تذكرة الأريب في تفسير الغريب

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]

تذكرة الأريب في تفسير الغريب

المؤلف:

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]


المحقق: طارق فتحي السيّد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4583-5
الصفحات: ٤٨٠

٦٠ ـ (الفقراء) (١) أمس حاجة من المساكين. (والعاملون) الجباة للصدقة ، يعطون منها أجورهم ، وليس بزكاة. (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قوم كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتألفهم على الإسلام بما يعطيهم ، وحكمهم باق خلافا لأبى حنيفة والشافعى. (وَفِي الرِّقابِ) قد ذكرته فى «البقرة». (وَالْغارِمِينَ) الذين لزمهم الدين ، فلا يجدون القضاء.

(وَفِي سَبِيلِ اللهِ) يعنى الغزاة والمرابطين. ويجوز أن يعطى الأغنياء منهم والفقراء. قال أبو حنيفة : لا يعطى إلا الفقراء (٢).

(وَابْنِ السَّبِيلِ) المسافر المنقطع به ، وإن كان له مال فى بلده.

٦١ ـ (هُوَ أُذُنٌ) أى يقبل كل ما قيل له. (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) أى أذن خير ، لا أذن شر ، يسمع الخير فيعمل به ، ولا يعمل بالشر إذا سمعه (٣).

(يُؤْمِنُ بِاللهِ) يصدق الله ويصدق المؤمنين ، والباء واللام زائدتان (٤).

٦٣ ـ (مَنْ يُحادِدِ اللهَ) يخالف.

٦٤ ـ (يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ) هذا إخبار عن حالهم. وقيل : أمر لهم بالحذر (٥). (مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ) أى مظهر ما تسرون.

٦٥ ـ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) كان جماعة من المنافقين يستهزءون برسول الله

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٠٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٤٦) ، وزاد المسير (٣ / ٤٥٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٦٧) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٦٤).

(٢) انظر : رأى الإمام أبى حنيفة وحججه ، ومصادره فى فقه الزكاة (٢ / ٦٣٥).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٤) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٨٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٢٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٤٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٩٢).

(٤) انظر : معانى القرآن للأخفش (٢ / ٣٣٣) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٤) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٦) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٩٣).

(٥) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٤٩) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٩٥).

١٤١

صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا بلغه فسألهم اعتذروا وقالوا : (إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ) فنزلت الآيات. والمعنى : ولئن سألتهم ـ أى عما كانوا فيه من الاستهزاء (١). (نَخُوضُ) أى نلهو بالحديث.

٦٦ ـ (قَدْ كَفَرْتُمْ) أى قد ظهر كفركم. (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) بالتوفيق للتوبة (نُعَذِّبْ طائِفَةً)(٢) بترك التوبة.

٦٧ ـ (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) عن الإنفاق فى سبيل الله. (نَسُوا اللهَ) أى تركوا أمره فتركهم من رحمته.

٦٩ ـ (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) أى بنصيبهم من الآخرة فى الدنيا (٣).

(وَخُضْتُمْ) فى الطعن على الدين (كَالَّذِي) أى كما (خاضُوا.)

٧٠ ـ (وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ) يعنى نمرود (٤). (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) قوم لوط ، ائتفكت : أى انقلبت (٥).

٧٢ ـ (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) أى خلد.

٧٣ ـ (جاهِدِ الْكُفَّارَ) بالسيف (وَالْمُنافِقِينَ) باللسان ، (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) بالانتهار والنظر بعين البغض (٦).

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١١٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٩٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٦٧) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٩).

(٢) انظر : السبعة لابن مجاهد (٣١٦) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥٠٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ٦٧).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٦) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩٠) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٧).

(٤) انظر : زاد المسير (٣ / ٤٦٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٠٢) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٦٨).

(٥) انظر : زاد المسير (٣ / ٤٦٨) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٦٨) ، ومجاز القرآن (١ / ٢٦٣) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩٠) ، والمفردات ـ أفك.

(٦) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٢٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٥٢) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٠٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٧١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٥٨).

١٤٢

٧٤ ـ و (كَلِمَةَ الْكُفْرِ) سبهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وطعنهم فى الدين (١).

(وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) كانوا قد هموا بقتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (وَما نَقَمُوا) أى ليس ينقمون شيئا ، وكانوا قبل قدوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة فى ضنك ، فلما قدم غنموا وصارت لهم الأموال (٢).

٧٥ ـ (وَمِنْهُمْ) يعنى المنافقين (مَنْ عاهَدَ اللهَ) وهو ثعلبة بن حاطب (٣).

٧٦ ـ (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) عن عهدهم.

٧٨ ـ (وَنَجْواهُمْ) حديثهم بينهم.

