تذكرة الأريب في تفسير الغريب

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]

تذكرة الأريب في تفسير الغريب

المؤلف:

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]


المحقق: طارق فتحي السيّد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4583-5
الصفحات: ٤٨٠

٢٦ ـ (قالَتْ إِحْداهُما) وهى الكبرى ، وإنما قالت (الْقَوِيُ) لرفعه صخرة عظيمة عن البئر وحده ، وإنما قالت (الْأَمِينُ) لأنه أمرها أن تمشى خلفه لئلا يراها (١).

٢٧ ـ (تَأْجُرَنِي) تكون أجيرا لى. (مِنَ الصَّالِحِينَ) فى حسن الصحبة والوفاء.

٢٩ ـ فقضى موسى الأجل التام ، وهل تزوج الكبرى أم الصغرى : فيه قولان. (والجذوة) (٢) قطعة حطب فيها نار.

٣٠ ـ (مِنْ شاطِئِ الْوادِ) جانبه (الْأَيْمَنِ) وهو الذى عن يمين موسى. (مِنَ الشَّجَرَةِ) أى من ناحيتها ، وكانت شجرة العناب ، وقيل : عوسجة (٣).

٣٢ ـ (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ) أى عضدك (مِنَ الرَّهْبِ)(٤) أى من الفرق قال مجاهد : كل من فزع فضم جناحه إليه ذهب عنه الفزع (٥).

(فَذانِكَ) قال الزجاج : التشديد تثنية ذلك ، والتخفيف تثنية ذاك (٦) ، يعنى العصا واليد حجتان ، أرسلت بهاتين إلى فرعون.

٣٤ ـ (والردء) العون.

٣٥ ـ قوله تعالى : (بِآياتِنا) أى تغلبونهم بآياتنا.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٠ / ٤٠) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٢٦) ، وزاد المسير (٦ / ٢١٦) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٢٧٠).

(٢) انظر : السبعة لابن مجاهد (٤٩٣) ، والإقناع (٢ / ٧٢) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١١٦).

(٣) انظر : زاد المسير (٦ / ٢١٨) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٢٨٢).

(٤) انظر : السبعة لابن مجاهد (٤٩٣) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٧٣) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ١٧٣) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١١٨).

(٥) انظر : زاد المسير (٦ / ٢٢٠).

(٦) انظر : السبعة لابن مجاهد (٤٩٣) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٣٨١) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٣٠٦) ، وزاد المسير (٦ / ٢٢٠) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١١٨).

٢٨١

٣٨ ـ (فَأَوْقِدْ لِي) أى اصنع الآجر (١). (والصرح) القصر العالى. (أَطَّلِعُ) أى أشرف على إله موسى ، وإنى لأظن موسى كاذبا فى ادعائه إليها غيرى.

٤٢ ـ (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) أى لعنة أخرى ، (مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) أى المبعدين الملعونين.

٤٤ ـ (بِجانِبِ الْغَرْبِيِ) أى بجانب الجبل الغربى (إِذْ قَضَيْنا) أى أحكمنا الأمر مع موسى بإرساله إلى فرعون وقومه (وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ) لذلك الأمر ، والمعنى : لو لم نوح إليك ما علمت ، فهذا دليل على نبوته.

٤٥ ـ (أَنْشَأْنا قُرُوناً) أى بعد موسى ، فنسوا عهد الله. (وَما كُنْتَ ثاوِياً) أى مقيما بمدين فتعلم خبر موسى وشعيب. (تَتْلُوا) على أهل مكة ذلك ، والمعنى : نحن أخبرناك (٢).

٤٦ ـ (وَلكِنْ رَحْمَةً) أى أوحينا إليك ذلك رحمة (٣).

٤٧ ـ (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ) جواب (لو لا) محذوف ، تقديره : لو لا أنهم يحتجون بترك الإرسال إليهم ، لعاجلناهم بالعقاب.

٤٨ ـ (جاءَهُمُ) يعنى أهل مكة (الْحَقُ) وهو محمد عليه‌السلام والقرآن ، وطلبوا مثل اليد والعصا.

(سِحْرانِ) يعنون موسى ومحمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومن قرأ (سِحْرانِ) عنى

__________________

(١) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (٣٣٣) ، وزاد المسير (٦ / ٢٢٣) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٢٨٨).

(٢) انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١٠٧) ، وزاد المسير (٦ / ٢٢٦) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٢٩٢).

(٣) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكى (٢ / ١٦٣) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٧٨) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٢٣).

٢٨٢

التوراة والقرآن (١).

٥١ ـ (وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) أى أنزلنا القرآن يتبع بعضه بعضا (٢).

٥٢ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يعنى مؤمنيهم (مِنْ قَبْلِهِ) يعنون القرآن ، والمعنى آمنا بكونه ، لأنه ذكره فى كتبنا.

٥٤ ـ (مَرَّتَيْنِ) لصبرهم على الإيمان بكتابهم الأول ، وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥٥ ـ و (اللَّغْوَ) الأذى والسب. (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) أى بيننا المتاركة ، وهذا منسوخ بآية السيف (٣).

٥٧ ـ (نُتَخَطَّفْ) أى تأخذنا العرب لقتلنا من أرض مكة ، لمخالفتنا إياهم.

(آمِناً) أى ذا أمن. والمعنى : أنتم فى الحرم آمنون مع الشرك ، فكيف تخافون مع الإيمان.

٥٨ ـ (بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) أى بطرت فى معيشتها (٤) والبطر : الطغيان فى النعمة. (إِلَّا قَلِيلاً) أى لا يسكنها إلا المسافرون ومار الطريق ساعة أو يوما.

٥٩ ـ (فِي أُمِّها) أى فى أعظمها ، والمراد : مكة. (والرسول) محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) انظر : السبعة لابن مجاهد (٤٩٥) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٧٤) ، وتفسير الطبرى (٢٠ / ٥٣) ، وزاد المسير (٦ / ٢٢٧) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٢٤).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٠٧) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٣٣) ، وزاد المسير (٦ / ٢٢٨).

(٣) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢٠٤) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٣٢٨) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢١٠) ، وزاد المسير (٦ / ٢٣٠) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٢٩٩) ، وناسخ القرآن لابن البارزى (٣٠١).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٠٨) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (٢ / ١٦٣) ، وزاد المسير (٢ / ٣٣٣) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٧٩) ، وتفسير القرطبى (٣ / ٣٠١) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٢٦).

٢٨٣

٦١ ـ (مِنَ الْمُحْضَرِينَ) فى عذاب الله تعالى ، والآية فى المؤمن والكافر (١).

٦٢ ـ (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) أى ينادى الله المشركين ، (أَيْنَ شُرَكائِيَ) فى زعمكم.

٦٣ ـ (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) وهم رؤساء الضلالة : (هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا) يعنى الأتباع. (تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ.)

٦٤ ـ (وَقِيلَ) للكفار (ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) أى استعينوا بآلهتكم لتخلصكم من العذاب. (لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) جوابه محذوف تقديره : ما اتبعوهم.

٦٦ ـ (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) أى عموا عن الحجج ، فلا يسأل بعضهم بعضا عن حجة (٢).

٦٧ ـ (وعسى) من الله واجب.

٦٨ ـ (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (ما) للنفى. والمعنى : ليس لهم أن يختاروا على الله. وفى (الخيرة) ثلاث لغات : فتح الخاء وكسرها مع سكون الياء ، وكسر الخاء مع فتح الياء (٣).

٧٠ ـ (وَلَهُ الْحُكْمُ) وهو الفصل بين الخلق.

٧٣ ـ (لِتَسْكُنُوا فِيهِ) أى فى الليل. (مِنْ فَضْلِهِ) بالمعايش.

٧٥ ـ (شَهِيداً) وهو الرسول ، يشهد على الأمة بالتبليغ. (بُرْهانَكُمْ) أى حجتكم على ما كنتم تعبدون.

٧٦ ـ (مِنْ قَوْمِ مُوسى) أى من عشيرته ، وكان ابن عمه (٤)(فَبَغى) بالكفر.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٠ / ٦٢) ، وزاد المسير (٦ / ٢٣٤) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٠٣) ، ولباب النقول للسيوطى (١٦٦) ،.

(٢) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (٣٣٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٣٤) ، وزاد المسير (٦ / ٢٣٦) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٠٤).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٠٩) ، وتفسير الطبرى (٢٠ / ٦٤) ، وزاد المسير (٦ / ٢٣٧).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٢٠ / ٦٧) ، وزاد المسير (٦ / ٢٣٩) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣١٠) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٣٦).

٢٨٤

(لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) أى تثقلهم وتميلهم (١) ، وفى (العصبة) هاهنا ثلاثة أقوال : أحدها : ما بين الثلاثة إلى العشرة. والثانى : أربعون. والثالث : خمسة عشر (٢). (إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ) أى المؤمنون منهم : (لا تَفْرَحْ) أى لا تبطر.

٧٧ ـ (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) أى تعمل فيها للآخرة.

٧٨ ـ (أُوتِيتُهُ) يعنى المال (عَلى عِلْمٍ) أى على علم الله فى خيرا. (وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) المعنى : يعذبون من غير سؤال.

٨٠ ـ (وَلا يُلَقَّاها) أى يوفق لهذه الكلمة ، وهى (ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ.)

٨١ ـ وإنما خسف بداره ، لأنه لما هلك قال قوم : إنما أهلكه موسى ليأخذ ماله (٣).

٨٢ ـ قوله تعالى : (ويك) (٤) ، قال الفراء : (وَيْكَأَنَ) فى كلام العرب كقول الرجل : أما ترى (٥).

