صوتي جاءني الشيطان فقال : انما ترائي بهذا أهلك والناس ، فقال (ع) : يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين ، تسمع أهلك ، ورجّع بالقرآن صوتك فان الله يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا (١١٠).
القرآن الكريم هو معجزة الاسلام الكبرى « كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. لا ريب فيه هدى للمتقين » وليس فيه أي تناقض في احكامه ولا تناف في آياته ( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) ( وهو يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) ( ولا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) وقد فسر هذه الآية الامام ابو جعفر (ع) قال : « لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ، ولا من قبل الانجيل والزبور ، ولا من خلفه اي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله » وفي رواية عن الصادقين (ع) انه « ليس في أخباره عما مضى باطل ولا في أخباره عما يكون في المستقبل باطل ».
وذم الامام أبو جعفر (ع) المحرفين لكتاب الله ، وهم الذين يؤوّلون آياته حسب اهواءهم ، فقد كتب (ع) في رسالته الى سعد الخير « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يرونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية. » (١١١)
__________________
(١١٠) البيان في تفسير القرآن ( ص ٢١٠ ).
(١١١) الوافي ( ص ٢٧٤ ) آخر كتاب الصلاة.