نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

ومن سورة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ

وهي أربعون آية.

مدنيّة بغير خلاف ، إلّا من السدي ، فإنّه قال : هي مكّيّة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ؛ أي : صدّوا عن طريق (٢) الحقّ.

وقيل : صدّوا عن الحقّ ، وهو الثواب (٣).

وقيل : عن الطريق إلى ثوابه (٤).

روي : أنّهم أهل مكّة. عن مجاهد (٥).

وقيل : بل هي عامة (٦) لا تقتصر (٧).

__________________

(١) كشف الأسرار ٩ / ١٧٦.

(٢) ليس في ج.

(٣) قال الطبري في مجمع البيان ٩ / ١٤٦ : إذ لم يروا لها فى الآخرة ثوابا.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٥) تفسير الطبري ٢٦ / ٢٥ نقلا عن ابن عباس.

(٦) م : عامهم.

(٧) ب ، ج ، د ، م : تقصر.+ البحر المحيط ٨ / ٧٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

٢١

قوله ـ تعالى ـ : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (١) ؛ أي : حكم عليها بالضّلال والبطلان.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ؛ يعني : الّذين (١) آمنوا بالله.

قوله ـ تعالى ـ : (وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) الّتي فعلوها قبل أن يوفّقهم للتوبة ، فكفّرها (٢) عنهم بالتوبة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) (٢) ؛ أي : أصلح قلوبهم للإيمان (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) : خرج الكلام مخرج الخبر (٤) ، والمراد به : الأمر ؛ أي (٥) : أضربوا الرّقاب.

وقال السدي : هي منسوخة [بقوله تعالى (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) (٦) وهي مخصوصة بعبدة الأوثان لا يفادوا بفدية ولا يمنّ عليهم (٧).

وقال ابن عباس ـ رحمه الله ـ : هي محكمة والأمر في ذلك إلى الإمام (٨) وقال قتادة ومجاهد : هي في جميع الكفّار ، وهي منسوخة] (٩) وقال الضّحّاك : هي ناسخة لقوله : «اقتلوا المشركين»

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ب : فكفر.

(٣) سقط من هنا الآية (٣)

(٤) ج : مخرج الكلام لخبر.

(٥) ج ، د زيادة : و.

(٦) التوبة (٩) / ٥.

(٧) تفسير الطبري ٢٦ / ٢٦.

(٨) التبيان ٩ / ٢٩١ من دون ذكر للقائل.

(٩) التبيان ٩ / ٢٩١ نقلا عن قتادة.+ ليس في أ.

٢٢

ولا يقتل (١) الأسير بل يمنّ (٢) عليه ، أو يفادى. وكذلك قال الحسن (٣).

و (٤) قال ابن جبير : لا يجوز الأسر [إلّا بعد] (٥) الإثخان في الأرض ، فإذا أسروا فللإمام أن يحكم فيهم (٦) بما شاء (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ) ؛ [أي : غلبتموهم] (٨) وجرحتموهم وهزمتموهم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) ؛ [أي : شدّوهم (٩) في الوثاق] (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) ؛ أي : إمّا تمنّون عليهم بأنفسهم منّا ، أو يفدونها منكم فداء.

وقيل : إنّ الآية منسوخة بقوله ـ تعالى ـ (١١) : «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» (١٢).

__________________

(١) ب : تقتلوا.

(٢) م : منّ.

(٣) أنظر : تفسير الطبري ٢٦ / ٢٧.

(٤) أ زيادة : كذلك.

(٥) ليس في د.

(٦) أ ، ب : فيه.

(٧) ج : يشاء.+ التبيان ٩ / ٢٩١ نقلا عن أصحابنا.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) ب : مدّوهم.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) ج ، د ، م زيادة : (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) وبقوله.

(١٢) التوبة (٩) / ٥.+ تفسير الطبري ٢٦ / ٢٦ نقلا عن السدي.

٢٣

[وقال الحسن : هي محكمة ، ولا يجوز قتل الأسير بل يجوز المنّ والفداء (١).

