـ عليه السّلام ـ لا يمكّنان ابن عمّه ؛ عليّا ، من ذلك. فوقع الأمر بعده ـ عليه السّلام ـ على ما تعاهدا وتعاقدا عليه (٧).

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١)

(٣) ج ، د ، م زيادة : بقوله.

(٤) م : بنصّ.

(٥) ج ، د ، م زيادة : بعده.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ).

(٧) مجمع البيان ١٠ / ٤٧٢ : ... عن الزجاج قال : أخبر حفصة أنّه يملك من بعده أبو بكر ثمّ عمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض أنّ أبابكر وعمر يملكان بعدي وقريب من ذلك ما رواه العيّاشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكّي عن أبي جعفر عليه السّلام إلّا أنّه زاد في ذلك أنّ كل واحدة منهما حدثت أباها بذلك فعاتبهما رسول الله في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك وأعرض عن أن يعاتبهما في الأمر الآخر. وعنه كنز الدقائق ١٣ / ٣٢٧ ونور الثقلين ٥ / ٣٦٩.

٢٠٧

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ) ؛ يعني : السّرّ الّذي أسرّه إلى عائشة.

(قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (٣) :

وفي الآية الّتي بعدها طعن على المرأتين (١) ، وهي قوله : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ) ؛ أي : فارقكنّ (أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) :

قيل : في الدّنيا (٢).

وقيل : في الآخرة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ) ؛ أي : مطيعات.

(تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ) ؛ أي : صائمات ، لقوله ـ عليه السّلام ـ : سياحة أمّتي الصّوم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) (٥) :

قيل : «ثيّبات» في الدّنيا ، «وأبكارا» في الآخرة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ؛ يعني : عائشة وحفصة.

__________________

(١) ستأتي الآية (٤)

(٢) تفسير القرطبي ١٨ / ١٩٣.+ من الموضع الذي ذكرناه إلى هنا ليس في ب.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) التبيان ٥ / ٣٠٦.

(٥) تفسير القرطبي ١٨ / ١٩٤.

٢٠٨

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) ؛ يعني : تعاونا (١) عليه.

والأصل فيه : «تتظاهرا» فأدغم أحد التّاءين في الظّاء.

فإن قيل : كيف قال : «قلوبكما» وهما اثنتان؟

قلنا : لأنّه جمعهما بما يحتويان عليه (٢).

وقيل : بل (٣) هي طريقة للعرب معروفة ، خطاب الاثنين بلفظ الجمع (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ؛ أي : وليّه وناصره.

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّ «صالح المؤمنين» هاهنا ، هو رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (٥).

وقيل : عليّ ـ عليه السّلام ـ (٦).

(وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٤) ؛ أي : عونا له ـ عليه السّلام ـ (٧).

__________________

(١) م : تتعاونا.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٤٧٠ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) ليس في ب.

(٤) البحر المحيط ٨ / ٢٩١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) قال الطّوسي قدّس سره روت الخاصة والعامة أن المراد بصالح المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ وذلك يدل على أنّه أفضلهم. التبيان ١٠ / ٤٨ انظر للإطّلاع على روايات : البحار ٤ / ٣٥٣ و٣٥٤ وج ٣٦ / ٢٧ و٣١ و٢٦٥ وج ٣٧ / ٣١٨ ونور الثقلين ٥ / ٣٧١ وكنز الدقائق ١٣ / ٣٢٩ ـ ٣٣٢ والبرهان ٤ / ٣٥٣ و٣٥٤ وإحقاق الحق ٣ / ٣١١ وج ٤ / ٣٠٦ و٣٠٧ وج ١٤ / ٢٧٨ ـ ٢٨٨ وج ٢٠ / ٦٧ ـ ٧٠.

(٧) تقدّم سلفا الآية (٥)

٢٠٩

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ [وَالْحِجارَةُ) ؛ أي : قوا أنفسكم (١) فعل المعاصي الّتي جزاؤها النّار.

و «وقودها» حطبها ، بفتح الواو. وبضمها (٢) المصدر.

و «النّاس» ؛ أي : المشركون] (٣).

و «الحجارة» الّتي كانوا يعبدونها وهي الأصنام والأوثان ، لقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٤) ؛ أي : حطبها.

و «الحطب» و «الحصب» واحد.

وقيل : «الحجاره» حجارة الكبريت ؛ لأنّها إذا ألقيت في النّار كان أشدّ لحرّها (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) ؛ أي : صادقة ، باطنها كظاهرها.

وقيل : «التّوبة النّصوح» الّتي لا يعاود (٦) بعدها المعصية (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) ؛ يريد : الّتي

__________________

(١) ج زيادة : وأهليكم.

(٢) ب : وبضمّه.

(٣) ليس في د ، م.

(٤) الأنبياء (٢١) / ٩٨.

(٥) مجمع البيان ١٠ / ٤٧٧ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٦) والآية (٧)

(٦) م : لا تعاود.

