تذكرة الأريب في تفسير الغريب

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]

تذكرة الأريب في تفسير الغريب

المؤلف:

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]


المحقق: طارق فتحي السيّد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4583-5
الصفحات: ٤٨٠

٢١ ـ (الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) الشام كلها (١). (كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) أى فرض عليكم دخولها.

٢٢ ـ (والجبارون) الذين يجبرون الناس على ما يريدونه ، وكانوا عظام الخلق.

٢٣ ـ (قالَ رَجُلانِ) وهما يوشع وكالب (٢). و (الْبابَ) باب القرية. والمعنى : أن القوم قد ملئوا رعبا منا.

٢٤ ـ (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) أى وليعنك ربك (٣).

٢٧ ـ (نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ) وهما قابيل وهابيل. وقربان قابيل : صبرة طعام. وقربان هابيل : كبش ، فنزلت نار من السماء فأكلت قربان هابيل ، وهذه كانت علامة تقبل القربان (٤).

٢٩ ـ (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ) أى ترجع (بِإِثْمِي) أى بإثم قتلى (وَإِثْمِكَ) الذى فى عنقك ، والمعنى : إن قتلتنى أردت وقوع هذا.

٣٠ ـ (فَطَوَّعَتْ) زينت. فقتله ثم حمله ولم يعرف كيف الدفن ، فلما رأى قصة الغرابين أصبح من النادمين على حمله لا على قتله (٥).

٣٢ ـ (كَتَبْنا) فرضنا. (أَوْ فَسادٍ) يستحق به القتل. (وَمَنْ أَحْياها) استنقذها من هلكة.

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٢) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١١٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٥٥) ، وزاد المسير (٢ / ٣٢٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٢٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٣٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٢٧٠).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ١١٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٥٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٢٦) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٢٧).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ١١٥) ، وزاد المسير (٢ / ٣٢٧).

(٤) انظر : الخبر فى تفسير الطبرى (٦ / ١٢٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٥٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٣١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٣٣) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤١) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٢٧٣).

(٥) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٢) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٢٤) ، وزاد المسير (٢ / ٣٣٥) ، وما بعدها.

٨١

٣٣ ـ (أَنْ يُقَتَّلُوا) عقوبة هؤلاء على الترتيب : إن قتلوا وأخذوا المال ، أو قتلوا ولم يأخذوا المال ـ قتلوا وصلبوا. فإن أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف ، فإن لم يأخذوا المال ولم يقتلوا نفوا ، وهو ألا يتركوا يأوون فى بلد (١) ، فإن تابوا نظرت : فإذا كانوا مشركين فأمنوا فلا سبيل عليهم فى مال أو دم ، وإن كانوا مسلمين فحدود الله تسقط عنهم دون حقوق الآدميين (٢).

٣٥ ـ و (الْوَسِيلَةَ) القربة.

٤١ ـ (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) الذى بدلوه فى التوراة. (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ) فهم عيون لأولئك. (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ.) وهو تغييرهم حدود الله فى التوراة ، (مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) أى من بعد أن وضعها الله مواضعها.

(يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا) وذلك أن رجلا وامرأة من أشرافهم زنيا ، وكان حدهم الرجم ، فسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : إن أفتاكم بالجلد فخذوه ، وإن أفتاكم بالرجم فلا (٣). (والفتنة) الضلالة.

٤٢ ـ (والسحت) كل كسب حرام (٤). قوله تعالى : (أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) كان مخيرا بين الحكم والإعراض ، وهذا حكم باق لم ينسخ (٥).

__________________

(١) انظر : تفصيل ذلك فى تفسير الطبرى (٦ / ١٣٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٦١) ، وزاد المسير (٢ / ٣٤٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٥٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤٨).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٦٢) ، وزاد المسير (٢ / ٣٤٦).

(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ١٩٢) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٥٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٦٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٥٨) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٨٢) ، ولباب النقول (٩٢) ، وانظر : صحيح مسلم ـ كتاب الحدود (٣ / ١٣٢٧).

(٤) انظر : زاد المسير (٢ / ٣٦٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٨٢) ، والمفردات ـ سحت (٣٣٠).

(٥) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ١٥٧) ، والناسخ والمنسوخ للنحاس (١٢٨) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٣٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٦٨) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢٠٤) ، وزاد المسير

٨٢

٤٤ ـ (الَّذِينَ أَسْلَمُوا) لحكم الله. (وَالرَّبَّانِيُّونَ) سبق ذكرهم فى «آل عمران». (وَالْأَحْبارُ) العلماء (١).

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) جاحدا فهو كافر ، فإن مال إلى الهوى من غير جحد فهو ظالم وفاسق (٢).

٤٥ ـ (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها) أى فرضنا على اليهود فى التوراة. (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ) أى بالقصاص.

٤٦ ـ (وَقَفَّيْنا) أتبعنا على آثار النبيين.

٤٨ ـ (والمهيمن) المؤتمن ، وقيل : الشاهد (٣). (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ) أى فترجع عما جاءك (٤). (والشرعة) السنة. (والمنهاج) الطريق (٥).

(لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) أى لجعلكم على ملة واحدة.

٤٩ ـ (يَفْتِنُوكَ) أى يصرفوك. (فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن حكمك.

٥١ ـ (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) فى الدين (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) فى الكفر.