وهذا خرج مخرج التخيير ، وليس بحتم. وقوله «فاقتلوا المشركين» ليس بناسخ للمنّ والفداء ؛ لأنّ في الآية ذكر القتل وقوله : «فضرب الرّقاب» ثمّ خيرهم بعد ذلك في المنّ والفداء.

وقال قوم : بل هي منسوخة بقوله ـ تعالى ـ : «فشرّد بهم من خلفهم» (٢) وبقوله ـ تعالى ـ : «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم»] (٣).

وقيل : بل هذه الآية خاصّة في أهل الأوثان ، لا يمنّ عليهم ، ولا يقبل منهم فداء (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) ؛ [أي : سلاحها ومنه قوله ـ تعالى ـ : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) (٥) ؛] (٦).

أي : مؤونة الحرب وثقله. قال الشّاعر :

وأعددت للحرب أوزارها

رماحا طوالا وخيلا ذكورا (٧)

[وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) (٨) :

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٦ / ٢٧ من دون ذكر للقائل.

(٢) الأنفال (٨) / ٥٧.

(٣) ليس في ج ، د ، م.+ التبيان ٩ / ٢٩١ نقلا عن قتادة.

(٤) كشف الأسرار ٩ / ١٧٨.

(٥) الإنشراح (٩٤) / ٢.

(٦) ليس في أ.

(٧) للأعشى. لسان العرب ٥ / ٢٨٢ مادّة «وزر».

(٨) الأنفال (٨) / ٦١.

٢٤

قيل : هي منسوخة (١).

وقيل : بل هي محكمة ، وهي مخصوصة معروفة بقوم] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) (٥) ؛ أي : يثبّتهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) (٦) ؛ أي : طيّبها لهم. يقال : طعام معرّف ؛ أي : طيّب (٣).

وقيل : «عرّفها» (٤) ؛ أي : بيّنها لهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) ؛ أي : هوانا وعثارا.

وقال ابن السّكّيت : «التعس» أن (٦) يخرّ على وجهه. و «النّكس» أن يخرّ على رأسه (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها) (١٠) ؛ يعني : مشركي قريش لهم (٨) أمثال ما فعلنا بالأمم الخالية (٩).

__________________

(١) التبيان ٥ / ١٥٠ نقلا عن قتادة.

(٢) التبيان ٥ / ١٥٠.+ ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ).

(٣) ج ، د ، م : مطيّب.

(٤) ج ، د ، م زيادة : لهم.

(٥) تفسير الطبري ٢٦ / ٢٨ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا الآية (٧)

(٦) م : أي.

(٧) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ١٨٣ من دون ذكر للقائل.

(٨) ليس في أ.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (٨) والآية (٩) وسيأتى الآيات (١٠) ـ (١٣)

٢٥

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) ؛ [يريد : محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (١) قوله ـ تعالى ـ : (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) (١٤) :

قيل : هو (٢) أبو جهل بن هشام وأصحابه (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ) ؛ أي : أهلكهم (٤) ولم يبق لهم آثارا (٥).

[قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) ؛ أي : وليّهم وناصرهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ) ؛ أي : يتلذذون] (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) ؛ يعني : كالإبل (٧) والدواب.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) (١٢) ؛ أي : منزل لهم في الآخرة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ) ؛ أي : وكم

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ليس في أ.

(٣) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ١٨٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) ب زيادة : الله.

(٥) ب ، ج ، م : ولم يبق لهم أثار.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ب : الإبل.

٢٦

من قرية هي أشدّ من قريتك ؛ يعني : مكّة (الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) (١٣) [وقوله : «أ فمن كان على بيّنة من ربّه» ؛ يعني : محمّدا ـ عليه السّلام ـ. وقد تقدّمت] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) ؛ [أي : صفّة الجنّة الّتي وعد المتّقون (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) ؛ أي : متغيّر الطّعم والرّائحة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ] (٣) وَسُقُوا ماءً حَمِيماً) ؛ أي : حارّا.

قوله ـ تعالى ـ : (فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) ؛ يعني : في خطبة الجمعة.

