تذكرة الأريب في تفسير الغريب

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]

تذكرة الأريب في تفسير الغريب

المؤلف:

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]


المحقق: طارق فتحي السيّد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4583-5
الصفحات: ٤٨٠

لتؤمنن أو ليقعن عليكم. (وَظَنُّوا) تيقنوا.

١٧٢ ـ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ) لما هبط آدم أخرج الله من ظهره جميع ذريته كالذر فنشرهم بين يديه قبلا وقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) والمعنى : وإذ أخذ ربك من ظهور بنى آدم وأشهدهم على أنفسهم بإقرارهم (أَنْ تَقُولُوا)(١) لئلا يقولوا : إنا كنا عن هذا الميثاق (٢).

فإن قال قائل : فما فينا من يذكر ذلك اليوم ، فالجواب : أن الله تعالى أخبرنا بما جرى على لسان الصادق ، فقام مقام الذكر فصح الاحتجاج.

١٧٣ ـ (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً) أى اتبعنا الآباء.

١٧٥ ـ (الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا) وهو «بلعم» أوتى الاسم الأعظم (فَانْسَلَخَ) أى خرج من العمل بها ، (فَأَتْبَعَهُ) أى أدركه (٣). (مِنَ الْغاوِينَ) يعنى الضالين.

١٧٦ ـ (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ) منزلة هذا الإنسان. (أَخْلَدَ) ركن (إِلَى الْأَرْضِ) يعنى الدنيا.

(إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ) المعنى : إن زجرت هذا الكافر ، يعنى بالموعظة ـ لم ينزجر ، وإن تركته لم يهتد ، كحالتى الكلب ، فى لهثه. وكان «بلعم» قد زجر عن الدعاء على موسى وقومه فى المنام وعلى لسان أتانه فلم ينزجر (٤).

١٧٧ ـ (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ) أى ساء مثل القوم ، فحذف المضاف (٥).

__________________

(١) انظر : السبعة لابن مجاهد (١٩٨) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤٨٣) ، وزاد المسير (٣ / ٢٨٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٢١).

(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣١) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٧٥ ـ ٨١) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٦٩) ، وزاد المسير (٣ / ٢٨٣ ـ ٢٨٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٤).

(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٤) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٩٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٠) ، وزاد المسير (٣ / ٢٨٧) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣١٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٦٤) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٤٥).

(٤) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٢) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٨٨) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٠) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٢٢).

(٥) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٣٣٥) ، ومعانى القرآن للأخفش (٢ / ٣١٥) ،

١٢١

١٧٩ ـ (ذَرَأْنا) خلقنا. (بَلْ هُمْ أَضَلُ) لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها.

١٨٠ ـ (يُلْحِدُونَ) يجورون. قال ابن عباس : جورهم أنهم سموا بأسمائه آلهتهم ، وزادوا فيها ونقصوا ، فاشتقوا اللات من (الله) والعزى من (العزيز) ومناة من (المنان) (١). قال ابن زيد : وهذه منسوخة بآية السيف (٢).

١٨١ ـ (يَهْدُونَ بِالْحَقِ) أى يعملون به (وَ) بالعمل (وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(٣).

١٨٢ ـ (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) أى نأتيهم (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ.)

١٨٣ ـ (وَأُمْلِي لَهُمْ) أؤخرهم. (والكيد المتين) المكر الشديد.

١٨٤ ـ (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) والمعنى : فيعلموا (ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ) أى جنون.

١٨٥ ـ (وَأَنْ عَسى) أى ويتفكروا فى أن عسى (أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)(٤). (بَعْدَهُ) أى بعد القرآن.

١٨٧ ـ (أَيَّانَ مُرْساها) أى متى وقوعها. (يُجَلِّيها) أى يظهرها. (ثَقُلَتْ) أى ثقل وقوعها على أهل السموات والأرض.

(كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) قال مجاهد : كأنك استحفيت السؤال عنها حتى علمتها.

__________________

ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٣) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (١ / ٢٨٩) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٢٥).

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٧٥) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٩١) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٢) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٣) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٢٨).

(٢) انظر : الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٥٢) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٣) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٢٨).

(٣) انظر : زاد المسير (٣ / ٢٩٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٦٩).

(٤) انظر : التبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (١ / ٢٨٩) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٦) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٣٤) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٣٢).

١٢٢

وقال ابن قتيبة : كأنك معنى بطلب علمها (١).

(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) وهم كفار مكة (لا يَعْلَمُونَ) أنها كائنة.

١٨٨ ـ (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ) كالجدب والقحط (لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) للجدب من الخصب (٢).

