وسمّيت السماء سماء؛ لأنّها وَسَمَ الماء ، يعني معدن الماء.
وإنّما سُمّيت الدنيا دنيا؛ لأنّها أدنى من كلّ شيء.
وسُمّيت الآخرة آخرة؛ لأنّ فيها الجزاء والثواب.
وسُمّي آدم آدم؛ لأنّه خُلِقَ من أديم الأرض؛ وذلك أنّ الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليهالسلام وأمره أن يأتيه من أديم الأرض بأربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها وحَزْنها (١) .
ثمّ أمره أن يأتيه بأربع مياه : ماء عذب ، وماء ملح ، وماء مرّ ، وماء منتن.
ثمّ أمره أن يفرّغ الماء في الطين ، وأدمه الله بيده فلم يفضل شيء من الطين يحتاج إلى الماء ، ولا من الماء شيء يحتاج إلى الطين ، فجعل الماءالعذب في حلقه ، وجعل الماء المالح في عينيه ، وجعل الماء المرّ في اُذنيه ، وجعل الماء المنتن في أنفه.
وإنّما سُمّيت حوّاء حوّاء؛ لأنّها خُلقت من الحَيَوان.
وإنّما قيل للفرس : أجد؛ لأنّ أوّل من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، وأنشأ يقول :
أجد (٢) اليوم وما |
|
ترك الناس دما |
__________________
(١) الحَزْنُ : ما غلظ من الأرض. لسان العرب ١٣ : ١١٣ / حزن.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : كأنّه من الإجادة ، أي أجد السعي ؛ لأنَّ الناس لايتركون الدّم ، بل يطلبونه منّي ، من الوجدان ، أي أجد النّاس اليوم لا يتركون الدم ، أو بتشديد الدال بمعنى الجدّ والسعي ، فرجع إلى المعنى الأوّل ، ومنهم من صحّف وقرأ الواو وحرف النفي.
دَمَاً ، أي أجد اليوم أخذت لنفسي دماً وانتقمت من عدوّي ، فيكون ترك الناس وماكلامه أعمّ والله يعلم ، وعلى الأوّل والثاني الظاهر أنّها كلمة زجر ، كما قالوا في عد : إنّهاكلمة زجر للبغل ( م ق ر رحمهالله ).