٥٢ ـ (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أى شك ، وهم المنافقون. (يُسارِعُونَ فِيهِمْ) أى فى موالاتهم. (يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) أى يدور علينا الدهر بمكروه فيحتاجوا إليهم وإلى معاونتهم. (والفتح) نصر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مخالفيه. (والأمر) الخصب.

__________________

(٢ / ٣٦١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ١٨٥) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٢٨٤) ، وبصائر ذوى التمييز للفيروز آبادى (١ / ١٨٠).

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٣) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٦١) ، والمفردات حبر (١٥٢).

(٢) انظر : زاد المسير (٢ / ٣٦٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٥٩).

(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ١٩٧) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٧٢) ، وزاد المسير (٢ / ٣٧٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢١٠).

(٤) انظر : زاد المسير (٢ / ٣٧١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢١٠).

(٥) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٤) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٠٣) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٧٤) ، وزاد المسير (٢ / ٣٧٢) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢١١).

٨٣

(فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ) من موالاتهم. فلما أجلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنى النضير اشتد ذلك على المنافقين ، وجعل المنافق يقول لقريبه المؤمن إذا رأى عداوته لليهود : هذا جزاؤهم منك ، وقد أشبعوا بطنك ، فلما قتلت قريظة اشتد الأمر على المنافقين ، وجعلوا يقولون : أربعمائة حصدوا فى ليلة واحدة! (١) فعجب المؤمنون من نفاق القوم ، فقالوا : إن هؤلاء ـ يعنون المنافقين الذين أقسموا بالله إنهم لمعكم على عدوهم.

٥٤ ـ (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) أى أهل رقة على دينهم ، أهل غلظة على من خالفهم.

٥٩ ـ (هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا) أى هل تكرهون إلا إيماننا وفسقكم.

٦٠ ـ (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) أى ما كرهتم (مَثُوبَةً) وهى الثواب.

(وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) أى جعل منهم القردة ومن عبد الطاغوت. وقرأ حمزة : «وعبد الطاغوت» بفتح العين وضم الباء ، والمعنى : جعل منهم خدمة الطاغوت ، وهى الأصنام (٢).

٦٣ ـ (لَوْ لا يَنْهاهُمُ) أى هلا.

٦٤ ـ (مَغْلُولَةٌ) أى ممسكة منقبضة عن العطاء. و (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) فى جهنم. (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً) لأنه كلما نزل شىء كفروا به. (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً) هذا مثل لاجتهادهم فى محاربة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمعنى : كلما جمعوا فرقهم الله (٣). (وإفسادهم فى الأرض) محو ذكر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من كتابهم.

٦٦ ـ (أَقامُوا التَّوْراةَ) عملوا بما فيها. (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ) بقطر

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٢ / ٣٨٠).

(٢) انظر : السبعة لابن مجاهد (٢٤٦) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤١٤) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٩٠). ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٠٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٨٨) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٣٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٣ / ٥١٩).

(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٠٩) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٩٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٩٤) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٤٠).

٨٤

السماء (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) نبات الأرض (١). وال (أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) المؤمنة منهم.

٦٧ ـ (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) أى جميع ما أنزل فلا تراقبن أحدا. قال الحسن : كان يهاب قريشا فنزلت هذه الآية (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) أى يمنعك من القتل والأسر ، فأما عوارض الأذى فلا يمنع عصمة الجملة (٢).

٧١ ـ (أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) المعنى : ظنوا أنهم لا يعذبون بذنوبهم (٣).

(فَعَمُوا) أى لم يعلموا بما سمعوا فصاروا كالعمى. (ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أى رفع عنهم البلاء وأرسل إليهم محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلمهم بقبول التوبة (ثُمَّ عَمُوا) لم يتوبوا.

٧٣ ـ (ثالِثُ ثَلاثَةٍ) أى ثالث آلهة ، أى أحد ثلاثة (٤).

٧٥ ـ (يَأْكُلانِ الطَّعامَ) أى يعيشان بالغذاء. وقيل : نبه بالطعام على الحدث (٥). (يُؤْفَكُونَ) يصرفون عن الحق.

٧٧ ـ قوله تعالى : (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) أى من قبل أن تضلوا. والخطاب لليهود الذين كانوا فى عصر نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نهوا أن يتبعوا أسلافهم فى البدع (٦).

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٤) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٢١٠) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٩٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٧٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٩٤) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٤١) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٢٩٧).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ٢٩٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٧٦) ، وزاد المسير (٢ / ٣٩٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٤١) ، ولباب النقول : (٩٤) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٢٩٨).

(٣) انظر : السبعة لابن مجاهد (٢٤٧) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤١٧) ، وزاد المسير (٢ / ٣٩٩) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٣ / ٥٣٣).

(٤) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢١٥) ، وتفسير الطبرى (٦ / ٢٠٢) ، وزاد المسير (٢ / ٤٠٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٤٩).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢١٦) ، وتفسير الطبرى (٦ / ٢٠٣) ، وزاد المسير (٢ / ٤٠٤) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٥٠).

(٦) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢١٨) ، وتفسير الطبرى (٦ / ٢٠٥) ، وزاد المسير (٢ / ٤٠٥).

٨٥

٧٨ ـ (عَلى لِسانِ داوُدَ) فصاروا قردة ، (وَ) على لسان (عِيسَى) فصاروا خنازير (١).

