اليوم فسيارات «وموديلات» (وَالْأَنْعامِ) الإبل والبقر والغنم ، (وَالْحَرْثِ) الزرع ، والمراد بهما كل وسائل الإنتاج دون استثناء (ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) وهو خير وكمال وقوة وجمال إلّا أن يكون على حساب الآخرين ، فإنّه نار وجحيم (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) ونعوذ به من سوء المرجع.
١٥ ـ ١٦ ـ (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) النساء والمال والأولاد (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) وأحسنوا (عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) من الجهل المميت والخلق المقيت لا من الحدث والخبث فقط (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ) أكبر وأعظم.
١٧ ـ (الصَّابِرِينَ) على الكفاح في سبيل الحق والعيال (وَالصَّادِقِينَ) في الأقوال والأفعال (وَالْقانِتِينَ) المطيعين (وَالْمُنْفِقِينَ) من كدحهم ولا يعيشون كلا على الآخرين (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) لأنها أبعد عن شبهة الرياء علما بأن خدمة الإنسان لأخيه أفضل من عامة الصلاة والصيام وتلاوة القرآن الكريم بكرة وعشيا.
١٨ ـ (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) شهد سبحانه بذاته لذاته على أنه الخالق الوحيد بصنعه وآثاره ، وشهد محمد بذاته على نبوته برسالته وسيرته وسنته ، وهكذا كل مبدأ ودين وعالم وعظيم ، يشهد لنفسه بنفسه بما يترك للناس من ثمار وآثار (وَالْمَلائِكَةُ) تؤمن بالله فطرة وطبيعة (وَأُولُوا الْعِلْمِ) يؤمنون ويدعون إلى الإيمان بالحجة الكافية الوافية (قائِماً بِالْقِسْطِ) بالعدل في الدين والشريعة وسنن الطبيعة.
١٩ ـ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) حتى الدين الذي أوحي إلى نوح والنبيين من بعده ، لأن الإسلام يقرّ كل وحي سابق ويعترف به ، ومعنى هذا أن دين محمد ينطوي على كل الأديان السماوية وزيادة (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) من اليهود والنصارى (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) بلسان موسى وعيسى (بَغْياً) طلبا لحطام الدنيا (بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) والويل لمن خفّت موازينه.
____________________________________
الإعراب : (أَأُنَبِّئُكُمْ) الهمزة للاستفهام ، والشيء المستفهم عنه ينتهي عند قوله تعالى (عِنْدَ رَبِّهِمْ) و (جَنَّاتٌ) كلام مستأنف ، كأنه قيل : ما هو ذاك الخير؟. فقيل : هو جنات ، فجنات خبر مبتدأ محذوف ، و (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا) محل نصب على المدح ، أي أعني. أو امدح الذين الخ. ومثله (الصَّابِرِينَ) ، وبقية الصفات معطوفة على الصابرين.