في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي.
قال : فقال عليٌّ عليهالسلام : بلى يا رسول الله ، قال : فما دعاك إلى ماصنعتَ؟
فقال عليٌّ : والذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما كان منّي ممّا بلغها شيء ، ولاحدّثت بها نفسي.
فقال النبيّ : صدقت وصدقت.
ففرحت فاطمة عليهاالسلام بذلك وتبسّمت حتّى رأى ثغرها ، فقال أحدهما لصاحبه : إنّه لعجب لحينه ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة ، قال : ثمّ أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله بيد عليٍّ عليهالسلام فشبّك أصابعه بأصابعه فحمل النبيّ صلىاللهعليهوآله الحسن ، وحمل الحسينَ عليٌّ عليهماالسلام ، وحملت فاطمة عليهاالسلام اُمّ كلثوم وأدخلهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بيتهم ووضع عليهم قطيفة واستودعهم الله ، ثمّ خرج وصلّى بقيّة الليل ، فلمّا مرضت فاطمة عليهاالسلام مرضها الذي ماتت فيه أتياها عائدين واستأذنا عليها ، فأبت أن تأذن لهما فلمّا رأى ذلك أبو بكر أعطى الله عهداً أن لا يظلّه سقف بيت حتّى يدخل على فاطمة عليهاالسلام ويتراضاها ، فبات ليلة في الصقيع (١) ما أظلّه شيء ، ثمّ إنّ عمر أتى عليّاً عليهالسلام فقال له : إنّ أبا بكر شيخ رقيق القلب ، وقد كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في الغار ، فله صحبة وقد أتيناهاغير هذه المرّة مراراً نريد الإذن عليها ، وهي تأبى أن تأذن لنا حتّى ندخل عليها فنتراضى (٢) ، فإن رأيت أن تستأذن لنا عليها فافعل.
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : الصقيع : الذي يسقط من السماء بالليل شبنم شبيه بالثلج ، وقدصقعت الأرض فهي مصقوعة. الصحاح ٣ : ٥٢٣ / صقع.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» عن نسخة : «فترضى» أو «فتراضاها».