٨٢ ـ (والقسيسون) العلماء. (والرهبان) العبادة (٢). وإنما مدحوا بهذا لتمسكهم بشرعهم إلى أن جاء الناسخ. وكان جعفر قرأ عند النجاشى القرآن ، فسمع القسيسون والرهبان فانحدرت دموعهم لما عرفوا من الحق ، فنزلت هذه الآيات فيهم (٣).

٨٣ ـ (والشاهدون) الذين يشهدون بالحق ، وهم الأنبياء والمؤمنون. وقيل : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمته.

٨٧ ـ (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) كان جماعة من الصحابة قد عزموا على الترهب ، وهموا بالاختصاء فنزلت هذه الآية (٤). (وَلا تَعْتَدُوا) بإتيان ما نهيتم عنه.

٨٩ ـ (بِما عَقَّدْتُمُ) أى وكدتم (٥). (مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) فى المقدار ، وقيل : فى الجنس. فالواجب لكل فقير مدبر أو نصف صاع تمر أو شعير ، فإن كسا الرجل كساه ثوبا ، وإن كسا المرأة كساها درعا وخمارا ، وهو أدنى ما تجزىء فيه الصلاة (٦).

(وتحرير الرقبة) عتقها. والمراد جملة الشخص ، وهل يشترط إيمان هذه

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٠٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٥٢).

(٢) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٠٨) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٥٧).

(٣) انظر : تفسير القرطبى (٦ / ٢٥٥) ، وزاد المسير (٢ / ٤٠٩) ، ولباب النقول للسيوطى (٩٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٠٢).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ٧) ، وزاد المسير (٢ / ٤١١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٦٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٨٧) ، ولباب النقول للسيوطى (٩٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٠٧).

(٥) انظر : الكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤١٧) ، وزاد المسير (٢ / ٤١٢) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٦٦).

(٦) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٢٢) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٨٢) ، وزاد المسير (٢ / ٤١٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٧٦).

٨٦

الرقبة ، فيه قولان (١).

(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) إلا قدر قوته وقوت عياله ، يومه وليلته ـ صام ثلاثة أيام متتابعة (٢). (إِذا حَلَفْتُمْ) وحنثتم.

٩٠ ـ (وَالْمَيْسِرُ) القمار. (والرجس) المستقذر. (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) أى من تزيينه. (ووقوع العداوة فى الخمر) بما تحدثه من السكر والخصومة ، وفى الميسر بخروج المال عن المقمور فيوجب ذلك معاداة القامر.

٩١ ـ (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) لفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه الأمر ، تقديره : انتهوا واحذروا.

٩٣ ـ (فِيما طَعِمُوا) أى شربوا من الخمر قبل التحريم (٣). (إِذا مَا اتَّقَوْا) بعد التحريم (وَآمَنُوا) بالتحريم (ثُمَّ اتَّقَوْا) داموا على التقوى (وَآمَنُوا) بالناسخ والمنسوخ (ثُمَّ اتَّقَوْا) وقيل : اتقوا سوء التأويل ، وقيل : اتقوا الشرك ثم الشبهات ثم المحرمات : العود إلى الخمر بعد التحريم (وَأَحْسَنُوا) العمل بترك شربها (٤).

٩٤ ـ (بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) وهو صيد البر خاصة (تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ) يعنى الفراخ (وَرِماحُكُمْ) كبار الصيد ، وصغار الصيد البيض (٥). (لِيَعْلَمَ اللهُ) أى ليرى. (فَمَنِ اعْتَدى) فأخذ الصيد عمدا بعد النهى المحرم.

٩٥ ـ (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) أى محرمون. هذه الآية بينت. من أى

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٢ / ٤١٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٨٠).

(٢) انظر : زاد المسير (٢ / ٤١٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٨٢).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٨٥) ، وزاد المسير (٢ / ٤٢٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٩٦).

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٨٥) ، وزاد المسير (٢ / ٤٢٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٩٥).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٢٧) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٢٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٨٦) ، وزاد المسير (٢ / ٤٢١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٠٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٩٧).

٨٧

وجه وقعت البلوى ، وفى أى زمان. (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) أى محرمون ، أو فى الحرم (١). والمتعمد لقتل الصيد والمخطىء سواء فى الكفارة (٢). وإنما خص العمد بالذكر لما ذكر فى أثناء الآية من الوعيد ، وذلك يختص العامد ، قال الزهرى : نزل القرآن بالعمد ، وجرت السنة بالخطأ ، أى ألحق المخطىء بالعامد فى وجوب الجزاء (٣).

(فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ)(٤) أى فعليه بدل ما قتل. و (النَّعَمِ) الإبل والبقر والغنم. وإنما يجب الجزاء بقتل الصيد المأكول اللحم ، أو المتولد من حيوان يؤكل لحمه كالسمع : فإنه من الضبع والذئب. والواجب بقتل الصيد فيما له مثل من الأنعام مثله ، وفيما لا مثل له قيمته. قال ابن عباس : فى الظبية شاة ، وفى النعامة بعير (٥).

(يَحْكُمُ بِهِ) أى بالجزاء (ذَوا عَدْلٍ) لأن الصيد يختلف فى نفسه ، فافتقر الحكم بالمثل إلى عدلين من أهل دينكم.

(هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) أى يحكمان به مقدرا أن يهدى ، فإذا أتى مكة ذبحه وتصدق به ، (أَوْ كَفَّارَةٌ) يعنى : أو عليه بدل الجزاء كفارة ، وهى طعام مساكين ، وهل يعتبر فى إخراج الطعام قيمة النظير أو قيمة الصيد ، فيه قولان : أحدهما قيمة النظير ، قاله أحمد والشافعى رضى الله عنهما. والثانى قيمة الصيد ، قاله أبو حنيفة ومالك رضى الله عنهما ويطعم عن كل مسكين مدبر.

(أَوْ عَدْلُ ذلِكَ) أى ما يعادله : فيصوم عن كل مدبر ونصف صاع تمر أو شعير

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٢٢) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٠٥).

(٢) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٢٢) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٠٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٢٧).

(٣) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٢٢).

(٤) انظر : الكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤١٨) ، وزاد المسير (٢ / ٤٢٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٠٩).

(٥) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٢٤).

٨٨

يوما (١). (لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ) أى جزاء ذنبه.

(عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ) فى الجاهلية ، مثل تحريمهم الصيد. (وَمَنْ عادَ) فى الإسلام.

٩٦ ـ (وَطَعامُهُ) قال أبو بكر وعمر رضى الله عنهما : هو ما نبذه ميتا. وقال سعيد بن المسيب : ما لحه. وقال النخعى : ما نبذه ومالحه (٢). (مَتاعاً لَكُمْ) للمقيمين (وَلِلسَّيَّارَةِ) المسافرين.

٩٧ ـ (قِياماً لِلنَّاسِ) أى قواما لدينهم ودنياهم. والدين باق ما دامت تحج (٣) ، والمتوجه إليها آمن ، والمعاش عندها واقع.

(وَالشَّهْرَ الْحَرامَ) المراد به الأشهر الحرم ما كانوا يأتون فيها ، فذلك قوامهم ، وكذلك إذا أهدى الرجل هديا ، أو قلد بعيرا أمن ، فهذه الأشياء كانت عصمة للناس بما جعل الله فى صدورهم من تعظيمها ، ذلك الذى جعل الله من المصالح ، ليعلموا أن الله يعلم الخبيث الحرام والطيب الحلال (٤).

١٠١ ـ (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) كانوا يكثرون الأسئلة ، فقام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما فقال : «سلونى فلا تسألونى عن شىء فى مقامى هذا إلا بينته لكم. فقام ابن حذافة فقال : من أبى؟ فقال : حذافة. وقام آخر فقال : أين أبى؟ فقال : فى النار. فقام عمر فقال : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا. وبمحمد نبيا ، أنا حديث عهد بجاهلية ، والله أعلم من آباؤنا فسكن غضبه ، ونزلت هذه الآية» (٥).

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٨٨) ، وزاد المسير (٢ / ٤٢٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣١٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٠٠).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٢١) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٤٦) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٤١) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٢٧) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣١٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٠١).

(٣) انظر : زاد المسير (٢ / ٣٠٢).

(٤) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٣٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٢٥).

(٥) انظر : البخارى التفسير ـ سورة المائدة ، باب ١٢ ج (٥ / ١٩٠) ، ومسلم الفضائل حديث (٢٣٥٩) ، وما بعده ، ولباب النقول للسيوطى (٨٩) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٣٤).

٨٩

(حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ) المعنى : إن نزل فيها حكم لم تعرفوا ظاهره شرح لكم. (عَفَا اللهُ عَنْها) يعنى الأشياء فلم يذكرها. وقيل : عن المسألة فلم يؤاخذ بها.

١٠٢ ـ (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ) قال مقاتل : كان بنو إسرائيل يسألون أنبياءهم عن أشياء فإذا أخبروهم لم يصدقوهم (١).

١٠٣ ـ (ما جَعَلَ اللهُ) أى ما أمر به ولا أوجبه. (والبحيرة) الناقة تلد خمسة أبطن ، فإذا كان الخامس أنثى شقوا أذنها وحرمت على النساء. (والسائبة) من الأنعام : كانوا يسيبونها فلا يركبون لها ظهرا ، ولا يحلبون لها لبنا.

(والوصيلة) الشاة تلد سبعة أبطن ، فإذا كان السابع ذكرا وأنثى قالوا : وصلت أخاها فلا تذبح ، وتكون منافعها للرجال دون النساء ، فإن ماتت اشترك فيها الرجال والنساء.

(والحامى) الفحل ينتج من ظهره عشرة أبطن ، فيقولون : قد حمى ظهره ، فيسيبونه لأصنامهم فلا يحمل عليه (٢). (وافتراؤهم عليه) قولهم : إن الله أمرنا بذلك.

١٠٤ ـ (أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ) المعنى : أيتبعونهم فى خطئهم.

١٠٦ ـ قوله تعالى : (شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) قال ابن عباس : كان تميم الدارى وعدى بن بداء ـ وكانا نصرانيين يختلفان إلى مكة ، فصحبهما رجل من بنى سهم ، فمات وليس عنده مسلم ، فأوصى إليهما بتركته ، فقدما بها على أهله وكتما جاما من فضة ، فاستحلفهما النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما كتما ، وخلى سبيلهما. ثم

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ٥٥) ، وزاد المسير (٢ / ٤٣٦) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٣٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٠٦).

