نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

ومن سورة التّكوير

وهي عشرون آية وتسع آيات.

مكيّة بلا خلاف.

روي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : شيّبتني هود وأخواتها (١) الواقعة ، وعمّ يتساءلون ، وإذا الشّمس كوّرت (٢).

الكلبيّ ومقاتل وقتادة والضّحّاك قالوا : «كوّرت» ذهب ضوؤها (٣).

السدّي قال : «كوّرت» مثل تكوير العمامة لترمى أو (٤) لتحمى (٥).

أبو عبيدة قال : لغّت ومحيت (٦).

__________________

(١) أ ، د ، م زيادة : و.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٦٧٠ وفيه : شيّبتنى هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون وإذا الشمس كوّرت. وعنه كنز الدقائق ١٤ / ١٤٣ ونور الثقلين ٥ / ٥١٣ وروى مثله الصدوق في الخصال ١ / ١٩٩.

(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ٤١ نقلا عن قتادة.

(٤) ج : و.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ٤١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٦) مجاز القرآن ٢ / ٢٨٧.

٣٢١

الزّجّاج قال : جمع ضوؤها ، ولفّت كما تلفّت العمامة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) (٢) ؛ أي : اسودّت (٢) وتساقطت وانتثرت (٣).

(وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) (٤) ؛ أي : النّوق الّتي أي على (٤) حملها عشرة أشهر (٥) ، وأذهل أهلها عنها (٦). واحدتها عشراء ؛ كنفساء.

قيل : «العشار» هاهنا ، السّحائب (٧).

وقيل : «العشار الدّور مات أهلها فعطّلت (٨).

(وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) (٥) :

عكرمة والضّحّاك والفرّاء قالوا : «حشرها» موتها (٩).

مقاتل وقتادة قالا : جمعت (١٠).

السدي قال : اختلطت مع النّاس بعد ما كانت نافرة منهم (١١).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٦٧٣.+ سقط من هنا الآية (١)

(٢) أ ، د : سودّت.

(٣) سقط من هنا الآية (٣)

(٤) ليس في ج.

(٥) ج زيادة : تركت.

(٦) ليس في ج.

(٧) التبيان ١٠ / ٢٨١ نقلا عن الجبائي.

(٨) ج : فتعطلت.+ البحر المحيط ٨ / ٤٣٢.

(٩) معاني القرآن ٣ / ٢٣٩.

(١٠) تفسير الطبري ٣٠ / ٤٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(١١) التبيان ١٠ / ٢٨١ من دون نسبة القول إلى أحد.

٣٢٢

(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (٦) :

السدي ، عن عبد خير ، عن عليّ ـ عليه السّلام ـ وأبيّ بن كعب وابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قالا (١) : أوقدت وأشعلت (٢) نارا (٣).

مقاتل وابن صالح قالا : ملئت وفجّر بعضها إلى بعض ، وصارت بحرا واحدا (٤).

الفرّاء ، مثله (٥).

الكلبيّ : صار العذب والملح بحرا واحدا (٦).

(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٧) :

أبو صالح ، عن ابن عبّاس قال : زوّج المؤمن بالحور العين ، والكافر بالشّياطين (٧).

وقيل : «زوّجت» قرنت (٨).

قتادة قال : كلّ إنسان قرين (٩) بأهل دينه (١٠).

__________________

(١) أ ، د : قال.

(٢) ج : اشتعلت.

(٣) التبيان ١٠ / ٢٨٢ نقلا عن ابن عبّاس.

(٤) التبيان ١٠ / ٢٨٢ نقلا عن الفرّاء.

(٥) معاني القرآن ٣ / ٢٣٩.

(٦) تفسير أبي الفتوح ١٢ / ٤ نقلا عن الضّحّاك.

(٧) مجمع البيان ١٠ / ٦٧٤ نقلا عن مقاتل.

(٨) تفسير القرطبي ١٩ / ٢٣٢ : قرنت الأرواح بالأجساد نقلا عن عكرمة وقيل قرنت النفوس باعمالها.

(٩) ج : قرن.

(١٠) البحر المحيط ٨ / ٤٣٣.

٣٢٣

أبو صالح قال : ردّت الأرواح إلى الأحياء (١١).