(٧) تفسير الطبري ٢٨ / ١٠٧ نقلا عن عمر.

٢١٠

تقدّمت منكم قبل التّوبة ؛ أي : يغفرها (١) لكم ويبطل أصلها (٢).

و «عسى» من الله واقع.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ؛ أي :

بساتين الجنّة تتخرّق بينها وتحتها الأنهار.

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ) ؛ أي : يكرمه ويبجّله ويرفعه.

قال بعض القرّاء : هاهنا وقف حسن ، ثمّ ابتدأ فقال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) ؛ أي : ثواب أعمالهم الصّالحة (٣) ، وصدقاتهم الرّاجحة ، وصلة أرحامهم ومواساتهم.

قوله ـ تعالى ـ : (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) ؛ أي : بقبول شفاعتنا في أزواجنا [وأهالينا] (٤) وأولادنا (٥) الّذين لم يتوبوا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَاغْفِرْ لَنا) ؛ أي : استر علينا ما أسلفنا من المعاصي في الدّنيا ، ولا تفضحنا على رءوس الأشهاد يوم القيامة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ) :

رجع ـ سبحانه ـ إلى نساء نبيّه ـ عليه السّلام ـ وتشبيههنّ بمن تقدمهنّ من

__________________

(١) م : يغفر لها.

(٢) أ ، م : غفلها.+ ج : عفلها.+ د : عقلها.

(٣) ليس في أ.

(٤) ليس في ب.+ د ، م : وأهلينا.

(٥) ب زيادة : وأهلنا.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٨) والآية (٩)

٢١١

نساء الأنبياء.

قوله ـ تعالى ـ : (كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ) ؛ يعني : نوحا ولوطا ـ عليهما السّلام ـ.

(فَخانَتاهُما) ؛ يعني : في دينهما لا في أنفسهما ، وما زنت امرأة نبيّ قطّ. روي هذا عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) ؛ آسية بنت مزاحم.

(إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ) ؛ أي : نجّني من عذابه في الدّنيا بالغرق ، ومن عذابه في (٢) الآخرة [وهو النّار] (٣).

فإن قيل : كيف جاز لآسية مع إيمانها أن تتزوّج بفرعون مع كفره؟

قلنا : [قد كان] (٤) ذلك جائزا في شريعة موسى ـ عليه السّلام ـ. وقد كان مثل (٥) ذلك جائزا (٦) في شريعة نبيّنا ـ عليه السّلام ـ في صدر الإسلام إلى أن حرّم

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٨ / ١٠٩.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (١٠)

(٢) ليس في أ.

(٣) ب ، م : بالنار.

(٤) ليس في ب.

(٥) من ب.

(٦) م : جائز.

٢١٢

الله ـ تعالى ـ ذلك ، وقد زوّج [النّبيّ ـ عليه السّلام ـ] (١) ابنتين (٢) له (٣) من كافرين :

العاص بن الرّبيع ، وعتبة بن أبي لهب. ثمّ نسخ ذلك بقوله (٤) : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (٥) فغرّق ـ عليه السّلام ـ بين ابنته وعتبة ، وأسلم العاص فأقرّه على نكاحه (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) ؛ يريد : [أحصنت فرجها] (٧) عن النّكاح والأزواج.

(فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) ؛ أي : من أمرنا لعبدنا جبرئيل ـ عليه السّلام ـ.

بأن نفخ في جيب درعها أو غيره ، فحملت بعيسى ـ عليه السّلام ـ (٨).

__________________

(١) ب : رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

(٢) ب ، ج ، د ، م : بنتين.

(٣) ليس في أ.

(٤) ب زيادة : تعالى.

(٥) النساء (٤) / ١٤١.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١١)

(٧) ب ، ج ، د ، م : أحصنته.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) (١٢)

٢١٣

ومن سورة الملك

وهي ثمان وعشرون آية.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١) :

«تبارك» مأخوذ من البركة ، وهو ثبوت الخير. ومنه تفسير الطبري اشتقاق «البركة» لثبوت الماء فيها. البراكاء في الحرب من ذلك ، وهو الثّبوت.

وقوله (١) : «تبارك» ؛ أي : لم [يزل ، ولا] (٢) يزال (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) ؛ أي : بعضها فوق بعض.

ونصب «طباقا» لأنّه نعت «لسبع».

قوله ـ تعالى ـ : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) ؛ أي : ما ترى من اختلاف واضطراب ، بل كلّها محكمة متقنة حسنة.

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ب.

(٣) سقط من هنا الآية (٢)

٢١٤

وقال مقاتل : ما ترى فيها من عيب (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) (٣) ؛ أي : رددّ البصر هل ترى فيها صدوعا أو شقوقا أو نقصانا.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) ؛ أي : ردّده (٢) مرّتين ؛ أي (٣) : مرّة بعد مرّة.

قوله ـ تعالى ـ : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً) ؛ أي : صاغرا لا يرى عيبا.