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٤٧ ، ١٤٨) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٣٤ ، ٢٣٥) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٥٧) ، وما بعدها ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٩١ ، ٤٩٣) ، وزاد المسير (٢ / ٤٣٦ ـ ٤٤٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٣٥ ـ ٣٣٨) ، وجامع الأصول (٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨) ، والدر المنثور (٢ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨).

٩٠

وجد الجام عند قوم بمكة ، فقالوا : ابتعناه من تميم وعدى ، فقام أولياء السهمى فأخذوا الجام ، وحلف رجلان منهم بالله أن هذا جام صاحبنا ، وشهادتنا أحق من شهادتهما ، فنزلت هذه الآية والتى بعدها (١). ومعنى الآية : ليشهدكم عند الموت ذوا عدل منكم ، أى من المسلمين (أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) يعنى من أهل الذمة عند فقد المسلمين (إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) أى سافرتم. و (الصَّلاةِ) صلاة العصر. وهو وقت يعظمه أهل الأديان. و (ارْتَبْتُمْ) بمعنى شككتم فى شهادتهما ، فإن حلفا مضت شهادتهما.

١٠٧ ـ (فَإِنْ عُثِرَ) أى ظهر (عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) بحنثهما فى اليمين (فَآخَرانِ) أى قام فى اليمين مقامهما آخران من قرابة الميت (٢). (الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ) أى منهم (الْأَوَّلِينَ) وهما الوليان يقال : هذا الأولى بفلان ، ثم يحذف بفلان ، فيقال : هذا الأولى. فيحلفان بالله لقد ظهرنا على خيانة الذميين ، وما اعتدينا عليهما ولشهادتنا أصح لكفرهما وإيماننا.

١٠٨ ـ (ذلِكَ) الذى حكمنا به من رد اليمين (أَدْنى) أى أقرب إلى إتيان أهل الذمة الشهادة على وجهها ، أى على ما كانت ، وأقرب إلى أن يخافوا (أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ) أولياء الميت (بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) فيحلفوا على خيانتهم ، فيفتضحوا ويعزموا فلا يحلفوا كاذبين (وَاتَّقُوا اللهَ) أن تحلفوا كاذبين (وَاسْمَعُوا) الموعظة (٣).

١٠٩ ـ واتقوا (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ. لا عِلْمَ لَنا) إلا ما أنت أعلم به. وقال ابن عباس : إذا زفرت جهنم طاشت عقولهم فقالوا : لا علم لنا ،

__________________

(١) انظر : البخارى ـ الوصايا ـ باب (٣٥) ، ج (٣ / ١٩٨) ، وجامع الأصول (٢ / ١٢٩ ، ١٣٠) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٦٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٤٩٥) ، وزاد المسير (٢ / ٤٤٤) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٤٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١١١) ، ولباب النقول للسيوطى (٩٩) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٤١).

(٢) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٤٩) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٥٨).

(٣) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٥٣).

٩١

فإذا ردت عقولهم نطقوا بحججهم (١).

١١١ ـ (والوحى إلى الحواريين) إلهام. وقد سبق ذكره ، أهمل هاهنا.

١١٢ ـ (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) أى بقدر. وليس هاهنا شك. قال أبو على الفارسى : المعنى هل يفعل ذلك بسؤالك (٢). (قالَ اتَّقُوا اللهَ) أن تسألوا البلاء ، لأنكم إذا لم تؤمنوا عذبتم (٣).

١١٣ ـ (وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) بصدقك. (مِنَ الشَّاهِدِينَ) لله بالقدرة ، ولك بالنبوة.

١١٤ ـ (تَكُونُ لَنا عِيداً) يعنى اليوم الذى نزلت فيه. قال كعب : نزلت يوم الأحد ، ونزلت عليها سمكة مشوية وخمسة أرغفة وتمر وزيتون ورمان ، فصح كل مريض أكل منها ، واستغنى كل فقير ، وكفر قوم فقالوا : هذا سحر فعذبوا بالمسخ ، وقيل : أمروا ألا يخونوا ، ولا يدخروا ، فخانوا وادخروا ، فمسخوا ، وهو العذاب المذكور فى الآية (٤).

١١٦ ـ قوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) هذا التوبيخ لمن ادعى على عيسى ذلك (٥). ولما قالوا : إن مريم ولدت إلها لزمهم أن يقولوا : هى بمنزلة من ولدته ، فذلك معنى قوله : (إِلهَيْنِ) اثنين.

١١٨ ـ (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ) المعنى : ولو فعلت ذلك ـ ولست فاعلا لموتهم على الكفر ـ فلا اعتراض عليك.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ٨١) ، وزاد المسير (٢ / ٤٥٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٤٥).

(٢) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٥٦).

(٣) انظر : زاد المسير (٢ / ٤٥٧) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٦٤).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ٨٦) ، وزاد المسير (٢ / ٤٥٨) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٦٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١١٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٤٦).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٤٥) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٨٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٠٣) ، وزاد المسير (٢ / ٤٦٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٧٤).

٩٢

سورة الأنعام

١ ـ (بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) أى يجعلون له عديلا من الحجارة (١).

٢ ـ (ثُمَّ قَضى أَجَلاً) وهو أجل الحياة إلى الموت. (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) وهو الأجل بعد الموت إلى البعث. (تَمْتَرُونَ) تشكون فى الوحدانية (٢).

