نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

وقيل (١) : عني : مشركي العرب الّذين كفروا به وعاندوه ، ولم (٢) يكونوا منفكّين عن عبادة الأوثان والأصنام (٣) (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (١) وهو محمّد ـ عليه السّلام ـ والقرآن المجيد.

وقال الفرّاء : لم يكونوا منفكّين ؛ أي : تاركين زائلين «حتّى تأتيهم البيّنة» (٤) في كتبهم بنعته وصفته والبشارة به.

قوله ـ تعالى ـ : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً) (٢) ؛ يعني : مطهّرة من الكفر والشّرك.

قوله ـ تعالى ـ : (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣) ؛ يعني : في الكتب صحف قيّمة ، فيها آيات عادلة مستقيمة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥) ؛ أي : [وذلك الدّين دين (٦) القيّمة ، أي] (٧) : الملّة القيّمة ملّة الإسلام. أو الملة (٨) القيّمة بالإسلام (٩).

__________________

(١) د زيادة : و.

(٢) ليس في ج ، د.

(٣) مجمع البيان ١٠ / ٧٩٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) د زيادة : وفي كتاب ابن جرير : لم يكونوا زائلين من الدّنيا (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ).+ معاني القرآن / ٢٨١. ٣.

(٥) سقط من هنا الآية (٤) وقوله ـ تعالى ـ : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ).

(٦) ليس في د.

(٧) ليس في أ.

(٨) ج ، د ، م : الأمّة.

(٩) سقط من هنا الآيات (٦) ـ (٨)

٤٠١

ومن سورة زلزلت

وهي ثمان آيات.

مكّية عن عطاء (١).

وقال غيره : هي (٢) مدنيّة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (١) :

[«إذ» ظرف زمان ماض] (٤). و «إذ» ظرف زمان مستقبل ، والعامل فيه «زلزلت».

و «الزّلزلة» شدّة الحركة.

وقال المبرّد : «زلزلت» تحرّكت من أسفلها بشدّة (٥).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٩٦.

(٢) ليس في ج ، م.

(٣) التبيان ١٠ / ٣٩٢ نقلا عن ابن عبّاس.

(٤) ليس في م.

(٥) مجمع البيان ١٠ / ٧٩٨ من دون نسبة القول إلى أحد.

٤٠٢

وقال المبرّد وتغلب : «الزلزال» (١) بكسر الزّاي المصدر ، و (٢) بفتحها الاسم ؛ مثل : القلقال والقلقال (٣). وإذا جئت (٤) إلى تفعال فالمكسور منه الاسم ، إلّا حرفين وهما تبيان وتلقاء ، والمفتوح المصدر.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (٢) ؛ يعني : الموتى والكنوز الّتي فيها.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) (٣) ؛ يريد : ما لها كذلك.

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤) ؛ يعني : تحدّث بما عمل عليها من خير أو شرّ.

قوله ـ تعالى ـ : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٥) ؛ أي : أذن لها وأمرها وألهمها.

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) ؛ أي : متفرّقين.

قوله ـ تعالى ـ : (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) (٦) ؛ أي : يروا جزاءها.

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (٧) ؛ أي : وزن نملة (٥) صغيرة حمراء من خيرا وشرّ يرى ثوابه أو عقابه (٦).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ليس في أ.

(٣) ليس في د.+ تفسير الطبري ٣٠ / ١٧١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) د ، ج : جيئت.

(٥) ليس في أ.

(٦) سقط من هنا الآية (٨)

٤٠٣

ومن سورة العاديات (١)

إحدى عشرة آية.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١) :

قيل : «ضبحا» مصدر في موضع الحال (٢).

الكلبيّ ومقاتل والفرّاء قالوا : أقسم الله ـ تعالى ـ بأنفس الخيل في العدو في الجهاد (٣).

عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال : «العاديات» الإبل في صفة الحجّ حين تدفع (٤) النّاس إلى جمع ، وهي المزدلفة. لقوله ـ تعالى ـ : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٥).

