نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) ؛ أي : بالمعجزات (١) والقرآن. (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٧) :

قوله ـ تعالى ـ : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) ؛ أي : كتاب الله ، تكذيبا لمحمّد ـ عليه السّلام ـ بقولهم (٢) : «هذا سحر مبين».

(وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٨) ؛ يعني : دينه.

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٩) (٣). يجعل شريعته ناسخة لجميع الشّرائع.

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ؛ يعني : الجهاد ، وهي (٤) عبادة يشرك فيها المال والبدن (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ [اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) ؛ أي :

__________________

(١) ج : المعجزات.

(٢) ج زيادة : لمحمّد عليه السّلام.

(٣) ب زيادة : يظهر على الدّين كلّه.

(٤) ب ، ج ، د ، م : هو.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١١) والآية (١٢)

١٨١

عاجل تغنمونه.

وقيل : فتح مكّة (١).

وقيل : فتح خيبر (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ] (٣) لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) :

«الحواريّون» هم صفوة عيسى ـ عليه السّلام ـ. وكانوا اثني عشر. هم أسماؤهم : شمعون الصّفا ، شمعون (٤) القيافي (٥) ، يعقوب بن زيدي (٦) ، يعقوب بن خلفي ، قولوس ، مارقوس (٧) ، برثملا ، بوخيا (٨) ، لوقا ، لوما ، متّا.

قوله ـ تعالى ـ : (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) منهم.

(فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) (١٤) ؛ أي : [عالين غالبين] (٩).

__________________

(١) مجمع البيان ٩ / ٤٢٣ نقلا عن الكلبي.

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ).

(٣) ليس في د.

(٤) ب : سمعون.

(٥) د : القيامي.

(٦) ب : رفدي.

(٧) ج : بررواس.+ د : يدراوس.+ أ ، م : بدرواس.

(٨) م : يوحنا.

(٩) ليس في أ.

١٨٢

ومن سورة الجمعة

وهي إحدى عشرة آية.

مدنيّة بغير خلاف (١).

قوله ـ تعالى ـ : (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) :

قد مضى معنى (٢) التسبيح (٣) عند المفسّرين (٤) وأهل اللّغة وأقسامه ، فلا فائدة في تكراره.

قوله ـ تعالى ـ : (الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١) :

«الملك» الّذي لا ملك يوم الجزاء على الحقيقة [سواه. لأنّه لا غنى على الحقيقة] (٥) في الدّنيا والآخرة وفي ذاته وصفاته سواه ـ تعالى ـ. وهو ملك يوم الجزاء (٦) ، لا ملك غيره.

__________________

(١) ب : بلا خلاف.

(٢) ب : ذكر.

(٣) ب زيادة : ومعناه.

(٤) ب زيادة : عند.

(٥) ليس في د.

(٦) ب زيادة : و.

١٨٣

و «القدّوس» الطّاهر المطهّر. وأصل التّقديس : التّطهير والتّنزيه.

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) ؛ يعني : العرب.

و «الأمّي» عند العرب : الّذي لا يحسن الكتابة.

وقيل : «الأميّين» أهل مكّة ، نسبهم (١) إليها لأنّها أمّ القرى (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ) ؛ أي : يطهّرهم من الشّرك وعبادة الأوثان. (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) ؛ يعني : القرآن العزيز.

(وَالْحِكْمَةَ) ؛ يعني : الفقه والعلم بالحلال والحرام.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢) ؛ أي : كانوا من قبله في كفر وشرك بيّن.

قوله ـ تعالى ـ : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٣) : [عزّ ـ سبحانه ـ فحكم] (٣).

ويريد بالآخرين : العجم.

وقال السدي : يريد : الأتباع من أهل فارس (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها) ؛ أي : كلّفوا العمل بما فيها فلم يعملوا.

قوله ـ تعالى ـ : (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) ؛ أي : كتبا عظاما. واحدها

__________________

(١) ج ، د : نسبتهم.

(٢) التبيان ١٠ / ٤.

(٣) ليس في ب.

(٤) البحر المحيط ٨ / ٢٦٦ نقلا عن أبي هريرة.+ سقط من هنا الآية (٤)

١٨٤

سفر.