٧٩ ـ (الْمُطَّوِّعِينَ) أى المتطوعين. (والجهد) الطاقة. وكان ابن عوف قد جاء بأربعين أوقية من ذهب ، وجاء أنصارى بصاع ، فقالوا : ما جاء ابن عوف بما جاء به إلا رياء ، وإن الله تعالى ورسوله لغنيان عن هذا الصاع (٤). (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) أى جازاهم على فعلهم.

٨١ ـ (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ) يعنى المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك (بِمَقْعَدِهِمْ) أى بقعودهم (خِلافَ رَسُولِ اللهِ) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أى بعده (٥).

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٢٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤٧١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٠٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٥٨).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٦) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٠٧).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٣٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٥٣) ، وزاد المسير (٣ / ٤٧٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٠٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٧٣) ، ولباب النقول للسيوطى (١٢١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٦٠).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٣٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٥٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٧٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢١٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٧٥) ، ولباب النقول للسيوطى (١٢١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٦٣).

(٥) انظر : زاد المسير (٣ / ٤٧٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢١٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٦٥).

١٤٣

٨٢ ـ (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) لفظه لفظ الأمر ومعناه التهديد (١).

٨٣ ـ (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ) أى ردك من تبوك. (فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ) معهم إلى الغزو. (مَعَ الْخالِفِينَ) وهم المتخلفون للعذر.

٨٦ ـ (الطَّوْلِ) الغنى.

٨٧ ـ و (الْخَوالِفِ) النساء. (وَطُبِعَ) ختم.

٨٨ ـ و (الْخَيْراتُ) الفاضلات من كل شىء (٢).

٩٠ ـ (الْمُعَذِّرُونَ) قال أبو عبيدة : هم الذين يعذرون وليسوا بجادين ، وقال ابن الأنبارى : هم المعتذرون بالعذر الصحيح ، وأصلها (المعتذرون) ، يقال : اعتذر : إذا جاء بعذر صحيح ، وإذا لم يأت بعذر (٣).

٩١ ـ (الضُّعَفاءِ) الزمنى والمشايخ الكبار. وإنما شرط النصح ، لأن من تخلف يقصد السعى بالفساد فهو مذموم (٤). (مِنْ سَبِيلٍ) أى من طريق بالعقوبة.

٩٤ ـ (لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) لن نصدقكم. (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) إن تبتم من تخلفكم وعملتم خيرا.

٩٧ ـ (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً) قال ابن عباس : نزلت فى أعراب أسد وغطفان ، وأعراب من حول المدينة ، أخبر أن كفرهم أشد من كفر أهل المدينة ،

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٥٥) ، وزاد المسير (٣ / ٤٧٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢١٦).

(٢) انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (١ / ٢٦٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤٨٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٢٤).

(٣) انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (١ / ٢٦٧) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٧) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩١) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٤٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٨٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٦٦).

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٥٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٨٥).

١٤٤

لأنهم أجفى من أهل الحضر (١). (وَأَجْدَرُ) أى : وأخلق.

٩٨ ـ (مَغْرَماً) أى غرما وخسرا. (وَيَتَرَبَّصُ) ينتظر (بِكُمُ الدَّوائِرَ) وهى دوائر الزمان بالمكروه.

٩٩ ـ (وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ) فى سبيل الله (قُرُباتٍ) وهى جمع قربة : وهى ما يتقرب به العبد من رضا الله. (وَصَلَواتِ الرَّسُولِ) دعاؤه.

١٠٠ ـ (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) وهم الذين صلوا القبلتين من الصحابة (٢).

١٠١ ـ (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ) أى حول المدينة. (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ) منافقون (٣). (مَرَدُوا) أى أصروا (عَلَى النِّفاقِ. سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) فى الدنيا بالنفاق ، وفى القبر بالعذاب (٤). (والعذاب العظيم) جهنم.

١٠٢ ـ (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا) وهم قوم تخلفوا عن تبوك من المؤمنين ، منهم أبو لبابة (٥). (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً) وهو ما سبق لهم من الجهاد (وَآخَرَ) أى بآخر سيىء ، وهو تأخرهم عن الجهاد.

١٠٣ ـ (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً) وهى صدقة بذلوها تطوعا ، ويقال :

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٩) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥١٥) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٨٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٣١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٦٨).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٠) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٠).

(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٥١٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٤٠).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٥٠) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩٢) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥١٧) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦١) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٤١).

(٥) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٢) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٤٢) ، ولباب النقول للسيوطى (١٢٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٧٥) ، وانظر : جامع الأصول (٢ / ١٧١).

١٤٥

الزكاة (١). (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) استغفر لهم. (سَكَنٌ لَهُمْ) أى طمأنينة أن الله قد قبل منهم.

١٠٤ ـ (وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ) أى : يقبلها.

١٠٦ ـ (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ)(٢) نزلت فى كعب بن مالك ، ومرارة ابن الربيع ، وهلال بن أمية ، لم يبالغوا فى الاعتذار كما فعل أبو لبابة وأصحابة (٣).

