القسم الخامس
السهل الممتنع
وهو الذي يظن من سمعه لسهولة ألفاظه ، وعذوبة معانيه أنه قادر على الاتيان بمثله ، فإذا أراد الاتيان بمثله عزّ عليه مثاله ، وامتنع عن طالب معارضته ، فلا يناله والقرآن العظيم كله على هذا المنوال خلا ما فيه من المتشابه والحروف التي في أوائل السور ، فإذا فسرت كانت كذلك. ومنه في السنة كثير .. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ـ تنكح المرأة لجمالها ومالها وحسبها عليك بذات الدين تربت يداك » ـ. وقوله صلى الله عليه وسلم ـ « إياكم وخضراء الدّمن قالوا وما خضراء الدّمن؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السّوء ». وقوله صلى الله عليه وسلم ـ « المعدة بيت الدّاء والحمية رأس كل دواء وعوّدوا كل جسد ما اعتاد » ـ وقوله صلى الله عليه وسلم. ـ » الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ظهورها عزّ وبطونها كنز » ـ. وأما في النثر والنظم فقليل مثاله في النثر قول العماد الكاتب ـ ولو جعل الله حظه من الذهب كحظه من الادب لاستجدى من سعته قارون واستعان بفصاحته هارون ـ .. ومنه في الشعر مثل قول مروان بن أبي حفصة :
بنو مطر يوم اللّقاء كأنّهم |
|
أسود لها من غيل خفان أشبل |
هم يمنعون الجار حتّى كأنّما |
|
لجارهم بين السماكين منزل |
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا |
|
أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا |