ألوان الهجاء ، اما سبب هجائه لهم فقد روى المسعودي أنه قصد عبد الله ابن الحسن فطلب منه أن ينشىء شعرا يثير به حفائظ النفوس بين العرب لعل فتنة تحدث فتكون سببا الى زوال دولة الامويين فاستجاب الكميت ، وانطلق ينظم قصائد من الشعر الحماسي الرائع يمجد فيها اليمانيين ، ويذكر مناقبهم ، ويهجو القحطانيين ، ومما قاله :
لنا قمر السماء
وكل نجم |
|
تشير إليه أيدي
المهتدينا |
وجدت الله اذ
سمى نزارا |
|
واسكنهم بمكة
قاطنينا |
لنا جعل المكارم
خالصات |
|
وللناس القفا
ولنا الجبينا |
وأثر شعره فى القلوب تأثيرا عظيما ، حتى ثارت الحفائظ بين القبيلتين ، وشاع البغض والعداء بينهما ، وانتصر للقحطانيين شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي ، واكبر الظن أنه كان بينهما اتفاق سري على ذلك ، فانهما معا من شعراء أهل البيت (ع) وكل منهما قد ضرب الرقم القياسي في الولاء لهم ، ومما قاله دعبل في الرد على الكميت :
افيقي من ملامك
يا ظعينا |
|
كفاك اللوم مر
الأربعينا |
ألم تحزنك أحداث
الليالي |
|
يشيبن الذوائب
والقرونا |
أحي الغر من
سروات قومي |
|
لقد حييت عنا يا
مدينا |
فان يك آل
اسرائيل منكم |
|
وكنتم بالاعاجم
فاخرينا |
الى أن يقول :
وما طلب الكميت
طلاب وتر |
|
ولكنا لنصرتنا
هجينا |
لقد علمت نزار
أن قومي |
|
الى نصر النبوة
فاخرينا |
واخذت كل قبيلة تفتخر على الأخرى وتدلي بمناقبها ومكارمها ، وتنتقص القبيلة الأخرى حتى اتسع العداء بينهما وشمل سكان القرى والبادية ،