١٠٧ ـ (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً) لما اتخذ بنو عمرو بن عوف مسجد قباء ، وأتاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلى فيه ، حسدهم إخوتهم بنو غنم ابن عوف ، وكانوا من منافقى الأنصار ، فقالوا : نبنى مسجدا ونرسل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيصلى فيه ، ويصلى فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام ، وكان أبو عامر قد ترهب فى الجاهلية ، فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الشام ، كان يصلي فيه ، ويصلى فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من المدينة عاداه أبو عامر ، فخرج إلى الشام ، فأرسل إلى المنافقين : أعدوا ما استطعتم من قوة وسلاح وابنوا لى مسجدا ، فإنى أذهب إلى قيصر فآتى بجند الروم فأخرج محمدا ، فبنوا مسجدا ، وأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليصلى فيه ، فنزل القرآن ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معن بن عدى ، ومالك بن الدخشم فى آخرين فقال : «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه» (٤).

ومعنى (ضِراراً) للضرار والكفر والتفريق والإصاد ، وأرادوا المضارة

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٣) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٤٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٨٥).

(٢) انظر : الكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥٠٦) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٥٢).

(٣) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٥٢).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٧) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥١٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٩٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٥٣) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٨٧) ، ولباب النقول للسيوطى (١٢٤).

١٤٦

لمسجد قباء ، وأرادوا تفريق جماعة المسلمين الذى يصلون فى مسجد قباء ، وانتظروا مجىء أبى عامر ، وهو الذى حارب الله تعالى ، ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قبل بناء المسجد ، فمات غريبا بالشام.

١٠٨ ـ (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ) يعنى مسجد قباء. (يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) وكانوا يستنجون بالماء. وقيل : من الذنوب (١).

١٠٩ ـ (وشفا الشىء) حرفه. (والجرف) ما يتجرف بالسيول من الأودية. (والهار) الساقط (٢). (فَانْهارَ بِهِ) أى بالبانى. وهذا مثل (٣).

١١٠ ـ (رِيبَةً) أى شكا ونفاقا. (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) أى إلا أن يموتوا.

١١٢ ـ (السَّائِحُونَ) الصائمون (٤).

١١٣ ـ قوله تبارك وتعالى : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) لما مات أبو طالب قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك». فنزلت : (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ) أى من بعد ما بان لهم أنهم ماتوا كفارا (٥).

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٦) ، وزاد المسير (٣ / ٥٠١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٧٨).

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٩٢) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٢١) ، وزاد المسير (٣ / ٥٠٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٦٤).

(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٢٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٧) ، وزاد المسير (٣ / ٥٠٣).

(٤) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٩٣) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٢٤) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٢٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٦٩) ، وزاد المسير (٣ / ٥٠٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٦٩) ، والمفردات ـ ساح (٣٥٩).

(٥) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ١٦٤) ، تفسير الطبرى (١١ / ٣٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧٠) ، وزاد المسير (٣ / ٥٠٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٧٢) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٩٣) ، ولباب النقول للسيوطى (١٢٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٨٢).

١٤٧

١١٤ ـ (وَعَدَها إِيَّاهُ) وعده أن يستغفر له ، ولم يعلم أن الاستغفار للمشركين محظور (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ) بموته على الكفر (١). (والأواه) المتأوه تضرعا وخوفا.

١١٥ ـ (حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) المعنى فلا يتقونه فيستحقون حينئذ الضلال (٢).

١١٧ ـ (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِ) من أذنه للمنافقين فى التخلف. و (ساعَةِ الْعُسْرَةِ) وقت العسرة ، وذلك فى غزاة تبوك ، أصابهم العطش ، واشتد الحر ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجاء المطر (٣).

(يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ)(٤) أى تميل إلى الرجوع للشدة ، لا عن الإيمان (٥).

١١٨ ـ و (الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) هم المرجئون لأمر الله ، قد سميناهم. (بِما رَحُبَتْ) أى مع سعتها. (وَظَنُّوا) أى أيقنوا. (والملجأ) المعتصم من الله وعذابه. (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ) توكيد. (لِيَتُوبُوا) أى ليستقيموا.

١٢٠ ـ (وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ) أى لا يرضوا لها بالخفض والدعة ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الحر والمشقة (٦).

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧١) ، وزاد المسير (٣ / ٥٠٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٧٤).

(٢) انظر : زاد المسير (٣ / ٥١٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٧٧).

(٣) انظر : سيرة ابن هشام (٤ / ١١٨) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٣٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧٢) ، وزاد المسير (٣ / ٥١١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٧٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٩٦) ، ولباب النقول للسيوطى (١٢٧).

(٤) انظر : السبعة لابن مجاهد (٣١٩) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥١٠) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٠٩).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٢٦) ، وزاد المسير (٣ / ٥١٢).

(٦) انظر : زاد المسير (٣ / ٥١٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٩٠) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٩٢).