٨٣ ـ (عُلُوًّا) أى بغيا.

٨٥ ـ (فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أى فرض العمل به ، (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) وهو يوم القيامة.

٨٦ ـ (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أى إلا أن ربك رحمك.

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣١٠) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (٢ / ١٦٤).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٣٧) ، وزاد المسير (٦ / ٢٤٠) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣١٢).

(٣) انظر : زاد المسير (٦ / ٢٤٥) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣١٧).

(٤) انظر : الكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٧٦) ، والنشر فى القراآت العشر (٢ / ١٥١).

(٥) انظر : معانى القرآن للفراء (٣١٢) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١١٢) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٣٦) ، وزاد المسير (٦ / ٢٤٦) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٨٠) ، والمسائل السفرية (٧٣).

٢٨٥

سورة العنكبوت

١ ، ٢ ـ (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) أى : أظنوا أن يقنع منهم بقولهم آمنا من غير امتحان يبين إيمانهم.

٣ ـ (فَلَيَعْلَمَنَ) أى ليرين.

٤ ـ (السَّيِّئاتِ) الشرك. (يَسْبِقُونا) يفوتونا.

٥ ـ (يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ) فى [يونس : ٧]. (فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ) يعنى الأجل المضروب للبعث.

٦ ـ (يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) أى ثوابه إليه يرجع.

٧ ـ (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ) أى بأحسن.

١٠ ـ (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ) أى نصيبهم فى الدنيا (كَعَذابِ اللهِ) فى الآخرة ، (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ) أى دولة للمؤمنين (لَيَقُولُنَ) يعنى المنافقين (مَعَكُمْ) أى على دينكم.

١٢ ـ (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) لفظه أمر وتأويله شرط وجزاء ، تقديره : إن اتبعتم سبيلنا حملنا (خَطاياهُمْ) أثقالكم (١).

١٣ ـ (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) أى أوزار نفوسهم ، وأثقال الذين أضلوهم. (وَلَيُسْئَلُنَ) توبيخا وتقريعا. و (الطُّوفانُ) الغرق.

١٥ ـ (وَجَعَلْناها) يعنى السفينة.

١٧ ـ (وَتَخْلُقُونَ) أى تختلقون كذبا.

١٩ ـ (ثُمَّ يُعِيدُهُ) أى وهو ثم يعيده.

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٢٤) ، ومشكل إعراب القرآن لمكى (٢ / ١٦٧) ، وزاد المسير (٦ / ٢٦٠) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٣٠) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٤٤).

٢٨٦

٢٢ ـ (وَلا فِي السَّماءِ) ولو كنتم فى السماء (١).

٢٥ ـ (وَقالَ) يعنى إبراهيم : إنما اتخذتم مودة بينكم (٢) ، المعنى : إنما اتخذتموها لتوادوا بها فى الدنيا ، فتجتمعون عندها وتتلاقون. (يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ) أى يتبرأ القادة من الأتباع.

٢٦ ـ (وَقالَ) يعنى إبراهيم (إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) أى إلى رضاه ، فهاجر من سواد العراق إلى الشام ، فلم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إلا من صلبه (٣).

٢٧ ـ (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ) وهو الثناء الحسن.

٢٩ ـ (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) وكانوا يرمون ابن السبيل بالحجارة. (والنادى) المجلس. و (الْمُنْكَرَ) إتيان الرجال فى مجالسهم (٤).

٣٠ ـ (رَبِّ انْصُرْنِي) أى بتصديق قولى.

٣٤ ـ (رِجْزاً) وهو الحصب والخسف.

٣٥ ـ (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها) أى من الفعلة التى فعلت بهم (آيَةً) وهو الماء الأسود الذى على وجه الأرض (٥).

٣٦ ـ (وَارْجُوا الْيَوْمَ) أى اخشوه.

٣٨ ـ (وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ) أى : ظهر لكم يا أهل مكة (مِنْ مَساكِنِهِمْ) بالحجاز واليمن آية فى هلاكهم (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) أى ذوى بصائر.

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٦ / ٢٦٦) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٣٧).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢٠ / ٩١) ، وزاد المسير (٦ / ٢٦٧) ، والمسائل السفرية (٦٣).

(٣) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٤٧) ، وزاد المسير (٦ / ٢٦٨) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٤٠) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤١١).

(٤) انظر : جامع الأصول (٢ / ٢٩٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٤٧) ، وزاد المسير (٦ / ٢٦٩) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٤٢) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٥٠).

(٥) انظر : زاد المسير (٦ / ٢٧٠) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٤٣).

٢٨٧

٣٩ ـ (وَما كانُوا سابِقِينَ) أى ما كانوا يفوتون الله.

٤١ ـ (أَوْلِياءَ) يعنى الأصنام.

٤٥ ـ (تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) لما يتلى فيها ، (وَلَذِكْرُ اللهِ) لكم (أَكْبَرُ) أكبر من ذكركم له (١).