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ؛ يعني (٤) : من أصحاب محمد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (ما ذا قالَ آنِفاً) ؛ أي : من ساعة بعد خروجنا من عنده.

__________________

(١) من أ.

(٢) ب : أي صفة الجنّة.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ج ، د زيادة : بالذين أوتوا العلم.

٢٧

قوله ـ تعالى ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) ؛ أي : ختم عليها بأنّها لا تؤمن (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) ؛ [أي :فجأة] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) ؛ أي : قربت علاماتها ؛ كالدّخان ، وانشقاق القمر ، والدّجال ، والسّفيانيّ ، ونزول عيسى ـ عليه السّلام ـ من السّماء.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١٨) ؛ أي (٣) : جاءتهم (٤) علاماتها.

وقيل : «ذكراهم» التّوبة (٥).

وقيل : ذلك عند ظهور القائم ـ عليه السّلام ـ (٦) جاء ذلك في أخبارنا (٧) ، لأنّهم (٨) لا تقبل لهم توبة (٩).

وقوله ـ تعالى ـ حكاية عن المنافقين : (فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ [رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ أي : نفاق.

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) (١٦) والآية (١٧)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ج ، د ، م : يعني.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) د : بالتوبة.+ مجمع البيان ٩ / ١٥٥. من دون نسبة القول إلى أحد.

(٦) ج ، د ، م زيادة : من آل محمّد عليهم السّلام.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) ب : لأنّه.

(٩) سقط من هنا الآية (١٩) وقوله تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ)

٢٨

قوله ـ تعالى ـ : (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠) طاعَةٌ) ؛] (١) أي : أمر بالطّاعة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) ؛ أي : طيّب ، خير من النفاق.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) ؛ أي : جدّ الأمر (٣) وأمروا بالقتال.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ) ؛ يريد (٤) : في القتال. (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (٢٢) :

قيل : نزلت هذه الآية في المرتدّين (٥).

وروي عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ : أنّها نزلت في بني أميّة ومن ضارعهم من قريش ، تغلّبوا على أهله (٦) وقهروهم وقتلوهم وشرّدوهم (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (٢٤) :

فيها دليل على وجوب (٨) تدبّر (٩) القرآن ، ووعيد على إهمال تدبّره (١٠).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ج ، د ، م : وطاعة.+ ب : بإطاعة.

(٣) ج ، د ، م : جدّ.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) تفسير القرطبي ١٦ / ٢٤٥ : إنها نزلت في الحرورية والخوارج.

(٦) م : أهل الحق.

(٧) كنز الدقائق ١٢ / ٢٤٠ والبرهان ٤ / ١٨٦ وإحقاق الحق ٣ / ٥٧٥ والبحار ٢٣ / ٣٨٧ وج ٢٤ / ٣٢٠ وج ٣٦ / ١٥٩ وج ٧٤ / ١٠٩ و١١٠.

(٨) ليس في ب.

(٩) أ ، ب : تدبير.

(١٠) أ ، ب : تدبيره.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى).

٢٩

قوله ـ تعالى ـ : (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ) ؛ أي : زيّن لهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمْلى لَهُمْ) (٢٥) ؛ أي : دام لهم بالتّزين (١١) والغرور (١٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ؛ يعني : المنافقين ؛ أي : لتعرفنّهم في معاريضه وفحواه إذا تكلموا.

قيل : لم يخف على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعد نزول هذه الآية منافق (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) ؛ أي : نختبركم.

(وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) (٣١) ؛ أي : لنعرفنّكم (١٤) أسراركم (١٥).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلا تَهِنُوا) ؛ أي : فلا تضعفوا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) ؛ أي : إلى الصلح.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) ؛ أي : الغالبون (١٦).

__________________

(١١) ج ، د ، م : بالتزيين.

(١٢) سقط من هنا الآيات (٢٦) ـ (٢٩) وقوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ).

(١٣) مجمع البيان ٩ / ١٦٠ نقلا عن أنس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) (٣٠)

(١٤) ج ، د ، م : لنعرفنّ.