قوله ـ تعالى ـ : «ضبحا» قيل : تضبح بخواصرها في عدوها (٦).

__________________

(١) ج زيادة : وهي.

(٢) كشف الأسرار ١٠ / ٥٨٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) معاني القرآن ٣ / ٢٨٤ نقلا عن ابن عبّاس.

(٤) م : يدفع.

(٥) الفجر (٨٩) / ٤.+ التبيان ١٠ / ٣٩٦.

(٦) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

٤٠٤

قوله ـ تعالى ـ : (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) (٢) مصدر محض.

قيل : هي الخيل تقدح بحوافرها النّار من الحصى في عدوها (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) (٣) (٢) : هي (٣) الخيل أغارت صبحا على أعداء الله.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) (٤) :

الكلبيّ قال : أثرن بحوافرها (٤) ترابا وغبارا يسطع في المكان (٥).

الفرّاء قال : فأثرن بالوادي غبارا ؛ أي : هجن (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) (٥) ؛ أي : توسطن بفارسهنّ جمع العدو.

وهو يصلح للواحد والجمع.

وقيل : هو حال (٧).

«وسطن [به» ؛ أي :] (٨) بالنّقع الجمع.

ومخرج القسم : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (٦) ؛ أي : لكفور. عن مجاهد وقتادة والضّحّاك ومقاتل ، وأحد قولي الكلبيّ (٩).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٤ نقلا عن الضّحّاك.

(٢) أ ، د زيادة : الخيل.

(٣) ليس في م.

(٤) ج ، د ، م : بحوافرهنّ.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ١٧٩ نقلا عن قتادة.

(٦) م : أهجن.+ معاني القرآن ٣ / ٢٨٤.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) ليس في أ.

(٩) تفسير الطبري ٣٠ / ١٧٩ نقلا عن مجاهد ، تفسير مجاهد ٢ / ٧٧٧.

٤٠٥

والقول الآخر : هو الرّجل البخيل الّذي يمنع رفده (١) ، ويضرب عبده ، ويأكل وحده (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) (٧) :

السدي قال : أراد به : الكافر ، شاهد على نفسه بالكفر يوم القيامة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٨) ؛ أي : لحبّ المال. السدي (٤).

أبو عبيدة : لتحصيل المال ومحبّته (٥).

صاحب النّظم : الشّديد (٦) لحبّ المال ، وهو الخير (٧) هاهنا (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ) (٩) ؛ أي : قلّب. وبعثر وبحثر واحد.

قوله ـ تعالى ـ : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) (١٠) ؛ أي : ميّز ما فيها من خير و (٩) شر.

(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (١١).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٠ نقلا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.

(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٤ نقلا عن الحسن.

(٤) ج ، د ، م زيادة : لشحيح.+ التبيان ١٠ / ٣٩٧ من دون ذكر للقائل.

(٥) قال ابو الفتوح : المراد بالخير هو المال. تفسير أبي الفتوح ١٢ / ١٥٤.

(٦) م : لشديد.

(٧) أ زيادة : الشحيح.

(٨) معاني القرآن للفرّاء ٣ / ٢٨٥.

(٩) م : أو.

٤٠٦

ومن سورة القارعة

وهي إحدى عشرة آية.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ) (٢) : لأنّها تقرع القلوب (١).

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) (٤) ؛ يريد :

كالغوغاء ، وهو الجراد المنتشر. لأنّه لا (٢) يأخذ جهة واحدة ، بل ينتشر في جميع الجهات.

القتيبيّ قال : «الفراش» ما تهافت في النّار من البعوض (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (٥) ؛ أي : الصّوف المصبوغ المنقوش (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) (٦) ؛ يريد : عمله من الخير.

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٣)

(٢) ليس في أ ، ج.

(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٢ نقلا عن قتادة.

(٤) أ ، ج ، د : المنقوش.

٤٠٧

قوله ـ تعالى ـ : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) (٧) ؛ أي : مرضية.

الزّجّاج قال : ذات رضى (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) (٨) ؛ أي : عمله الشّرّ و (٢) القبيح.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) (٩) ؛ أي : رأسه هاو في النّار.

