وترك الإعراب في الأواخر ، والتأني في الأذان ، والحدر في الإقامة ،
______________________________________________________
قوله : ( وترك الإعراب في الأواخر ، والتأنّي في الأذان ، والحدر في الإقامة ).
أي : في فصول كلّ منهما ، لقول الصّادق عليهالسلام : « الأذان ولإقامة مجزوما » ، وفي خبر : آخر « موقوفا » (١).
ويستحبّ التأنّي في الأذان ، والحدر في الإقامة ، لقول الباقر عليهالسلام : « الأذان جزم بإفصاح الألف والهاء ، والإقامة حدر » (٢) ، والمراد بالألف ألف الله الّتي قبل الهاء وهي الّتي لا تكتب ، والهاء ما بعده في آخر الشهادتين.
ويراعى مع الحدر في الإقامة ترك الإعراب والوقوف على فصولها ، فيكره الإعراب فيها ، كما يكره في الأذان.
واستحباب ترك الإعراب يقتضي استحباب ترك الرّوم (٣) والإشمام (٤) والتّضعيف ، فإنّ فيها شائبة الإعراب ، ولو أعرب لم يخل بالاعتداد بهما وإن ترك الأفضل ، بل لو لحن فيهما لم يخل بذلك وإن كره.
ولو كان اللّحن مخلا بالمعنى كما لو نصب لفظ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مثلا ، فإنّه يخرج عن كونه خبرا ، أو مدّ لفظة ( أكبر ) بحيث صار على صيغة أكبار ، وهو : جمع كبر ، وهو الطبل ، ففي الاعتداد حينئذ تردّد.
وكذا لو أسقط الهاء من اسمه تعالى واسم الصّلاة ، والحاء من الفلاح ، لما روي عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يؤذن لكم من يدغم الهاء » ، قلنا : وكيف يقول؟ قال : يقول : « أشهد أن لا إله الاّ الله (٥) ، أشهد أنّ محمّدا رسول الله » (٦)
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٨٤ حديث ٨٧٤.
(٢) التهذيب ٢ : ٥٨ حديث ٢٠٣.
(٣) قال الجوهري : وروم الحركة الذي ذكره سيبويه هي حركة مختلسة مختفاة لضرب من التخفيف وهي أكثر من الإشمام لأنها تسمع ، الصحاح ( روم ) ٥ : ١٩٣٨ ، وانظر : القاموس ( روم ) ٤ : ١٢٣.
(٤) قال الجوهري : واشمام الحرف أن تشمه الضمة والكسرة وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع وانما يتبين بحركة الشّفة ولا يعتد بها حركة لضعفها ، الصحاح ( شمم ) ٥ : ١٩٦٢.
(٥) تجدر الإشارة الى أن النسخ الخطية والمصدر فيه اختلاف في رسم لفظ الجلالة ، وعليه إن كان السؤال عن كيفية إدغام الهاء فما أثبتناه هو الصحيح ، وان كان عن كيفية القول الصحيح ف ( الله ) هو الصحيح.
(٦) نقله ابن قدامة في المغني ١ : ٤٧٩ عن الدار قطني في الافراد.