قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

451/675
*

وعمى القلب ، فلا (١) يميز بين الحق والباطل ، والجهل داء وشين ، لا يداويه غير العلم.

والعلم شفاء وزين ، لا يدخل معه داء ولا شين ، وليس العلم علم اللسان ، المعلق على ظاهر الإنسان ، الخالي عن القلب ، وإنما (٢) مثله كمثل شبكة الصياد التي ينثر عليها الحب للطير ، وليس يريد بذلك منفعة (٣) الطير ، ولكنه يريد أن يصطادها بذلك الحب المنثور على الشبكة.

كذلك عالم (٤) السوء لا يريد بعلمه رضى الله ، ولكن (٥) يريد رضى نفسه ومنفعتها ، وقد جعل هذا علمه شبكة ، (٦) ليصطاد حطام الدنيا ، وإنما العلم المنجي علم القلوب المنيرة الصافية الخائفة القانعة باليسير ، السليمة من الآفات والتخاليط ، (٧) (وليس العالم من قد أسكره حب الدنيا ، وإنما العالم الذي يعمل للآخرة الباقية ، فهو منتظر للنزول والانتقال ، مشغول يخاف أن يفاجئه الموت بحال من الأحوال ، فقلبه محزون ، وشره مأمون ، يجول بقلبه في الجنة أحيانا ، وفي النار أحيانا ، يخاف أن يكون من أصحاب النار ، ولا يكون من أصحاب الجنة ، فليس له همة غير تفتيش الآفات ، وكثرة الذكر في كل حركة وسكون) ، (٨) وكثرة الذكر لله في الحركة والسكون.

[الغافل المتواني]

قال الوافد : صف لي عمل الغافل المتواني؟

__________________

(١) في (ب) : ولا.

(٢) في (ب) : إنما هذا مثله.

(٣) في (ب) : مرافقة الطير ولا منفعتها.

(٤) في (ب) : العالم.

(٥) في (ب) : ولكنه.

(٦) في (أ) : نفسه ونفاعتها ليصطاد.

(٧) في (ب) : السالمة من. وسقط من (أ) : والتخاليط.

(٨) سقط من (أ) : ما بين القوسين.