١١ ـ (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ ...) امتثل المسلمون ما أمر الله به ، وأعطوا للمشرك مهر زوجته التي نفرت منه مؤمنة إلى المسلمين ، ورفض المشركون أن يعطوا للمسلم مهر زوجته التي نفرت منه مرتدة إلى المشركين ، فأمر سبحانه المسلمين أن يعوّضوا على هذا المسلم ويعطوه من غنائم الحرب مع الكفار ما يعادل مهر زوجته الفارة منة ، ومعنى قوله تعالى (فَعاقَبْتُمْ) ظفرتم بالكفار وكانت العقبى لكم عليهم ، وغنمتم منهم الأموال ، فأعطوه منها مثل ما أعطى لزوجته المرتدة.
١٢ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) لما فتح رسول الله (ص) مكة بايعه الرجال على الطاعة والجهاد ، وبايعه النساء بالكلام لا باليد (١) ـ (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) لا صنما ولا غيره (٢) ـ (وَلا يَسْرِقْنَ) وعند هذا الشرط قالت هند أم معاوية : إن أبا سفيان شحيح وقد أصبت من ماله. فأقرها النبي على أن لا تزيد عن الحاجة (٣) ـ (وَلا يَزْنِينَ) تقدم في الآية ٢ من النور (٤) ـ (وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ) كما كانت الحال في الجاهلية ، وتقدم في الآية ٣١ عن الإسراء (٥) ـ (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) أي البطن لأن مكانها وسط بين اليدين والرجلين ، والمعنى لا ينسبن لقيطا إلى الأزواج ، ولا يكذبن في الحمل والطهر والحيض (٦) ـ (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) يعملن بشريعة الله حلالها وحرامها (فَبايِعْهُنَ) إذا أقررن بكل ما ذكر.
١٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا) ختم سبحانه هذه السورة بما بدأها من التحذير والنهي عن موالاة أعداء الله وأعداء المسلمين ، وفي طليعتهم اليهود المعنيون بقوله تعالى : (قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) ولعنهم بحقدهم على الإنسان والإنسانية جمعاء (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) على حذف مضاف أي من خير الآخرة وثوابها (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ) المكذبون بالبعث من عودة أصحاب القبور إلى الحياة الثانية.
___________________________________
الإعراب : (مُهاجِراتٍ) حال من المؤمنات. و (مُؤْمِناتٍ) مفعول ثان لعلمتموهن. و (تَرْجِعُوهُنَ) هنا بمعنى تردوهن ولذا عدي الفعل الى المفعول. والمصدر من (أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) مجرور بفي مقدرة. (فَبايِعْهُنَ) جواب إذا جاءك. ومن أصحاب القبول على حذف بعث أصحاب القبور والمجرور متعلق بيئس.