نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

أرواحكم فيما لا تعلمون.

مقاتل قال : نخلقكم سواء (١) خلقكم الأوّل من الصّورة ، وننشئكم في القبر والرّحم (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (٦٤) : المنبتون.

قوله ـ تعالى ـ : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) ؛ أي : يابسا لا خير فيه.

(فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (٦٥) ؛ أي : تتعجّبون نهاركم ممّا نزل بكم.

ابن عبّاس والسدّي وقتادة قالوا : تندمون (٣).

الفرّاء قال : تتعجبون وتندمون (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) (٦٦) ؛ أي : لمعذبون (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) (٦٩) :

[«المزن» السحاب] (٦) الأبيض الّذي فيه ماء لهم يهرقه.

قوله ـ تعالى ـ : (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) ؛ أي : ملحا مرّا. (فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ) (٧٠) الحمد لله ربّ العالمين.

__________________

(١) م : سوى.

(٢) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٢٧ عن حسين بن فضل.+ سقط من هنا الآية (٦٢)

(٣) ج ، د : تتندّمون.+ تفسير الطبري ٢٧ / ١١٥ نقلا عن قتادة.

(٤) معاني القرآن ٣ / ١٢٨.

(٥) سقط من هنا الآية (٦٧)

(٦) ليس في د.

١٤١

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) (٧١) ؛ أي : النّار الّتي تقدحون (١) من الزناد ، وتستخرجون من العيدان والحجارة والحديد (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ) (٧٢) ؛ أي : الخالقون لها.

قوله ـ تعالى ـ : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) (٧٣) ؛ أي : المسافرين الّذين لا زاد لهم.

وقيل : «المقوين» الّذين نزلوا القوى ، وهي البرّيّة (٣).

و «المقوي» الفقير. على قول قتادة ومجاهد (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) (٧٥) ؛ أي : أقسم بها ، وهي مساقطها حيث تغرب.

وقيل : «مواقع النّجوم» نجوم القرآن في نزوله على محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ (٥).

وقال مقاتل والحسن والكلبيّ : هو انتشار (٦) النّجوم عند قيام السّاعة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (٧٦) ؛ يريد : عند الله

__________________

(١) ج ، د ، م : تقتدحون.

(٢) م : حديدا.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٣٣٨ نقلا عن قتادة.

(٤) تفسير الطبري ٢٧ / ١١٦ نقلا عن ابن زيد : المقوي : الجائع.+ سقط من هنا الآية (٧٤)

(٥) تفسير الطبري ٢٧ / ١١٧.

(٦) ج : انتثار.

(٧) تفسير الطبري ٢٧ / ١١٧ نقلا عن الحسن وحده.

١٤٢

ـ سبحانه وتعالى ـ.

وروي عن الصّادق ؛ جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ أنّه قال : كان أهل الجاهليّة يحلفون بالنّجوم ، فقال ـ سبحانه ـ : لا أحلف بها. وقال : ما أعظم إثم من حلف بها ، وإنّه لقسم عظيم عند الجاهليّة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (٧٧) ؛ يعني : على الله ـ تعالى ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ) (٧٨) ؛ يعني : اللّوح المحفوظ من الشّياطين.

قوله ـ تعالى ـ : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (٧٩) ؛ يعني : الملائكة.

(تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٨٠)

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ) (٨١) ؛ أي : منافقون مكذبون.

(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (٨٢) ؛ أي : تجعلون شكركم التكذيب بمحمّد (٢) والقرآن العظيم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) (٨٣) ؛ يعني : الرّوح. (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) (٨٤) (٣)

(فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٨٧) ؛ يعني : الرّوح والنفس.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (٨٨) ؛ يريد : عندنا. (فَرَوْحٌ

__________________

(١) عنه البرهان ٤ / ٢٨٣.

(٢) م : لمحمّد.

(٣) سقط من هنا الآية (٨٥)

١٤٣

وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) (٨٩) و «الرّوح» (١) الرّاحة. و «الريحان» الرزق في القبر ، وقيل : في الآخرة (٢).

القتيبيّ قال : من (٣) فتح الرّاء من «روح» ، أراد به : طيب نسيم. ومن ضمها ، أراد به : حياة لا موت فيها (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) (٩١) ؛ يعني : الملائكة المقربين.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) (٩٣) : مبتدأ وخبر ؛ أي : وله (٥) نزل من حميم (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) (٩٥) (٧) الّذي قصصناه عليك. (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٩٦)

__________________

(١) م زيادة : و.

