فالتفت أميرالمؤمنين عليهالسلام إلى الحسن بن علي عليهالسلام فقال : يا أبا محمّد ، أجبه ، فقال الحسن عليهالسلام : أمّا ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ فإنّ روحه معلّقة (١) بالريح ، والريح معلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة ، فإذا أذن الله عزوجل بردّ تلك الروح على صاحبها جذبت الروح الريح وجذبت الريح الهواء فأُسكنت الروح (٢) في بدن صاحبها ، وإذا لم يأذن الله بردّ تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح وجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأمّا ما سألت عنه من أمر الذّكر والنّسيان ، فإنّ قلب الرجل في حقّ وعلى الحقّ طبق ، فإن هو صلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله صلاة تامّة انكشف ذلك الطّبق عن ذلك الحقّ ، فذكر الرجل ما كان نسي.
وأمّا ما ذكرت من أمر الرجل يشبه (٣) أعمامه وأخواله ، فإنّ الرجل إذا أتى أهله بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب استكنت تلك النُطفة في تلك الرحم فخرج الرجل (٤) يشبه أباه واُمّه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعُروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النُّطفة في جوف تلك الرحم فوقعت على عرق (٥) من العروق ، فإن وقعت على عرق
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن يكون المراد بالروح : الروح الحيواني ، وبالريح : النفس ، وبالهواء : الهواء الخارج المنجذب بالتّنفّس ، والتعلّق والانجذاب غير مخفي على المتأمّل . (م ق ر رحمهالله ).
(٢) في «ع ، ح ، ش» : الريح.
(٣) في المطبوع زيادة : ولده.
(٤) في المطبوع : الولد.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : لعلَّ المراد أنّه إذا لم تضطرب النطفة تحصل المشابهة التّامّة ؛ لأنّ المني يخرج من جميع البدن ، فيقع كلّ جزء موقعه ، وإذا اضطربت