تأكيد ما عبر عنها بالخبر المستقبل ، فإن بالغت في التأكيد تجوزت عنها بالخبر الماضي.
الرابع : التجوز بلفظ الخبر عن الدعاء وهو في القرآن العظيم كثير. من ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم : « يرحم الله أخي لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد » ومن ذلك تشميت العاطس يرحمك الله ، وفي اجابته يهديكم الله ويصلح بالكم .. المعنى اللهم ارحمه اللهم اهدهم.
الخامس : التجوز بلفظ الخبر عن النهي وهو في القرآن كثير. من ذلك قوله تعالى : ( وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ ) معناه ولا تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله. ومنه قوله تعالى : ( لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ ) معناه لا تعبدون الا الله. ومنه قوله تعالى : ( لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ).
السادس : التجوز بلفظ الأمر عن الخبر توكيدا للخبر لأن الامر للايجاب فيشبه الخبر به في ايجابه وهو في القرآن في موضعين قوله تعالى : ( قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) تقديره قل من كان في الضلالة يمدد له الرحمن مدا أو مد له الرحمن مدا. الثاني : ( اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ. )
السابع : التجوز بجواب الشرط عن الأمر وهو في القرآن العظيم كثير. من ذلك قوله تعالى : ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) معناه عند الجمهور فليغلبوا مائتين. ومنه : ( وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً ) معناه فليغلبوا ألفا ومنه : ( فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) معناه فليغلبوا مائتين ( وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ ) معناه فليغلبوا ألفين والمراد به التأكيد ، لأنه خبر تجوز به عن الطلب.