امرئ القيس :
فإن تقتلونا نقتلكم
وأمّا : من يقول إن ـ ثم ـ تستعمل في تراخي بعض الأخبار عن بعض ، فلا يستقيم في هذه الآية ولا في قول الشاعر :
إنّ من ساد ثم ساد أبوه
لأنّا نعلم أن الله تعالى ما راخى بين الأخبار في قوله ـ ولقد خلقناكم ، ثم صورناكم ، ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ـ وكذلك قول الشاعر ـ إن من ساد ثم ساد أبوه ـ يعلم أنه لم يقل ـ إن من ساد ثم ـ وقف زمانا طويلا متراخيا ثم قال ـ ساد أبوه ـ وان استعمالها في تراخي الأخبار بعيد في استعمال العرب لأن التراخي الموجود في كلامهم إنما يقع في مداولات الألفاظ لا بين أنفس الألفاظ ، وهذا انما يصح استعماله في مقالات للأخبار فيها تعاقب إن ثبت أنه قول من يعتمد على قوله في هذا الشأن.
التاسع : حرف ـ الباء ـ قال سيبويه : هي للإلصاق والاختلاط والالصاق أضرب. أحدها : حقيقيّ وهو إلصاق جرم بجرم كقولك :ألصقت القوس بالغراء والخشبة بالجدار. والثاني : مجاز إلصاق المعنى بجرم كقولك لطفت بزيد ، ورأفت بعمرو ، فكأنك ألصقت اللطف والرأفة به لتعلقهما به ، وكقولك مررت بزيد ، ولا بد فيه من حذف تقديره مررت بمكان زيد أو بمحل زيد ، وهو من مجازات التشبيه كأنك ألصقت المرور بالمكان.
الثالث : إلصاق المعنى بالمعنى كقوله تعالى : ( أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) أي النفس مقتولة بقتل النفس والعين مفقوءة بفقء العين ، أتى بالباء ليكون المسبب وهو القصاص منسوبا إلى الجناية