نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

وقال آخر : فطهّر (١) قلبك من] (٢) الغدر والغلّ والحسد (٣). والعرب تكنّي بالثّياب عن القلب. قال عنترة العبسيّ :

فقطعت (٤) بالرّمح الأصم ثيابه

ليس الكريم على القنا بمحرّم (٥)

«ثيابه» قلبه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (٥) :

ابن عبّاس ومقاتل قال : «الرّجز» الأوثان كلّها (٦).

وقيل (٧) : «الرّجز» هاهنا ، وثنان كانا على الصّفا والمروة ، كانت قريش في الجاهليّة تعبدهما (٨).

والخطاب ، هاهنا ، لنبيّه ـ عليه السّلام ـ والمراد به غيره. عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (٦) ؛ أي : لا تعط عطاء لتعطى أكثر منه.

__________________

(١) م زيادة : أي طهّر.

(٢) ليس في ج.

(٣) كشف الأسرار ١٠ / ٢٨١ : وقلبك فطهّر عما سوى الله.

(٤) مجمع البيان وتفسير أبي الفتوح : فشككت.

(٥) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣٠٨ ، ومجمع البيان ١٠ / ٥٨٠.

(٦) تفسير الطبري ٢٩ / ٩٣ نقلا عن مجاهد.

(٧) ج ، د ، م زيادة : إنّ.

(٨) تفسير القرطبي ١٩ / ٦٦ نقلا عن قتادة : إساف ونائلة ، صمنان كانا عند البيت.

(٩) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣٠٩.

٢٦١

وقيل : إنّ ذلك كان محرّما على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ دون أمّته (١).

الحسن قال : لا تمنّ (٢) على ربّك بفعلك لطاعتك (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) (٨) ؛ أي : نفخ في الصّور.

قوله ـ تعالى ـ : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠) ؛ يريد : لما يلقون في ذلك اليوم من العذاب.

قوله ـ تعالى ـ : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢) وَبَنِينَ شُهُوداً) (١٣) ؛ أي : حضورا عنده لا يغيبون عنه.

نزلت هذه الآية (٤) في الوليد بن المغيرة المخزوميّ ، كان يسمّى الوحيد في قومه ، وكان له مال ممدود من الإبل والبقر والغنم والدّنانير والدّراهم. عن الكلبيّ (٥).

[وقال مقاتل : كان له حديقتان بالطّائف ، لا ينقطع ثمرها صيفا (٦) ولا شتاء] (٧).

وقال مجاهد : كان له [ألف دينار] (٨).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٩ / ٩٤ نقلا عن الضّحّاك.

(٢) ج ، د ، م : تمنن.

(٣) تفسير الطبري ٢٩ / ٩٤.+ سقط من هنا الآية (٧)

(٤) ليس في م.

(٥) اسباب النزول / ٣٣٠.

(٦) د : لا صيفا.

(٧) ليس في ج.+ تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣١١.

(٨) ليس في أ.+ تفسير الطبري ٢٩ / ٩٦.

٢٦٢

وقال الثّوريّ : كان له أربعة آلاف دينار (١).

وقيل : كان له من كلّ صنف من الغنم (٢) والخيل والذّهب والفضّة وسائر ما يتموّن (٣) ألف (٤).

قوله ـ تعالى ـ : «وبنين شهودا» ؛ أي : لا يغيبون [عن عينه] (٥) لغناهم ونعمتهم وكفايتهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) (١٤) ؛ أي : بسطت له في المال بسطا (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) (١٦) ؛ أي : معاندا.

وقيل : تهدّد ووعيد. يقول ـ سبحانه ـ : سأقطع ذلك عنه وأهلكه مع المقتسمين (٧) المستهزئين. وكذا فعل بهم عزّ وجلّ (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) (١٧) :

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٩ / ٩٦.

(٢) د : النّعم.

(٣) ج ، د ، م : يتموّل.

(٤) معاني القرآن ٣ / ٢٠١ : قال الكلبيّ العروض والذهب والفضّة.

(٥) ج : عنه.

(٦) ج ، د زيادة : كثيرا.+ م زيادة : كبيرا.

(٧) م زيادة : و.

(٨) تفسير القرطبي ١٩ / ٧٢ من دون نسبة القول إلى أحد.+ فلم يزل يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك.

٢٦٣

القتيبيّ (١) : سأغشيه شقّة من العذاب (٢).

و «الصّعود» العقبة الكؤود الشّاقّة.