٤٦ ـ (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وهى الكف عنهم إذا بذلوا الجزية. (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) بالمحاربة والامتناع من الجزية ، فجادلوا هؤلاء بالسيف. وقال أبو هريرة رضى الله عنه : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية للمسلمين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم» (٢).

٤٧ ـ (وَكَذلِكَ) أى وكما أنزلنا عليهم الكتاب (أَنْزَلْنا إِلَيْكَ. وَمِنْ هؤُلاءِ) يعنى من أسلم من أهل مكة.

٤٨ ـ (مِنْ كُتُبٍ) (من) زائدة والمعنى : ما كنت قارئا ولا كاتبا.

٥٠ ـ (آياتٌ مِنْ رَبِّهِ) أى كآيات الأنبياء.

٥٢ ـ (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً) أى يشهد بأنى رسوله ، ويشهد عليكم بالتكذيب ، وشهادة الله بإتيان المعجزة. (بِالْباطِلِ) والباطل : عبادة الشيطان.

٥٣ ـ (أَجَلٌ مُسَمًّى) القيامة.

٥٤ ـ (لَمُحِيطَةٌ) جامعة لهم.

٥٦ ـ (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ) الخطاب لمؤمنى مكة. قيل لهم : المدينة واسعة ، فلا تجاوروا الظلمة.

__________________

(١) انظر : جامع الأصول (٢ / ٢٩٨) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ٣١٧) ، وتفسير الطبرى (٢٠ / ٩٩) ، وزاد المسير (٦ / ٢٧٤) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٤٩).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٤٩) ، وزاد المسير (٦ / ٢٧٦) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٥١) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤١٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٤٧).

٢٨٨

٥٨ ـ (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) أى لننزلنهم.

٦٠ ـ (لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) أى لا تدخره (١).

٦٣ ـ (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) أى على إقرارهم ، لأن إقرارهم أوجب عليهم التوحيد.

٦٤ ـ (لَهِيَ الْحَيَوانُ) أى الحياة (٢).

٦٥ ـ (مُخْلِصِينَ لَهُ) أى أفردوه بالدعاء دون أصنامهم.

٦٦ ـ (لِيَكْفُرُوا) هذا لفظ أمر ومعناه التهدد ، كقوله تعالى : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) [فصلت : ٤٠] ، والمعنى ليجحدوا نعمة الله فى إنجائه إياهم (٣).

٦٧ ـ (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ) أى أن العرب يسبى بعضهم بعضا ، وأهل مكة آمنون. (والباطل) الأصنام ، (ونعمة الله) محمد والإسلام ، وقيل : هى أن آمنهم وأطعمهم.

٦٩ ـ (جاهَدُوا فِينا) أى لأجلنا. (لَنَهْدِيَنَّهُمْ) لنزيدنهم هداية. (لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) بالنصر والعون.

__________________

(١) انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١١٧) ، تفسير الطبرى (٢١ / ٨) ، وزاد المسير (٦ / ٢٨٢) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٥٩) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٢٠).

(٢) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣١٨) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١١٧) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٥٣) ، وزاد المسير (٦ / ٢٨٣) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٦٢).

(٣) انظر : زاد المسير (٦ / ٢٨٥) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣٦٣).

٢٨٩

سورة الروم

١ ـ كان بين فارس والروم حروب ، وكان فارس تعبد الأصنام وتجحد البعث ، والروم نصارى لهم كتاب ونبى ، فكان المسلمون يفرحون إذا نصر أهل الكتاب على أهل الأوثان ، فنصرت فارس مرة ، فشق على المسلمين ، وقال المشركون : لئن قاتلتمونا لننصرن كما نصر إخواننا على إخوانكم ، فنزلت الآية (١).

٢ ـ و (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) أى أقرب أرض الروم إلى فارس ، وهى طرق الشام ، (والبضع) ما بين الثلاث إلى التسع ، فنصرت الروم بعد سبع سنين ، ففرح المؤمنون بذلك.

٦ ـ (وَعْدَ اللهِ) أى وعد بنصر الروم (٢).

٧ ـ (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) وهى المعايش.

٨ ـ (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) المعنى فيعلموا. (بِالْحَقِ) أى للحق ، (وَأَجَلٍ) وهو وقت الجزاء.

٩ ـ (يَسِيرُوا) أى يسافروا. (وَأَثارُوا الْأَرْضَ) قلبوها للزراعة (٣).

(أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) أهل مكة.

١٠ ـ (أَساؤُا) الخلة (السُّواى) وهى العذاب (أَنْ كَذَّبُوا) أى لأن

__________________

(١) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ٢٢٨) ، وجامع الأصول (٢ / ٢٩٨) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ١١) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٥٥) ، وزاد المسير (٦ / ٢٨٥) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٢٢) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٥٠) ، ولباب النقول للسيوطى (١٦٨).

