تمهيد
يعتبر علم الفقه من أسبق العلوم الإسلامية وأوسعها ، فهو ـ بما فيه من فروع وما يرتبط به من علوم مثل اصول الفقه والقواعد الفقهية ومقاصد الشريعة والمسائل الخلافية والفقه المقارن وغيرها ـ يشكّل قسما عظيما من التراث الإسلامي.
وبالرغم من توسّع الطباعة ونشر الكثير من الكتب والرسائل الفقهية إلّا أنّ ما لم يطبع منها ليس بقليل ، سواء كان مدرجا في كتب الفهارس أو لم يكن.
فعلى ما أحصاه وأثبته أحد المراكز العلميّة أنّ عدد النسخ الخطيّة الموجودة في إيران يقارب / ٠٠٠ / ٣٠٠ عنوان وتشكّل النسخ الخطّية الفقهية والاصولية منها ما يقارب / ٠٠٠ / ٤٥ عنوان. وإذا لوحظت النسخ المتكرّرة منها ، وهي ما يعادل أربع نسخ لكلّ عنوان ، فتكون في إيران من الآثار الفقهية والاصولية ما يقارب / ٠٠٠ / ١١ عنوان. وطبق المعلومات المتوفّرة لدينا أنّ أكثر من نصف هذه العناوين لم يصلها نور الطباعة ولم تخرج إلى سماء النشر.
إنّ الاهتمام بهذه النسخ الخطّية وإحياءها وتحقيقها طبق قواعد التصحيح المعروفة يعتبر رسالة عظيمة وكبيرة ملقاة على عاتق النخب الحوزوية والجامعية ومفكّريهم ؛ إذ بإحياء هذه النسخ تحصل الكثير من الفوائد والتي نشير إلى بعضها فيما يلي :
١. إنّ الاعتناء بالتراث القديم وإحياءه يساعد كثيرا على تقوية الهوية الثقافية للمجتمع ، ويقوّي الجذور الأصلية للامم ، وذلك لأنّ الامّة التي تكون ذات تراث