(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) (٨) ؛ يعني : البنت الّتي كانوا (١٢) يدفنونها حيّة.

وكانت الجاهليّة تفعل ذلك خيفة عار ، أو فقر.

وسمّيت بذلك ، لثقل التّراب عليها (١٣).

(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) (١١) ؛ أي : قلعت ؛ كما يقلع السّقف (١٤).

(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) (١٥) ؛ أي : أقسم.

وعني بالخنّس : النّجوم الخمسة : زحل ، والمشتري ، والزّهرة ، وعطارد ، والمرّيخ.

وسمّيت بالخنّس ، لأنّها تخنس بالنّهار وتظهر باللّيل.

(الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (١٦) ؛ أي : تجري في أفلاكها.

و «الكنّس» المستقرّة الّتي تغيب وتتوارى في مساقطها ومنازلها.

و «الكناس» بيت الظّبية.

(وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) (١٧) ؛ أي : إذا أدبر بظلامه. عن عليّ ـ عليه السّلام ـ (١٥).

__________________

(١١) تفسير الطبري ٣٠ / ٤٥ نقلا عن عكرمة وفيه بدل الأحياء الأجساد.

(١٢) ج : كانت.

(١٣) سقط من هنا الآيتان (٩) و (١٠)

(١٤) سقط من هنا الآيات (١٢) ـ (١٤)

(١٥) التبيان ١٠ / ٢٨٥.

٣٢٤

وقيل : أدبر وأقبل (١).

مقاتل (٢) : أظلم (٣).

الحسن قال : أقبل بظلامه (٤).

الفرّاء قال : دنا وأظلم (٥).

(وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) (١٨) ؛ أي : أضاء وارتفع.

ومخرج القسم قوله : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (١٩) ؛ أي : جبرئيل ـ عليه السّلام ـ (٦).

(مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (٢١) ؛ أي : تطيعه الملائكة.

«ثمّ» ظرف مكان (٧).

[(وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (٢٤) ؛ أي : على الوحي والقرآن بمتّهم] (٨).

(وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) (٢٥) ؛ أي : مرجوم باللّعنة (٩).

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٩ / ٢٣٨ نقلا عن الخليل.

(٢) ج زيادة : قال.

(٣) التبيان ١٠ / ٢٨٦ نقلا عن الحسن.

(٤) التبيان ١٠ / ٢٨٥.

(٥) معاني القرآن ٣ / ٢٤٢.

(٦) سقط من هنا الآية (٢٠)

(٧) سقط من هنا الآيتان (٢٢) و (٢٣)

(٨) ليس في ج.

(٩) سقط من هنا الآية (٢٦)

٣٢٥

(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (٢٧) ؛ أي : تذكرة وموعظة (١).

__________________

(١) سقط من هنا الآيتان (٢٨) و (٢٩)

٣٢٦

ومن سورة انفطرت

وهي سبع عشرة آية.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) (١) ؛ أي : انشقّت.

(وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) (٢) ؛ أي : تساقطت (١).

(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (٤) ؛ أي : بحثرت. عن مقاتل (٢).

وقيل : «بعثرت» و «بحثرت» واحد (٣).

الكلبيّ قال : أخرج ما فيها من الموتى (٤).

أبو عبيدة قال : جعل أسفلها أعلاها (٥).

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٣)

(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ٥٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) التبيان ١٠ / ٢٩٠ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ٥٤.

(٥) مجاز القرآن ٢ / ٢٨٨.

٣٢٧

القتيبيّ قال : انتثرت (١).

قوله ـ تعالى ـ : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٥) ؛ يريد : ما قدّمت من المعاصي ، وأخّرت من التّوبة.

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (٦) (الآية) :

نزلت هذه الآية في أسيد (٢) بن كلدة. عن مقاتل (٣).

السدي قال : نزلت في أبيّ بن خلف (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨) :

قيل : جميلا وذميما ، وطويلا وقصيرا ، وذكرا وأنثى (٥).

وقيل : في صورة الأعمام والأخوال والأجد (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) (٩) ؛ أي : بالجزاء على الأعمال.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ) (١١) ؛ أي : ملائكة كاتبين ، كراما على الله.

