بسم الله الرّحمن الرّحيم
( رب يسر )
قال الشيخ الامام العالم العلامة. الحبر البحر الفهامة. سيد الحفاظ. وفارس المعاني والألفاظ. مفسر القرآن. ذو الفنون البديعة الحسان. أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية رحم الله روحه ، ونوّر ضريحه *
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له. ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا. فهدى بنوره من الضلالة وبصر به من العمى. وأرشد به من الغيّ. وفتح به أعينا عميا. وآذانا صما. وقلوبا غلفا.
( وبعد ) فإن الله تفضل على هذه الأمة أن جعلهم عدولا خيارا ، وجعلهم شهداء في أرضه شهداء على الناس يوم ترى الناس سكارى ، وبعث اليهم أقربهم اليه محبة وإيثارا ، وأعظمهم لديه شرفا ومقدارا ، وأنزل عليه كتابه المجيد ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من