شبّه ـ سبحانه ـ حامل التّوراة ، ولا يفهم ما تضمّنته ولا يعمل بما فيها ، [بالحمار الّذي عليه كتب عظيمة ولا يفهم ما فيها] (١). قال الشّاعر :

زوامل للأسفار (٢) لا علم عندهم بمكنونها (٣) إلّا كعلم الأباعر لعمرك (٤) ما يدري المطيّ (٥) إذا غدا بأوساقه (٦) أو (٧) راح ما في الغرائر (٨)

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٦) :

روي في الحديث عن (٩) النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه (١٠) قال : والله ، لو تمنّوا (١١) الموت لماتوا (١٢).

__________________

(١) من ب.

(٢) لسان العرب : للأشعار.

(٣) لسان العرب ، مجمع البيان : بجيدها.

(٤) ج ، د ، أ : لعلمك.+ م : يعلمك.

(٥) لسان العرب : البعير.

(٦) مجمع البيان : بأسفاره.

(٧) مجمع البيان : إذ.

(٨) لمروان بن سليمان. لسان العرب ١١ / ٣١٠ مادة «زمل» ، مجمع البيان ١٠ / ٤٣٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٥)

(٩) ج ، د ، أ ، م : أنّ.

(١٠) ليس في م.

(١١) ب : لو يتمنّون.

(١٢) مجمع البيان ١٠ / ٤٣٣.

١٨٥

وقد قال الله ـ تعالى ـ في آية (١) : (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) ؛ يعني : من المعاصي.

(وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) ؛ يعني : الموت في الدّنيا والعذاب في الآخرة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ [إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ]) (٩) :

قال المحقّقون من أصحابنا : يجب السّعي إلى الصّلاة يوم الجمعة عند سماع الأذان بها ، عند اجتماع أمور وشروط وهي : حضور الإمام العادل أو من نصبه الإمام العادل ، وأن يكون بين المكلّفين (٣) بها وبين موضع الصّلاة فرسخان فما دون ذلك ، واجتماع سبعة نفر أو خمسة ـ على (٤) خلاف في ذلك بين أصحابنا ـ الإمام العادل أحدهم.

ويكون الّذي يؤمّ بهم حرّا ، بالغا ، عاقلا ، مؤمنا ، عدلا ، قارئا ، طاهرا في ولادته ، خاليا من الجذام والبرص والجنون والعاهات المنفّرة. ويخطب خطبتين ، يجلس بينهما قليلا. فإذا اجتمعوا ، صلّى بهم الجمعة بعد الزّوال ركعتين. وهي فرضه وفرضهم (٥). ويحرم البيع ذلك الوقت ، للنهي المذكور في الآية عنه.

__________________

(١) ب زيادة : اخرى.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٨)

(٣) ب : المكلّف.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في أ.

١٨٦

وفي انعقاده في ذلك الوقت خلاف بين الفقهاء ، لا يحتمل كتاب التّفسير ذكره.

فمن طلبه ، وجده في كتب الفقه والخلاف.

ويسقط فرض الجمعة عند أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ عن تسعة نفر : عن (١) المسافر ، والصّغير ، والشّيخ الكبير (٢) ، والعبد ، والمرأة ، والمريض ، والأعمى ، والمقعد (٣) ومن كان في (٤) المسافة على رأس أكثر من فرسخين (٥).

وللفقهاء في ذلك تفصيل وخلاف ، لا يحتمله كتاب التّفسير.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) ؛ والمراد بذلك : الإباحة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) ؛ يعني : في استجلاب الرّزق الحلال بالبيع والشّراء وغير ذلك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ [تُفْلِحُونَ) (١٠) ؛ أي :

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) ليس في أ.

(٣) ليس في ب ، د ، أ.

(٤) ليس في أ.

(٥) روى الكليني عن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : فرض الله على النّاس من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة منها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة وهي الجمعة ووضعها عن تسعة : عن الصغير والكبير والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والأعمى ومن كان على رأس فرسخين. الكافي ٣ / ٤١٩ ومثله من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٠٩ والتهذيب ٣ / ٢١ وعنها وسائل الشيعة ٥ / ٣.

١٨٧

لعلّكم] (١) تظفرون بمرادكم.

و «لعلّ» في كلام الله ـ تعالى ـ بمعنى : الوقوع.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) ؛ أي : تفرّقوا للنّظر إلى ذلك. (وَتَرَكُوكَ قائِماً) ؛ أي (٢) : تركوا النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قائما وحده في الصّلاة.