وقيل : «كراما» ؛ أي : لا يكتبون على العبد المعصية إذا همّ بها ولم يفعلها ، وإنّما

__________________

(١) كشف الأسرار ١٠ / ٤٠٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٢) ج : أسد.

(٣) كشف الأسرار ١٠ / ٤٠٥ من دون ذكر للقائل.

(٤) تفسير القرطبي ١٩ / ٢٤٥ نقلا عن عكرمة.

(٥) مجمع البيان ١٠ / ٦٨٣.

(٦) تفسير الطبري ٣٠ / ٥٥ نقلا عن مجاهد.

٣٢٨

يكتبونها إذا فعلها. روي ذلك في أخبارنا عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ) (١٥) ؛ أي : يوم الجزاء على الأعمال (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَدْراكَ) يا محمّد (ما يَوْمُ الدِّينِ) (١٧) تعظيما له وتهويلا.

ثمّ أكدّ ذلك فقال : (ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) ؛ أي : نفس كافرة لكافر شيئا (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (١٩).

__________________

(١) روي الكليني مسندا عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر عليهما السّلام قال : إنّ آدم عليه السّلام قال : يا ربّ سلّطت عليّ الشيطان وأجريته منّي مجرى الدّم فاجعل لي شيئا ، فقال : يا آدم جعلت لك أنّ من همّ من ذريّتك بسيّئة لم تكتب عليه ، فإن عملها كتبت عليه سيّئة ومن همّ منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة فإن هو عملها كتبت له عشرا ، قال : يا ربّ زدني ، قال : جعلت لك أنّ من عمل منهم سيّئة ثمّ استغفر له غفرت له ، قال : يا ربّ زدني ، قال : جعلت له التوبة ـ أو قال : بسطت لهم التوبة ـ حتّى تبلغ النفس هذه ، قال : يا ربّ حسبي. الكافي ٢ / ٤٤٠ وورد مؤدّاه فيه ٢ / ٤٢٨ ـ ٤٣٠ ، والبحار ٦٨ / ٢٤٨.+ سقط من هنا الآية (١٢)

(٢) سقط من هنا الآية (١٦)

٣٢٩

ومن سورة المطفّفين

وهي نيف (١) وثلاثون آية.

مكيّة (٢). عن الكلبيّ (٣).

وقال مقاتل : مدنيّة (٤).

وقال عطاء وقتادة ، عن ابن عبّاس : مدنيّة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١) :

«ويل» ابتداء وخبر ؛ أي : لهم ويل. وهو واد في جهنّم.

و «المطفّفين» الباسخين النّاقصين حقوق النّاس.

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (٢) ؛ أي : إذا اكتالوا لأنفسهم.

(وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) ؛ (٣) ؛ أي : ينقصون.

__________________

(١) ج : ست.

(٢) ج : مدنية.

(٣) ليس في ج.+ التبيان ١٠ / ٢٩٥ نقلا عن ابن عبّاس.

(٤) ج : مكيّة.+ التبيان ١٠ / ٢٩٥ نقلا عن الضّحّاك.

(٥) التبيان ١٠ / ٢٩٥ نقلا عن الضّحّاك.

٣٣٠

قوله ـ تعالى ـ : (أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) (٤) فيجازون على ذلك.

وروي عن ابن عبّاس أنّه قال : لمّا قدم النّبيّ ـ عليه السّلام ـ المدينة كان أهلها من أخبث (١) النّاس كيلا ، فنزلت هذه الآية على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ فقرأها عليهم ، فأحسنوا الكيل (٢).

قوله ـ تعالى ـ : ([كَلَّا] إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (٧) (٣) : فعيل ، من السّجن.

وقيل : فعيل ، من السّجل ؛ أي : عمل الفجّار وأرواحهم لفي سجّين (٤).

مقاتل والضّحّاك وابن سيرين قالوا : «السّجّين» الأرض السّفلى (٥).

الكلبيّ والفرّاء قالا : «السّجّين» صخرة (٦) في الأرض السّابعة السّفلى (٧).

أبو عبيدة قال : «السّجّين» فعيل ، من السّجن ؛ أي : لفي حبس (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٩) ؛ أي : مكتوب.