(٢) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكى (٢ / ٧٧) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٨٤) ، وزاد المسير (٦ / ٢٨٩).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (٣٤٠) ، وزاد المسير (٦ / ٢٩٠) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٩).

٢٩٠

كذبوا (١).

١٣ ـ (مِنْ شُرَكائِهِمْ) يعنى الأوثان (شُفَعاءُ) فى القيامة. (كافِرِينَ) يتبرأ بعضهم من بعض.

١٤ ـ (يَتَفَرَّقُونَ) إلى الجنة والنار.

١٥ ـ (يُحْبَرُونَ) ينعمون (٢).

١٧ ـ (فَسُبْحانَ اللهِ) أى فصلوا لله.

١٨ ـ (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) يعنى الظهر.

٢١ ـ (مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) أى خلق حواء من آدم ، (لِتَسْكُنُوا) أى لتأووا.

٢٣ ـ (مَنامُكُمْ) أى نومكم.

٢٧ ـ (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) أى فيما تظنون. (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى) أى الصفة العليا ، وهى أنه لا إله غيره (٣).

٢٨ ـ (هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) أى من عبيدكم (مِنْ شُرَكاءَ) المعنى : هل يشارككم عبيدكم فى أموالكم حتى يساووكم فى التصرف ، فتخافونهم أن ينفردوا بأمر ، ويتصرفوا لكم فى مال كما تخافون الشركاء كالأحرار والأقارب ، والمعنى : إذا لم ترضوا لأنفسكم بهذا ، فلم عدلتم بى من خلقى من هو ملك لى (٤).

٣٠ ـ (فَأَقِمْ وَجْهَكَ) أى أخلص دينك ، (حَنِيفاً) مائلا إلى الدين ،

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٢٢) ، وزاد المسير (٦ / ٢٩١) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٠).

(٢) انظر : مجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١٢٠) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٤٠) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ١٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٥٩) ، وزاد المسير (٦ / ٢٩٣).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٢٥) ، وزاد المسير (٦ / ٢٩٨).

(٤) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٢٥) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٦٥) ، وزاد المسير (٦ / ٢٩٨) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٢٣) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٧٠).

٢٩١

(فِطْرَتَ اللهِ) أى اتبع فطرة الله (١) ، والفطرة : الخليقة التى خلق عليها الخلق ، وهى الإقرار والمعرفة له ، (لا تَبْدِيلَ) لفظه لفظ النفى ومعناه النهى ، أى : لا تبدلوا خلق الله دينه ، ويقال : خصاء البهائم (٢).

٣٣ ـ (ضُرٌّ) وهو القحط ، (والرحمة) المطر.

٣٤ ـ (لِيَكْفُرُوا) قد ذكرناه فى [العنكبوت : ٦٦].

٣٦ ـ (والسيئة) الجوع والقحط. (والفرح) هاهنا البطر الذى لا شكر فيه. (والقنوط) اليأس من فضل الله.

٣٩ ـ و (الْمُضْعِفُونَ) الذين يجدون التضعيف (٣).

٤١ ـ (الْفَسادُ) نقصان البركة ، و (الْبَرِّ) البرية ، (وَالْبَحْرِ) المدائن والقرى ، (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) أى جزاءه ، (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن المعاصى.

٤٣ ـ و (الْقَيِّمِ) المستقيم. (لا مَرَدَّ لَهُ) أى لا يقدر أحد على رد ذلك اليوم ، لأن الله تعالى قضى بكونه.

٤٤ ـ (يَمْهَدُونَ) قال مجاهد : يسوون المضاجع فى القبور (٤).

٤٦ ـ (مُبَشِّراتٍ) بالمطر ، و (رَحْمَتِهِ) الغيث والخصب ، (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) أى بالرياح.

٤٨ ـ وقد سبق ذكر (الكسف) [الإسراء : ٩٢] ، (والودق) [النور : ٤٣] ، والهاء فى (بِهِ) ترجع إلى (الْوَدْقَ.)

__________________

(١) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكى (٢ / ١٧٨) ، والتبيان فى إعراب القرآن للعكبرى (٢ / ١٨٦) ، وزاد المسير (٦ / ٣٠٠) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٧١).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٦٦) ، وزاد المسير (٦ / ٣٠٢) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٣١).

(٣) انظر : غريب القرآن لابن قتيبة (٣٤٢) ، وزاد المسير (٦ / ٣٠٥).

(٤) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٧٠) ، وزاد المسير (٦ / ٣٠٧) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٤٢).

٢٩٢

٤٩ ـ (مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) يعنى المطر ، (مِنْ قَبْلِهِ) هذا تأكيد. (والمبلس) الآيس.

٥٠ ـ و (رَحْمَتِ اللهِ) المطر ، (وآثارها) النبات.

٥١ ـ (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً) أى ريحا مضرة (فَرَأَوْهُ) يعنى النبت (مُصْفَرًّا. يَكْفُرُونَ) يجحدون ما سلف من النعم.