١٨٩ ـ (تَغَشَّاها) جامعها. (فَمَرَّتْ بِهِ) أى قعدت وقامت ولم يثقلها. (صالِحاً) أى مشابها لها. وخافا أن يكون بهيمة ، وذلك أن إبليس أتى حواء فقال : لعل حملك خنزير أو كلب ، أرأيت إن دعوت الله فجعله إنسانا مثلك ومثل آدم ، أتسمينه باسمى؟ قالت : نعم. فحينئذ دعوا الله ربهما. فلما ولدته جاءها ، قال : أين ما وعدتنى؟ قالت : ما اسمك؟ قال : الحارث ، فسمته عبد الحارث. ورضى آدم بذلك ، فذلك قوله تعالى : (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) أى شريكا. والمعنى : أطاعا إبليس فى الاسم. وقيل : الضمير فى قوله : (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) عائد إلى النفس وزوجه من ولد آدم إلى آدم وحواء ، والذين جعلوا له شركاء الكفار به (٣).

١٩٤ ـ (تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) يعنى الأصنام (عِبادٌ) أى مذللون لأمر الله. (فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) أى فليجيبوكم.

١٩٨ ـ (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ) يعنى الأصنام. وقيل : المشركون. فعلى الأول : (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ) لأن للأصنام أعينا مصنوعة. وعلى الثانى : ينظر المشركون بأعينهم وهم لا يبصرون بقلوبهم (٤).

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٣٩٩) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٧٥) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٥) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٩٥) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٨) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٣٦) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٥).

(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٦) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٩٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٠٠) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٣٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٧٣).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٠) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٧) ، وتفسير الطبرى (٩ ، ٩٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٥) ، وزاد المسير (٣ / ٣٠١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٣٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٧٤) ، وجامع الأصول (٢ / ١٤٢) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٥١).

(٤) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٠٧) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٤٤).

١٢٣

١٩٩ ـ (خُذِ الْعَفْوَ) وهو الميسور من المال. ثم نسخ بالزكاة (١). (والعرف) المعروف. وباقى الآية نسخ بآية السيف (٢).

٢٠٠ ـ (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ) أى يستخفنك منه خفة وغضب وعجلة.

٢٠١ ـ (والطيف) اللمم من الشيطان. وقال مجاهد : الغضب (٣). (تَذَكَّرُوا) أى ذكروا الله عند الاهتمام بالذنب.

٢٠٢ ـ (وَإِخْوانُهُمْ) هذه الآية متقدمة على التى قبلها ، والتقدير : وأعرض عن الجاهلين وإخوان الجاهلين (٤). (يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ) أى يزينونه لهم.

٢٠٣ ـ (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) أى افتعلتها من تلقاء نفسك. (والبصائر) الحجج.

٢٠٥ ـ (والتضرع) الخشوع (والخيفة) الحذر من العقاب. (وَالْآصالِ) العشيات.

٢٠٦ ـ (عِنْدَ رَبِّكَ) يعنى الملائكة (٥).

__________________

(١) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٤٧) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٥٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٠٨) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢٠٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٧٧).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٤٨) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٥٣) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢٠٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٦) ، وناسخ القرآن لابن البارزى (٢٩١) ، وجامع الأصول (٢ / ١٤٣).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٢) ، والسبعة لابن مجاهد (٣٠١) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤٨٦) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٠٦) ، وزاد المسير (٣ / ٣٠٩) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٤٩) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٤٩).

(٤) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٩) ، وزاد المسير (٣ / ٣١٠).

(٥) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٩) ، وزاد المسير (٣ / ٣١٤) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٥٦).

١٢٤

سورة الأنفال

١ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) وهى الغنائم. والمعنى : يسألونك عن حكمها. (لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) أى يحكمان فيها (١). (فَاتَّقُوا اللهَ) بترك الخلاف (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) أى حقيقة وصلكم.

٢ ـ (ذُكِرَ اللهُ) أى ذكرت عظمته.

٥ ـ (كَما أَخْرَجَكَ) المعنى : امض لأمر الله فى الغنائم وإن كرهوا ، كما مضيت فى خروجك من بيتك يوم بدر وهم كارهون (٢).

٦ ـ (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِ) أى فى القتال يوم بدر ، لأنهم خرجوا بلا عدة فكرهوا القتال بالطبع. (بَعْدَ ما تَبَيَّنَ) لهم أنك فى الحق ، أى فى القتال يوم بدر لا تفعل إلا ما تؤمر.

٧ ـ (إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ) أبو سفيان وما معه من المال ، وأبو جهل ومن معه من قريش (٣). (ذاتِ الشَّوْكَةِ) ذات السلاح (٤).

٩ ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ) لما نظر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قلة أصحابه يوم بدر ، جعل يقول : «اللهم أنجز ما وعدتنى» (٥) فنزلت هذه الآية.