وقيل : سأكلّفه الصّعود على جبل في النّار ، حتّى إذا وصل [إلى آخره] (٣) رميته إلى أسفله ، ولا يزال ذلك دأبه (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) (١٩) ؛ يعني : قدّر في نفسه بماذا يرمي النّبيّ ـ عليه السّلام ـ. فرماه بأنّه ساحر ، وأنّ صناعته السّحر.

وقوله : «قتل كيف قدّر» ؛ أي : لعن في الدّنيا والآخرة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) (٢٢) ؛ أي : كلح وجهه ، وقطب بين عينيه ، وتغيّر لونه (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) (٢٤) ؛ يعني : القرآن المجيد ، يأثره محمّد ـ عليه السّلام ـ عن مسيلمة الكذّاب وأمثاله. وكان الوليد هو (٧) أوّل من رمى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ بالسّحر (٨) ، فعظم ذلك على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ.

ثمّ قال الوليد ـ لعنة الله ـ : (إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) (٢٥) ؛ يعني : قول

__________________

(١) ج ، د ، م زيادة : قال.

(٢) تفسير الطبري ٢٩ / ٩٧ نقلا عن مجاهد.

(٣) م : لآخره.

(٤) التبيان ١٠ / ١٧٧.

(٥) سقط من هنا الآية (٢٠)

(٦) سقط من هنا الآية (٢٣)

(٧) ج ، د ، م : هذا.

(٨) ج : في السحر.

٢٦٤

سلمان [وحبر] (١) ويسار ، الّذي نسبوه أنّه أخذ عنهم القرآن المجيد.

قوله ـ تعالى ـ : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) (٢٦) ؛ يعني : الوليد هذا.

و «سقر» اسم (٢) من أسماء جهنّم.

وقيل : بل هو اسم واد [في جهنّم] (٣) ، هو أشدّ حرّا منها وعذابا (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ) (٢٧) ؛ أي (٥) : وما أدراك ، يا محمّد ، ما سقر. وهو تهويل لها.

فقال : (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) (٢٨) ؛ أي (٦) : إنّها تحطّم كلّ شيء يقع فيها.

(لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) (٢٩) ؛ أي : مغيّرة للجلود.

و «البشر» هاهنا ، جمع بشرة. عن الفّراء (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) (٣٠) ؛ [يعني : تسعة عشر] (٨) من خزّان جهنّم.

عن ابن عبّاس قال : لمّا (٩) نزلت هذه الآية ، قال أبو جهل بن هشام :

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ج ، د : فيها.

(٤) التبيان ١٨٠ / ١٠ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) ليس في أ.

(٦) ليس في أ.+ أ زيادة : قوله تعالى لوّاحة للبشر.

(٧) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٨) ليس في ج.

(٩) ليس في أ.

٢٦٥

أفيعجز (١) كلّ عشرة منّا أن يبطش بواحد منهم (٢)؟

فأنزل الله ـ تعالى ـ : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً) ؛ مثل : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل.

جبريل صاحب الغلظة والقوّة ، أخذ مدائن لوط ـ عليه السّلام ـ فأصعدها إلى السّماء ثمّ أقلبها (٣) ، وهي المؤتفكات.

وميكائيل صاحب الرّحمة.

وعزرائيل صاحب القبضة.

وإسرافيل صاحب اللّوح.

ثمّ أنزل في حقّ أبي جهل قوله ـ تعالى ـ : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (٤) وهو تهدّد وتوعّد له.

وقيل : إنّ الوليد بن المغيرة كان له عشرة (٥) بنين ، كلّ واحد منهم (٦) يعدّ بعشرة (٧) في الحرب. فقال عند نزولها : اثنان من بنيّ يكفونا أمرهم.

فأنزل الله ـ تعالى ـ : «وما جعلنا أصحاب النّار إلّا ملائكة ، وما جعلنا

__________________

(١) أ ، ب : فيعجز.

(٢) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٠.

(٣) ج ، د ، م : قلبها.

(٤) القيامة (٧٥) / ٣٤.

(٥) ليس في د.

(٦) ليس في أ.

(٧) ج ، د ، أ : لعشرة.

٢٦٦

عدّتهم إلّا فتنة للّذين كفروا» ؛ أي : عذابا (١).

وروي : أنّ الحارث قال : أنا أكفيكم سبعة عشر منهم ، فاكفوني أنتم اثنين منهم (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) ؛ يعني بالكتاب : التّوراة.