٥٤ ـ (مِنْ ضَعْفٍ) أى من ماء ذى ضعف.

٥٥ ـ (ما لَبِثُوا) أى فى القبور. (كَذلِكَ) أى كما كذبوا فيما حلفوا عليه (كانُوا يُؤْفَكُونَ) أى يعدل بهم عن الصدق فى الدنيا.

٥٦ ـ (فِي كِتابِ اللهِ) أى فى خبر الكتاب.

٥٧ ـ (يُسْتَعْتَبُونَ) يطلب منهم العتبى.

٥٨ ـ (وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ) أى كعصا موسى ويده. (مُبْطِلُونَ) أصحاب باطل.

٦٠ ـ (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ) أى يستفزنك عن دينك (الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) بالبعث والجزاء.

* * *

٢٩٣

سورة لقمان

٦ ـ (لَهْوَ الْحَدِيثِ) الغناء (١) ، (لِيُضِلَ) أى ليصير أمره إلى الضلال (٢).

١٢ ـ (الْحِكْمَةَ) الفهم والعقل ، (أَنِ اشْكُرْ) أى وقلنا له أن اشكر.

١٤ ـ (وَهْنٍ) أى ضعفا ، والمعنى : لزمها بحمله أن يضعف مرة بعد مرة. (وَفِصالُهُ) فطامه ، والمعنى أنه يقع فطامه (فِي عامَيْنِ) وهذا تنبيه على مشقة الوالدة.

١٨ ـ (وَلا تُصَعِّرْ) قال الفراء ، تصعّر وتصاعر لغتان معناهما الإعراض من الكبر (٣).

٣١ ـ (لِكُلِّ صَبَّارٍ) أى صبور على أمر الله.

٣٢ ـ (غَشِيَهُمْ) يعنى الكفار. (والظلل) جمع ظلة ، وقد سبق معنى (مُخْلِصِينَ. مُقْتَصِدٌ) أى مؤمن. (والختار) العذار (٤).

٣٣ ـ و (لا يَجْزِي) يعنى يقضى عنه شيئا من جناياته. و (الْغَرُورُ) الشيطان (٥).

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٣٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٧٦) ، وزاد المسير (٦ / ٣١٦) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٥١).

(٢) انظر : الحجة (٥٦٣) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٥٦) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٨٤).

(٣) انظر : السبعة لابن مجاهد (٥١٣) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٨٨) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٣٢٨) ، وزاد المسير (٦ / ٣٢٢) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٨٨).

(٤) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٣٠) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١٢٩) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٤٥) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٥٤) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٨٠).

(٥) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٣٠) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١٢٩) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٤٥) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٥٥) ، وزاد المسير (٦ / ٣٢٩).

٢٩٤

سورة السجدة

٣ ـ (أَمْ) أى : بل. (افْتَراهُ) من قبل نفسه. (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ) يعنى العرب لم يأتهم نذير قبل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤ ـ (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ) يعنى الكفار ، يقول : ليس لكم من دون عذابه (مِنْ وَلِيٍ) أى قريب يمنعكم فيرد عذابه عنكم ، (وَلا شَفِيعٍ) يشفع لكم.

٥ ـ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يقضى القضاء (مِنَ السَّماءِ) فينزله مع الملائكة (إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ) الملك (إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ) من أيام الدنيا ، فيكون الملك قد قطع فى يوم ، فى نزوله وصعوده مسافة (أَلْفَ سَنَةٍ) من مسيرة الآدمى (١).

٧ ـ (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)(٢) أى أحكمه.

١٠ ـ (ضَلَلْنا) المعنى : صارت عظامنا ولحومنا ترابا كالأرض ، يقال : ضلّ الماء فى اللبن : إذا غلب عليه اللبن فأخفاه (٣). (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) استفهام إنكار.

١١ ـ (وُكِّلَ بِكُمْ) أى بقبض أرواحكم.

١٢ ـ (ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) مطأطئوها حياء وندما.

(رَبَّنا) فيه إضمار : يقولون ، (أَبْصَرْنا) أى علمنا صحة ما كنا نكذب به.

وجواب (وَلَوْ) متروك تقديره : لو رأيت حالهم لرأيت العجب.

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٥٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٩١) ، وزاد المسير (٦ / ٣٣٣) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٨٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٧١).

(٢) انظر : السبعة لابن مجاهد (١٥٦) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٩١) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٣٣٠) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٥٩) ، وزاد المسير (٦ / ٣٣٤) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٩٠) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ١٩٩).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٦١) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٩٣) ، وزاد المسير (٦ / ٣٣٥) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٩١).

٢٩٥

١٣ ـ (حَقَ) وجب ، و (الْقَوْلُ) قوله لإبليس : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) [ص : ٨٥].

