عليك ناصرا إلا الله » (٤٣).
٣ ـ إنه عهد إليه ان يتولى غسله وتكفينه (٤٤) وسائر شئونه حتى يواريه في مقره الأخير.
وثقل حال الامام ، واشتد به النزع ، وقد أخبر أهل بيته أنه في غلس الليل سوف ينتقل الى جنة المأوى ، وقد اغمي عليه ثلاث مرات فلما أفاق قرأ سورة ( الواقعة ) وسورة ( إنا فتحنا ) ثم قال (ع) : « الحمد لله الذي صدقنا وعده ، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين .. » (٤٥).
ثم ارتفعت تلك الروح العظيمة الى بارئها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين ، تحفها ملائكة الرحمن ، وتحفها الطاف الله وتحياته ورضوانه.
لقد سمت روحه الى جنة المأوى بعد أن أضاءت آفاق هذا الكون ، وأشرقت بها عوالم الدنيا ، وذلك بما تركته من سيرة ندية يهتدى بها الحائر ، ويرشد بها الضال.
وقام الامام أبو جعفر بتجهيز جثمان أبيه فغسل جسده الطاهر ، وقد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الأبل من كثرة سجوده لخالقه ، ونظروا الى عاتقه كأنه مبارك الأبل أيضا ، فسألوا الباقر عن ذلك فأخبرهم
__________________
(٤٣) الخصال ( ص ١٨٥ ) الامالي ( ص ١٦١ ).
(٤٤) الخرائج ( ص ٢٠ ).
(٤٥) روضة الكافي.