ويريد بالّذين أوتوا الكتاب : علماءها ، منهم : عبد الله (٣) بن سلام وكعب الأحبار ، وغيرهما من علمائهم الّذين أسلموا. وذلك أنّهم وقفوا في التّوراة على هذه العدّة الّتي ذكرها الله ـ تعالى ـ في كتابه ؛ القرآن المجيد (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ أي : كفر ونفاق.

(ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) ؛ أي : ماذا (٥) أراد الله بعدّتهم في القرآن؟ فقال لهم : إنّها (٦) مذكورة في التّوراة عندكم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) ؛ أي : تصديقا وطمأنينة بعدّتهم المذكورة في (٧) القرآن المجيد (٨).

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) البحر المحيط ٨ / ٣٧٥ : فقال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمّهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم أيعجز كلّ عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فقال أبو الأشد بن أسيد بن كلدة الجمحي وكان شديد البطش أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين.

(٣) ج ، د ، م : كعبد الله.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) وسيأتي فقرة منها آنفا.

(٥) ليس في ج ، م.+ د : ما.

(٦) ج ، د ، م : فإنّها.

(٧) أ زيادة : الكتاب.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ).

٢٦٧

قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) ؛ يعني : الملائكة ، لا يعلم عددهم وكثرتهم إلّا الله ـ تعالى ـ.

(وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ) (٣١) ؛ أي : تذكرة لبني آدم.

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) (٣٣) : قسم ـ أيضا ـ أدبر بظلامه.

(وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) (٣٤) ؛ قسم ـ أيضا ـ (٩) يعني : أضاء.

(إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) (٣٥) : وهذا جواب القسم. ويعني بالكبر : الدّواهي ، عند العرب. وهي ، هاهنا ، باب من أبواب جهنّم السبعة (١٠) ؛ يعني سقر (١١).

و «الكبر» جمع الكبرى.

(نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (٣٦) ؛ يعني (١٢) : منذرا لبني آدم.

و «نذيرا» حال. و «البشر» بنو آدم.

قوله ـ تعالى ـ : (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) (٣٧) :

قال الكلبيّ : يتقدّم بالطّاعة ، ويتأخّر بالمعصية (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (٣٨) ؛ أي : مأخوذة مرتهنة.

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) (٣٩) ؛ يعني : المؤمنين المخلصين. عن

__________________

(٩) ليس في أ : قسم أيضا.

(١٠) ليس في أ.

(١١) ليس في أ.

(١٢) ج ، د ، م : أي.

(١٣) ج ، م : عن المعصية.+ د : على المعصية.+ تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٣ نقلا عن قتادة.

٢٦٨

الكلبيّ (١).

وقال مقاتل : هم عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ وأهل بيته الطّاهرون (٢) ـ عليه السّلام ـ. وروي ذلك عن ابن عبّاس ، وعن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام (٣).

وقال الفرّاء : هم أطفال المؤمنين (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ) (٤١) ؛ يعني :عن الّذين أجرموا بتكذيب محمّد ـ عليه السّلام ـ.

وروي مثل ذلك عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ. وزادا (٥) فيه فقالا : وأجرموا بأذيّة أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ أيضا ـ (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) (٤٥) ؛ يعنون : نخوض بالباطل في أمر محمّد ـ عليه السّلام ـ.

(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) (٤٦) ؛ أي : بيوم الجزاء.

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣١٧ نقلا عن الحسن.

(٢) ما أثبتناه في المتن هو الصواب ولكن في جميع النسخ : الطاهرين.

(٣) تفسير القمي ٢ / ٣٩٥ وعنه نور الثقلين ٥ / ٤٥٨ وكنز الدقائق ١٤ / ٢٨ وورد في روايات أنّ أصحاب اليمين شيعة أهل البيت عليهم السّلام.

(٤) التبيان ١٠ / ١٨٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) م : زادوا.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٢٦٩

(حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) (٤٧) ؛ يعني : البعث والنّشور والجزاء على الأعمال (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) (٥١) :

أبو صالح ومجاهد والضّحّاك والسدّي ومقاتل قالوا : هم حمر الوحش فرّت من الرّماة (٢).

الكلبيّ وعكرمة والحسن وأبو هريرة قالوا : «القسورة» أسد يقهر السّباع كلّها (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) (٥٢) ؛ يريد : مثل ما أوتي محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

وقال الكلبيّ : قالت كفّار قريش : إن كان الرّجل منّا يذنب فيكتب ذنبه في رقعة ، فمالنا لا نرى ذلك (٤)؟

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) (٥٤) ؛ [يعني : القرآن.

(فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) (٥)] وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (٥٦) ؛ أي : أهل أن يتّقى ، وأهل أن يغفر الذّنوب.

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٤٨)

(٢) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٦ نقلا عن مجاهد.

(٣) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٧ نقلا عن أبي هريرة.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣١٩.

(٥) ليس في ج.

٢٧٠

ومن سورة القيامة

وهي أربعون آية ، مكّيّة.

(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (١) :

وقريء : «لا أقسم بيوم القيامة».

أبو عبيدة قال (١) : أقسم بيوم القيامة ، و «لا» زائدة (٢).

الفرّاء (٣) : ـ سبحانه ـ ذكر «لا» لأنّ القرآن جاء بالرّدّ على من أنكر البعث والجنّة والنّار ، يقول القائل : لا أفعل ذاك (٤).

مقاتل قال : أقسم بيوم القيامة ، وأقسم بالنّفس اللّوّامة (٥).

ابن عبّاس والفرّاء قالا : ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلّا وتلوم نفسها في القيامة ؛ فالعاصي (٦) يلوم نفسه على المعصية ، والمطيع يلوم نفسه كيف لم يستكثر

__________________

(١) د زيادة : سبحانه.+ م زيادة : معناه.

(٢) مجاز القرآن ٢ / ٢٧٧.

(٣) ج ، د ، م زيادة : قال.

(٤) معاني القرآن ٣ / ٢٠٧.+ م زيادة : على سبيل الإنكار.

(٥) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٨ نقلا عن سعيد بن جبير.

(٦) م : العاصي.

٢٧١

لنفسه (١) من الطّاعات (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) (٣) : ردّ (٣) على من أنكر البعث والإعادة يوم القيامة.

قوله ـ تعالى ـ : (بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) (٤) ؛ أي : نلحق الأصابع (٤) بالرّاحة ونسوّيه ، على أن نجعله مثل خفّ البعير. قال هذا (٥) مجاهد (٦) والضّحّاك السدّي (٧).

وقيل : «نسوّي بنانه» نعيدها بعد ما بليت في التّراب ، بل نحن قادرون على ذلك وعلى الإعادة.

فإن كنا قادرين (٨) على ما هو أعظم وأدق ، فبأن نقدر على ما هو (٩) دونه أهون (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) (٥) :

__________________

(١) ج ، د : نفسه.+ ليس في م.

(٢) معاني القرآن ٣ / ٢٠٨.+ سقط من هنا الآية (٢)

(٣) ليس في أ ، د.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في أ.

(٦) ج ، د زيادة : ومقاتل.

(٧) تفسير الطبري ٢٩ / ١١٠ نقلا عن الضّحّاك.

(٨) م : قادرون.

(٩) ليس في أ.

(١٠) مجمع البيان ١٠ / ٥٩٧ نقلا عن الجبائي.

٢٧٢

ابن عبّاس ومقاتل قالا : يقدّم الذّنب ويؤخّر التّوبة (١).

وقيل : يكذّب بالقيامة ، لأنّها أمامه (٢).

(يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) (٦) ؛ [أي : يقول : متى يوم القيامة] (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) (٧) ؛ يريد : تحيّر من العجائب والأهوال يوم القيامة.

وقيل : تحيّر عند الموت (٤).

وقال ابن الأنباريّ في كتاب «الزّاهر» : «القمر» هاهنا ، أصل قمر العين ؛ أي : يعلي (٥) البياض السّواد ، وذهب قمر العين لمعاينة ملك الموت (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) (٨) ؛ أي : ذهب ضوؤه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (٩) :

قيل : جمعا في ذهاب ضوئهما ؛ كما تقول : هذا يوم يستوي فيه الأعمى والبصير ، فلا يبصران (٧).

وإنّما ذكّر الشّمس وهي مؤنّثة على المعنى ؛ أي : جمع النّوران ليشاهد هما كان يعبدهما.

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٩ / ١١١ نقلا عن الجبائي.

(٢) تفسير الطبري ٢٩ / ١١٢ نقلا عن ابن زيد.

(٣) ليس في د.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣٢٦ نقلا عن مقاتل.

(٥) م : فعلا.

(٦) لم نحصل على كتاب الزّاهر لابن الأنباري.

(٧) تفسير الطبري ٢٩ / ١١٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

٢٧٣

وقيل : طرحا في البحر فصارا نارا (١).

