جندب (٢٦٥) كان له عذق (٢٦٦) في حائط لرجل من الانصار ، وكان منزل الانصاري بباب البستان ، وكان سمرة يمر إلى نخلته ولا يستأذن ، فكلمه الانصاري أن يستأذن اذا جاء فأبى سمرة فجاء الانصاري إلى النبي (ص) فشكى إليه ، وأخبره بالخبر ، فأرسل رسول الله (ص) إليه واخبره بقول الانصاري ، وما شكاه ، فقال (ص) : إذا اردت الدخول فاستأذن فأبى ، فلما أبى ساومه حتى بلغ من الثمن ما شاء الله ، فأبى أن يبيعه ، فقال (ص) : لك بها عذق في الجنة ، فأبى أن يقبل ، فقال رسول الله (ص) للأنصاري اذهب فاقلعها وارم بها إليه (٢٦٧) فانه لا ضرر ولا ضرار (٢٦٨).
وقد ذكر الاصوليون مفاد هذا الحديث ، وشرحوا مفردات الفاظه ، وما يترتب عليه من الاحكام.
__________________
(٢٦٥) سمرة بن جندب الصحابي الكذاب كان من سماسرة معاوية واعوانه على نشر الظلم والارهاب ، استعمله زياد بن أبيه واليا على البصرة فأسرف في قتل الابرياء فقتل ـ فيما يقول المؤرخون ثمانية آلاف ، وفي تأريخ الطبري ٦ / ٦٣٢ ان أبا سوار العدوي قال : قتل سمرة من قومي في غداة سبعة واربعين رجلا ممن جمع القرآن ، وقد تحدثنا بصورة مفصلة عن جرائمه في كتابنا « حياة الامام الحسن » ٢ / ١٨٦ ـ ١٩١.
(٢٦٦) العذق : ـ بفتح العين ـ النخلة ، وبكسرها عنقود التمر.
(٢٦٧) في رواية الحذاء عن الامام أبي جعفر (ع) : « ما أراك يا سمرة إلا مضار اذهب يا فلان فاقلعها وارم بها وجهه؟
(٢٦٨) إيضاح الكفاية ٣ / ٤٣٩ مخطوط للمؤلف.