قال جابر بن عبد الله الأنصاريّ والحسن ومجاهد [ـ رحمة الله عليهم ـ] (٣) : قدم عير (٤) لدحية الكلبيّ إلى المدينة وفيه طعام ، وكان النّبيّ ـ عليه السّلام ـ يصلّي بهم الجمعة وهم خلفه قيام وهو يقرأ ، وكان من عادتهم إذا قدم العير وفيه الطّعام يتلقّونه بالدّفوف والمزامير ويضربون الطّبول ، فتركوا عند ذلك النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قائما وحده وانصرفوا عنه. فنزلت الآية ، فتلاها النّبيّ ـ عليه السّلام ـ عليهم وقال : (ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (١١) (٥).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) أ ، ج ، د ، م : و.

(٣) ليس في م.

(٤) أ زيادة : ولد.

(٥) أسباب النزول / ٣١٩ ، تفسير الطبري ٢٨ / ٦٨ نقلا عن جابر.

١٨٨

ومن سورة المنافقين

وهي إحدى عشرة آية.

مدنيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) (١) :

روي السدي ، عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ أنّه قال : هذه السّورة نزلت في عبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه ، في غزاة بني المصطلق من خزاعة. قالوا للنّبيّ ـ عليه السّلام ـ بألسنتهم دون ما أضمروه بقلوبهم ، فأخبره الله ـ تعالى ـ بذلك وقال ـ سبحانه ـ : «والله يشهد إنّ المنافقين لكاذبون» (١).

قوله ـ تعالى ـ : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) (٢) ؛ أي : وقاية لأنفسهم وأموالهم (٣).

__________________

(١) أسباب النزول / ٣٢١.

(٢) ب زيادة : فصدّوا عن سبيل الله جنّة.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢)

١٨٩

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا) (١) ؛ أي : آمنوا بألسنتهم دون قلوبهم ، (فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) (٣) فهم لا يؤمنون وعلى ذلك ماتوا كلّهم.

(وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) ؛ يريد : خشب ؛ أي : صورة بلا روح ؛ أي : بلا إيمان بقلوب.

قوله ـ تعالى ـ : (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) لما في قلوبهم من الكفر والنّفاق والخوف والرّعب من المؤمنين ، بأن يظهر الله ـ تعالى ـ ذلك من حالهم لهم.

قوله ـ تعالى ـ : (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٤) ؛ [أي : يكذّبون] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) ؛ أي : عطفوها وأمالوها استهزاء.

قوله ـ تعالى ـ : (وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) (٥) ؛ أي : يعرضون مع تكبّرهم.

وكانوا قد سألوا النّبيّ ـ عليه السّلام ـ أن يستغفر لهم ، فوعدهم بذلك.

فنزل قوله ـ تعالى ـ : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) فترك الاستغفار وقطع على (٣) أنّهم لا يؤمنون.

وقيل : إنّ هذه الآية نزلت في عقبة (٤) هر شى في المنافقين (٥). والخبر بذلك

__________________

(١) م زيادة : فطبع.

(٢) ليس في أ.

(٣) ليس في ب.

(٤) ب زيادة : بن.

(٥) ب : المنافق بدل في المنافقين.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر ولكن قال علي بن إبراهيم إنّها نزلت لما رجع رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى المدينة ومرض عبد الله بن أبي وكان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وأبوه يجود بنفسه فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمّي إنّك ان لم تأت أبي كان ذلك عارا علينا فدخل إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله والمنافقون عنده ، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله يا رسول الله استغفر له فاستغفر له فقال الثاني ألم ينهك الله يا رسول الله ان تصلّي عليهم او تستغفر له فاعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله فاعاد عليه فقال له ويلك إنّى خيرت فاخترت ان الله يقول (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ). تفسير القمّيّ ١ / ٣٠٢ نعم نزل فيهم قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) [التوبة (٩) / ٧٤] كما قال القمّي في تفسيره ١ / ٣٠١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٦)

١٩٠

مشهور عند أصحاب الحديث.

قوله ـ تعالى ـ : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) ؛ يعني : من عنده من الفقراء وأهل المسكنة والحاجة.

«حتّى ينفضّوا» ؛ أي : يتفرّقوا (٦) عنه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ؛ [أي : مفاتيح الرّزق في السّماء والأرض بيده.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ)] (٧) (٧) ؛ أي : لا يعلمون ذلك.

قوله ـ تعالى ـ : (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) :

__________________

(٦) ب : ينفروا.+ م : تتفرقوا.

(٧) ليس في ب.

١٩١

يعني (١) بالأعزّ : عبد الله بن أبيّ ، وبالأذلّ : رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأصحابه.