(٢) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٢٩ نقلا عن ترمذي.

(٣) ليس في أ.

(٤) التبيان ٩ / ٥١١ نقلا عن الزّجاج.

(٥) م : فله.

(٦) سقط من هنا الآية (٩٤)

(٧) م زيادة : أي لهو الحق اليقين.

١٤٤

ومن سورة الحديد

وهي ثماني عشرة آية.

مدنية بغير خلاف (١).

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) ؛ يريد : الأوّل قبل كلّ شيء ؛ أي : قديم لا أوّل لوجوده. والآخر بعد فناء كلّ شيء ؛ أي : استحيل (٢) عدمه لوجوب وجوده.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) : ظهر ـ سبحانه ـ للعقول بأفعاله وحكمته ، وبطن أسرارهم (٣) وخواطرهم واعتقاداتهم بعلمه.

(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣) ؛ أي : عالم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ؛ يعني : من

__________________

(١) سقط من هنا الآيتان (١) و (٢)

(٢) ج ، د ، م : يستحيل.

(٣) ج : أسراره.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي).

١٤٥

الأحد إلى يوم (١) الجمعة. ثمّ (٢) قطع الخلق يوم السّبت ، فسمّي : سبتا ، [لأنّ السّبت] (٣) عندهم القطع. ومنه : السّبات ، لأنّه نوم منقطع.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) ؛ أي : استولى (٤) عليه.

قوله ـ تعالى ـ : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) ؛ يريد : من الأموال والكنوز والحبوب.

(وَما يَخْرُجُ مِنْها) ؛ يريد : من ذلك (٥) النّبات.

قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) (٦) من مطر ورحمة وعذاب ورزق.

(وَما يَعْرُجُ فِيها) ؛ أي : يصعد (٧) من الملائكة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) ؛ أي : عالم بكم ، مطّلع على سرّكم ونجواكم (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) ؛ أي : يدخل أحدهما في الآخر ، فما (٩) ينقص من أحدهما يدخل (١٠) في الآخر.

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ليس في د.

(٣) ليس في د.

(٤) ج ، د : استوى.

(٥) ليس في م.+ ج ، د زيادة : من.

(٦) ج ، م زيادة : أي.

(٧) ج ، د ، م زيادة : فيها.

(٨) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٤) والآية (٥)

(٩) م : ما.

(١٠) ج ، د ، م : يدخله.

١٤٦

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٦) ؛ أي : بما فيها.

قوله ـ تعالى ـ : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) :

السدي والكلبيّ قالا : مالكين فيه (١١).

وقال غيرهما : ممّا أورثكم إيّاه من الّذين كانوا قبلكم (١٢).

قوله ـ تعالى ـ : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) ؛ يريد : قبل فتح مكّة ، وهو عليّ ـ عليه السّلام ـ. بدليل القتال ، وقرينة الإنفاق.

قوله ـ تعالى ـ : (أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) ؛ أي : ثوابا.

(مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) ؛ يعني : الجنّة على ثواب عمله (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) ؛ أي : يتصدق ويخرج الحقوق من ماله.

(فَيُضاعِفَهُ لَهُ) ؛ يريد : واحدا بعشرة ، وأزيد من ذلك بما يختاره ـ سبحانه ـ ويريده (١٤).

__________________

(١١) م : له.+ تفسير أبي الفتوح ١١ / ٣٩ من دون ذكر للقائل.

(١٢) التبيان ٩ / ٥٢٢ نقلا عن الحسن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (٧) والآية (٨) و (٩) وقوله تعالى (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).

(١٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (١٠)

(١٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١١)

١٤٧

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ؛ أي : جزاء أعمالهم الصّالحات ، وصدقاتهم الرّاجحات (١).

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ) [«الباب» هاهنا زائدة] (٢) (باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) (١٣) :

قيل (٣) : ممّا يلي جهنّم (٤).

قيل : إنّ «السّور» هاهنا ، هو الأعراف ، وهو سور الجنّة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ (٦) قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) ؛ يريد : بالشّهوات وفعل المقبحات.

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَرَبَّصْتُمْ) ؛ يريد : بالتّسويف للتّوبة.

(وَارْتَبْتُمْ) ؛ أي : شككتم في الموت والبعث.

