٦٢ ـ (إِنَّ هذا) الذي أخبرناك به يا محمد عن عيسى ومريم وغيرهما (لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) والحديث الصدق (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) أبدا ، واحد أحد لا أب لا ابن لا صاحبة لا شريك.
٦٣ ـ (فَإِنْ تَوَلَّوْا) وأبوا إلّا الشرك (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) ولا شيء أفسد من الفساد إلّا الشرك.
٦٤ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) اليهود والنصارى (تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) أي نحن وأنتم متفقون عليها ولا نشك فيها إطلاقا ، لأنها نزلت في القرآن والتوراة والإنجيل ، وهي (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ) فهل من يهودي أو نصراني يعترض على عبادة الله؟ وإذن لما ذا الصوامع والبيع؟ (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) وهل يرضى يهودي أو نصراني أن يقال له يا مشرك؟ (وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) وأيضا أي عاقل على وجه الأرض يؤله ويربّب إنسانا مثله؟ (فَإِنْ تَوَلَّوْا) وأبوا إلا الشرك والعناد (فَقُولُوا) أيها اليهود والنصارى (اشْهَدُوا) هذا تكرار وتوكيد لقولوا تماما مثل قول من قال لآخر : اشهد اعترف (بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) موحدون من دونكم أنتم أيها اليهود والنصارى ٦٥ ـ (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ) قال اليهود : كان إبراهيم يهوديا. وقال النصارى : بل كان نصرانيا ، فكذبهم سبحانه بمنطق العقل والبديهة حيث قال : (وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) نزلت التوراة على موسى بعد إبراهيم بألف سنة ، ونزل الإنجيل على عيسى بعد إبراهيم بألفي سنة ، فكيف يكون إبراهيم توراتيا أو إنجيليا؟ فأين الفهم والعقل؟
٦٦ ـ (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) أي جادلتم في المسيحية واليهودية كما هي في علمكم واعتقادكم (فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) وهو دين إبراهيم ، ما لكم ولإبراهيم وما كان عليه؟ تكلّموا عن أنفسكم وما تدينون ، واتركوا الحديث عن غيركم لأهل العلم والمعرفة.
٦٧ ـ (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا) لأنه سبق ملّة اليهود والنصارى بأمد طويل (وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً) بعيدا عن كل عقيدة زائفة محرفة (مُسْلِماً) منقادا لله (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فمن ادعى أنه على ملّته فليقل : لا إله إلّا الله على المنابر والمآذن ، ان كان من الصادقين.
٦٨ ـ (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ) أحقهم بالانتساب إلى دينه (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) واستجابوا لدعوته في زمانه وبعده