١٤٨

(ذلِكَ) النهى عن التخلف (بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ) أى عطش (وَلا نَصَبٌ) أى تعب ، (وَلا مَخْمَصَةٌ) أى مجاعة (١). (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً) أسرا أو قتلا أو هزيمة. والمعنى أنه يثيبهم على جميع ذلك.

١٢١ ـ (وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً) مقبلين أو مدبرين (إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ) أى أثبت لهم أجر ذلك.

١٢٢ ـ (فَلَوْ لا) فهلا (نَفَرَ) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ نفروا إليه من بلادهم من كل قبيلة جماعة (٢). (وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ) المتخلفين.

١٢٦ ـ (أَوَلا يَرَوْنَ) يعنى المنافقين. (يُفْتَنُونَ) يبتلون بالغزو. وقيل :

بالمرض.

١٢٧ ـ (هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ) أى إن قمتم من المسجد (٣).

١٢٨ ـ (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) أى شديد عليه ما شق عليكم (والعنت) لقاء الشدة. (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) أن تؤمنوا.

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٩٣) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٢٧) ، وزاد المسير (٣ / ٥١٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٩٠).

(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٢٩) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٥٥) ، وزاد المسير (٣ / ٥٢٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٩٩).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٩٣) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٥٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧٧) ، وزاد المسير (٣ / ٥٢١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٠٢).

١٤٩

سورة يونس

١ ـ (الر) أنا الله أرى (١). (تِلْكَ) أى هذه (٢). (الْحَكِيمِ) المحكم.

٢ ـ (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً) الألف للتوبيخ والإنكار. (قَدَمَ صِدْقٍ) أى ثواب حسن. وإنما أضيف القدم إلى الصدق ، لأن كل شىء أضيف فهو ممدوح ، كقوله تعالى : (مُدْخَلَ صِدْقٍ)(٣) و (مَقْعَدِ صِدْقٍ)(٤).

٣ ـ (إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) أى إلا أن يأذن له. وهذا رد عليهم فى قولهم : الأصنام شفعاؤنا.

٥ ـ (ضِياءً) أى ذات ضياء. (وَقَدَّرَهُ) أى قدر له (٥)(مَنازِلَ) وهى التى ينزل كل ليلة منها منزلا ، وهى النجوم التى تنسب العرب إليها الأنواء ، وهى : الهقعة ، والهنعة ، والثريا ، والبلدة ، والسماك (٦). (إِلَّا بِالْحَقِ) أى للحق.

٧ ـ (لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) لا يخافون البعث.

٩ ـ (يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ) إلى الجنة ثوابا (بِإِيمانِهِمْ.)

١٠ ـ (دَعْواهُمْ) أى دعاؤهم.

١١ ـ (اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) أى : لو عجل للناس إذ دعوا على أنفسهم

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ٥٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧٩) ، وزاد المسير (٤ / ٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٠٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤٠٥) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٩٩).

(٢) انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (١ / ٢٧٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧٩) ، وزاد المسير (٤ / ٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٠٥).

(٣) سورة الإسراء [٨٠].

(٤) سورة القمر [٥٥]. انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (٢٧٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٨٠) ، وزاد المسير (٤ / ٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٠٦).

(٥) انظر : التبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٢٤) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٢٥).

(٦) انظر : زاد المسير (٤ / ٩) ، وتفسير القرطبى (١٥ / ٢٩).

١٥٠

عند الغضب وعلى أهاليهم كما يعجل لهم الخير لهلكوا (١).

١٢ ـ (لِجَنْبِهِ) أى على جنبه (٢). (مَرَّ) أى على ما كان قبل أن يبتلى.

١٣ ـ (ظَلَمُوا) أشركوا. (وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) لمعاندتهم الحق ، جازاهم بالطبع على القلوب.

١٥ ـ (بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا) أى بكلام ليس فيه عيب الأصنام ، والبعث والنشور.

١٦ ـ (وَلا أَدْراكُمْ بِهِ) أى ولا أعلمكم الله به. (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أنه ليس من قبلى ما لا يضرهم إن لم يعبدوه ، ولا ينفعهم إن عبدوه.

١٨ ـ (أَتُنَبِّئُونَ اللهَ) أى أتخبرونه أن له شريكا ، فلا يعلم لنفسه شريكا!.

١٩ ـ (إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً) قد شرحناه فى «البقرة». (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ) أن لكل أمة أجلا (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بنزول العذاب على من كذب.

٢٠ ـ (آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) مثل اليد والعصا. (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ) المعنى : امتناع ذلك غيب لا يعلمه إلا الله تعالى (٣). (فَانْتَظِرُوا) قضاء الله بيننا.

٢١ ـ (رَحْمَةً) أى عافية وسرور. (والضراء) الفقر والبلاء. (والمكر) إضافة النعم إلى غير الله ، كقولهم : مطرنا بنوء كذا. (أَسْرَعُ مَكْراً) أى جزاء على المكر (٤). (إِنَّ رُسُلَنا) يعنى الحفظة.