(وَهُوَ حَسِيرٌ) (٤) ؛ أي : كليل معيّ من قولهم : ناقة حسير ؛ أي (٤) ، معيّة ، قد حسرها السّير.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) ؛ أي : بنجوم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) ؛ أي : مرامي.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ) (٥) ؛ أي : عذاب جهنّم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٦) ؛ أي : بئس ما يصيرون إليه في الآخرة.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ) (٧) :

«الشّهيق» آخر صوت الحمار ، والنّهيق أوّله.

و «تفور» تغلي من الغيظ على العصاة.

__________________

(١) التبيان ١٠ / ٥٩ نقلا عن قتادة.

(٢) ب : ردّه.

(٣) من أ.

(٤) ب زيادة : معيّ.

٢١٥

قوله ـ تعالى ـ : (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) ؛ أي : تفرق.

قوله ـ تعالى ـ : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ) ؛ أي : جماعة.

قوله ـ تعالى ـ : (سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) (٩) ؛ أي : عظيم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) (١٠) ؛ أي : معهم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) (١١) ؛ أي بعدا لأصحاب النّار.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) ؛ أي : يخافونه حال خلوّهم (١) وتفرّدهم بالمعاصي (٢) عن النّاس ، فيتركونها خوفا منه وخشية.

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (١٢) ؛ أي : مغفرة لذنوبهم ، وأجر عظيم عند الله (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (١٣) ؛ أي : بما تكنّه وتخفيه.

قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : كان المشركون ينالون من النّبيّ ـ عليه السّلام ـ

__________________

(١) ب زيادة : بالمعاصي.

(٢) ب : به.

(٣) ج ، د زيادة : تعالى.

٢١٦

سرّا وجهرا ، فينزل عليه جبرئيل (١) فيخبره بذلك (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) ؛ أي : في جوانبها.

قوله ـ تعالى ـ : (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (١٥) ؛ يعني : النّشور للبعث والحساب.

قوله ـ تعالى ـ : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ) ؛ يريد : «من في السّماء» أمره وثوابه وعقابه.

قوله ـ تعالى ـ : (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ) (١٦) ؛ أي (٣) : تدور بكم إلى الأرض السّابعة (٤) السّفلى.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) ؛ [أي : عذابا.

وقيل : ريحا ترميكم بالحصباء ، وهي الحصى الصغار] (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) (١٧) ؛ أي : إنذاري.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (١٨) ؛ أي : إنكاري.

__________________

(١) م : جبرائيل.+ ب زيادة : عليه السّلام.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٤٩٠.+ سقط من هنا الآية (١٤)

(٣) أ : بأن.

(٤) ليس في ب.

(٥) ليس في ب.+ تفسير الطبري ٢٩ / ٦.

٢١٧

قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ) ؛ يريد (١) : مادّات [أجنحتهنّ للطّيران.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَقْبِضْنَ) ؛ يعني (٢)] (٣) : أجنحتهنّ ؛ أي (٤) : تضربها بجنوبهنّ للطّيران.

قوله ـ تعالى ـ : (ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ) ؛ يريد : عند (٥) القبض والبسط (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (٢٠) ؛ يريد : من كفرهم وتكذيبهم ، في غرور من مجازاتنا لهم.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) (٢١) : في تمرّد وعتوّ عن الحقّ وتباعد منه.

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ) ؛ يريد : كالأعمى. (أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢٢) :

هذا مثل ضربه ـ سبحانه ـ للمؤمن والكافر (٧).

__________________

(١) ب : يعني.

(٢) ليس في ج.

(٣) ليس في د.

(٤) ليس في م.

(٥) ليس في ج.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ).

(٧) سقط من هنا الآيات (٢٣) ـ (٢٦)

٢١٨

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً) ؛ يعني : العذاب. (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (٢٧) ؛ أي (١) : كنتم عنده تكذبون (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) ؛ أي : غائرا [من العيون] (٣).

(فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (٣٠) ؛ أي : بماء (٤) جار على وجه الأرض.

__________________

(١) ب : أن.

(٢) سقط من هنا الآيتان (٢٨) و (٢٩)

(٣) ليس في ب.

(٤) ليس في أ.

٢١٩

ومن سورة ن

وهي خمسون آية وآيتان.

مكيّة بغير (١) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) (١) :

ويقرأ بفتحه (٢) ؛ أي : اذكر نون.

وروي عن النّبيّ ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «نون» نوح ـ عليه السّلام ـ (٣).

وقيل : «نون» الحوت الّذي (٤) تحت الأرض السّابغة (٥).

وقيل : «نون» الدّواة (٦). أقسم الله ـ تعالى ـ بالدّواة والقلم وما تكتبه الحفظه من أعمال العباد.

قوله ـ تعالى ـ : «وما يسطرون» ؛ يعني : الملائكة في اللّوح المحفوظ. قال ذلك

__________________

(١) ب : بلا.

(٢) ب : بفتح (ن).

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) أ : الّتي.

(٥) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠ نقلا عن مجاهد.

(٦) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠ نقلا عن قتادة.

٢٢٠