قال لمحمد (ص) : ( وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ ) (٢١٧) كما قال في نفس الآية ( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (٢١٨).
وقد تظافرت الاخبار ان علم الأئمة مستمد من علم جدهم الرسول (ص) فقد ورّث (ص) علومه الى وصيه وباب مدينة علمه الامام أمير المؤمنين عليهالسلام وقد ورثها من بعده الأئمة الطاهرون من ابنائه.
واجمع المؤرخون والرواة على أن أئمة اهل البيت (ع) قد أخبروا عن وقوع كثير من الملاحم والاحداث ، وتحققت بعد ذلك على مسرح الحياة ، كما أخبروا عنها ، فقد اخبر الامام أمير المؤمنين (ع) بما سيجري على الصحابي العظيم حجر بن عدي من صنوف القتل والتنكيل من قبل معاوية ، وجرى عليه ذلك ، واخبر (ع) عن حكومة مروان ابن الحكم القصيرة الأمد فقال (ع) : « ليحملن راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه ، وله امرة كلعقة الكلب أنفه » (٢١٩) وأخبر (ع) عن حكومة بني العباس فقد روى المبرد وغيره قال : لما ولد علي بن عبد الله ابن العباس جاء به ابوه الى الامام علي (ع) فقال له : ما سميته؟ فقال عبد الله : أو يجوز لي أن اسميه قبلك؟ فقال (ع) قد سميته باسمي ، وكنيته بكنيتي ، وهو أبو الاملاك (٢٢٠) واخبر (ع) عن مصرع ولده أبي الشهداء الامام الحسين (ع) فقد روى الاصبغ قال :
__________________
(٢١٧) سورة النحل : آية ٨٩.
(٢١٨) نظرية الامامة لدى الاثنى عشرية ( ص ١٤٧ ) نقلا عن الكافي.
(٢١٩) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠.
(٢٢٠) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٥٨.