يحصل عليه احد من قبله : ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب ) (١).
فاستجاب له الله عزوجل وسخر له الشياطين والجن والانس كل بناء وغواص ، وعلمه منطق الطير ومكن له في الارض ، فعلم الناس في وقته وبعده ، ان ملكه لا يشبه ملك الملوك والسلاطين والمالكين بالغلبة والجور.
وقد منح الله عزوجل للنبي سليمان عليهالسلام ملكا يتميز بامتيازات خاصة ونِعَم كبيرة كما وضحتها لنا الآيات المباركة ، ويمكن ايجازها في خمسة اقسام وهي :
١ ـ تسخير الرياح : كما تقول الآية : ( وسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث اصاب ) (٢).
من الطبيعي ان الملك الواسع الكبير يحتاج الى واسطة سريعة للاتصال مع مناطق ملكه وتفقد مملكته بسرعة في الاوقات الضرورية.
اما كيف كانت هذه الرياح تطيع اوامره؟
وما هي هذه الواسطة التي كان يركبها ، وما هي العوامل التي كانت تحفظهم من السقوط ومن الانخفاض والارتفاع الذي يحدث بواسطة الهواء؟ وما هي الاسرار الخفية التي كانت موضوعة تحت تصرف سليمان في ذلك العصر؟
تفاصيل كل هذه التساؤلات ليست واضحة لنا ، وكل ما نعرفه ، ان الله عزوجل قادر ان يلهم انبيائه ويعطيهم القدرة الكاملة في التصرف لتسهيل امورهم والقيام بمهامهم التي من اجلها بعثهم الله تعالى.
__________________
١ ـ ص : ٢٥.
٢ ـ ص : ٣٦.