١٤ ـ (فَذُوقُوا) أى يقال لهم فى النار : ذوقوا العذاب (بِما نَسِيتُمْ) أى تركتم العمل ل (لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا. إِنَّا نَسِيناكُمْ) تركناكم من الرحمة.

١٦ ـ (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ) ترتفع.

٢١ ـ (مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) ما أصابهم يوم بدر ، و (الْأَكْبَرِ) يوم القيامة (لَعَلَّهُمْ) أى لعل من بقى منهم يتوب (١).

٢٣ ـ (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ) أى من لقاء الأذى كما لقيه موسى ، وقيل : من تلقى موسى كتاب الله بالرضا (٢).

٢٨ ، ٢٩ ـ (الْفَتْحُ) القضاء ، وهو ما فتح يوم بدر ، فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت (٣).

٣٠ ـ (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) منسوخ بآية السيف (٤).

__________________

(١) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٦٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٩٨) ، وزاد المسير (٦ / ٣٤١) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٠١) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٧٨).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٣ / ٢٩٩) ، وزاد المسير (٦ / ٣٤٣) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٠٨).

(٣) انظر : زاد المسير (٦ / ٣٤٤) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١١١).

(٤) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢٠٧) ، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى (٣٣٣) ، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزى (٢١٠) ، وزاد المسير (٦ / ٣٤٦) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١١٢) ، وناسخ القرآن لابن البارزى (٣٠٢).

٢٩٦

سورة الأحزاب

١ ـ (اتَّقِ اللهَ) خطاب له والمراد أمته.

٤ ـ (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ) كان رجل يقال له جميل بن معمر يقول : لى قلبان ، فنزلت الآية (١). (والأدعياء) من يدعونه ولدا وليس بولد.

قوله : (ذلِكُمْ ...)(٢) أى نسب لا حقيقة له.

٥ ـ (فَإِخْوانُكُمْ) أى فليقل أحدكم : يا أخى. (وَمَوالِيكُمْ) أى وبنو عمكم. (فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) أى سهوتم فيه.

٦ ـ (أَوْلى) أحق. (أُمَّهاتُهُمْ) فى تحريم نكاحهن على التأبيد ، ووجوب تعظيمهن.

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) والمعنى أن ذوى القرابات ، بعضهم أولى بميراث بعض من أن يورثوا بالإيمان والهجرة كما كانوا يفعلون قبل النسخ (٣).

(إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا) المعنى : لكن فعلكم (إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) جائز (كانَ ذلِكَ) يعنى نسخ الميراث بالهجرة ، ورده إلى ذوى الأرحام (فِي الْكِتابِ) يعنى اللوح المحفوظ (مَسْطُوراً)(٤).

٧ ـ (مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) على الوفاء بما حمّلوا ، خصّوا بميثاق بعد أن أخذ ميثاق الخلق ، (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) [الأعراف : ١٧٢] ، وخص بالذكر هؤلاء الأنبياء لأنهم أصحاب الكتب والشرائع.

__________________

(١) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ٢٣٣) ، وجامع الأصول (٢ / ٣٠٥) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٧٤) ، وزاد المسير (٦ / ٣٤٩) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٨٠) ، ولباب النقول للسيوطى (١٧١).

(٢) انظر : زاد المسير (٦ / ٣٥٠).

(٣) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٧٧) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٣٠٦) ، وزاد المسير (٦ / ٣٥٤) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٢٤) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٦٨).

(٤) انظر : زاد المسير (٦ / ٣٥٤) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٢٦).

٢٩٧

٩ ـ (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) وهم الأحزاب (١).

١٠ ـ (مِنْ فَوْقِكُمْ) أى فوق الوادى.

(وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) ظن المنافقون أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم والصحابة يهلكون ، وظن المؤمنون أنه ينصره.

١١ ـ (ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) أى اختبروا بالقتال والحصر لتبيين المخلص من المنافق (وَزُلْزِلُوا) أزعجوا وحركوا بالخوف والمرض.

١٢ ـ (والمرض) النفاق.

١٣ ـ (مِنْهُمْ) أى : من المنافقين.

١٣ ـ و (يَثْرِبَ) اسم أرض فى بعض نواحيها المدينة (٢).

(لا مُقامَ)(٣) أى لا مكان (لَكُمْ) تقيمون فيه (فَارْجِعُوا) إلى المدينة ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج بالمسلمين حتى عسكر بسلع ، وجعلوا الخندق بينهم وبين القوم. (عَوْرَةٌ) أى خالية.

١٤ ـ (وَلَوْ دُخِلَتْ) يعنى المدينة ، وقيل : بيوتهم ، (والأقطار) الجوانب. و (الْفِتْنَةَ) الشرك.

(لَآتَوْها) أى لأعطوها (وَما تَلَبَّثُوا) أى وما احتبسوا عن الإجابة إلى الكفر (إِلَّا يَسِيراً.)