٣ ـ (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ) أى هو المعبود فى السموات (وَفِي الْأَرْضِ.)

٥ ـ (أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) الأنباء : الأخبار. والمعنى : سيعلمون عاقبة استهزائهم.

٦ ـ (والقرن) مقدار التوسط فى أعمار ذلك الزمان (٣). و (السَّماءَ) المطر. و (مِدْراراً) كثيرة الدر.

٨ ـ (لَقُضِيَ الْأَمْرُ) والمعنى : لو عاينوا الملك ولم يؤمنوا هلكوا.

٩ ـ (لَجَعَلْناهُ رَجُلاً) أى فى صورة رجل (وَلَلَبَسْنا) أى : ولخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكوا ولا يدرون ، أملك هو أم آدمى (٤).

١٠ ـ (فَحاقَ) أحاط ونزل. (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وهو العذاب.

١٣ ـ (وَلَهُ ما سَكَنَ) أى : وما تحرك ، فاختصر (٥).

١٤ ـ (فاطِرِ) خالق.

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٠٨) ، وزاد المسير (٣ / ٢) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٨٧).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ٩٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٠٩) ، وزاد المسير (٣ / ٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٨٩) ، والمفردات ـ مرى (٧٠٨).

(٣) انظر : زاد المسير (٣ / ٥) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٥١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٩١) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٦ / ٦٥) ، والمفردات ـ قرن (٦٠٥).

(٤) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٥٢) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٩٧) ، وزاد المسير (٣ / ٨) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٩٣).

(٥) انظر : زاد المسير (٣ / ١٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٩٦).

٩٣

١٩ ـ (أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) أى أعظم. فإذا أجابوك ، وإلا فقل (اللهُ) والمعنى : قد شهد لك بنبوتك (١). (وَمَنْ بَلَغَ) المعنى : ومن بلغ إليه القرآن ، فأنا نذير له (٢).

٢٠ ـ (يَعْرِفُونَهُ) يعنى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٣ ـ (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) أى بليتهم التى ألزمتهم الحجة وزادتهم لائمة. ووجه فتنتهم بهذا أنهم كذبوا فيما قد كانوا يعرفونه من الشرك (٣).

٢٤ ـ (وَضَلَّ عَنْهُمْ) أى ذهب عنهم ما كانوا يدعون أن الأصنام شركاء وشفعاء.

٢٥ ـ (الأكنة) جمع كنان ، وهو الغطاء. (والوقر) ثقل السمع. (أَساطِيرُ) ما سطر من أخبار الأولين وكذبهم.

٢٦ ـ (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) كان أبو طالب ينهى عن أذاه ، وينأى عن الإيمان به (٤).

٢٨ ـ (بَلْ بَدا لَهُمْ) بنطق الجوارح (ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) بألسنتهم (٥).

٣٠ ـ (أَلَيْسَ هذا) البعث (بِالْحَقِّ.)

٣١ ـ (فَرَّطْنا فِيها) أى فى الدنيا.

٣٣ ـ (لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ) يعنى الكفر بالله والتكذيب بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ١٠٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥١٣) ، وزاد المسير (٣ / ١٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٩٩) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٠).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٢٩) ، وتفسير الطبرى (/ ١٠٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥١٤) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٩٩).

(٣) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ٥١٥) ، وزاد المسير (٣ / ١٦).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ١٠٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥١٧) ، وزاد المسير (٣ / ٢٠) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤٠٥) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٠).

(٥) انظر : زاد المسير (٣ / ٢٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤١٠).

٩٤

(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) بحجة ، وإنما هو عناد (١).

٣٤ ـ (وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ) أى لحكم كلماته ، وقد حكم بقوله :

(لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)(٢).

٣٥ ـ (والنفق) السرب (والسلّم) المصعد (٣).

٣٦ ـ (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ) أى يجيبك الذين (يَسْمَعُونَ) سماع قبول ، (وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ) أى لا يستجيبون حتى يبعثهم الله ، فضربهم مثلا للكفار (٤).

٣٧ ـ و (لَوْ لا) أى هلا. وأرادوا بالآية مثل آيات الأنبياء.

٣٨ ـ (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) أى بعضها يفقه عن بعض ، بما ركب فيها ، فلذلك ركبت الأفهام فى المشركين ليتدبروا الحجج (٥). (ما فَرَّطْنا) أى ما تركنا من شىء ، إلا وقد بيناه فى القرآن ، والمراد بالشىء : الذى يحتاج إلى معرفته ، وذلك مبين فى القرآن : إما نصا ، وإما مجملا ، وإما دلالة (٦).

٤٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ) أخبرونى (٧).

٤٢ ـ (إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ) المعنى : أرسلنا إليهم رسلا فخافوهم.

(فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ) وهى الفقر (وَالضَّرَّاءِ) نقص الأموال والأنفس (٨).

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٣١) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١١٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥١٩) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤١٦).

(٢) انظر : زاد المسير (٣ / ٣١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤١٧) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٣٠).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٣) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٦٧) ، والقاموس ـ نفق ، سلم.

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٢١) ، وزاد المسير (٣ / ٣٣).

(٥) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٣٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤١٩).

(٦) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٥) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤٢٠).

(٧) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٣٣) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧).