(١٥) سقط من هنا الآيات (٣٢) ـ (٣٤)

(١٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ مَعَكُمْ).

٣٠

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) (٣٥) ؛ أي : لن ينقصكم ثوابها (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) (٣٦) ؛ يعني : الحقّ فيها (٢).

[(إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ) ؛ أي : يبالغ في المسألة (٣) لكم بما فيها من حقّ] (٤) قوله ـ تعالى ـ : (تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) ؛ يعني : الجهاد وغيره من الحقوق الّتي عليكم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) إليه في كلّ أموركم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) ؛ [أي : تعرضوا] (٥) (يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (٣٨)

__________________

(١) ب زيادة : ويزدكم من فضله.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ).

(٢) ب : منها.

(٣) م : بالمسألة.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في أ.

٣١

ومن سورة الفتح

وهي عشرون آية وتسع آيات.

مدنيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (١) :

مقاتل قال : فتح يوم الحديبية (١).

الكلبيّ قال (٢) : «الفتح المبين» الّذي يكون بغير قتال ، والصّلح من الفتح (٣).

البلخيّ قال (٤) : [صدق (٥). وقال] (٦) : الفتح يكون بالقتال ويكون بالصلح (٧).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٦ / ٤٣ نقلا عن عامر.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) مجمع البيان ٩ / ١٦٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) ليس في ب.

(٥) م : الفتح.

(٦) ليس في د.+ ج : صدق.

(٧) التبيان ٩ / ٣١٢.

٣٢

السدي قال : هو موعد [وعد (١) الله] (٢) به (٣) نبيّه ـ عليه السّلام ـ أن يفتح له مكّة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) ؛ [أي : ذنب] (٥) أمّتك في زمانك ، وما تأخّر من ذنوبهم بعدك.

وقيل : ما تقدّم من ذنب أبيك آدم ـ عليه السّلام ـ وما تأخّر من ذنب أمّتك (٦).

وقيل : «الذّنب» هاهنا ، صدّ الكافرين من قريش له ـ عليه السّلام ـ عن المسجد الحرام ؛ لأنّهم كانوا يرون أنّ (٧) ذلك ذنب له ـ عليه السّلام ـ. فغفر الله (٨) له بفتح مكّة ودخل إليها في العام الآخر مظفّرا منصورا ، فطاف بالبيت وسعى وقضى مناسكه كلّها ، وجلس في المسجد الحرام وهم بين يديه ذليلين للمبايعة له (٩).

قوله ـ تعالى ـ : ([وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ] وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٢) مفعول به.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) (٣) :

__________________

(١) ليس في د ، م.

(٢) ليس في ج.

(٣) ليس في م.

(٤) مجمع البيان ٩ / ١٦٦ نقلا عن جماعة المفسرين.

(٥) ج ، د ، م : يريد سبحانه ما تقدم من ذنوب.

(٦) التبيان ٩ / ٣١٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٧) ليس في أ.

(٨) ليس في ب.

(٩) أنظر : تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٢٠٤.

٣٣

«نصرا» (١) مصدر. و «عزيزا» صفته.

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) ؛ أي : بالسّكون (٢) والطّمأنينة.

قوله ـ تعالى ـ : (لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ) ؛ يعني : الملائكة (وَالْأَرْضِ) ؛ يعني : المؤمنين (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) ؛ يريد (٤) : عليهم. (وَمُبَشِّراً) للمؤمنين بالثواب. (وَنَذِيراً) (٨) للكافرين بالعقاب (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) يريد ـ سبحانه ـ : الّذين يبايعونه يوم الحديبية ، في الحرم ، بيعة الرّضوان.

وكانوا ألفا وأربعمائة ، بايعوا النّبيّ ـ عليه السّلام ـ بيعة الرّضوان : أن لا يفرّوا ولا ينهزموا ، ولا يسلموا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ؛ كما فعلوا يوم أحد ويوم حنين ، ولم يبق منهم مع النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلّا تسعة نفر (٦) ، [وهم رهطه وأصحابه من أهل بيته] (٧) ، وكانوا اثني عشر ألفا.