وقيل : يطلعان من المغرب مقترنين (٢).

وعن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال (٣) : يجمعان كالنّورين ، فيرمى بهما في النّار على ما قدّمناه عنه (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) (١٠) : أين المهرب.

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا لا وَزَرَ) (١١) ؛ أي : لا ملجأ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (١٣) ؛ يعني : يخبر بما قدّم من معصية ، أو ما أخّر من سيّئة (٦) قبيحة يعمل بها بعده (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) (١٥) :

السدّي (٨) : أرخى ستوره ، وأغلق أبوابه (٩).

والفرّاء قال : جاء في التّفسير : ولو أرخى ستوره. وجاء ـ أيضا ـ : ولو اعتذر من تكذيبه ، ومعناه : بل على الإنسان شهود ولو اعتذر من المأثم (١٠).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٩ / ١١٣ نقلا عن عطاء بن يسار.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٥٩٨ نقلا عن ابن مسعود.

(٣) ليس في ج.

(٤) البحر المحيط ٨ / ٣٨٦ عن الكسائي وعطاء ملفّقا.

(٥) سقط من هنا الآية (١٢)

(٦) م : سنّة.

(٧) سقط من هنا الآية (١٤)

(٨) ج ، د ، م زيادة : قال.

(٩) تفسير الطبري ٢٩ / ١١٦.

(١٠) معاني القرآن ٣ / ٢١١.

٢٧٤

أبو عبيدة : «المعاذير» ما اعتذر به الإنسان من الأشياء السّيّئة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (١٦) ؛ أي : لتعجل بالوحي.

وقيل : بتلاوته قبل أن يفرغ جبرائيل ـ عليه السّلام ـ من قرأته. وذلك أنّه روي : أنّ محمّدا ـ عليه السّلام ـ كان (٢) إذا تلى جبرائيل ـ عليه السّلام ـ آية ، أتمّها قبل أن يفرغ جبرئيل من التّلاوة. فأدّبه الله ـ تعالى ـ وأمره أن لا يعجل (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (١٧) ؛ أي : علينا جمعه في صدرك وقرأته عليك ، وضمّه وتأليفه.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (١٨) ؛ أي : اعمل بما تضمّنه من الأوامر والنّواهي.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (١٩) ؛ أي : بيان حلاله وحرامه.

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) (٢٢) (٤) : [حسنة ، بالضّاد] (٥).

(إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢٣) ؛ أي : إلى ثواب ربّها منتظرة ، بالظّاء.

قوله ـ تعالى ـ : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) (٢٤) ؛ أي : كالحة متغيّرة.

__________________

(١) مجاز القرآن ٢ / ٢٧٨.

(٢) ليس في أ.

(٣) تفسير الطبري ٢٩ / ١١٧ نقلا عن ابن زيد.

(٤) م زيادة : أي.

(٥) ليس في ج ، د.

٢٧٥

قوله ـ تعالى ـ : (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) (٢٥) ؛ أي : واهية (١) من العذاب.

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) (٢٦) ؛ يعني : الرّوح إلى عظام الصّدر.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) (٢٧) :

ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٢) : أمر (٣) يرقى ويصعد بروحه ، قالت ذلك (٤) الملائكة (٥).

وروي عن ابن عبّاس ـ أيضا ـ قال : هل من واق (٦) من الأطبّاء والرّقاة يرقيه من الموت (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) (٢٨) ؛ أي : تيقّن الموت.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) (٢٩) ؛ أي (٨) : شدّة أمر الدّنيا لشدّة أمر الآخرة. وهو قول أهل التّأويل جميعهم ، إلّا السدّي والحسن والشّعبيّ فإنّهم قالوا : «التفّت السّاق» ساق الميت عند الموت (٩).

__________________

(١) م : داهية.

(٢) ج ، د ، م زيادة : أي.

(٣) م : امرؤ.

(٤) ج : بذلك.

(٥) تفسير الطبري ٢٩ / ١٢١.

(٦) م : راق.

(٧) تفسير الطبري ٢٩ / ١٢١ نقلا عن ابن زيد.

(٨) د زيادة : في.

(٩) تفسير الطبري ٢٩ / ١٢٣ نقلا عن السدي.

٢٧٦

قوله ـ تعالى ـ : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) (٣٠) ؛ أي : المنتهى.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) (٣١) :

نزلت هذه الآية (١) في أبي جهل بن هشام.