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٣) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١١٤) ، وزاد المسير (٣ / ٣١٨) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٦١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٨٢) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٦).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٣) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٢١) ، وزاد المسير (٣ / ٣٢١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٦٧) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٧).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٩ / ١٣٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٨٣) ، وزاد المسير (٣ / ٣٢٢) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٨٧).

(٤) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٧٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٨٤) ، وزاد المسير (٣ / ٣٢٤) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٦٩).

(٥) انظر : الحديث فى صحيح مسلم ـ كتاب الجهاد ـ باب الإمداد بالملائكة فى غزوة بدر (٣ / ١٣٨٣) ، وزاد المسير (٣ / ٣٢٥) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٧٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٨٩) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٧٠).

١٢٥

(مُرْدِفِينَ) وهم المتتابعون. وقرأ نافع بفتح الدال ، أراد : فعل الله ذلك بهم ، أى أردف المسلمين بهم (١).

١٠ ـ (وَما جَعَلَهُ اللهُ) يعنى المدد.

١١ ـ (رِجْزَ الشَّيْطانِ) وساوسه ، لأنه وسوس إليهم : قد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تزعمون أنكم أولياء الله ، فأنزل الله المطر ، فشربوا وتطهروا (٢). (وَلِيَرْبِطَ) أى ليشد (عَلى قُلُوبِكُمْ) بالصبر.

١٢ ـ (فَوْقَ الْأَعْناقِ) يعنى الرءوس. (والبنان) الأطراف ، والمعنى : اضربوا الرءوس والأيدى والأرجل (٣).

١٣ ـ (شَاقُّوا) جانبوا.

١٤ ـ (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ) المعنى : ذوقوا هذا فى الدنيا.

١٥ ـ (والزحف) جماعة يزحفون إلى عدوهم ، أى يدبون.

١٧ ـ (وَما رَمَيْتَ) أخذ النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفا من حصى يوم بدر ، فرمى فى وجوه القوم ، فاشتغلوا بأعينهم ، فنزلت الآية. والمعنى : وما أصبت إذ رميت (٤). (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ) أى لينعم عليهم نعمة عظيمة : النصر.

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٤) ، والسبعة لابن مجاهد (٣٠٤) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤٨٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٨٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٦٥) ، والنشر فى القراآت (٢ / ٢٧٥) ، وزاد المسير (٣ / ٣٢٦).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ٨٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٢٨) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٧٢).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٥) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٣٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٨٨) ، وزاد المسير (٣ / ٣٣٠) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٧٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٩٣).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٦) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٤٩) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٣٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩١) ، وزاد المسير (٣ / ٣٣٢) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٨٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٩٥) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٧).

١٢٦

١٩ ـ (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) أى تستنصروا ، وكان أبو جهل قال : اللهم انصر أينا أحب إليك فنزلت هذه الآية (١).

٢٢ ـ (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِ) نزلت فى المنافقين.

٢٣ ـ (لَأَسْمَعَهُمْ) أى رزقهم الفهم.

٢٤ ـ (لِما يُحْيِيكُمْ) أى يصلح أموركم فى الدارين. (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) أى بين المؤمن والكفر ، وبين الكافر والإيمان (٢).

٢٥ ـ (لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا) والمعنى أنها تصيب الظالم وغيره. وإنما تعدت إلى غير الظالم لأنه ترك الإنكار (٣).

٢٦ ـ (إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) يعنى المهاجرين قبل الهجرة. (والأرض) أرض مكة (والناس) كفار مكة. (فَآواكُمْ) إلى المدينة (وَأَيَّدَكُمْ) قواكم. (الطَّيِّباتِ) الغنائم (٤).

٢٧ ـ (لا تَخُونُوا اللهَ) لما حاصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنى قريظة سألوه أن يصالحهم على ما صالح عليه بنى النضير ، فأبى إلا أن ينزلوا على حكم سعد ابن معاذ. فقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة. وكان أهله وولده عندهم ، فبعثه ، فاستشاروه فى النزول على حكم سعد ، فأشار إلى حلقه أنه الذبح ، فأطاعوه ،

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٦) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٣٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٣٤) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٨٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٩٦) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٨) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٧٥).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٧) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٥٢) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٤٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٤) ، وزاد المسير (٣ / ٣٣٩) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٩٧).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٩ / ١٤٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٤) ، وزاد المسير (٣ / ٣٤٢) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٩٨).

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٥) ، وزاد المسير (٣ / ٣٤٣) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٤).

١٢٧

فكانت خيانة منه ، فنزلت هذه الآية (١). (والأمانات) الفرائض.

٢٨ ـ (والفتنة) الابتلاء. وذكر الأموال والأولاد ههنا لأن أبا لبابة كان له فى بنى قريظة مال وولد.