قوله ـ تعالى ـ : (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) ؛ يريد : أمانيّ النفوس.

قوله ـ تعالى ـ : ([حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ] وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (١٤) ؛ يعني :

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٢)

(٢) ليس في أ.

(٣) ج ، د ، م : يريد.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٤٣ نقلا عن ابي سيّار.

(٥) تفسير الطبري ٢٧ / ١٢٩ نقلا عن قتادة.

(٦) ج ، د ، م زيادة : فأجابوهم.

١٤٨

الشّيطان ، بفتح الغين وبضم (١) الغين (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) ؛ أي : فداء عن أنفسكم.

(وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٥) ؛ أي : هي أولى بكم ، وبئس ما صرتم إليه.

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ) ؛ أي :

تلين. من أنى يأني ؛ أي : حان يحين (٣).

ونزلت هذه الآية في المنافقين ، الّذين أظهروا الإيمان بألسنتهم دون قلوبهم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) ؛ يريد : يحييها بالمطر (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) ؛ يريد : تصدّقوا على ذوي الأرحام والحاجة.

ونصب : «قرضا حسنا» لأنّه مصدر.

وقيل : مفعول (٦).

__________________

(١) د : ضمّ.

(٢) م زيادة : الدنيا.

(٣) ليس في أ.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (١٦)

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (١٧)

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

١٤٩

و «القرض الحسن» الحلال : (يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١٨) (١)

قوله ـ تعالى ـ : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) ؛ يعني : الزّرّاع. وسمّوا بذلك ، لتغطيتهم الحبّ تحت الأرض.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) ؛ أي : يابسا لا ينتفع به. (وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ) شبّه الله الدّنيا وزينتها وما فيها [وما وعد] (٢) الله ـ سبحانه ـ ومنتهاها ، بذرع كان منتهاه أن صار حطاما لا ينتفع في الدّنيا به «وفي الآخرة عذاب شديد» بما أحقبه صاحبه بمنعه الحقوق منه ، وبما أحقب من الأوزار. يقول ـ سبحانه ـ : لا تغترّوا (٣) بها ، ولا تلهكم عن الأعمال الصّالحات والصّدقات (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ) ؛ يعني : في اللّوح المحفوظ.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) :

«الهاء» راجعة [إلى النفس] (٥).

__________________

(١) سقط من هنا الآية (١٩)

(٢) ج ، د ، م : ممّا عدّده.

(٣) م : تعتروا.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) (٢٠) والآية (٢١)

(٥) ليس في أ.

١٥٠

وقيل : إلى الأرض (١).

[وقيل : إلى المصيبة] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (٢٣) ؛ أي : مختال في مشيه بالخيلاء ، معجب (٣) بنفسه ، متكبّر على النّاس.

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) : هو منع الحقوق الواجبة في الأموال.

وقيل : هو على عمومه (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٥) ؛ أي : الفائزون الظّافرون بما أرادوا في الآخرة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ) ؛ يريد : بالمعجزات.

(وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ) ؛ يريد به : العدل.

والمراد بالكتاب : الكتب (٧) ؛ يعني : الكتب المنزلة على أولي العزم ، الّتي تضمّنت ما فيه مصلحتهم [بما (٨) كلفوه] (٩).

__________________

(١) البحر المحيط ٨ / ٢٢٥.

(٢) ليس في م.+ التبيان ٩ / ٥٣٣ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ).

(٣) ج ، د : متعجّب.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١١ / ٥٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) الحشر (٥٩) / ٩.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (٢٤)

(٧) ليس في أ.

(٨) ج : ممّا.

(٩) ليس في د.

١٥١

(لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ؛ أي : بالعدل.

(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) ؛ أي : قوّة. (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) ؛ أي : أنزلناه مع آدم ـ عليه السّلام ـ حيث هبط إلى الأرض.

وقال مجاهد : و «الحديد» من جملة الماعون (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) ؛ أي : ليعلم (١١).

(أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢٩)

__________________

(١٠) تفسير القرطبي ١٧ / ٢٦١ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢٥) والآيات (٢٦) ـ (٢٨)

(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَ).

١٥٢

ومن سورة المجادلة

وهي عشرون آية.

مدنيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١) ؛ أي : سامع مبصر. وهو من أبنية المبالغة.

