قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

367/675
*

قال الوافد : ينبغي لمن وعد بهذين الدارين أن ينظر إليهما ، ويتصور ما وعد الله فيهما لأهلهما ، ثم ينظر إلى الجنة وقصورها ، وما وصف الله فيها من النعيم المقيم ، والفواكه والأزواج من الحور الحسان ، والأكاليل والتيجان ، والأنهار الجارية ، والأثمار الدانية ، والسرر المصفوفة ، والزرابي المبثوثة ، وأسبابها ولباسها ، وفراشها وحجراتها ، وطعامها وشرابها ، ونعيمها ودوام ذلك فيها ، فيخاف أن لا يكون من أهلها ، فهنالك تتتابع زفراته ، وتكثر حسراته ، وتفيض عبراته ، ويطيع ربه ويعصي هواه ، ويترك دنياه ، ويطلب آخرته ، ويعلم يقينا أن إلى الله مصيره (١).

[معارف الحكماء]

قال : فلما انتهى الكلام منهما إلى هذا الحد ، وعلم العالم أنه ذو فطنة ونباهة ونبالة ، ونظر وتمييز ، ورغبة (٢) في طلب العلم (٣) سأله لينظر معرفته.

قال العالم : من أين؟

قال الوافد : من فوق الأرض ومن تحت السماء.

قال العالم : كم لك؟

قال : كذا وكذا سنة.

قال له العالم : ما ترى؟

قال : أرى أرضا وسماء ، وما بينهما.

قال : فما ترى في السماء؟

قال : أرى شمسا تحرق ، وقمرا يشرق ، ونجوما تزهر ، وماء يمطر (٤) ، ورياحا تذري ،

__________________

(١) في (ج) : المصير.

(٢) سقط من (أ) و (ب) : ورغبة. وفي (ج) : ورغب. ولعلها مصحفة ، وما أثبت اجتهاد.

(٣) في (ج) : طلب مسألته.

(٤) في (ج) : ونجوما تظهر ، وماء يهبط.