قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

305/675
*

يكون لك بها في (١) المروءة قدر وموضع ، تستوجبه (٢) بها ، إذا لم يمكنك الاستكثار من غيرها ، وكلما ازددت ، أدركت ما طلبت ، وقد أوضحت لك ما تطلب به المروءة بأحسن الإيضاح ، وكنت لك أنصح النّصاح ، فإن أخذتها باللّين ـ يا بني ـ سلس لك (٣) مقودها ، وإن غلّظت شسع عنك عتيدها (٤) ، وصار نحسا عليك سعودها ، فأسعد الأدب يا بني بالحكمة.

[الحسد]

وإياك والحسد فإن للحسد نفرة على صاحبه مضرة ، فأبرده عند اضطرام تسعّره ، بكثرة التبكيت ، وتعريفه صغر صاحبه الممقوت.

يا بني فإن الحاسد لا يدرك في حسده نقيرا ، ولو أزيح عن المحسود ما حسده عليه لم يظفر منه قطميرا ، (٥) وليس من أحد من المخلوقين إلا وعليه من الله نعمة ظاهرة أو مكتتمة ، أصناف مقتسمة ، صغير ما يولي الله العبد منها ويبليه ، ويهب له ويعطيه ، من (٦) صحته ، وطول عافيته ، وما يصرف عنه (٧) من البلوى ، خير له من ما بين الأرض والسماء. يا بني: وكم من ذي نعمة متجددة ، يحسده من دونه على نعمة منتكّدة ، ولو أشعر نفسه ما يجب عليه من شكر المنعم ، كان ذلك أزيد للنعم وأصرف للملمّ (٨).

وفي الحسد ست خصال :

* طول الاغتمام بما لا يجدي.

__________________

(١) سقط من (أ) : بها. وسقط من (ب) : في.

(٢) في (ب) و (د) : تستوجب.

(٣) سقط من (ب) : لك.

(٤) شسع : بعد. والعتيد : المعد الحاضر.

(٥) النقير : النكتة في ظهر النواة ، والقطمير : القشرة التي على النواة.

(٦) في (ب) و (د) : في.

(٧) في (ب) : وما يصرف به من البلوى. وفي (ج) : به عنه البلوى.

(٨) الملمم : ما يلمّ بالإنسان.