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٥٨) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩٤) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٦٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٧٣) ، وزاد المسير (٤ / ١١).

(٢) انظر : زاد المسير (٤ / ١٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣١٧) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٢٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٢٩).

(٣) انظر : زاد المسير (٢ / ١٧).

(٤) انظر : زاد المسير (٤ / ١٨).

١٥١

٢٢ ـ (بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) أى لينة. (جاءَتْها) يعنى الفلك. (عاصِفٌ) شديدة. (وَظَنُّوا) أيقنوا. (أُحِيطَ بِهِمْ) دنوا من الهلكة. (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) دون أوثانهم. (مِنَ الشَّاكِرِينَ) الموحدين.

٢٣ ـ (يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ) يدعون إلى الشرك. (عَلى أَنْفُسِكُمْ) أى جناية بغيكم عليكم. (مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) أى ما ينالونه بهذا البغى إنما ينتفعون به فى الدنيا (١).

٢٤ ـ (فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ) أى التف النبات بالمطر وكثر.

(والزخرف) الزينة. (وَظَنَّ أَهْلُها) أيقنوا (٢)(أَنَّهُمْ قادِرُونَ) على ما أنبتته. (أَمْرُنا) قضاؤنا بإهلاكها. (حَصِيداً) لا شىء فيها. (تَغْنَ) تعمر. المعنى أن صاحب الدنيا إذا استتمت سلب بالموت.

٢٥ ـ (دارِ السَّلامِ) ذكرناها فى «الأنعام».

٢٦ ـ (الْحُسْنى) الجنة. (والزيادة) النظر إلى وجهه تعالى (٣). (يَرْهَقُ) يغشى. (والقتر) غبرة معها سواد. (والذلة) الكآبة.

٢٧ ـ (كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) عملوا السيئات. (والعاصم) المانع. (قِطَعاً) جمع قطعة. وقرأ ابن كثير (قِطَعاً) وهو اسم ما قطع (٤).

__________________

(١) انظر : الكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥١٦) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٧١) ، وزاد المسير (٤ / ٢٠) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٤٠).

(٢) انظر : زاد المسير (٤ / ٣٢٧).

(٣) انظر : زاد المسير (٤ / ٢٤) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٦١) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٨٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٣٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤١٤) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣٠٥).

(٤) انظر : السبعة لابن مجاهد (٣٢٥) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥١٧) ، والإقناع (٦٦١) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٦٢) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (١ / ٢٧٨) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩٦) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٧٧) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٥٠).

١٥٢

٢٨ ـ (مَكانَكُمْ) أى انتظروا مكانكم حتى يفصل بينكم (١).

(وَشُرَكاؤُكُمْ) آلهتكم. (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ) فرقنا بينهم وبين آلهتهم (٢). يتبرأ بعضهم من بعض ، وقالت الأصنام : (ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ) لأنه ما كان فينا روح فنعلم بعبادتكم.

٣٠ ـ (تَبْلُوا) تختبر. (وَضَلَ) بطل. (يَفْتَرُونَ) من الآلهة.

٣١ ـ (مِنَ السَّماءِ) المطر (وَالْأَرْضِ) النبات.

٣٣ ـ (حَقَّتْ) وجبت. و (كَلِمَةُ رَبِّكَ) قضاؤه.

٣٥ ـ و (يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) أى إلى الحق. (أَمَّنْ لا يَهِدِّي)(٣) أى يهتدى ، وهو الصنم. المعنى : لا يقدر أن ينتقل من مكانه إلا أن ينقل.

٣٦ ـ (إِلَّا ظَنًّا) أى ما (٤) يستيقنون أنها آلهة.

٣٧ ـ (أَنْ يُفْتَرى) أى ما ينبغى لمثل هذا القرآن أن يختلق ويضاف إلى غير الله. (وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) من الكتب (وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ) الذى كتبه الله على أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والفرائض التى فرضناها عليهم.

٣٩ ـ (بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ) أى يعلم التكذيب به ، لأنهم شاكون فيه.

و (تَأْوِيلُهُ) تصديق ما وعدوا به.

٤٠ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) أى بالقرآن. هذا إخبار عما سبق فى العلم القديم.

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٤ / ٢٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٣٣) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٢٨) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٥١).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٦٢) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١١ / ٧٨) ، وزاد المسير (٤ / ٢٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٣٣).

(٣) انظر : السبعة لابن مجاهد (٣٢٦) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥١٨) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٦٤) ، وزاد المسير (٤ / ٣١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٤١) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٥٦).

(٤) انظر : زاد المسير (٤ / ٣١).

١٥٣

٤١ ـ (لِي عَمَلِي) منسوخ بآية السيف (١).

٤٢ ـ (وَلَوْ كانُوا) بمعنى إذ.