__________________

(١) ج : أخس.

(٢) أسباب النّزول / ٣٣٣.+ سقط من هنا الآيتان (٥) و (٦)

(٣) ج زيادة : هو.

(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ٦٠ نقلا عن عبد الله بن عمر.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ٦١ نقلا عن البراء.

(٦) ج : صحن.

(٧) تفسير الطبري ٣٠ / ٦١ نقلا عن مجاهد.

(٨) ج : سجن.+ مجاز القرآن ٢ / ٢٨٩.

٣٣١

قوله ـ تعالى ـ : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) (١٢) ؛ أي : ظالم لنفسه.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١٣) ؛ أي : هذه أساطير الأوّلين وأكاذيبهم.

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١٤) ؛ أي : طبع.

(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (١٥) ؛ أي : عن ثواب ربّهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) (١٨) :

«علّيّين» (٢) صفة للملائكة (٣) ، ولذلك جمعه (٤) بالواو والنّون ؛ أي : عمل الأبرار وأرواحهم لفي علّيّين.

وقال الكلبيّ : «في علّيّين» في السّماء السّابعة (٥).

[وقال] (٦) الزّجاج : في أعلا الأمكنة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (٢١) ؛ أي : يشهده مقرّبو كلّ سماء إذا رفع إليهم.

__________________

(١) من الموضع الذي ذكرنا. إلى هنا ليس في م.+ سقط من هنا الآيتان (١٦) و (١٧)

(٢) ج ، د ، م : عليون.

(٣) أ ، ب : الملائكة.

(٤) ليس في د.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ٦٥ نقلا عن أسامة بن زيد عن أبيه.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) التبيان ١٠ / ٣٠٢ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا الآيتان (١٩) و (٢٠)

٣٣٢

وقيل : «المقرّبون» (١) علّيّين (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ) (٢٥) ؛ أي (٣) : خمر صافية من العتيق (٤).

قتادة قال : خمر تمزج بكافور ، وتختم بمسك (٥).

(خِتامُهُ مِسْكٌ) ؛ أي : آخره رائحة المسك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) (٢٦) ؛ أي : فليسارع المسارعون.

السدّي قال : فليرغب الرّاغبون (٦).

ابن عبّاس قال : فليجتهد المجتهدون (٧).

وأصل «التّنافس» مأخوذ من الشّيء النّفس ، يتمنّى الإنسان أن يكون له.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (٢٧) :

مقاتل قال : مزاجه الخمر والعسل واللّبن (٨).

و «تسنيم» هو أرفع شراب أهل الجنّة وأشرفه. وإنّما سمّي : تسنيما ، لأنّه يتسنّم

__________________

(١) م زيادة : في.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٦٩٢ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا الآيات (٢٢) ـ (٢٤)

(٣) ج ، د ، م زيادة : من.

(٤) ج ، د ، م : العتق.

(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ٦٨.

(٦) مجمع البيان ١٠ / ٦٩٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٧) د : المجتهد.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) تفسير الطبري ٣٠ / ٦٩ نقلا عن ابن عبّاس.

٣٣٣

عليهم من فوق رؤوسهم.

قوله ـ تعالى ـ : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) (٢٨) ؛ أي : يشربون منها ، [يعني : يوم القيامة ، وهم عليّ وأصله وأصحابه المؤمنون] (١) صرفا بلا مزاج ، وسائر أهل الجنّة يمزجون منها.

و «المقرّبون» هاهنا ، النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وعليّ ـ عليه السّلام ـ وأولاده الطّاهرون ـ عليهم السّلام ـ. روي ذلك عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ و (٢) جماعة من المفسّرين (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (٢٩) :

[قيل ، كانوا يضحكون] (٤) من عليّ بن أبي طالب ومن أصحابه المؤمنين.

روي ذلك عن الصّادق ؛ جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ أنّه قال : مرّ عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ على جماعة من بني أميّة ، وكان معه جماعة من أصحابه ، فتغامزوا عليهم وضحكوا ، فنزلت هذه الآية على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ (٥).

__________________

(١) من ج.

(٢) ليس في أ.

