ثم قال له : ادبر فادبر ، ثم قال : شمائل رسول الله (ص) والذي نفسي بيده ، يا غلام ما اسمك؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين فجعل يقبل رأسه ، ويقول : بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله (ص) يقرؤك السلام ... قال : فرجع محمد بن علي الى أبيه وهو ذعر فأخبره الخبر ، فقال له : يا بني قد فعلها جابر قال : نعم قال : ألزم بيتك يا بني .. » (١٩).
أما محتويات هذه الرواية فهي.
أ ـ أن شمائل الامام الباقر (ع) وملامحه كانت تضارع شمائل النبي (ص).
ب ـ ان النبي (ص) هو الذي سمى سبطه بمحمد ، واضفى عليه لقب الباقر ، وأنه يبقر العلم بقرا.
ج ـ ان الامام زين العابدين (ع) قد خاف على ولده مما أخبر به جابر عن النبي (ص) في شأنه ، ويعود السبب في ذلك الى أن الحكومة الاموية قد فرضت الرقابة الشديدة على الامام زين العابدين فكانت تحصي عليه انفاسه ، وتتعرف على من يخلفه ويقوم مقامه من بعده لتنكل به فخشى (ع) على ولده من أن يناله الامويون بسوء أو مكروه.
٢ ـ ما رواه ابن عساكر ان الامام زين العابدين (ع) ومعه ولده الباقر دخل على جابر بن عبد الله الانصاري ، فقال له جابر : من معك يا ابن رسول الله؟ قال : معي ابني محمد فاخذه جابر وضمه إليه وبكى ثم قال : اقترب اجلي ، يا محمد ، رسول الله (ص) يقرؤك السلام فسئل وما ذاك؟ فقال : سمعت رسول الله (ص) يقول : للحسين بن علي يولد لابنى هذا ابن يقال له علي بن الحسين ، وهو سيد العابدين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين ، ويولد
__________________
(١٩) أصول الكافي « ١ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ » رجال الكشي ( ص ٢٧ ـ ٢٨ ).