ومتورعين في مكاسبهم ومتحرجين في أمور دينهم كأشد ما يكون التحرج ليكونوا قدوة لبقية المسلمين بما يحملونه من طاقات اسلامية مشرقة ، تضىء الطريق ، وتهدى الحائر ، وتدلل على واقع أهل البيت (ع) وقد أثر عن الامام الصادق (ع) أنه قال لبعض شيعته بما مضمونه كونوا زينا لنا ، ولا تكونوا شينا علينا ، حتى يقول القائل : رحم الله جعفر ابن محمد قد أدب شيعته ، ورأى الامام موسى بن جعفر (ع) بعض شيعته قد شذ في سلوكه ، وارتكب ما حرم الله ، فوجه (ع) إليه هذه النصيحة الرائعة قائلا له : « إن الحسن من كل احد حسن ، ومنك أحسن ، والقبيح من كل أحد قبيح ومنك أقبح نظرا لاتصالك بنا أهل البيت » (٣٠٧).
أما الامام أبو جعفر (ع) فقد أهتم كأشد ما يكون الاهتمام في تربية الشيعة وتهذيبهم ، وقد وجه لهم النصائح الرفيعة ، والتعاليم الكريمة التي يجب أن يسيروا عليها ، ويقتدوا بها ، وهذا بعض ما أثر عنه.
ان من الواجب على من انتحل مبدأ أهل البيت (ع) أن يأخذ بهذه الوصية الخالدة ويعمل بما تضمنته من بنود مشرقة ليكون مثالا للإنسانية ، وانموذجا يقتدى به ، وهذا نص وصيته :
« يا معشر شيعتنا ، اسمعوا وافهموا وصايانا ، وعهدنا الى اوليائنا ، اصدقوا في حديثكم ، وبروا في ايمانكم لأوليائكم واعدائكم ، وتواسوا باموالكم ، وتحابوا بقلوبكم ، وتصدقوا على فقرائكم ، واجتمعوا على امركم ، ولا تدخلوا غشا ولا خيانة على أحد ، ولا تشكوا بعد اليقين ،
__________________
(٣٠٧) حياة الامام موسى بن جعفر.