(٨) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٨) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤٢٤).

٩٥

(ذُكِّرُوا) وعظوا به. (والمبلس) الساكت المتحيل (١).

٤٥ ـ (ودابرهم) الذى يتخلف فى أدبارهم. والمعنى : استؤصلوا (٢).

٥٣ ـ (فَتَنَّا بَعْضَهُمْ) ابتلينا الغنى بالفقير. (لِيَقُولُوا) يعنى الكبراء (أَهؤُلاءِ) يعنون الفقراء (مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا) بالهدى (٣).

٥٩ ـ (مَفاتِحُ الْغَيْبِ) قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هن خمس : لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام ، إلا الله ، ولا يعلم ما فى غد إلا الله ، ولا تعلم نفس بأى أرض تموت ، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله» (٤).

٦٠ ـ (جَرَحْتُمْ) كسبتم (٥). (ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ) يوقظكم (فِيهِ) فى النهار. (لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى) أى لتبلغوا الأجل المسمى لانقطاع حياتكم.

٦٣ ـ (ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) شدائدهما.

٦٥ ـ (أَوْ يَلْبِسَكُمْ) يخلط أمركم حتى تكونوا (شِيَعاً) أى فرقا مختلفين (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) أى يقتل بعضكم بيد البعض (٦).

٦٧ ـ (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) أى خبر يخبر الله به وقت يقع فيه.

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٤) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٢٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤٢٦) ، والمفردات ـ بلس (٧٧).

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٤) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٢٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤١) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٤٢٧).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ١٣١) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٢٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤٧) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٣٥).

(٤) انظر : صحيح البخارى ـ كتاب التفسير ـ الأنعام باب (١ ـ ٥ / ١٩٣) ، وزاد المسير (٣ / ٥٣) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٣٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٥).

(٥) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٤) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٣٧) ، وزاد المسير (٣ / ٥٥) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٥) ، والمفردات ـ جرح (١٢٣).

(٦) انظر : البخارى ـ التفسير سورة الأنعام ـ (٥ / ١٩٣) ، وجامع الأصول (٢ / ١١٣) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٤٢) ، وزاد المسير (٣ / ٥٩) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٩) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٧).

٩٦

٦٨ ـ (يَخُوضُونَ فِي آياتِنا) بالتكذيب والاستهزاء (١). (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ) المعنى : تقعد معهم ناسيا نهينا ، فقم إذا ذكرت.

٦٩ ـ (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ) الشرك من حساب الخائضين شىء.

(وَلكِنْ ذِكْرى) أى عليهم أن يذكروهم (٢).

٧٠ ـ (اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً) وهم اليهود والنصارى. (وَذَكِّرْ بِهِ) أى عظ بالقرآن. (أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ) أى لئلا تبسل ، أى تسلم إلى الهلكة (٣).

٧١ ـ (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) أى نرجع إلى الكفر ، فنكون (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) أى هوت به وذهبت فضل فى الأرض فى حال حيرته. و (لَهُ أَصْحابٌ) على الطريق يدعونه : هلم إلينا وهو يأبى (٤).

٧٣ ـ (وَيَوْمَ يَقُولُ) أى : اذكر يوم يقول لذلك اليوم (كُنْ) وهو يوم القيامة. و (الصُّورِ) قرن ينفخ فيه. (وَالشَّهادَةِ) ما يشهده الخلق.

٧٤ ـ (آزَرَ) لقب أبى إبراهيم ، واسمه «تارخ» (٥).

٧٥ ـ (وَكَذلِكَ) أى وكما أريناه البصيرة فى دينه نريه (مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أى ملكها (٦).

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٥) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٤٨) ، وزاد المسير (٣ / ٦٢).

(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٨٦) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٤٩) ، وزاد المسير (٣ / ٦٣) ، وتفسير القرطبى (٧ / ١٥).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٥) ، وزاد المسير (٣ / ٦٥) ، وتفسير القرطبى ، وفسره الراغب فى المفردات ـ بسل (٦١) ، بأن تحرم الثواب.

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ١٥٢) ، وزاد المسير (٣ / ٦٦) ، وتفسير القرطبى (٧ / ١٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٤٥).

(٥) وانظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٢٨٨) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٢٧١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٢٢) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٣) ، والمفردات ـ أزر (١٨) ، والمعرب للجواليقى (٧٦).

(٦) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٦) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٦٠) ، وزاد المسير (٣ / ٧١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٢٣).

٩٧

٧٦ ـ (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) ستره. (قالَ هذا رَبِّي) أى فى زعمكم (١). (أَفَلَ) غاب.

٧٩ ـ (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي) أى جعلت قصدى.

٨٠ ـ (وَحاجَّهُ) جادله. (وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ) أى أصنامكم (إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً) فله أخاف.

٨١ ـ (وَكَيْفَ أَخافُ) أصنامكم العاجزة ، وأنتم لا تخافون القادر. (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُ) بأن يأمن العذاب : الموحد أم المشرك؟ ثم بين الأحق بقوله :

٨٢ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا) يخلطوا (بِظُلْمٍ) بشرك (٢).

٨٣ ـ (وَتِلْكَ حُجَّتُنا) ما جرى بينه وبين قومه من الاستدلال على حدوث الكواكب والقمر والشمس (٣).

٨٤ ـ (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) يعنى نوحا (٤).