وقيل : إنّ (٣) النّار له كالأمّ يأوى إليها (٤).

وقيل : مسكنه الهاوية ، وهي أسماء النّار (٥). بدليل قوله : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ) (١١).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٨ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٢) ليس في أ.

(٣) ليس في د.

(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٢ و١٨٣ نقلا عن ابن زيد.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٢ من دون نسبة القول إلى أحد وكشف الأسرار ١٠ / ٥٩٢ من دون نسبة القول إلى أحد.

٤٠٨

ومن سورة التّكاثر (١)

ثمان آيات ، مكيّة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) (٢) ؛ أي : شغلتكم المباهاة والمفاخرة بالمال والعدد والماثر.

«حتّى زرتم المقابر» ؛ [أي : ذكرتم أهل المقابر] (٣) من أسلافكم ، وما كان لهم من المال والمآثر والخدم والعدد ، وتركتم ذكر الله ـ تعالى ـ.

وقيل : إنّ الآية نزلت في رجلين من قريش تفاخروا (٤).

قيل : بنو عبد مناف وبنو عبد سهم ، ذكروا الأموات ومآثرهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٣) تهديد لهم ووعيد.

ثمّ أكّد فقال : (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٤) (٦).

__________________

(١) ج زيادة : وهي.

(٢) ج زيادة : بلا خلاف.

(٣) ليس في د.

(٤) أسباب النزول / ٣٤١ نقلا عن الكلبيّ في حيّين من قريش.

(٥) أسباب النزول / نقلا عن الكلبيّ.

(٦) سقط من هنا الآية (٥)

٤٠٩

(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) (٧) ؛ أي : معاينة.

قوله ـ تعالى ـ : [(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٨) :

قتادة وابن مسعود والسدي والشّعبيّ في رواية ، عن عليّ ـ عليه السّلام ـ : إنّ «النّعيم»] (١) هو الصّحّة والأمن (٢).

وعن ابن عبّاس : إنّ «النّعيم» هاهنا ، صحّة الأبدان ، وسماع الآذان ، وصحّة الأبصار (٣).

مجاهد قال : «النّعيم» لذّات الدّنيا وفاكهتها وشهوتها (٤).

ورد في أخبارنا : أنّ «النّعيم» هاهنا ، هي (٥) ولاية عليّ [بن أبي طالب] (٦) ـ عليه السّلام ـ (٧).

وقال مقاتل : «النّعيم» شكر ما كانوا فيه من (٨) النّعيم (٩).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٤ نقلا عن ابن مسعود.

(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٥.

(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٦.

(٥) د ، م : هو.+ ليس في ج.

(٦) ليس في م.

(٧) ورد بذلك روايات كثير. أنظر : تفسير أبي الفتوح ١٢ / ١٦٢ وإحقاق الحق ٣ / ٥٨٤ وج ١٤ / ٤٦١ و٤٦٢ ونور الثقلين ٥ / ٦٦٢ والبرهان ٤ / ٥٠٣ وكنز الدقائق ١٤ / ٤٢١ ـ ٤٢٦ والبحار ٢٤ / ٥٤ وج ٣٥ / ٤٢٦.

(٨) ليس في أ ، د.

(٩) مجمع البيان ١٠ / ٨١٢.

٤١٠

وقال بعض المفسّرين : إنّ «النّعيم» الماء الحار [في الشّتاء] (١) ، والبارد في الصّيف ، والسّكّر و (٢) الطّبرزد (٣).

__________________

(١) ليس في د.+ ج : في.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٥ نقلا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : ظلّ بارد ورطب بارد وماء بارد.

٤١١

ومن سورة العصر (١)

ثلاث آيات ، مكيّة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢) :

قال بعض المفسّرين : أقسم الله ـ تعالى ـ بصلاة العصر (٣).

وقال الضّحّاك : أقسم الله (٤) ـ تعالى ـ بالدّهر (٥).