٢٩ ـ (فُرْقاناً) أى مخرجا.

٣٠ ـ (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ) لما بويع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة العقبة ، وأمر أصحابه أن يلحقوا بالمدينة ، تشاورت قريش فى أمره ، فأشار بعضهم بحبسه فى بيت فذلك قوله : (لِيُثْبِتُوكَ ،) وأشار بعضهم بقتله ، وأشار بعضهم بإخراجه ، فنزلت هذه (٢) الآية.

٣١ ، ٣٢ ـ (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) هذا قول النضر بن الحارث ، قال ابن عباس ، وهو القائل : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ.) وفى الصحيحين من حديث أنس بن مالك أن القائل لذلك أبو جهل.

٣٣ ـ قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ) يعنى المشركين (وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) أى : وفيهم من يستغفر ، أى قد سبق له أنه يؤمن. وقيل : (وَهُمْ)(٣) يرجع إلى المؤمنين الذين بينهم (٤).

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ١٤٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٦) ، وزاد المسير (٣ / ٣٤٣) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠٠) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٨) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٧٨).

(٢) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ١٥١) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٨) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٤٨) ، وزاد المسير (٣ / ٣٤٦) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٧) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠٢) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٩).

(٣) انظر : صحيح البخارى ـ كتاب التفسير ـ سورة الأنفال (٥ / ١٩٩) ، وصحيح مسلم ـ كتاب صفات المنافقين ـ حديث (٢٧٩٦) ، وانظر : تفسير الطبرى (٩ / ١٥٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٤٨) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٧) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٠) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٨٠).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٩ / ١٥٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٩) ، وزاد المسير (٣ / ٣٥٠) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠٥) ، ولباب النقول للسيوطى (١١١).

١٢٨

٣٤ ـ (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنهم وقع التمييز بينهم وبين المؤمنين بالهجرة ، قيل حينئذ : (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) فعذبهم يوم بدر (١).

٣٥ ـ (إِلَّا مُكاءً) وهو الصفير (وَتَصْدِيَةً) وهو التصفيق. والمعنى : أنهم جعلوا هذا مكان الصلاة (٢).

٣٦ ـ (يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) نزلت فى المطعمين ببدر (٣).

٣٧ ـ (لِيَمِيزَ) اللام متعلقة بقوله : (إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)(٤).

و (الْخَبِيثَ) الكافر ، و (الطَّيِّبِ) المؤمن (٥). (فَيَرْكُمَهُ) فيجعل بعضهم على بعض.

٣٨ ـ (سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) فى نصر الأولياء وتعذيب الأعداء.

٣٩ ـ (فِتْنَةٌ) أى شرك.

٤١ ـ (لِلَّهِ خُمُسَهُ) أربعة أخماس الغنيمة للمحاربين ، والخمس الخامس مقسوم على خمسة أسهم : سهم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يصرف الآن فى المصالح ، وسهم لذوى القربى وهم بنو هاشم وبنو المطلب ، ويستحقونه بالقرابة لا بالفقر خلافا لأبى حنيفة ، وسهم لليتامى ، وسهم للمساكين ، وسهم لأبناء السبيل. وإنما قيل : (لِلَّهِ خُمُسَهُ) لأنه هو المتصرف فيه (٦).

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٥١) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٩٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠٥).

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٧٩) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٥٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٩٩) ، وزاد المسير (٣ / ٣٥٢) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤٠٠).

(٣) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٥٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٠١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠٧) ، ولباب النقول للسيوطى (١١١).

(٤) انظر : زاد المسير (٢ / ٣٥٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٩٣).

(٥) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٥٦) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٤٠١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠٧).

(٦) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٠٣) ، وزاد المسير (٣ / ٣٥٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٠١).

١٢٩

(وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ) يوم بدر ، فرق فيه بين الحق والباطل. والذى أنزل على عبده يومئذ : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) نزلت حين اختلفوا فيها (١).

٤٢ ـ (العدوة) جانب الوادى. و (الدنيا) تأنيث الأدنى. (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ) أى مكانا أسفل منكم (٢).

(وَلَوْ تَواعَدْتُمْ) على الاجتماع على هيئة ما اجتمعتم فى المكان (لَاخْتَلَفْتُمْ) بتقدم أو تأخر. (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً) وهو إعزاز الإسلام وإذلال الشرك.

٤٣ ـ (فِي مَنامِكَ) رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى منامه أن المشركين قبل لقائهم فى قلة ، فأخبر أصحابه بذلك ، فكان ذلك تثبيتا لهم (٣). (لَفَشِلْتُمْ) لجبنتم (وَلَتَنازَعْتُمْ) أى لاختلفتم فى حربهم.