٤٥ ـ (كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا) فى الدنيا. قصر مقدار لبثهم عندهم لهول ما استقبلهم. (يَتَعارَفُونَ) عند خروجهم من القبور (٢).

٤٧ ـ (قُضِيَ بَيْنَهُمْ) بتعجيل الانتقام منهم.

٤٨ ـ (مَتى هذَا الْوَعْدُ) بالعذاب.

٥٠ ـ (بَياتاً) أى بليل.

٥٣ ـ (أَحَقٌّ هُوَ) يعنون البعث والجزاء.

٥٤ ـ (ظَلَمَتْ) أشركت. (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) يعنى الرؤساء ، أخفوها من الأتباع. وقال أبو عبيدة : أسروا : أظهروا (٣).

٥٧ ـ (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) أى دواء لداء الجهل.

٥٨ ـ (بِفَضْلِ اللهِ) الإسلام (وَبِرَحْمَتِهِ) القرآن (٤). (مِمَّا يَجْمَعُونَ) يجمع الكفار من المال.

٥٩ ـ (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً) قد ذكرنا بعض مذاهبهم فيما كانوا يحرمون ويحللون فى «الأنعام» (أَذِنَ لَكُمْ) فى هذا التحليل والتحريم.

٦٠ ـ (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ) فيه (٥) محذوف تقديره : ما ظنهم أن يفعل

__________________

(١) انظر : الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٨١) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٨٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٤٦) ، وناسخ القرآن لابن البارزى (٢٩٣) ، وبصائر ذوى التمييز للفيروزآبادى (١ / ٢٤٠) ، وزاد المسير (٤ / ٣٤).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٠) ، وزاد المسير (٤ / ٣٦).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٦٩) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٨٦).

(٤) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٩٧) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٨٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٢) ، وزاد المسير (٤ / ٤٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٥٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣٠٨).

(٥) انظر : زاد المسير (٤ / ٤٢) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٧٣).

١٥٤

بهم. (لَذُو فَضْلٍ) إذ لم يعجل العقوبة.

٦١ ـ (فِي شَأْنٍ) فى عمل. (وَما تَتْلُوا مِنْهُ) أى من الشأن (مِنْ قُرْآنٍ) وقيل الهاء فى (مِنْهُ) تعود إلى الله تعالى. المعنى : وما تلوت من نازل من الله ، فالخطاب للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمعنى له ولأمته وكذلك قال (وَلا تَعْمَلُونَ)(١). (تُفِيضُونَ) تأخذون. (يَعْزُبُ) يبعد ويغيب (٢). و (مِثْقالِ ذَرَّةٍ) مذكور فى «النساء». (فِي كِتابٍ) وهو اللوح المحفوظ.

٦٤ ـ (الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له (وَفِي الْآخِرَةِ) الجنة (٣).

٦٥ ـ (قَوْلُهُمْ) تكذيبهم. (الْعِزَّةَ) الغلبة.

٦٦ ـ (وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ) المعنى : ما يتبعون شركاء على الحقيقة ، إنما يستعملون الظن. و (يَخْرُصُونَ) يكذبون.

٦٧ ـ (مُبْصِراً) مضيئا.

٦٨ ـ (إِنْ عِنْدَكُمْ) ما عندكم من حجة.

٧١ ـ (كَبُرَ) شق. (مَقامِي) طول مكثى (وَتَذْكِيرِي) وعظى. (تَوَكَّلْتُ) فى نصرتى. (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ) أى أحكموه واعزموا عليه. (وَشُرَكاءَكُمْ) أى وادعوا شركاءكم (٤). (غُمَّةً) أى غما وكربا. (ثُمَ

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ٩٠) ، وزاد المسير (٤ / ٤٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٥٦) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٧٤).

(٢) انظر : مجاز القرآن عبيدة (١ / ٢٧٨) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٩٧) ، وزاد المسير (٤ / ٤٣) ، والمفردات ـ عزب (٤٩٩).

(٣) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ١٧٥) ، وجامع الأصول (٢ / ١٩١) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٩٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٣) ، وزاد المسير (٤ / ٤٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٥٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤٢٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣١١).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٧٣) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ٣٨٦) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٣١) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٧٩) ، وتفسير الطبرى (١١ / ٩٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٦٢).

١٥٥

اقْضُوا) أى افعلوا ما تريدون.

٧٢ ـ (تَوَلَّيْتُمْ) عن الإيمان.

٧٤ ـ (فَما كانُوا) أى اؤلئك الأقوام (لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا) يعنى الذين قبلهم. والمعنى أن المتأخرين مضوا على سنة المتقدمين فى التكذيب. (كَذلِكَ نَطْبَعُ) أى كما طبعنا على قلوب أولئك كذلك نطبع.

٧٦ ، ٧٧ ـ (إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) ثم قررهم فقال : (أَسِحْرٌ هذا.)