وقال مقاتل : أقسم الله (٦) ـ تعالى ـ بما يعصر السّحاب من الماء (٧).

قوله ـ تعالى ـ : «إنّ الإنسان لفي خسر» هذا مخرج القسم ؛ يعني : إنّ الكافر لفي غبن وخسران.

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ؛ يريد : عملوا

__________________

(١) ج زيادة : وهي.

(٢) ج زيادة : بغير خلاف.

(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨١٥ نقلا عن مقاتل.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٧ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٦) ليس في ج ، د.

(٧) التبيان ١٠ / ٤٠٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

٤١٢

الصّالحات والطّاعات من الأفعال ، وهم عليّ ـ عليه السّلام ـ وأهل بيته الطّاهرون ـ عليهم السّلام ـ. عن كثير من المفسّرين.

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ؛ أي : تواصوا بالقرآن.

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) ؛ يريد : عند البلاء والمصائب في الدّنيا ، والتّكليف والجهاد.

٤١٣

ومن سورة الهمزة

وهي تسع آيات.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١) :

«ويل» واد في جهنّم.

و «الهمزة» العيّاب المغتاب الطّعّان ، الأكّال للحوم النّاس.

وارتفع «ويل» بالابتداء. ويجوز نصبه على المصدر. [ويجوز نصبه] (١) على الإغراء. هكذا ذكر بعض النّحاة.

وروي : أنّ هذه السّورة نزلت في الأخنس (٢) بن شريق المنافق. كان يغمز على (٣) النّاس ويعيبهم ، يهمزهم مقبلين ويغيبهم مدبرين (٤).

__________________

(١) ليس في م.

(٢) ج ، د ، م : أخنس.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) التبيان ١٠ / ٤٠٧ نقلا عن السدي.

٤١٤

مقاتل قال : نزلت (١) في الوليد بن المغيرة المخزوميّ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ) (٢) ؛ أي : أحصاه وعبّاه.

صاحب النّظم قال : «عدّده» مأخوذ من العدّة ، وهي الذّخيرة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤) ؛ أي : ليطرحنّ في (٤) النّار هو وماله و «الحطمة» هي من أسماء النّار. لأنّها تحطم ما وقع (٥) فيها ؛ أي : تأكله وتذهبه (٦).

و «الحطمة» عند العرب : الأكول الّذي يحطم ما يقع بين يديه من المأكول.

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) (٥) تهويل لها وتعظيم لأمرها.

قوله ـ تعالى ـ : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧) :

في الأخبار : أنّها تبلغ إليها ولا [تأكل منها] (٧). هكذا ورد.

قال : تأكل الجلود واللّحم (٨) ، دون العظام والقلوب. فإذا بلغت إليها ، وقفت (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨) ؛ أي : مطبقة.

__________________

(١) د ، م زيادة : هذه السورة.+ ج : هذه.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٨١٨.

(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨١٨ ملفّقا عن الزّجّاج والجبائي.+ سقط من هنا الآية (٣)

(٤) ليس في د.

(٥) ج ، د ، م : يقع.

(٦) م : تذيبه.

(٧) ج ، د ، م : تأكلها.

(٨) ج ، د ، م : واللحوم.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من الأخبار ولكن قال الميبدي : أي تحرق الجلود والأجسام حتّى تصل إلى القلوب ثمّ يعاد ما أحرق منها جديدا. كشف الأسرار ١٠ / ٦١٠.

٤١٥

(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩) ؛ أي : مطبقة الأبواب مشدّدة (١) بأوتاد من حديد.

__________________

(١) ج ، د : مشدودة.

٤١٦

ومن سورة الفيل

وهي خمس آيات.

مكيّة [بغير خلاف] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١) ؛ أي (٢) : ألم تعلم ، يا محمّد ، كيف فعلنا بهم. و (٣) قصّ عليه قصّتهم.

و «كيف» ظرف.

وصاحب الفيل أبرهة بن الصّبّاح ملك الحبشة (٤). كان قد بنى كنيسة أو بيعة ، فقصد البيت الحرام بجنوده ليخرّبه ويهدّمه ويأخذ الحجر الأسود منه ويطرحه (٥) فيها ، و (٦) يصرف الحاج إليها ، وكان راكبا فيلا.