٤٣ ـ (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ) قال ابن مسعود : قلوا فى أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبى : أتراهم سبعين؟ فقال : أراهم مائة (٤). وإنما قلل المؤمنين فى أعين الكفار ليقدم الكفار عليهم ، فيبين النصر بوجود القتال.

٤٦ ـ (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أى صولتكم وقوتكم.

٤٧ ـ (خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً) يعنى أبا جهل ومن كان معه (٥).

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٠٥) ، وزاد المسير (٣ / ٣٦١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٠).

(٢) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٣٤٧) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤١١) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٦٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢١).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٠٦) ، وزاد المسير (٣ / ٣٦٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٢) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣١٥).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٠) ، وزاد المسير (٣ / ٣٦٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٢) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣١٥) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٨٩).

(٥) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٠٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٦٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣١٧).

١٣٠

٤٨ ـ (وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ) تصور الشيطان فى صورة سراقة ، فشجع المشركين ، وكان بينهم وبين بنى كنانة حرب ، فقال : أنا جار لكم ، أى مجير منهم. (نَكَصَ) رجع لما رأى الملائكة ، خاف أن تقوم القيامة فنسى إنظاره.

٤٩ ـ (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) من أهل المدينة (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قوم أسلموا بمكة فأخرجهم المشركون كرها معهم ، فلما رأوا قلة المسلمين ارتابوا وقالوا : (غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ)(١).

٥٢ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) أى كعادتهم. والمعنى : كذب هؤلاء كما كذب أولئك (٢).

٥٦ ـ (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ) عاهده يهود بنى قريظة ألا يحاربوه فغدروا (٣).

٥٧ ـ (فَإِمَّا) أى فإن (تَثْقَفَنَّهُمْ) أى تظفرن بهم. (فَشَرِّدْ بِهِمْ) أى افعل بهم فعلا من العقوبة يتفرق به من وراءهم (٤).

٥٨ ـ (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ) أى فألق إليهم نقضك العهد. أى : لتكون وإياهم فى العلم بالنقض سواء (٥).

٥٩ ـ (سَبَقُوا) أى فاتوا ، وهم المنهزمون يوم بدر (٦).

٦٠ ـ (مِنْ قُوَّةٍ) وهى النبل. وقيل : السلاح. (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ)

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٠٨) ، وزاد المسير (٣ / ٣٦٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٢٧).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤١٣) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٦٥) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٠).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٨) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣١).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤١٤) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٨٠) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٩) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣١).

(٥) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٨٠) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١٠) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣١).

(٦) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٢٠) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٤).

١٣١

وهو ربطها واقتناؤها للغزو. (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ) وهم المنافقون. وقيل : اليهود (١).

٦١ ـ و (جَنَحُوا) أى مالوا (لِلسَّلْمِ) وهو الصلح. وهذا منسوخ بآية السيف (٢).

٦٤ ـ (حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ) أى وحسب من اتبعك (٣).

٦٥ ـ (يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر. والمعنى : يقاتلوا مائتين ، ثم نسخ هذا بقوله تعالى :

٦٦ ـ (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ) ففرض على الرجل أن يثبت لرجلين ، فإن زادوا جاز له الفرار (٤).

٦٧ ـ (حَتَّى يُثْخِنَ) أى يبالغ فى قتل أعدائه. وكانوا أشاروا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأخذ الفدية يوم بدر فنزلت الآية (٥).

__________________

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١١) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٣٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٢١).

(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٥) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٥٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٢٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١١) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٦) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢٠٧) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٢٢).

(٣) انظر : تفسير القرآن للماوردى (١ / ١١١) ، ومعانى القرآن للفراء (١ / ٤١٧) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٦٨) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٣٥١) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٠).

(٤) انظر : البخارى التفسير ـ سورة الأنفال ـ باب (٦ ـ ٥ / ٢٠٠) ، والناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٥) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (١٥٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٢٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٨) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢٠٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٤٤) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٣) ، وبصائر ذوى التمييز للفيروزآبادى (١ / ٢٢٤).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٧٠) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٣٠) ، وتفسير القرآن

١٣٢

٦٨ ـ (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) أى سيحل لكم الغنائم (لَمَسَّكُمْ) فيما تعجلتم يوم بدر من المغانم والفداء (عَذابٌ)(١).

٦٩ ـ (فَكُلُوا) المعنى : قد أحللت لكم الفداء فكلوا.

٧٠ ـ (فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً) أى إسلاما وصدقا (٢). (يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) من الفداء.

٧١ ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا) يعنى الأسرى (خِيانَتَكَ) بالكفر بعد الإسلام (فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) بالكفر (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ) المعنى : إن خانوك أمكنتك منهم كما أمكنتك يوم بدر.

