١٣ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ) هذا تهديد للذين تآمروا على اغتيال الرسول الأعظم (ص) واضطروه إلى الهجرة ، وتقدم في الآية ٣٠ من الأنفال.
١٤ ـ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ...) ليس سواء من أخذ الحق من معدنه ، ويصدر عنه في جميع تصرفاته ، ومن قاس كل ما في الوجود بالملذات والنقود.
١٥ ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) وهم الذين يتركون معاصي الله في الخلوات (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) باق على طبيعته وصفائه بلا تغيير وتلويث وتكدير (وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) وأيضا لم تستخرج دسومته كاللبن الذي نشتريه من الأسواق (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) هي خمر بالاسم فقط ، لأنها لا تسكر ، وفي كتب اللغة الخمر : كل شراب مسكر ، وفي الحديث النبوي «كل مسكر حرام ، وكل مسكر خمر» ومعنى هذا أن غير المسكر ليس بخمر (وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) صاف وخال من الشمع وغيره (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) وكل الملذات الروحية والمادية ، وفوق ذلك لا ألم أي لا خوف وقتال ، ولا همّ وعيال ، وشغل الفكر والبال ، ومن هنا قال كثير من الفلاسفة : لا معنى للذة إلا عدم الألم (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) في الكلام حذف دلّ عليه السياق ، والتقدير أفمن هو خالد في الجنة كمن هو خالد في النار لا يستوون.
١٦ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) يا محمد ، كان المنافقون يحضرون مجلس النبي (ص) ويستمعون منه حتى إذا خرجوا قالوا ، ساخرين لبعض من كان حاضرا من علماء أهل الكتاب : نحن لم نفهم ما ذا قال محمد ، فهل فهمتم
___________________________________
الإعراب : (وَكَأَيِّنْ). بمعنى كم ، ومحلها الرفع بالابتداء وجملة (أَهْلَكْناهُمْ) خبر. وضمير الغائب في أهلكناهم يعود الى أهل القرية. (أَفَمَنْ) مبتدأ وكمن خبر. (مَثَلُ الْجَنَّةِ) مبتدأ أول وأنهار مبتدأ ثان وفيها خبره والجملة خبر الأول ، وقيل : خبر مثل الجنة محذوف تقديره ما أتلوه عليكم من أوصافها. (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف أي أنواع من كل الثمرات. و (مَغْفِرَةٌ) مبتدأ والخبر محذوف أي ولهم مغفرة ومن ربهم متعلق بمغفرة. كمن هو خالد في النار خبر لمبتدأ محذوف أي : أمن هو خالد في الجنة آمن هو خالد في النار ... آنفا ظرف زمان عند الزمخشري وحال عند أبي حيان الأندلسى. أي قريبا.