٨٧ ـ (وَاجْتَبَيْناهُمْ) أى اصطفيناهم.

٨٨ ـ (وَلَوْ أَشْرَكُوا) يعنى الأنبياء.

٨٩ ـ (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها) أى بالآيات. (هؤُلاءِ) وهم كفار مكة (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها) أى بالآيات. (قَوْماً) وهم المهاجرون والأنصار (٥).

٩١ ـ (وَما قَدَرُوا اللهَ) أى عظموه ، وهم أهل الكتاب. (تَجْعَلُونَهُ

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ١٦٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٣٩) ، وزاد المسير (٣ / ٧٤) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٢٥).

(٢) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ١٤٠) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٦٧) ، وزاد المسير (٣ / ٧٧) ، تفسير القرطبى (٧ / ٣٠).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٤١) ، وزاد المسير (٣ / ٧٨) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٧٨).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٤٢٢) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٧٢) ، وزاد المسير (٣ / ٧٩) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٨١).

(٥) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٤٢) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٧٤) ، وزاد المسير (٣ / ٨١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٤).

٩٨

قَراطِيسَ) أى فى قراطيس (١).

٩٢ ـ (أُمَّ الْقُرى) مكة. (يُؤْمِنُونَ بِهِ) أى بالقرآن.

٩٣ ـ (سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ) أى سأقول. وهذا جواب لقولهم : (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا)(٢). (باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) لقبض أرواحهم (٣). (الْهُونِ) الهوان.

٩٤ ـ (أَنَّهُمْ فِيكُمْ) أى عندكم (شُرَكاءُ. بَيْنَكُمْ) وصلكم (٤). فالذى يزعمون : شفاعة آلهتهم.

٩٦ ـ (الْإِصْباحِ) والصبح واحد ، قاله الزجاج (٥). (سَكَناً) أى تسكنون فيه سكون راحة. (الحسبان) الحساب ، فهما يجريان بحساب ، ويرجعان إلى زيادة ونقصان (٦).

٩٨ ـ (فَمُسْتَقَرٌّ) فى الأرحام (وَمُسْتَوْدَعٌ) فى الأصلاب (٧).

__________________

(١) انظر : التبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (١ / ٢٥٢) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٢٧٧) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٧٨) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٨).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٧ / ١٨١) ، وزاد المسير (٣ / ٨٦) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤٠) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٣).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٤٥) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٨٣) ، وزاد المسير (٣ / ٨٧) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤١).

(٤) انظر : السبعة لابن مجاهد (٢٦٣) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤٤٠) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٣٤٥) ، وتفسير الطبرى (٧ / ٣٤٥) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٨٥) ، وزاد المسير (٣ / ٨٩) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٢٤٣) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ١٨٢).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٣٠١) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٨٧) ، وزاد المسير (٣ / ٩٠) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤٤).

(٦) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٧) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٨٨) ، وزاد المسير (٣ / ٩١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤٥).

(٧) معانى القرآن للفراء (١ / ٣٤٧) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٥٧؟) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٣٠١) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٩٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٤٨) ، وزاد المسير (٣ / ٩٢).

٩٩

٩٩ ـ (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ) أى من النبات. (حَبًّا مُتَراكِباً) كالسنبل. (والقنوان) عذوق النخل (١). (مُشْتَبِهاً) فى المنظر (وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) فى الطعم. (وَيَنْعِهِ) نضجه وبلوغه.

١٠٠ ـ (وَجَعَلُوا لِلَّهِ) أى وصفوا لله (شُرَكاءَ الْجِنَ) أى جعلوا الجن شركاء ، قال قتادة : قالوا الملائكة بنات الله. (وَخَلَقَهُمْ) أى الله خلق الجن ، فكيف يكون شريكه مخلوقا (٢)!.

(وَخَرَقُوا) أى اختلقوا (لَهُ بَنِينَ) كقول اليهود : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) وقول النصارى : (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) وقول مشركى العرب : الملائكة بنات الله.

١٠٣ ـ (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) أى لا تحيط به.

١٠٤ ـ (قَدْ جاءَكُمْ) أى قد جاءكم القرآن الذى فيه البيان.

١٠٥ ـ (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) أى ذاكرت أهل الكتاب (٣).

١٠٨ ـ (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) وهى الأصنام ، فيسبوا من أمركم ، فيعود ذلك إلى الله تعالى. (عَدْواً) أى ظلما.

١٠٩ ـ (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها) من كسر الألف فالخطاب (بما يشعركم) للمشركين ، والمعنى : وما يدريكم إنكم تؤمنون إذا جاءت ، و (إنها) مكسورة على الاستئناف والإخبار عن حالها. ومن فتح الألف فالخطاب (بما يشعركم) للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، و (أنها) بمعنى (لعلها) وقال الفراء (لا) صلة (٤).

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٧) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٣٠٢) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٩٤) ، وزاد المسير (٣ / ٩٤) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤٨) ، والمفردات ـ قنو (٦٢٥).

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٥٧) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٣٠٤) ، وتفسير الطبرى (٧ / ١٩٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (١ / ٥٤٩) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٥٢).

(٣) انظر : السبعة لابن مجاهد (٢٦٤) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤٤٣) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٣٤٩) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٣٠٧) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ١٩٧).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٥٠) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٣١٠) ،

١٠٠