قال الكلبيّ : السّبب في نزول (١) هذه الآيات ، أنّ أوس (٢) بن الصّامت ظاهر من زوجته ؛ خولة بنت ثعلبة الأنصاريّ ، ولم يكن نزل على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ في الظّهار شيء. فجاءت خولة إلى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ تشكو من زوجها ، وحكت له حكاية المظاهرة. فسكت النّبيّ ـ عليه السّلام ـ [انتظار الوحي] (٣) ، فولولت وشكت إلى الله ـ تعالى ـ وبكت ، فبكى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ لبكائها. فنزل جبرئيل ـ عليه

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) م : ايس.

(٣) ج ، د ، م : انتظارا للوحي.

١٥٣

السّلام ـ بحكم الظّهار ، وتلا عليها (١) الآية وعرّفها الحكم فيه (٢).

و «الظهار» عند أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ أن يقول الرّجل لزوجته (٣) ، وهي طاهرة (٤) ، طهر (٥) لم يقربها فيه بجماع : أنت عليّ كظهر أمّي. أو أحد المحرّمات عليه ، بمحضر من رجلين مؤمنين عدلين ، ويقصد بذلك التّحريم ، ويكون مالكا لأمره مختارا لذلك ، فإنّه يحرم عليه وطؤها ، ولا تحلّ له حتّى يكفّر.

والكفّارة عتق رقبة. فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فأن لم يستطع أطعم (٦) ستّين مسكينا ، فإن لم يقدر على الإطعام كان في ذمّته ولا يقربها حتّى يكفّر.

فإن طلّقها ، سقطت عنه الكفّارة. فإن أراد مراجعتها ، وجبت عليه الكفّارة.

فإن نكحت زوجا غيره بعد انقضاء عدّتها وعادت إلى الزّوج الأوّل بعقد جديد ومهر جديد ، حلّت له ولم تلزمه الكفّارة.

وبين الفقهاء في ذلك خلاف لا يحتمله كتاب التّفسير.

والظّاهر (٧) منها ، إن شاءت صبرت حتّى يكفّر ويراجعها ، أو يطلّق ويفارقها فذلك جائز. وإن لم تشأ ، خاصمته وشكت منه (٨) إلى الحاكم لينظره ثلاثة أشهر.

__________________

(١) أ : عليه.

(٢) أسباب النزول / ٣٠٤.

(٣) ج ، د ، م : لا مرأته.

(٤) ج ، م : طاهر.

(٥) م : طهرا.

(٦) م : طعم.

(٧) ج ، م : والمظاهر.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

١٥٤

فإن كفّر وراجعها ، حلّت له. وإن أصرّ على ذلك ، ألزمه الكفّارة أو الطّلاق. فإن لم يطلّق ، حبسه الحاكم (١) في حضيرة من قصب حتّى يختار أحد الأمرين. هذا مذهب أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ.

وقال جماعة من (٢) المفسّرين : المجادلة في التّكفير والمراجعة (٣).

فألزمه النّبيّ ـ عليه السّلام ـ الكفّارة ، حيث اختار المراجعة ولم يصرّ على مفارقتها (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) :

إنّما المراد بذلك : أنّهم مع المظاهرة يحرمن عليهم في الوطء ؛ كما تحرم الأمّهات ، حيث يقول : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) وهو قوله : أنت عليّ كظهر أمّي ؛ يريد بذلك : الطّلاق (وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (٢) :

قوله ـ تعالى ـ : «وإنّهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإنّ الله لعفوّ غفور» : هاتان صفتان لمصدر محذوف ، وتقديره : يقولون قولا منكرا وقولا زورا ؛ أي (٥) : كذبا (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) ؛ يعني : المراجعة. (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ليس في م.

(٣) التبيان ٩ / ٥٤١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) ج ، د ، م : فراقها.

(٥) م : و.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ).

١٥٥

مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا [ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]) (٣) :

(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) ؛ أي : كتابه (١) ، وبما جاء به رسوله إليكم من الحكم في ذلك. (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤) :

قال القتيبيّ : يتوهّم من يسمع هذه الآية أنّ المظاهر يريد التّكرار في الظّهار ، وإنّما كانوا في الجاهليّة يطلّقون بالظّهار. فلما جاء الإسلام أرادوا أن يفعلوا مثل ذلك ، فأنزل الله ـ تعالى ـ الآية أنّ حكم الإسلام في الظّهار بخلاف حكم الجاهليّة ، وتلى عليهم الآية (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) ؛ يريد : يحادّونه بتعدّي حدوده.

(كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ أي : هلكوا (٣).

وقيل : أذلّوا وغيظوا (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ

__________________

(١) ج ، د ، م : بكتابه.

(٢) البحر المحيط ٨ / ٢٣٣ : وقال قوم المعنى والذين يظهرون من نسائهم في الجاهليّة أي كان الظهار عادتهم ثم يعودون إلى ذلك في الإسلام.

(٣) ج ، د ، م : أهلكوا.

(٤) تفسير الطبري ٢٨ / ٩ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥) والآية (٦)

١٥٦

ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) (الآية) ؛ يريد ـ سبحانه ـ : أنّه عالم ومطلّع على سرهم ونجواهم وعملهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) :

نزلت هذه الآية في المنافقين الّذين كانوا يتناجون بينهم في إفساد أمر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ. فأطلعه الله على ذلك ، فأحضرهم ونهاهم عنه واستتابهم عنه ، ثمّ عادوا إليه.

(وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) وذلك أنّ اليهود والمنافقين كانوا يقولون للنّبيّ ـ عليه السّلام ـ إذا دخلوا عليه : السّام عليك. وهو دعاء عليه بالموت (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) ؛ أي : بالطّاعة للرّسول فيما يأمركم به وينهاكم عنه (٣).

ثمّ قال : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) ؛ يريد : بما زيّنه (٤) في قلوبكم من معصية الله ورسوله (٥).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٧)

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٨)

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٩)

(٤) ج ، د ، م : يزيّنه.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٠)

١٥٧

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ) ؛ أي : إذا قيل لكم : أوسعوا لغيركم في الجلوس ، فأوسعوا له. وكانوا يتنافسون في المجلس (١) عند النّبيّ ـ عليه السّلام ـ ويتضايقون فيه ، فنهاهم الله ـ تعالى ـ بالآية.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا) :

قيل : إلى الجهاد (٢).

وقيل : إلى الطّاعات كلّها. وهو على عمومه (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) ؛ يريد : في الدّنيا والآخرة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٢) :

قيل : إنّ هذه الآية منسوخة بالآية الّتي بعدها ، وهي قوله : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ [وَرَسُولَهُ) (٥) :

__________________

(١) م : الجلوس.

(٢) تفسير الطبري ٢٨ / ١٣ نقلا عن الحسن.

(٣) تفسير الطبري ٢٨ / ١٣ نقلا عن مجاهد.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (١١)

(٥) تفسير الطبري ٢٨ / ١٥ نقلا عن مجاهد.

١٥٨

وقيل : إنّهم كانوا في أوّل الإسلام إذا ناجوا النّبيّ ـ عليه السّلام ـ في أمر ، قدموا بين يدي] (١) نجواهم صدقة للفقراء ، فنسخ ذلك بهذه الآية (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) (الآية) :

نزلت هذه الآية (٣) في المنافقين واليهود ، كانوا يتولّونهم (٤) ويوادّونهم (٥) ، يحلفون أنّهم يوادّونهم (٦) وهم يكذبون (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) :

حادّوهما ، بأن خرجوا عن طاعتهما (٨).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) تفسير الطبري ٢٨ / ١٥ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١٣)

(٣) ليس في ج.

(٤) م : يتولّوهم.

(٥) م : يوادّوهم.+ ج ، د ، م زيادة : و.

(٦) م : يوادّوهم.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١٤) والآيات (١٥) ـ (٢١)

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢٢)

١٥٩

ومن سورة الحشر

وهي عشرون آية وأربع آيات.

مكيّة بغير خلاف (١).

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) :

قال عكرمة : من شكّ في (٢) أنّ المحشر (٣) بأرض الشّام فليقرأ هذه الآية (٤) لأنّ النّبيّ ـ عليه السّلام ـ أخرج كعب بن الأشرف وبني الأشرف وبني النّضير إلى الشّام (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) ؛ أي : أتاهم جبرئيل فزلزل حصونهم.

وكان النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قد حاصرهم ، فأرادوا أن يلقوا عليه حجرا فأقامه

__________________

(١) سقط من هنا الآية (١)

(٢) ليس في م.

(٣) م : الحشر.

(٤) ليس في أ.

(٥) التبيان ٩ / ٥٥٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

١٦٠