قوله ـ تعالى ـ : «يد الله فوق أيديهم» ؛ يريد : يد الله بالوفاء.

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) م : السكون.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (٤) والآيات (٥) ـ (٧)

(٤) م زيادة : شاهدا.

(٥) سقط من هنا الآية (٩)

(٦) ج ، د ، م : رهط.

(٧) ج ، د ، م : من أهله وأصحابه.

٣٤

الفرّاء قال : يد (١) الله بالعهد (٢) فوق أيديهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) : فمن نقض العهد منكم (٤) فإلى نفسه أساء.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (١٠) ؛ يعني : في الآخرة.

قوله ـ تعالى ـ : (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) ؛ يريد : الّذين تخلفوا عن غزاة الحديبية ، وكانوا مزينة وجهينة وأسلم وغفار. (فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) (٥)

قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) (١٢) ؛ أي : هلّكا (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ) ؛ [يعني : يوم الحديبية] (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها) أي (٨) : إلى (٩) مغانم

__________________

(١) ب ، ج ، د ، م : عهد.

(٢) ليس في م.

(٣) معاني القرآن ٣ / ٦٥.

(٤) ج ، م : منهم.+ د : عنهم.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (١١)

(٦) ج ، د ، م : هلّاكا.+ ب : هلكاء.+ سقط من هنا الآيتان (١٣) و (١٤)

(٧) ليس في م.

(٨) ليس في أ.

(٩) ليس في م.

٣٥

خيبر.

قوله ـ تعالى ـ : ([ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ] يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) ؛ أي : الّذي أمر به ـ سبحانه ـ نبيّه ـ عليه السّلام ـ أن لا يصير معه أحد من المخلّفين. (قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا) (١٠)

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) :

مجاهد والسدي وعطاء قالوا : هم أهل فارس والرّوم (١١).

وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ أنّه قال : ذكر الله أهل فارس مرّتين (١٢).

وقال سعيد بن جبير : هم هوازن وثقيف (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) :

روي : أنّ السّبب في نزول (١٤) هذه الآية ، أنّهم كانوا إذا خرجوا إلى (١٥) الجهاد والغزو تخلف عنهم العمي (١٦) والعرج (١٧) والمرضى ، فيتركونهم في منازلهم

__________________

(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١٥)

(١١) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٢ نقلا عن الحسن ، تفسير مجاهد ٢ / ٦٠٣.

(١٢) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٢ نقلا عن ابن عباس ، من دون ذكر «مرتين».

(١٣) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٢.+ سقط من هنا قوله تعالى : (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٦)

(١٤) ليس في أ ، ب.

(١٥) ب زيادة : النبيّ (ص) في.

(١٦) ج : العماة.

(١٧) ج ، د ، م : العرجى.

٣٦

وبيوتهم. فخاف الزّمنى والمرضى والعرج (١٨) أن يكون عليهم في التخلف عنهم حرج (١٩) ، فأنزل الله تعالى الآية برفع الحرج عنهم (٢٠) في ذلك (٢١).

قوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) ؛ يريد : بيعة الرّضوان ، فعلم ما في قلوبهم من الوفاء بالعهد.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَنْزَلَ) (٢٢) (السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (١٨) وهو فتح خيبر (٢٣).

[قوله ـ تعالى ـ : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها) ؛ يريد : من فارس والرّوم.

(فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) ؛ يريد : غنيمة خيبر] (٢٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) ؛ يريد : فتح خيبر.

[وروي من طريق أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ : أنّ المؤمن هاهنا علي بن

__________________

(١٨) ج ، د ، م : والعميان.+ أ : والعرجى.

(١٩) ليس في أ.

(٢٠) ليس في م.

(٢١) تفسير القرطبي ١٦ / ٢٧٣ نقلا عن ابن عباس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) (١٧)

(٢٢) د ، ب زيادة : الله.

(٢٣) سقط من هنا الآية (١٩)

(٢٤) ليس في أ.

