ويعفر بينهما.
______________________________________________________
كفاية مهمّه ، فيقول الرّبّ تعالى : ثم ما ذا فلا يبقى شيء من الخير إلاّ قالته الملائكة ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ثم ما ذا ، فتقول الملائكة : يا رب لا علم لنا ، فيقول الله تعالى : لأشكرنه كما شكرني ، وأقبل عليه بفضلي ، وأريه رحمتي » (١).
ويستحب فيه الدّعاء ، وأفضله الدعاء المأثور عن أهل البيت عليهمالسلام (٢) ، وروى الأصحاب أدنى ما يجزئ فيه أن يقول : شكرا ثلاثا (٣) ، وعن الصّادق عليهالسلام : « ان العبد إذا سجد فقال : يا رب يا ربّ حتّى ينقطع نفسه قال له الربّ عزّ وجل : لبّيك ما حاجتك » (٤).
قوله : ( ويعفّر بينهما ).
التعفير : تفعيل من العفر ـ بفتح العين المهملة والفاء ـ وهو التّراب ، والمراد به وضع الخدين على التّراب ، وبه : يتحقّق تعدد سجود الشكر ، لأنّ عوده إلى السّجود بعد التعفير سجود آخر ، وهو مستحبّ باتفاقنا ، لأنه موضع استكانة وتذلل ، وقد ورد به النقل عن أهل البيت عليهمالسلام (٥) وتتأدى السنة بوضع الخدّين على أي شيء كان ، وإن كان الأفضل وضعهما على التّراب.
فروع :
أ : تستحب هذه السّجدة بعد التعقيب بحيث تجعل خاتمته وذكر المصنّف لها هنا استطرادي.
ب : يستحبّ أن يسجد لاطئا بالأرض يفترش ذراعيه ويلصق صدره وبطنه بها ، وهو مروي عن أبي الحسن الثّالث عليهالسلام بلفظ ( يجب ) (٦) ، والمراد به : شدّة الاستحباب.
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٢٠ حديث ٩٧٨ ، التهذيب ٢ : ١١٠ حديث ٤١٥.
(٢) الفقيه ١ : ٢١٨ حديث ٩٧٢ ، التهذيب ٢ : ١٠٩ ـ ١١١ حديث ٤١٣ ، ٤١٦ ، ٤١٨.
(٣) الفقيه ١ : ٢٢٠ حديث ٩٧٧.
(٤) الفقيه ١ : ٢١٩ حديث ٩٧٥.
(٥) الفقيه ١ : ٢١٩ حديث ٩٧٣ ، التهذيب ٢ : ١٠٩ ـ ١١١ حديث ٤١٤.
(٦) الكافي ٣ : ٣٢٤ حديث ١٥ ، التهذيب ٢ : ٨٥ حديث ٣١٢.