٧٨ ـ (تلفتنا) تصرفنا. و (الْكِبْرِياءُ) الملك والشرف.

٨١ ـ (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) المعنى : أى شىء جئتم به؟ أسحر هو؟ قال ابن الأنبارى : هذا تعظيم ما أتوا به ، كما تقول : أخطأ هذا الذى أتيت؟ أى : هو أعظم الشأن فى الخطأ.

٨٣ ـ (ذُرِّيَّةٌ) وهم أولاد الذين أرسل إليهم موسى ، مات آباؤهم لطول الزمان وآمنوا هم. وفى هائه (١) قولان : أحدهما أنها ترجع إلى موسى. والثانى إلى فرعون.

(وَمَلَائِهِمْ) أى ملأ فرعون. وإنما ذكر بلفظ الجمع لأن الملك إذا ذكر ذهب الوهم إليه وإلى من معه ، وقيل : وملأ الذرية (٢).

(أَنْ يَفْتِنَهُمْ) يعنى فرعون. والفتنة : القتل ، وقيل : التعذيب. (لَعالٍ) متطاول.

٨٥ ـ (فِتْنَةً) أى لا تسلطهم علينا فيفتنون بنا ، لظنهم أنهم على الحق.

٨٧ ـ (تَبَوَّءا) اتخذا البيوت مساجد. (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) أى

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٠٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٥) ، وزاد المسير (٤ / ٥٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٦٩) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٨٤).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٧٦) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ٣٩٠) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٣٢) ، وزاد المسير (٤ / ٥٣) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٨٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٦٩).

١٥٦

مساجد. وقيل : المعنى اجعلوا بيوتكم التى فى الشام قبلة لكم فى الصلاة (١).

٨٨ ـ (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) هذه لام العاقبة (٢). (اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) فجعلت حجارة. (وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ) أى اطبع (فَلا يُؤْمِنُوا) قال الفراء : المعنى : اللهم فلا يؤمنوا (٣).

٨٩ ـ (فَاسْتَقِيما) على الرسالة وما أمرتكما به. (الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) فرعون وقومه.

٩٠ ـ (فَأَتْبَعَهُمْ) أى أدركهم. (وَعَدْواً) أى ظلما.

٩٢ ـ (بِبَدَنِكَ) أى بجسدك من غير روح. (لِمَنْ خَلْفَكَ) أى بعدك.

٩٣ ـ (مُبَوَّأَ صِدْقٍ) منزلا كريما ، وهو الشام وبيت المقدس (٤). و (الطَّيِّباتِ) ما أحل لهم. (فَمَا اخْتَلَفُوا) فى تصديق محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) وهو القرآن.

٩٤ ـ (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ) الخطاب له والمعنى لغيره من الشاكين. (يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ) وهم المؤمنون من اليهود والنصارى.

٩٦ ـ (حَقَّتْ) وجبت الكلمة بالسخط.

٩٨ ـ (فَلَوْ لا) أى فهلّا (كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) فى وقت ينفعها إيمانها

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٧٧) ، وتفسير الطبرى (١١ / ١٠٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٦) ، وزاد المسير (٤ / ٥٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٧١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤٢٨) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣١٤).

(٢) انظر : معانى القرآن للأخفش (٣٤٧) ، وتفسير الطبرى (١١ / ١٠٨) ، وزاد المسير (٤ / ٥٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٨٦).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٧٧) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (١ / ٢٨١) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ٣٩١) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٣٣) ، وزاد المسير (٤ / ٥٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٧٥).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١١٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٨) ، وزاد المسير (٤ / ٦٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٨١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٤٣١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣١٦).

١٥٧

(إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) المعنى : لكن قوم يونس. وقيل : الاستثناء متصل ، والمعنى : لم تؤمن قرية فنفعها إيمانها إلا قوم يونس (١). و (الْخِزْيِ) الهوان. (إِلى حِينٍ) آجالهم. وذلك عاينوا العذاب فتابوا صادقين ، فقبل منهم بخلاف من تقدمهم من الأمم ، فإنهم ما ماتوا صادقين. وقيل : بل ذلك خاص لهم. وقيل : بل لكون العذاب ما باشرهم (٢).

٩٩ ـ (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ) منسوخ بآية السيف (٣).

١٠٠ ـ (الرِّجْسَ) العذاب والغضب. (لا يَعْقِلُونَ) أمر الله.

١٠١ ـ (قُلِ انْظُرُوا) أى بالتفكر (ما ذا فِي السَّماواتِ) مما يدل على وحدانية الله. (لا يُؤْمِنُونَ) فى علم الله.

١٠٢ ـ (مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا) مثل وقائع الله فى الأمم قبلهم. (فَانْتَظِرُوا) هلاكى (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) نزول العذاب بكم.

١٠٤ ـ وإنما قال (الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) لأنه يتضمن تهديدهم ، إذ ميعاد عذابهم الوفاة.