٣٧

أبي طالب ـ عليه السّلام ـ. لأنّ فتح خيبر] (١) كان (٢) على يده ـ عليه السّلام ـ (٣).

[وقوله] (٤) : «وكف أيدي النّاس عنكم» ؛ يريد : أيدي بني أسد وغطفان عنكم. لأنّهم كانوا حلفاء أهل خيبر (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) :

مقاتل والكلبيّ قالا : فتح فارس والروم (٦).

قتادة قال : فتح مكّة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) علما (٨) ؛ أي : أحاط علمه (٩) أنّها لكم (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) :

مقاتل والسدي قالا : يريد : أهل مكّة (١١).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ليس في ج.

(٣) البحار ٣٦ / ٥٥ و١٢١ وإحقاق الحق ٣ / ٥٧٦.

(٤) ليس في ب.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٢٠)

(٦) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٧ نقلا عن ابن عباس.

(٧) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٨.

(٨) ليس في د.

(٩) ليس في ج ، د ، م.

(١٠) ب ، ج ، د ، م : لهم.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (٢١)

(١١) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٨ نقلا عن قتادة.

٣٨

الكلبيّ [قال : أراد] (١) : أسد وغطفان حلفاء أهل (٢) خيبر (٣).

وفي رواية أخرى عن السدي ومقاتل قالا : يريد : أهل مكّة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) ؛ يريد (٥) : كفّ المشركين (٦).

وقيل : كفّ عيينة بن حصن الفزاريّ حيث جاء لمعاونة (٧) أهل خيبر (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ) ؛ يريد : يوم الحديبية حين هربوا ببطن مكّة. والحرم كلّه مكّة (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً) ؛ أي : محبوسا.

قوله ـ تعالى ـ : (أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) ؛ أي : وقته ومنحره.

و «المحلّ» بكسر الحاء : الوقت. وفتحها (١٠) : المكان. عن القتيبيّ (١١).

__________________

(١) ليس في د.+ ب : يريد.+ ج ، م : قال.

(٢) ليس في أ.

(٣) مجمع البيان ٩ / ١٨٦ من دون ذكر للقائل.

(٤) تفسير الطبري ٢٦ / ٥٨ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (٢٢) والآية (٢٣)

(٥) ج ، د ، م : يعني.

(٦) ب ، ج ، م زيادة : عنكم.

(٧) ج ، د ، م : لمعونة.

(٨) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ).

(١٠) م : بفتحها.

(١١) تفسير القرطبي ١٦ / ٢٨٣ من دون نسبة القول إلى أحد : وبالفتح هو الموضع الّذي يحله الناس.

٣٩

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) بمكّة ، كانوا يكتمون إيمانهم عن (١) الكافرين.

قوله ـ تعالى ـ : ([لَمْ تَعْلَمُوهُمْ] أَنْ تَطَؤُهُمْ) ؛ أي : تقتلوهم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) :

الكلبيّ : قال : الدّية (٢).

مقاتل قال : عنت (٣) وألم (٤).

أبو عبيدة قال : جناية كجناية (٥) الغزو و (٦) هو الحرب (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (لَوْ تَزَيَّلُوا) ؛ أي : تميّزوا ؛ يعني : المؤمنين [من الكافرين] (٨).

قوله ـ تعالى ـ :

(لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) ؛ يريد : عذّبناهم بأيديكم.

قوله ـ تعالى ـ :

(عَذاباً أَلِيماً) (٢٥) ؛ [يعني (٩) : بالسّيف] (١٠).

__________________

(١) ج ، د ، م : من.

(٢) م : اذية.+ مجمع البيان ٩ / ١٨٧ نقلا عن ابن عباس.

(٣) ب : عتب.+ ج ، أ ، م : عيب.

(٤) التبيان ٩ / ٣٣٢ من دون ذكر للقائل.

(٥) ليس في أ.

(٦) ليس في أ.

(٧) مجاز القرآن ٢ / ٢١٧.+ سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ).

(٨) ليس في د.

(٩) ليس في ج ، م.

(١٠) ليس في د.

٤٠