القسم الخامس والأربعون
السؤال والجواب
وهو أن يحكى كلاما بقال ، ثم يجيبه بقال أيضا. وهو في القرآن العظيم كثير .. من ذلك قوله تعالى : ( وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) إلى قوله : ( فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ ). ومنه قوله تعالى : ( قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ). وفي الشعر منه كثير من ذلك قول امرئ القيس :
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة |
|
فقالت لك الويلات إنك مرجلي |
فقلت لها سيري وارخي زمامها |
|
ولا تمنعينا من جناك المعلّل |
ومن بديعه قول بعض المتأخرين :
وكاملة الأوصاف وافرة الحيا |
|
إذا افتخرت بالحسن اعجزها المثل |
شكوت إليها ما أجنّ من الجوى |
|
فقالت إذا اشتدّ الجفا عذب الوصل |
فقلت أصمّ العاذلون مسامعي |
|
فقالت إذا صحّ الهوى بطل العذل |