٧٢ ـ (وَالَّذِينَ آوَوْا) يعنى الأنصار. (أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) فى النصرة. وقيل : فى الميراث. وكان المؤمن الذى لم يهاجر لا يرث قريبه المهاجر. وذلك معنى قوله : (ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) ثم نسخت بقوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ)(٣).

__________________

للماوردى (٢ / ١١٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٤٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٢٥) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٤) ، وجامع الأصول (٢ / ١٤٩) ، والفتح الربانى (١٨ / ١٥٢).

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٨٠) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٣٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٨١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٥٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٨٦).

(٢) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٨٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٥٣) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٢٦) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٤).

(٣) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٥٧) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٢٦٣) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٣٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٨٥) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٣٠٧) ، وجامع الأصول (٢ / ١٥٠) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٥) ، وبصائر ذوى التمييز للفيروزآبادى (١ / ٢٢٤).

١٣٣

سورة التوبة

١ ـ المراد بقوله : (بَراءَةٌ) قطع الموالاة والعصمة والأمان.

٢ ـ (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ) أى انطلقوا آمنين من مكروه يقع بكم.

وهذا الأمان لم يكن له أمان ولا عهد. قال مجاهد : أول هذه الأشهر يوم النحر ، وآخرها العاشر من ربيع الآخر (١).

٣ ـ (وَأَذانٌ) إعلام. و (يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) يوم عرفة ، وقيل : يوم النحر (٢).

٤ ـ (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وهم بنو ضمرة ، وكان بينهم وبين النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مدة ، فأمر أن يفى لهم إذا لم يخش غدرهم (٣).

٥ ـ (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) التى جعلت لسياحة المشركين. وسميت حرما لتحريم دمائهم فيها ، (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) يعنى من لم يكن له عهد.

(وَخُذُوهُمْ) ائسروهم. (وَاحْصُرُوهُمْ) احبسوهم. (كُلَّ مَرْصَدٍ) أى على كل مرصد (٤).

٦ ـ (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الذين أمرتك بقتلهم (اسْتَجارَكَ)

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٢٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٩٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٦٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٣١).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٤٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١١٨) ، وزاد المسير (٣ / ٣٩٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٦٩) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٣٣٢) ، وجامع الأصول (٢ / ١٥٦).

(٣) انظر : زاد المسير (٣ / ٣٩٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٧١).

(٤) انظر : معانى القرآن للأخفش (٢ / ٣٢٦) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٧٦) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٣٥٦) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١١) ، وزاد المسير (٣ / ٣٩٨).

١٣٤

استأمنك ، يبتغى أن يسمع القرآن ، وينظر فيما أمر به. (مَأْمَنَهُ) الموضع الذى يأمن فيه (١). (ذلِكَ) الذى أمرناك به من رده إلى مأمنه إذا لم يؤمن ، لأنهم قوم جهلة بخطاب الله.

٧ ـ (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ) يعنى بنى ضمرة.

٨ ـ (كَيْفَ) يكون لهم عهد (وَإِنْ يَظْهَرُوا) أى يظفروا. (لا يَرْقُبُوا) لا يحفظوا (إِلًّا) وهى القرابة (والذمة) العهد (٢).

١٣ ـ (وَهُمْ بَدَؤُكُمْ) بإعانتهم على حلفائكم.

١٦ ـ (الوليجة) البطانة من غير المسلمين ، هى أن يتخذ المسلم دخيلا من المشركين وخليطا (٣).

١٧ ـ (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا) والمعنى : يجب على المسلمين منعهم من ذلك. (شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) أى مقرين عليها (بِالْكُفْرِ) كقول اليهودى : أنا يهودى (٤).

١٩ ـ (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) قال العباس : إن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ، ونسقى الحاج ، ونفك العانى ، فنزلت هذه الآية ، والمعنى : (أجعلتم أهل سقاية الحاج وأهل عمارة المساجد) (٥)؟.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٥٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٩٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٧٧) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٣٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢١٣).

(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٧٨) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٥٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٢١) ، وزاد المسير (٣ / ٤٠١) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٧٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٨).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٨٣) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٦٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٢٣) ، وزاد المسير (٣ / ٤٠٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٨٨) ، والمفردات ـ ولج (٨٣٥).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٦٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٢٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٠٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٨٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٤٠).

(٥) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٨٥) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٦٧) ، وزاد المسير

١٣٥

٢٤ ـ (اقْتَرَفْتُمُوها) اكتسبتموها. والمعنى : إن كان المقام فى أهاليكم ، وكانت أموالكم وتجارتكم التى تخشون كسادها لفراق بلدكم ـ أحب إليكم من الهجرة ، فأقيموا غير مثابين.

(حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) وهو فتح مكة ، ويسقط فرض الهجرة (١).

٢٥ ـ (وحنين) اسم واد. وكان المسلمون يومئذ اثنى عشر ألفا. فقال سلمة ابن سلامة بن وقش : لن نغلب اليوم من قلة ، فوكلوا إلى كلمته.

(بِما رَحُبَتْ) أى برحبها. والباء بمعنى (فى) (٢).

٢٦ ـ (والسكينة) الأمن والطمأنينة. (وَأَنْزَلَ جُنُوداً) وهم الملائكة ، غير أنها لم تقاتل يومئذ (٣). (وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالقتل والهزيمة.

٢٧ ـ (ثُمَّ يَتُوبُ) أى يوفق من يشاء للتوبة.

٢٨ ـ (نَجَسٌ) أى قذر. والمعنى : ينبغى اجتنابهم كاجتناب الأنجاس. (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) لما قال : (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) شق على المسلمين وقالوا : من يأتينا بطعامنا؟ وكانوا يقدمون بالتجارة ، فنزلت : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) (والعيلة) الفقر (٤).

٢٩ ـ (عَنْ يَدٍ) عن قهر وذل (٥). (والصاغر) الذليل الحقير.

__________________

(٣ / ٤٠٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٩١) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢١٨) ، والفتح الربانى (١٨ / ١٥٩).

(١) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٢٥) ، وزاد المسير (٣ / ٤١٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ٩٦).

(٢) انظر : زاد المسير (٣ / ٤١٤).

(٣) انظر : زاد المسير (٣ / ٤١٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٠١).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٣١) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٧٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٢٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤١٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٠٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٤٦).

(٥) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٨٤) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٨٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٧٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٢٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٢٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١١٥).

١٣٦

٣٠ ـ (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) أى هو قول بالفم لا برهان فيه ، ولا تحته معنى صحيح (١). (يُضاهِؤُنَ)(٢) يشابهون قول من تقدمهم من كفرتهم. (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) من أين يصرفون عن الحق.

٣١ ـ (أَرْباباً) أى كالأرباب (٣). (وَالْمَسِيحَ) اتخذوه إلها.

٣٢ ـ (نُورَ اللهِ) القرآن والإسلام.

٣٤ ـ (بِالْباطِلِ) هو أخذه من الجهة المحظورة. وذكر الأكل لأنه معظم المقصود من المال (٤). (وَلا يُنْفِقُونَها) يعنى الكنوز والأموال. وقال ابن عمر : كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز (٥).

٣٥ ـ (يُحْمى عَلَيْها) أى على الأموال. (فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ) أى عذاب ما كنتم (تَكْنِزُونَ.)

٣٦ ـ (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ) نزلت من أجل النسىء الذى كانت العرب تفعله.

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٩٠) ، وزاد المسير (٤٢٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١١٨).

(٢) انظر : السبعة لابن مجاهد (٤ / ٣) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٥٠٢) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٨٤) ، وزاد المسير (٣ / ٤٢٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١١٨) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ٣١) ، وشرح النظم الأوجز لابن مالك (١٢٨).

(٣) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣١) ، معانى القرآن للفراء (١ / ٤٣٣) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٣٠) ، وزاد المسير (٣ / ٤٢٦) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٢٠) ، وجامع الأصول (٢ / ١٦١).

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٢) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٨) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٢٢).

(٥) انظر : صحيح البخارى كتاب الزكاة ـ باب ٤ ـ «ما أدى زكاته فليس بكنز» (٢ / ١١١) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٨٣) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٣) ، وزاد المسير (٣ / ٤٢٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٢٣) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٥٠) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٣٢).

١٣٧

(فِي كِتابِ اللهِ) أى فى اللوح المحفوظ. (أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، وكان القتال محرما فيهن فى بداية الأمر. (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) الحساب الصحيح.

(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَ) أى فى الاثنى عشر شهرا (أَنْفُسَكُمْ) بتحريم حلالها ، وتحليل حرامها.

٣٧ ـ (إِنَّمَا النَّسِيءُ) وهو التأخير. وكانت العرب قد تمسكت من ملة إبراهيم بتحريم الأشهر الأربعة ، فإذا احتاجوا إلى تحليل المحرم للحرب أخروا تحريمه إلى صفر ، ثم يحتاجون إلى صفر كذلك ، حتى يتدافع التحريم إلى الشهور كلها ، فيستدبر التحريم على السنة كلها. فكأنهم يستنسئون الحرام ويستقرضونه. فأعلم الله أن ذلك زيادة فى كفرهم (لِيُواطِؤُا) أى ليوافقوا (عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) ولا يخرجون من تحريم الأربعة الأشهر (١).

٤٠ ـ (إِلَّا تَنْصُرُوهُ) بالنفر معه. (ثانِيَ اثْنَيْنِ) أى فقد نصره الله أحد اثنين ، أى نصره منفردا إلا من أبى بكر (٢). (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) وهو السكون والطمأنينة عليه. قال على وابن عباس : على أبى بكر. وقال مقاتل : على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

(وَأَيَّدَهُ) أى قواه ، يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (بِجُنُودٍ) وهم الملائكة يوم بدر والأحزاب وقيل : حين كان فى الغار ، صرفت الملائكة وجوه الطلب (٤).

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٣٦) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٨٦) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٩٢) ، وزاد المسير (٣ / ٤٣٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٣٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٥٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٣٦).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٣٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٤٣).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٩٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٩) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٤٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٥٨) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٤٥).

(٤) انظر : زاد المسير (٣ / ٤٤١).

١٣٨

٤١ ـ (خِفافاً وَثِقالاً) شيوخا وشبابا (١).

٤٢ ـ (لَوْ كانَ) ما دعوا إليه (عَرَضاً قَرِيباً) أى منفعة قريبة أو كان (وَسَفَراً قاصِداً) أى سهلا (لَاتَّبَعُوكَ) طمعا فى المال. و (الشُّقَّةُ) السفر (٢). (سيحلفون) يعنى المنافقين. (يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ) بالكذب.

٤٣ ـ (لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) لما خرج إلى تبوك أذن لقوم من المنافقين فى التخلف (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) أى حتى تعرف ذوى العذر ممن لا عذر له (٣).

٤٦ ـ (وَقِيلَ اقْعُدُوا) أى ألهموا ذلك.

٤٧ ـ (ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً) المعنى : ما زادوكم قوة ، ولكن أوقعوا بينكم خبالا ، أى شرا (٤) ، (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) أى أسرعوا السير بينكم بالنميمة (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) أى يبغونها لكم (٥). (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) أى عيون ينقلون إليهم أخباركم.

٤٨ ـ (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ) يعنى الشر (مِنْ قَبْلُ) تبوك (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) أى بغوا لك الغوائل. و (الْحَقُ) النصر. و (أَمْرُ اللهِ) الإسلام.

٤٩ ـ (ائْذَنْ لِي) فى القعود عن الجهاد ، وهو الجد بن قيس ، قال له

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٣٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٩٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٩) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٢) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٥٠).

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٨٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٥٤) ، والمفردات ـ شق (٣٨٧).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٩٩) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٥٤) ، ولباب النقول للسيوطى (١١٧).

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٤١) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٠١) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٥٦).

(٥) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٠) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٧) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٥٧).

١٣٩

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (هل لك فى جلاد بنى الأصفر ، لعلك تغنم بعض بنات الصفر) فقال : ائذن لى فأقيم ، (وَلا تَفْتِنِّي) بالنساء (١). (أَلا فِي الْفِتْنَةِ) وهى الكفر.

٥٠ ـ (حَسَنَةٌ) نصر وغنيمة. (مُصِيبَةٌ) قتل وهزيمة. (قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا) أى قد عملنا بالحزم فلم نخرج (٢). (وَهُمْ فَرِحُونَ) بمصائبك.

٥٢ ـ (والحسنيان) النصر والشهادة. (بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ) الموت والصواعق (أَوْ بِأَيْدِينا) وهو القتل.

٥٥ ـ (لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بالمصائب فى الدنيا ، فهى لهم عذاب ، وللمؤمن أجر. (وَتَزْهَقَ) تخرج.

٥٧ ـ (الملجأ) المكان الذى يتحصن فيه. (والمغارات) جمع مغارة ، وهو الموضع الذى يغور فيه الإنسان ، أى يستتر فيه. (والمدخل) قوم يدخلون فى جملتهم. (لَوَلَّوْا إِلَيْهِ) أى إلى أحد الأشياء (٣). (يَجْمَحُونَ) يسرعون.

٥٨ ـ (يَلْمِزُكَ) يعيبك. قال بعض المنافقين : إنما يعطى محمد من يشاء (٤).

٥٩ ـ (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا) جوابه محذوف تقديره : لكان خيرا لهم (٥).

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٤) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٨٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٢٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٤٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٩٢).

(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٠٠) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٠٥) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٥٩).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (١٨٨) ، ومعانى القرآن للزجاج (٢ / ٥٠٣) ، وزاد المسير (٣ / ٤٥٣) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٦٦).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٠٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٤٥) ، وزاد المسير (٣ / ٤٥٤) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٦٦).

(٥) انظر : زاد المسير (٣ / ٤٥٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٦٧) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٥ / ٥٦).

١٤٠