القسم السادس عشر
الاشارة. وتسمى الوحي أيضا. والكلام عليها من وجوه
الاول : في حدها. الثاني : في أقسامها. الثالث : في الفرق بينها وبين الكناية.
أما الاول : فقد قال علماء البيان الاشارة أن تطلق لفظا جليا تريد به معنى خفيا ، وذلك من ملح الكلام ، وجواهر النثر والنظام. ومنه قوله تعالى : ( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ ) أشار بذلك إلى بر الوالدين وترك التعرض اليهما بيسير من الإيلام فضلا عن كثيره. ومنه قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ ) إشارة إلى عفافهن. ومنه قوله تعالى : ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) اشار إلى نساء كرام. ومن هذا النوع فلان طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد إشارة بقوله ـ طويل النجاد ـ إلى تمام خلقته وبقوله ـ رفيع العماد ـ إلى أن بيته مرتفع يعرفه الاضياف والطرّاق وبقوله ـ كثير الرماد ـ إلى كثرة قراه الاضياف .. ويقولون أيضا فلان جبان الكلب مهزول الفصيل أشاروا بقولهم ـ جبان الكلب ـ الى أنه لكثرة طراقه أنست كلابه الطراق وصارت تلوي رقابها وتحرك أذنابها فرحا بهم وأشاروا بقولهم ـ مهزول الفصيل ـ إلى كثرة سقيه الألبان ومداومة حلب مواشيه ، فتقل بذلك ألبانها فيهزل الفصيل بسبب ذلك. الاشارات في القرآن كثيرة خصوصا على ما يراه أرباب الحقائق ، وبعض أرباب هذه الصناعة