القسم الموفى عشرين
التطريز
قال علماء البيان : التطريز هو أن تأتي قبل القافية بسجعات متناسبة ، فيبقى في الابيات أواخر الكلام كالطراز في الثوب .. ومنه قول الشاعر :
أمسي وأصبح من هجرانكم دنفا |
|
يرثي لي المشفقان الأهل والولد |
قد خدّد الدّمع خدّي من تذكركم |
|
وهدّني المضنيان الشوق والكمد |
كأنما مهجتي شلو بمسبعة |
|
ينتابها الضاريان الذئب والاسد |
لم يبق غير خفي الرّوح من جسدي |
|
فدا لك الفانيان الرّوح والجسد |
إني لأحسد في العشاق مصطبرا |
|
وحسبك القاتلان الحبّ والحسد |
قال المصنف عفا الله عنه : هذا النوع استخرجه المتأخرون ، وليس في شعر القدماء شيء منه ، ولا في كلامهم وقد استقريته من الكتاب العزيز واشعار المولدين فوجدته على ثلاثة أقسام. الأول : ما له علمان علم من أوله وعلم من آخره. الثاني : ما له علم من أوله. الثالث :ما له علم من آخره. فأما الذي له علمان فكقوله تعالى : ( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ. وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