فقال الله لهم : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ]) (٨) :

وجاء في أخبارنا (٢) : أنّ المؤمنين ، هاهنا ، هم عليّ (٣) ـ عليه السّلام ـ وأهل بيته الطّاهرون ـ عليهم السّلام ـ (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) ؛ أي : عن طاعته وما أمركم به من [الصّلاة و] (٥) الزّكاة ، وما ندبكم إليه من الصّدقة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (١٠) :

فقال سبحانه له : (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) ؛ أي : وقت وفاتها (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١١) :

__________________

(١) م : يعنون.

(٢) ب زيادة : عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ.

(٣) ب زيادة : بن أبي طالب.

(٤) تأويل الآيات ٢ / ٦٩٥ : روي محمد بن العباس عن أبي الأزهر عن الزبير بن بكّار عن بعض أصحابه قال : قال رجل للحسن عليه السّلام : إنّ فيك كبرا. فقال : كلّا ، الكبر لله وحده ، ولكن فيّ عزة ، قال الله عزّ وجلّ : ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين. وعنه كنز الدقائق ١٣ / ٢٧٠ والبرهان ٤ / ٣٣٩.

(٥) ليس في أ.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٩)

١٩٢

وقال ـ سبحانه ـ في سورة أخرى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (١).

__________________

(١) النحل (١٦) / ٦١.

١٩٣

ومن سورة التّغابن

وهي ثماني (١) عشره آية.

مكيّة. في قول الكلبيّ وقتادة (٢).

وقال غيرهما : هي (٣) مدنيّة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ؛ أي : فمنكم من يكفر لسوء اختياره ، ومنكم من يؤمن لحسن اختياره. والله ـ سبحانه ـ عزّ (٥) أن يكره (٦) أحدا على الإيمان أو الكفر (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) :

__________________

(١) ب : ثمان.

(٢) كشف الأسرار ١٠ / ١٢٦ نقلا عن الضّحّاك.

(٣) ليس في أ.

(٤) التبيان ١٠ / ١٧ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا الآية (١)

(٥) ب : يتعالى.

(٦) م : يكرم.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢) والآيتان (٣) و (٤)

١٩٤

الخطاب لأهل مكّة ؛ أي : ألم (١) يأتكم خبرهم وما فعلنا بهم (٢).

(فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) ؛ أي : عذابهم في الدّنيا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُمْ) في الآخرة (عَذابٌ أَلِيمٌ) (٥) ؛ أي : مؤلم ، فاعتبروا بهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) ؛ يعني : بعد الموت.

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) [وتحشرنّ] (٤). (ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) (٧) ؛ يعني : البعث.

قوله ـ تعالى ـ : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) ؛ أي : صدّقوا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) ؛ يعني : القرآن المجيد (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ (٦) لِيَوْمِ الْجَمْعِ) ؛ أي : ليوم الحشر.

قوله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) ؛ أي : يوم التّحاسب والتّلاوم والنّدم على التّفريط والتّوبة والاستكثار (٧) من الطّاعات والصّالحات ، لما يرون (٨) من ثواب المطيعين والمحسنين والصّالحين ، ويرون (٩) من غبن أنفسهم (١٠) بما [أسلفوا

__________________

(١) من ب.

(٢) ب زيادة : قريبا.

(٣) سقط من هنا الآية (٦)

(٤) ب : أي لتحشرنّ.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٨)

(٦) م زيادة : الله.

(٧) ب : وترك الاستكثار.

(٨) ب : ترون.

(٩) ب : ترون.

(١٠) ب : أنفسكم.

١٩٥

وأهملوا وفرّطوا] (١١).

وأخل «الغبن» أخذ الشّيء بدون القيامة. والّذين اشتروا الدّنيا الفانية بالآخرة الباقية غبنوا أنفسهم أعظم غبن.

[والغبن] (١٢) ، بسكون الباء ، في البيع. وبفتحها الغبن (١٣) في الرّأي (١٤).

قوله ـ تعالى ـ : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ؛ أي : بعلمه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) ؛ أي : يلطف له ، ويشرح صدره للإيمان والاستكثار من الطّاعات والخيرات.

وقيل : «يهد قلبه» للأسترجاع والصّبر عند المصائب ، وهو أن يقول عند المصيبة : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) (١٥).

وقال عكرمة : «يهد قلبه) ؛ أي : يسكّنه ويصبّره عند المصيبة (١٦).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) :

روي : أنّ هذه الآية نزلت في رجال أسلموا وأرادوا أن يهاجروا ، فتعلّق بهم

__________________

(١١) ب : أسلفتم وأهملتم وفرّطتم.

(١٢) ليس في أ.

