(إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) بلا عوض.
٩ ـ (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) إلّا من دام عماه عن الحق.
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله وبالعدل والحق والإنسان وحقوقه (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ) رحمة (اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) أبدا لا جاه ولا مال ولا أولاد ورجال ولا شيء يمجد إلّا العمل الصالح والقلب السليم.
١١ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) كدأب خبر لمبتدأ محذوف أي دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كقوم نوح وعاد وثمود (كَذَّبُوا بِآياتِنا) وهي النذير المبين (فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ) أخذا وبيلا.
١٢ ـ (قُلْ) يا محمد (لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ) لأنكم على ضلال ، ولأن للحق سلاحا لا تراه الأعين (وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) والقرار.
١٣ ـ (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ) واضحة الدلالة على صدق محمد (ص) وهي (فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ) إشارة إلى وقعة بدر (يَرَوْنَهُمْ) المشركون يرون المسلمين (مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) أي مثلي المشركين في العدد ، وكان هؤلاء قريبا من ألف ، والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر حقيقة وواقعا ، ولكنهم في أعين المشركين قريبا من ألفين (وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) فليست العبرة بالقلّة أو الكثرة ، بل بالثبات والإخلاص من العبد والتوفيق من الله (إِنَّ فِي ذلِكَ) في الفئة القليلة تغلب الفئة الكثيرة (لَعِبْرَةً) لعظة (لِأُولِي الْأَبْصارِ) الأبرار.
١٤ ـ (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ) للإنسان عقل وضمير ، وله كذلك رغبات ومطامح إلى أشياء كثيرة أشار سبحانه إلى أهمها بقوله : (مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ) وليست كل زوجة ريحانة ولا كل ولد قرّة عين ولكن المسألة هي طبع وغريزة وكفى (وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) والقناطير كناية عن الكثرة ، والذهب والفضة هنا ، لكل النقود بشتى أنواعها (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) المعلمة أو المرعبة ، أما
____________________________________
الإعراب : (شَيْئاً) مفعول مطلق ، لأن المراد به هنا شيء من الإغناء ، و (كَدَأْبِ) متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير دأبهم (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) ، (فِئَةٌ) مرفوع بالابتداء ، والخبر محذوف ، أي من الفئتين فئة ، ويجوز الجر على انها بدل بعض من فئتين ، والنصب على الحال ، و (رَأْيَ الْعَيْنِ) مفعول مطلق ليرونهم.