أي فتحها ووسعها (١٦) وقيل انما لقب بذلك لقوله : « استصرخي الحق وقد حواه الباطل في جوفه ، فبقرت عن خاصرته ، واطلعت الحق من حجبه حتى ظهر وانتشر بعد ما خفى » (١٧) ولكن المشهور والذائع بين المؤرخين هو المعنى الاول دون غيره.
ويجمع المؤرخون والرواة على أن النبي (ص) حمّل الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري تحياته ، الى سبطه الامام الباقر ، وكان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي إليه رسالة جده ، فلما ولد الامام وصار صبيا يافعا التقى به جابر فأدى إليه تحيات النبي (ص) وقد روى المؤرخون ذلك بصور متعددة وهذه بعضها :
١ ـ ما رواه آبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) قال : ان جابر ابن عبد الله الانصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت ، وكان يقعد في مجلس رسول (ص) وهو معتجر (١٨) بعمامة سوداء ، وكان ينادي : يا باقر العلم ، يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : والله ما أهجر ، ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول : إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني الى ما أقول : قال : فبينما جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال : يا غلام اقبل فأقبل ،
__________________
(١٦) مرآة الزمان في تواريخ الاعيان ٥ / ٧٨ من مصورات مكتبة الامام الحكيم.
(١٧) مرآة الزمان في تواريخ الاعيان الجزء الخامس مخطوط.
(١٨) معتجر : وهو وضع العمامة على الرأس.