(١٣) ليس في ب.

(١٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩) والآية (١٠)

(١٥) مجمع البيان ١٠ / ٤٥١ نقلا عن ابن عبّاس.+ البقرة (٢) / ١٥٦.

(١٦) تفسير أبي الفتوح ١١ / ١٧٣.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١١) والآيتان (١٢) و (١٣)

١٩٦

أزواجهم وأولادهم فمنعوهم وقالوا : على من (١) تتركونا (٢)؟

وقيل : بل أرادوا أن يهاجروا [ويقدّموا مالهم] (٣) في الغزو (٤) والجهاد. فقالوا لهم (٥) : نحن أحقّ به إذا (٦) أردتم الثّواب والغنم (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ؛ أي : ما قدرتم.

(وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) ؛ أي : أنفقوا أموالكم في الجهاد والصّدقة على الفقراء وأهل المسكنة والأيتام وصلة الأرحام (٨) ، وقدّموا ذلك بين أيديكم ليوم القيامة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) ؛ يريد ـ سبحانه ـ : يوق شحّها عن الإنفاق في ذات الله ـ تعالى ـ وطاعته فيما أمره به وندبه إليه.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١٦) : الظّافرون (٩) بما أرادوا من الثّواب والنّعيم الدّائم.

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) أسباب النزول / ٣٢٢.

(٣) ب : وينفدوا أموالهم.

(٤) ج : بالغزو.

(٥) ليس في أ.

(٦) ب : إنّ.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر. ـ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٤) والآية (١٥)

(٨) ب : الرّحم.

(٩) ب : ظافرون.

١٩٧

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ) (١) يوم القيامة ؛ يعني : يثيبكم عليه الواحدة بعشر. من قوله ـ تعالى ـ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٢).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (١٧) والآية (١٨)

(٢) الأنعام (٦) / ١٦٠.

١٩٨

ومن سورة الطّلاق

وهي إحدى عشرة آية.

مدنيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ (١) : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) : قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : الخطاب ، هاهنا ، للنّبيّ ـ عليه السّلام ـ والمراد به :

أمّته ؛ أي (٢) : قل لهم ذلك (٣). وإنّما خاطبه بلفظ الجمع تعظيما له ورفعة لمنزلته ، وذلك على عادة العرب في استعمال ذلك.

وقال غير ابن عبّاس من المفسّرين : قل لأمّتك : [إذا أردتم طلاق النّساء] (٤) «فطلّقوهنّ لعدّتهنّ» ؛ أي : لطهرهنّ (٥).

وقد مضى ذكر شروط الطّلاق في سورة البقرة ، فلا فائدة لتكراره (٦).

__________________

(١) ب زيادة : بسم الله الرحمن الرحيم.

(٢) ليس في ب.

(٣) التبيان ١٠ / ٢٨.

(٤) ب : إذا طلقتم النّساء.

(٥) تفسير الطبري ٢٨ / ٨٤ نقلا عن مجاهد.

(٦) م : في تكراره.

١٩٩

وروي : أنّ هذه الآية نزلت في شأن حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكان النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قد غضب عليها فطلّقها وهي حائض ، ولم يكن قد نزل على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ في ذلك شيء. فنزل عليه (١) جبرئيل ـ عليه السّلام ـ [فقال له] (٢) راجعها فراجعها (٣).

وقال الزّجّاج : «إذا طلّقتم النّساء» ؛ أي : إذا أردتم طلاقهنّ. «فطلّقوهن لعدّتهنّ» ؛ أي : طلّقوهنّ وهنّ طاهرات من الحيض والجماع (٤).

وقال قوم من المفسّرين : فطلّقوهن في طهرهنّ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) :

قال الحسن ومجاهد والشعبيّ وابن زيد : «الفاحشة» [(٦) هاهنا (٧) ، الزّنا (٨).

وقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : «الفاحشة»] (٩) هي (١٠) البذاء على أهل

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) ليس في أ.+ ب : وقال له.

(٣) ليس في ب.+ أسباب النزول / ٣٢٣.

(٤) التبيان ١٠ / ٣٠ نقلا عن ابن عبّاس.

(٥) تفسير الطبري ٢٨ / ٨٤ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ).

(٦) ليس في م.

(٧) ج ، د ، م زيادة : هي.

(٨) تفسير الطبري ٢٨ / ٨٦ نقلا عن الحسن ، تفسير مجاهد ٢ / ٦٨١.

(٩) ليس في ب.

(١٠) ليس في أ.

٢٠٠