١٨ ـ (والمعوقون) المنافقون ، كانوا يثبطون الناس ، وهم (القائلون

__________________

(١) انظر : خبر قصة الأحزاب فى صحيح البخارى ـ المغازى ـ باب (٢٩) الخندق (٥ / ٤٥) ، وسيرة ابن هشام (٣ / ١٢٧) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٨٩) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٣٠٧) ، وزاد المسير (٦ / ٣٥٥) ، وتفسير القرطبى (١٤ / وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٧٠) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٨٤).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٨٦) ، وزاد المسير (٦ / ٣٥٩) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٤٨) ، ومعجم البلدان (٥ / ٤٣٠).

(٣) انظر : السبعة لابن مجاهد (٥٢٠) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٩٥) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ٣٣٦).

٢٩٨

لإخوانهم) : (هَلُمَّ إِلَيْنا) أى : دعوا محمدا.

و (الْبَأْسَ) القتال ، (إِلَّا قَلِيلاً) للرياء والسمعة.

١٩ ـ (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) أى بما تغنمون.

(كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ) لأنهم يخافون القتل ، ومعنى (سَلَقُوكُمْ) آذوكم بالكلام فى الأمن ، (بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) أى سليطة. و (الْخَيْرِ) المال والغنيمة (١).

٢٠ ـ (يَحْسَبُونَ) أى يحسب المنافقون من شدة خوفهم أن (الْأَحْزابَ) بعد انهزامهم (لَمْ يَذْهَبُوا.)

(وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ) أى يرجعوا إليهم كرة ثانية (يَوَدُّوا) لو كانوا فى بادية الأعراب ليعرفوا حالكم بالاستخبار لا بالمشاهدة ، (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) أى يسألونك أخباركم.

٢٢ ـ (هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) وهو قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) [البقرة : ٢١٤](٢).

(وَما زادَهُمْ) ما رأوا (إِلَّا إِيماناً.)

٢٣ ـ (قَضى نَحْبَهُ) أى مات.

٢٤ ـ (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ) وهو أن يميتهم على نفاقهم.

٢٥ ـ و (الَّذِينَ كَفَرُوا) الأحزاب. (خَيْراً) والخير : الظفر.

٢٦ ـ و (الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) بنو قريظة ، (والصياصى) الحصون (٣).

__________________

(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٣ / ٣٣٩) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٩٠) ، وزاد المسير (٦ / ٣٦٦) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٥٣).

(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٣ / ٣١٥) ، وزاد المسير (٦ / ٣٦٨) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٥٧) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٧٤).

(٣) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٣٤٠) ، ومجاز القرآن لأبى عبيدة (٢ / ١٣٦) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٤٩) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٩٥) ، وزاد المسير (٦ / ٣٧٤).

٢٩٩

(فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) وهم المقاتلة ، (وَتَأْسِرُونَ) النساء والذرارى.

٢٧ ـ (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) وهى فارس والروم قول الحسن (١) ، وقال عكرمة : هو ما يظهر عليه المسلمون إلى يوم القيامة (٢).

٢٨ ـ (قُلْ لِأَزْواجِكَ) كن قد سألنه زيادة النفقة فخيرهن (٣). (والمتعة) متعة الطلاق ، (والسراح) الطلاق.

٣٠ ـ (والفاحشة) النشوز وسوء الخلق.

٣١ ـ (والرزق) الجنة.

٣٢ ـ (فَلا تَخْضَعْنَ) أى لا تلن الكلام. (والمرض) الفجور ، والمعنى : لا تقلن قولا يجد به فاجر أو منافق إلى موافقتكم إياه سبيلا. (وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) صحيحا عفيفا.

٣٣ ـ (وَقَرْنَ) قال ابن قتيبة : من كسر أراد الوقار ، ومن فتح جعله من القرار (٤).

(والتبرج) إظهار المحاسن ، (والجاهلية الأولى) كانت بين إدريس ونوح (٥). و (الرِّجْسَ) الإثم.

٣٤ ـ (وَالْحِكْمَةِ) السنة.

__________________

(١) انظر : زاد المسير (٦ / ٣٨٥).

(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٩٨) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٣١٨) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٧٨).

(٣) انظر : الفتح الربانى (١٨ / ١٣٦) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ٩٩) ، وزاد المسير (٦ / ٣٧٦) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٦٢) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٩٤).

(٤) انظر : السبعة لابن مجاهد (٥٢١) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (٢ / ١٩٧) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٥٠) ، وتفسير الطبرى (٢٢ / ٣) ، وزاد المسير (٦ / ٣٧٩) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ٢٣٠).

(٥) انظر : تفسير الطبرى (٢٢ / ٤) ، وتفسير القرآن للماوردى (٣ / ٣٢٣) ، وزاد المسير (٦ / ٣٨٠) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ١٧٩) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٤٨٢) ، والدر المنثور للسيوطى (٥ / ١٩٧).

٣٠٠