رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) يعني محمدا (ص) أعلن القرآن الكريم في هذه الآية وغيرها أن الكتب السماوية بشرت بنبوة محمد (ص) وما من أحد استطاع أن يكذب بدليل هذا التحدي ، بل اعترف المنصفون من أهل الكتاب بهذه الحقيقة كعبد الله بن سلام وغيره ، ووضع علماء الإسلام عشرات الكتب في ذلك ، منها كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي ، وكتاب الرحلة المدرسية للشيخ جواد البلاغي ، وكتاب محمد رسول الله في بشارات الأنبياء لمحمد عبد الغفار ، وتقدم في الآية ١٤٦ من البقرة و ١٥٧ من الأعراف.
٧ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ) ابتدأ رسول الله (ص) دعوته إلى الإسلام ، بقومه فلم يكتفوا بالإعراض عنه وعنها بل تألبوا عليه وقالوا : إنه يفتري على الله! وقولهم هذا هو عين الظلم وعين الافتراء على الله.
٨ ـ ٩ ـ (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) والكون بمن فيه وما فيه فيض من نوره (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بإعلاء كلمة الإسلام ومظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
١٠ ـ ١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ) عرض سبحانه على عباده تجارة يربحون بها النجاة من غضبه وعذابه ، والفوز بمرضاته وثوابه ، وهي أن تلتهب قلوبهم بحرارة الإيمان والإخلاص ، ويسخوا بأموالهم وأنفسهم وسائر دنياهم من أجل العمل بما يدينون ويعتقدون ، لا يحرفون ويزيفون عقيدة ولا مبدأ تبعا للأهواء والأغراض ، ومتى توافرت هذه الصفات.
١٢ ـ (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ) فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
اللغة : المراد بالإسلام هنا الاستسلام لأمر الله والانقياد لأوامره ونواهيه. والمراد بنور الله دينه وبراهينه. وأفواههم كناية عن أكاذيبهم وأباطيلهم. ومتم مظهر وحواريو الرجل خاصته. وظاهرين غالبين.
___________________________________
الإعراب : (وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ) الجملة حال. ومفعول يريدون محذوف ، والمصدر من (لِيُطْفِؤُا) مفعول لأجله مع ذكر اللام أي يريدون الافتراء لأجل إطفاء نور الله. والله متم نوره الجملة حال. و (يَغْفِرْ) بالجزم جوابا لتؤمنوا لأنه أمر بصيغة الخبر أي امنوا يغفر لكم. و (يُدْخِلْكُمْ) طف على يغفر و (مَساكِنَ) عطف على جنات.