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ليس في م.

(٣) ليس في د ، م.

(٤) م زيادة : و.

(٥) ج ، د ، م : فيطرحه.

(٦) أ زيادة : يريد.

٤١٧

فأرسل الله عليه وعلى جنوده «طيرا أبابيل» ؛ أي : جماعات طيور بعضهنّ (١) في أثر بعض.

قيل : إنّها صعدت من البحر (٢).

واحدها أبيل ، و (٣) أبول (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (٤) ؛ أي (٥) : مخلوطة بطين.

روي : أنّ كلّ طير منها حمل ثلاث حصيات : واحدة في منقاره ، واثنتين في رجليه. وكانت (٦) الحصاة في مقدار الطسوج (٧) ، تسقط على هامة الرّجل فتخرج من دبره فيخّر ميتا. فقتل كلّ (٨) طائر منها ثلاثة رجال (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥) ؛ أي : كورق الزّرع الّذي أكل حبّه.

وخرج أهل مكّة بأجمعهم ، فغنموا أموالهم وكراعهم ودوابّهم ورواحلهم (١٠) ومتاعهم.

__________________

(١) أ : بعضهم.

(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ١٩٢ نقلا عن ابن زيد.

(٣) ليس في د.+ م : أو.

(٤) سقط من هنا الآيتان (٢) و (٣)

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) ليس في م.

(٧) د ، م : الطسوح.+ السّطوح.+ قال الأزهري : الطّسوج مقدار من الوزن. لسان العرب ٢ / ٣١٧ مادّة «طسج».

(٨) ليس في أ.

(٩) تفسير الطبري ٣٠ / ١٩٣ نقلا عن قتادة.

(١٠) ج ، د ، م : ورحلهم.

٤١٨

ومن سورة قريش

وهي اربع آيات.

مكيّة [بغير خلاف] (١).

ورد في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ هذه السّورة وسورة الفيل (٢) واحدة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) (١) ؛ أي : أهلك الله ـ تعالى ـ أصحاب الفيل لإيلاف قريش.

و «لإيلاف» مصدر. يقال : ألف ، يألف ، إيلافا (٤) ، وإلفا. هكذا ذكر بعض النّحاة.

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ج ، د ، م زيادة : سورة.

(٣) روي الطبرسي عن العيّاشي بإسناده عن المفضّل بن صالح ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : سمعته يقول : لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا (الضُّحى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ) و (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ) و (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) مجمع البيان ١٠ / ٨٢٧ وعنه كنز الدقائق ١٤ / ٣١٥ ونور الثقلين ٥ / ٥٩٣.

(٤) ليس في م.

٤١٩

قوله ـ تعالى ـ : (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢) ؛ أي : لجمعهم (١) لرحلة الشّتاء والصّيف.

وكان لقريش رحلتان في السّنة : رحلة الشّتاء إلى اليمن ، ورحلة الصّيف إلى الشّام ، [إلى التجارة] (٢) يسترزقون الله ـ تعالى ـ فيها. فامتنّ الله ـ تعالى ـ على قريش بإهلاك أصحاب الفيل الّذين قصدوا لإخراب البيت ولهلاكهم (٣) ، وعدّ ذلك من جملة (٤) نعمه عليهم ليؤمنوا به وبنبيّه (٥) ـ صلّى الله عليه وآله ـ ويطيعوه فيما بأمرهم به ، ويحمدوه ويشكروه على نعمائه (٦) ، وما سبّبه لهم من إطعامهم من بعد جوع وآمنهم من بعد خوف (٧).

__________________

(١) ج ، د ، م : جمعهم.

(٢) ج ، د ، م : للتجارة.

(٣) ج ، د : وإهلاكهم.+ م : اهلكهم.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) د : نبيه.

(٦) ج ، د ، م : نعمه.

(٧) سقط من هنا الآيتان (٣) و (٤)

٤٢٠