اللهِ) لا بقدرتي (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) من يولد أعمى (وَالْأَبْرَصَ) الذي في جلده بياض منفر (وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) بقدرته وأمره ، وكرر ليسد الباب على كل متقول بغير الحق (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) وهذا الإخبار بالغيب ليس من عند عيسى (ع) بل بوحي من الله إليه (إِنَّ فِي ذلِكَ) إشارة إلى المعجزات المذكورة (لَآيَةً لَكُمْ) واضحة على نبوتي (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي تريدون أن تؤمنوا بالحق لوجه الحق.
٥٠ ـ (وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ) أؤمن بها كما تؤمنون (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) كالشحم ولحم الإبل وبعض أنواع السمك (وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) كرر للتأكيد بأن الذي يقوله ويفعله ليس من عنده بل من عند الله ، وإن هو إلا عبد مأمور.
٥١ ـ (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) فلا تنسبوني إلى الربوبية (فَاعْبُدُوهُ) ولا تعبدوني (هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) دون سواه.
٥٢ ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ) والإصرار عليه (قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) أين المؤمنون الذين يناصرون دين الله ، ويحامون عنه؟ (قالَ الْحَوارِيُّونَ) حواري الرجل صفوته وخاصته (نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) هذا دليل على أن إسلام القرآن هو دين الله منذ وجد وإلى ما لا نهاية.
٥٣ ـ (رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ) في كتبك وعلى رسلك (وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ) عيسى (فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) لك بالوحدانية ولرسلك بالصدق.
٥٤ ـ (وَمَكَرُوا) صمم أعداء عيسى من بني إسرائيل على اغتيال عيسى وقتله حيث لا حيلة ولا وسيلة للخلاص منه إلا بهذا السبيل (وَمَكَرَ اللهُ) أي وأبطل الله مكر هؤلاء وعاقبهم بعقاب الماكرين المحتالين ، وجعل عيسى بمنجاة من مكرهم (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) أي خير من يعاقب الماكر الغادر بما يستحق.
٥٥ ـ (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) وفاة طبيعية وعادية كسائر الناس ، وعاصمك من القتل جهرة وغيلة (وَرافِعُكَ إِلَيَ) أي الى ما أعددته لك من حسن المآب والثواب (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وأريحك من
____________________________________
الإعراب : (وَمُصَدِّقاً) مفعول لفعل محذوف ، أي وجئتكم مصدقا ، والجملة عطف على جملة جئتكم.