١٠٥ ـ (وَأَنْ أَقِمْ) أى وأمرت : أن أقم (وَجْهَكَ) أى أخلص عملك. (والحنيف) المستقيم.

١٠٨ ـ (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) منسوخ بآية السيف. وكذلك الآية التى بعدها (٤).

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٧٩) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٣٩١) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٣٣) ، وزاد المسير (٥ / ٦٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٨٣) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ١٩٢).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٩٩) ، وزاد المسير (٤ / ٦٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٨٤).

(٣) انظر : زاد المسير (٤ / ٦٥) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢٠٨).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٢٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٨٩) ، وبصائر ذوى التمييز للفيروزآبادى (١ / ٢٤٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٨٩) ، وبصائر ذوى التمييز للفيروزآبادى (١ / ٢٤٠).

١٥٨

سورة هود

١ ـ (أُحْكِمَتْ) منعت عن الباطل. (فُصِّلَتْ) أنزلت شيئا بعد شىء (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ) أى من عنده. والمعنى : فصلت بألا تعبدوا.

٣ ـ (إِلى أَجَلٍ) وهو أجل الموت. (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ) من حسنه وخير فضله ، وهو الجنة.

٥ ـ (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) إذا ناجى بعضهم بعضا فى أمر الرسول. (لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) أى من النبى ، وقيل : من الله (١). (يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) أى يتغشونها ويستترون بها. وأخفى ما يكون ابن آدم إذا حنى ظهره واستغشى ثيابه (٢).

٦ ـ (عَلَى اللهِ) فضلا لا وجوبا. وقيل : (على) بمعنى (من) (٣). (والمستقر والمستودع) مذكور فى «الأنعام».

٧ ـ (إِلَّا سِحْرٌ) أى باطل.

٨ ـ (إِلى أُمَّةٍ) أى إلى مجىء أمة وانقراض أخرى. (لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) تكذيبا واستهزاء.

٩ ـ (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ) وهو اسم جنس (٤). (واليئوس) القنوط.

١٠ ـ (ذَهَبَ السَّيِّئاتُ) يعنى الفقر والضراء. وإنما ذم بهذا لأنه لم يعترف لله بالنعم ، ولم يحمده على صرف النقم.

١٢ ـ (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) أى تبلغ بعض الوحى ،

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٢٥) ، وزاد المسير (٤ / ٧٨) ، وتفسير القرطبى (٩ / ٥) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣٢٠).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٢٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٢٠٤) ، وزاد المسير (٤ / ٧٨) ، وتفسير القرطبى (٩ / ٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٣٢١).

(٣) انظر : زاد المسير (٤ / ٧٨) ، وتفسير القرطبى (٩ / ٦).

(٤) انظر : زاد المسير (٤ / ٨٠) ، وتفسير القرطبى (٩ / ١٠).

١٥٩

(وَضائِقٌ) أى ضيق. (أَنْ يَقُولُوا) أى كراهية أن يقولوا (١).

١٣ ـ (افْتَراهُ) أتى به من قبل نفسه.

١٥ ـ (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ) أى جزاء أعمالهم. (وَهُمْ فِيها) أى فى الدنيا ، لا ينقصون من أعمالهم شيئا ، وهذا لمن أراد الدنيا وحدها وجحد البعث. فإن قيل : فقد يكون الكافر مضيقا عليه. قيل : قد بين بقوله : (عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) إن ذلك فى حق من أريد ذلك به.

١٧ ـ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) وهو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (والبينة) القرآن. (وَيَتْلُوهُ) أى ويتلو القرآن (شاهِدٌ) وهو جبريل يتلو القرآن (مِنْهُ) الهاء فى (مِنْهُ) كناية عن ربه (وَمِنْ قَبْلِهِ) الهاء كناية عن القرآن. المعنى : ومن قبل هذا القرآن كان موسى عليه‌السلام دليلا على أمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدقه. والمعنى : أفمن كان كذلك كمن لم يكن فحذف (٢). (أُولئِكَ) يعنى أصحاب نبينا. وقيل : مؤمنو الكتابين. و (الْأَحْزابِ) جميع الملل. (والمرية) الشك.

١٨ ـ (يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) توكيد للانتقام منهم. و (الْأَشْهادُ) الخلائق.

٢٠ ـ (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ) يعنى الرؤساء الصادين عن سبيل الله تعالى. (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) أى لم يقدروا على سماع الحق ، لأن الله حال بينهم وبينه عقابا لهم. وقيل : المعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون سماع الحق (٣).

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٤ / ٨٢) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٣٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ٢٠٧).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (١٢ / ١٠) ، وزاد المسير (٤ / ٨٥) ، وتفسير القرطبى (٩ / ١٦).

(٣) انظر : زاد المسير (٤ / ٩١) ، وتفسير الطبرى (١٢ / ١٥) ، وتفسير القرطبى (٩ / ١٩).

١٦٠