وروي عن الصّادق ؛ جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ : أنّها نزلت في معاوية ابن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة المخزوميّ وأبي موسى الأشعريّ وعمر وبن العاص ، حيث لم يقرّوا لعليّ ـ عليه السّلام ـ بالولاية ، ولم يصدّقوا محمّدا ـ عليه السّلام ـ في (٢) النّصّ عليه بالأمر بعده. وهذا من سرّ القرآن الباطن (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٣٢) ؛ أي : كذّب وأعرض.

(ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) (٣٣) :

قيل : هي مشية المطيطاء عند العرب : أي : يتبختر ويختال في مشيه تكبّرا.

وهذا فعل عمر وبن العاص يوم الحكمين ، وتبعه الجماعة المذكورون على ذلك (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (٣٤) هذا تهدّد ووعيد. قاله الزّجّاج (٥).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) أ : و.

(٣) تفسير القمّي ٢ / ٣٩٧ من دون نسبة القول إلى الصّادق عليه السّلام وعنه نور الثقلين ٥ / ٤٦٦ والبرهان ٤ / ٤٠٩ وكنز الدقائق ١٤ / ٣٩. وورد مؤدّاه في تفسير فرات / ٥١٦ نقلا عن حذيفة وأبي ذرّ وعنه البحار ٣٧ / ١٩٣ و١٩٤.

(٤) تفسير الطبري ٢٩ / ١٢٤ نقلا عن قتادة.

(٥) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣٣٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

٢٧٧

وقيل : معناه : قد وليك شرّ ، فاحذره (١).

وقيل : النّار أولى بك ، وأنت أولى بها (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) (٣٦) ؛ أي : مهملا بلا أمر ولا نهي ، ولا ثواب ولا عقاب.

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) (٣٧) ؛ أي : تراق وتهرق.

(ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) (٣٨) ؛ يريد : صوّرة [حيّ ناطق] (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَجَعَلَ مِنْهُ) ؛ يعني : من المني (الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٤٠) بلى ، وربّي جلّت عظمته وقدرته.

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣٣٦.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٤٠٦ فأولى لك في النّار.+ سقط من هنا الآية (٣٥)

(٣) م : حيّا ناطقا.

٢٧٨

ومن سورة هل أتى

وهي ثلاثون آية ، مدنيّة.

(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١) :

الحسن والزّجّاج قالا : ألم يأت (١).

غيرهما؟ قال : قد أتى (٢).

و «الإنسان» هاهنا ، آدم ـ عليه السّلام ـ.

و «الحين» قيل : أربعون سنة ، هاهنا (٣). وهو على وجوه في التّفسير.

قوله ـ تعالى ـ : «لم يكن شيئا مذكورا» ؛ أراد : بل كان طينة (٤) مصوّرة بلا روح ؛ كما جاء في الأخبار (٥).

__________________

(١) التبيان ١٠ / ٢٠٥ نقلا عن الزجاج وحده.

(٢) قال الطبري : يعني جلّ ثناؤه بقوله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) قد أتى على الإنسان.

(٣) تفسير الطبري ٢٩ / ١٢٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) ليس في د.

(٥) روى البرقي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : كان شيئا ولم يكن مذكورا. المحاسن / ٢٤٣ وعنه كنز الدقائق ١٤ / ٤٩ والبرهان ٤ / ٤١٠ والبحار ٥ / ١٢٠. قال الطوسي : قد كان شيئا إلّا أنّه لم يكن مذكورا لأنّه كان ترابا وطينا إلى أن نفخ فيه الروح ، التبيان ١٠ / ٢٠٥.

٢٧٩

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) ؛ يعني : الآدميّ من قطرة ماء.

وقيل : عنى آدم ـ عليه السّلام ـ (١).

ويسمّى (٢) الإنسان : إنسانا ، لكثرة نسيانه. ومنه قوله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ، فَنَسِيَ)» (٣) أي (٤) : ترك. قال الشّاعر :

وإنّما سمّيت إنسانا لأنّك ناسي (٥)

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ) : ممتزج (٦) مخلوط من ماء الرّجل وماء المرأة.

و «نبتليه» ؛ [أي : نختبره] (٧). عن ابن عبّاس والضّحّاك (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (٢) ؛ أي : صيّرناه.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) :

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) ج ، د ، م : سمّي.

(٣) طه (٢٠) / ١١٥.

(٤) ليس في أ ، د.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) م : ممزوج.

(٧) ليس في د.

(٨) تفسير الطبري ٢٩ / ١٢٧ من دون نسبة القول إلى أحد.

٢٨٠