ـ ٩١ ـ
باب علّة سُرعة الفهم وإبطائه
[ ١٧٢ / ١ ] أبي (١) رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : الرجل آتيه اُكلّمه ببعض كلامي فيعرف كلّه ، ومنهم من آتيه فاُكلّمه بالكلام فيستوفي كلامي كلّه ثمّ يردّه (٢) عليَّ كما كلّمته ، ومنهم من آتيه فاُكلّمه فيقول : أعد عليَّ؟
فقال : «يا إسحاق ، أو ما تدري لِمَ هذا؟».
قلت : لا.
قال : «الذي تكلّمه ببعض كلامك فيعرف كلّه فذاك من عجنت نطفته بعقله (٣) ، وأمّا الذي تكلّمه فيستوفي كلامك ثمّ يجيبك على كلامك فذاك الذي ركّب عقله في بطن اُمّه ، وأمّا الذي تكلّمه بالكلام فيقول : أعد عليَّ ، فذاك الذي ركَّب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول : أعد عليّ» (٤) .
__________________
(١) في «س» : حدّثنا أبي.
(٢) ورد في حاشية «ج» : أي أصل الكلام كما سمعه ، أو يجيب على وفق ما كلّمته ، والأوّل أظهر . (م ق ر رحمهالله ).
(٣) ورد في حاشية «ج» : إعلم أنّه يحتمل أن يكون الكلام جارياً على وجه المجاز لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتيّة ، أي كأنّه عجنت نطفته بعقله مثلاً ، ويكون المرادأنّ بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل واستعداد فهم الأشياء وإدراك الخيروالشرّ عند كونها نطفة ، وبعضها عند كونها في بطنه ، وبعضها بعد كبر الشخص واستعمال الحواسّ وحصول البديهيّات وتجربة الاُمور ، وأن يكون المراد الإشارة إلى أنّ اختلاف المواد البدنيّة له مدخل في اختلاف العقل. والله يعلم. (م ق ر رحمهالله ).
(٤) أورده الكليني في الكافي ١ : ٢٠ / ٢٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١ : ٩٧ / ١٠.