(٣) تفسير القمّي ٢ / ٤١١ ومناقب ابن شهر آشوب ٤ / ٣ وتأويل الآيات ٢ / ٧٧٧ و٧٧٨ وعنها كنز الدقائق ١٤ / ١٩١ وعن الأوّلين نور الثقلين ٥ / ٥٣٥ وعن الأوّل البرهان ٤ / ٤٣٨.

(٤) ليس في أ.

(٥) روي السيّد شرف الدّين على الحسيني عن محمّد بن العباس عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عزّ وجلّ (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ). إلى آخر السورة نزلت في عليّ عليه السّلام وفي الّذين استهزؤوا به من بني اميّة وذلك أنّ عليّا عليه السّلام مرّ على قوم عن بني اميّة والمنافقين فسخروا منه. تأويل الآيات ٢ / ٧٨١ وعنه البرهان ٣ / ٤٤١ وكنز الدقائق ١٤ / ١٩٤ والبحار ٣٥ / ٣٣٩ و٣٤٠.

٣٣٤

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) (٣٠) ؛ يعني : عليهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) (٣١) ؛ يريد : يتفكّهون بالقول فيهم والهزو والطّعن.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (٣٢) وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ) (٣٣) ؛ أي : كاتبين.

قوله ـ تعالى ـ : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (٣٤) ؛ يعني : يوم القيامة. وهم عليّ ـ عليه السّلام ـ وأهله وأصحابه المؤمنون ، من الكفّار يضحكون لما يرون منهم (١) من الذلّة والهوان والعذاب.

قوله ـ تعالى ـ : (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) (٣٥) ؛ يعني : على الأسرّة ، من اللّؤلؤ والزّبرجد والياقوت.

«ينظرون» ؛ يعني (٢) : إلى الكفّار في العذاب الأليم.

قوله ـ تعالى ـ : (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (٣٦) ؛ أي : جوزي الكفّار بأفعالهم.

__________________

(١) م : بهم.

(٢) ليس في ج.

٣٣٥

ومن سورة انشقّت (١) [الانشقاق]

وهي [عشرون آية وثلاث آيات] (٢).

[وهي مكيّة بغير خلاف] (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٢) :

ابن عبّاس قال : «وأذنت» ؛ أي : سمعت ، وحقّ لها أن تسمع (٤) كلام خالقها (٥).

[وقال] (٦) غيره : طاعت (٧) ، وحقّ لها أن تطيع وتسمع (٨).

__________________

(١) ج : الإنشقاق.

(٢) ج : خمس وعشرون آية ، مكية.

(٣) ليس في ج.

(٤) ج ، د ، م زيادة : من.

(٥) تفسير القرطبي ١٩ / ٢٦٩.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ج ، د ، م : أطاعت.

(٨) مجمع البيان ١٠ / ٦٩٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

٣٣٦

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (٣) ؛ أي : مدّت كالأديهم العكاظيّ.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) (٤) ؛ يريد : ألقت ما فيها من الكنوز والموتى ، وتخلّت منهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (٦) ؛ يريد : أنّك عامل خيرا أو (٢) شرّا فملاقيه عند ربّك.

نزلت هذه الآية في الأسود بن عبد الأشدّ.

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (٩) ؛ يعني : المؤمن الصّالح. و «أهله» هاهنا ، أهل الجنّة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١) وَيَصْلى سَعِيراً) (١٢) ؛ أي : يدعو هلاكا.

وروي : أنّ هذه الآية نزلت في الأخوين ؛ المؤمن والكافر (٣).

وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وعمّار بن ياسر ـ رحمه الله ـ (٤).

[وقوله] (٥) : «سعيرا» ؛ أي : نارا.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (١٣) ؛ يعني : الوليد مسرورا

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٥)

(٢) م : و.

(٣) تفسير القمّي ٢ / ٤١٢ وعنه كنز الدقائق ١٤ / ٢٠١ ونور الثقلين ٥ / ٥٣٨ والبرهان ٤ / ٤٤٣.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٥) ليس في ج ، د.+ ج ، د ، م زيادة : يصلى.

٣٣٧

بماله وأولاده وخدمه.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤) ؛ أي : لن يرجع إلينا (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) (١٦) ؛ [أي : أقسم بالشّفق] (٢) ، وهو النّهار. عن مجاهد (٣).

