(وَلكِنْ) يقول للناس : (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ) عالمين وعاملين بأمر الله (بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) إن أهل الله حقا هم الذين يتعلمون ويعلمون ويعملون بما علموا.
٨٠ ـ (وَلا يَأْمُرَكُمْ) النبي (أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً) لأنه نبي التوحيد وعدو الشرك (أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) النبي يخرج الناس من الكفر إلى الإيمان ، فهل من المعقول أن يردهم بعد هذا الإسلام والإيمان إلى الكفر؟.
٨١ ـ (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ...) أي أخذ الله الميثاق على النبيين أن يبشروا أقوامهم بمحمد (ص) وفي الآية ٦ من سورة الصف أن عيسى قال من جملة ما قال : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وأوضح تفسير لهذه الآية ما روي عن الإمام علي (ع) : ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه العهد في محمد (ص) وأمره أن يأخذ العهد على قومه فيه بأن يؤمنوا به ، ويناصروه إذا أدركوا زمانه.
(قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا) أي قال الله للنبيين : أقررتم بمحمد وأخذتم على ذلك (إِصْرِي) أي عهدي على أممكم؟ (قالُوا) الأنبياء : (أَقْرَرْنا) بما أمرتنا (قالَ) الله : (فَاشْهَدُوا) على أممكم (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) الله وملائكته وأنبياؤه يشهدون على أخذ هذا العهد والميثاق على رؤساء الأديان ، ومع ذلك خالف وحرف أحبار اليهود والنصارى.
٨٢ ـ (فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) المتمردون من الكفار.
٨٣ ـ (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً) وهم العلماء (وَكَرْهاً) أي من حيث لا يشعرون وهم المقلدون للأجداد والآباء ، وما من شك أن هؤلاء هم الكثرة الكاثرة ، وكلا وعد الله الحسنى ، وفضل العلماء أجرا عظيما.
٨٤ ـ (قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ) تقدمت بالحرف الواحد في الآية ١٣٦ من سورة البقرة ، إضافة إلى وضوحها.
____________________________________
الإعراب : (لَما آتَيْتُكُمْ) يجوز كسر اللام على أنها حرف جر ، وما مصدرية ، والمعنى أخذ الله ميثاقهم لأجل ايتائه إياهم الكتاب والحكمة ، ويجوز أن تكون اللام مفتوحة على انها للابتداء ، ويعبر عنها بلام التوطئة أيضا ، وما شرط في محل نصب على انها مفعول لآتيتكم ، ثم جاءكم معطوف على آتيتكم.