وقيل : أقسم بالحمرة (٤).

وقيل : أقسم بالبياض بعد الحمرة (٥).

و «الشّفق» من الأضداد عندهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) (١٧) ؛ أي : [أظلم وأقتم] (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) (١٨) ؛ أي : اجتمع واحتكم [وتمّ] (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩) ؛ أي : [حالا بعد حال] (٨).

قيل : نطفة ، ثمّ (٩) علقة ، ثمّ مضغة ، ثمّ عظاما ، ثمّ جنينا ، ثمّ طفلا ، ثمّ شابّا ، ثمّ

__________________

(١) سقط من هنا الآية (١٥)

(٢) ليس في م.

(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ٧٦ ، تفسير مجاهد ٢ / ٧٤٢.

(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ٧٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) كشف الأسرار ١٠ / ٤٢٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٦) ليس في د ، م.

(٧) ليس في ج.

(٨) ج ، د ، م : حالة بعد حالة.

(٩) ج : بعد.

٣٣٨

شيخا ، ثمّ حيّا بعد الموت يوم (١) القيامة (٢).

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «طبقا عن طبق» ؛ أي : (٣) سنّة عن سنّة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) (٢٣) ؛ أي : يضمرون.

قوله ـ تعالى ـ : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٤) ؛ أي : مؤلم.

والبشارة تستعمل (٥) في الخير والشّرّ.

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٢٥) ؛ أي : غير (٦) مقطوع ولا ممنوع (٧).

__________________

(١) ج ، د ، م : في.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٧٠١.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ورد مؤدّاه في روايات عديدة أنظر : البرهان ٤ / ٤٤٤ ونور الثقلين ٥ / ٥٣٩ وكنز الدقائق ١٤ / ٢٠٣ والبحار ٩ / ٢٤٩ وج ٢٤ / ٣٥٠ وج ٢٨ / ٨ وج ٥١ / ١٤٣ وج ٥٢ / ٩٠.+ سقط من هنا الآيتان (٢٠) و (٢١)

(٥) ج : لتستعمل.

(٦) ليس في ج.

(٧) ج ، د ، م : ممنون.

٣٣٩

ومن سورة البروج

وهي (١) عشرون آية وآيتان ، مكيّة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (١) ؛ أي : ذات المنازل ؛ منازل الشّمس والقمر والنّجوم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) (٢) ؛ يعني : يوم القيامة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٣) :

الكلبيّ وقتادة والرّبيع بن أنس وأبو هريرة يروون ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : «الشّاهد» يوم الأضحى ، و «المشهود» يوم الجمعة (٢).

عليّ ـ عليه السّلام ـ قال : «الشّاهد» يوم الجمعة ، و «المشهود» يوم النّحر (٣).

__________________

(١) ج زيادة : اثنتان و.

(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ٨٣ و٨٤ نقلا عن ابن الزبير.+ روى الطبري مسندا عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : وشاهد يوم الجمعة ومشهود يوم العرفة وروي أيضا بإسناده عن أبي الدرداء عنه صلّى الله عليه وآله قال : أكثروا عليّ الصّلاة يوم الجمعة فأنّه يوم مشهود تشهده الملائكة. تفسير الطبري ٣٠ / ٨٢ و٨٤.

(٣) لم نعثر على رواية علوّية تدل على أنّ المشهود يوم النحر ولكن روى الطبرسي أنّ رجلا دخل مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله. فاذا رجل يحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال فسألته عن الشاهد والمشهود فقال نعم الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فسألته عن ذلك فقال أما الشاهد فيوم الجمعة وأما المشهود فيوم النحر. مجمع البيان ١٠ / ٧٠٨ وعنه نور الثقلين ٥ / ٥٤٣ وكنز الدقائق ١٤ / ٢١١.+ وروى الصدوق بإسناده عن الصّادقين عليهم السّلام أربع روايات يوجد فيها أنّ الشاهد يوم الجمعة. معاني الأخبار ٢٩٨ و٢٩٩ وعنه كنز الدقائق ١٤ / ٢٠٩ و٢١٠ ونور الثقلين ٥ / ٥٤٢ والبرهان ٤ / ٤٤٥ و٤٤٦.

٣٤٠